سؤالي هذا قد يبدو ساذجا لأن أصغر طفل في مصر يعرف الإجابة عليه وهي بالطبع هناك تأثير كبير بالسلب طبعا سوف يصيب القطاع السياحي.
لكن المشكلة ليست في التأثير المباشر بسبب وقف تدفق الأفواج السياحية القادمة من الصين فمن الطبيعي أن تتوقف هذه الأفواج الي إشعار آخر حتي القضاء علي الفيروس المدمر.
بالتوازي واذا ما تزاديت أعداد المصابين في الدول الأوروبية فسوف تتخذ موقفا صارما تجاه رحلات السفر إلى الخارج مما سوف يؤثر أيضا على القطاع السياحي بالسلب.
عند تفشي الأوبئة والأمراض تعمد الدول إلي تقليص حركة التنقل بكافة أشكالها في محاولة لمحاصرة البؤر التي ظهر فيها المرض إضافة الي عنصر هام لم يتطرق إليه المحللون وهو شعور المواطن بالخوف وتفضيله قضاء عطلته داخل منزله بديلا عن رحلة سفر قد تؤدي الي أشياء غير محمودة الجوانب.
هناك بعض الجهلاء بدأوا في تحليل وبيان سبب انتشار المرض في الصين وارجعوه الي انه عقاب من الله لأهل الكفر والضلال ولكنها تحليلات تافهة تنم عن جهل واستخدام لورقة الدين لتغييب عقول الجهلاء والسيطرة عليها لأن هذا المرض ماهو الا تطور لفيروس ظهر في منطقة الشرق الأوسط التي تعج بملايين المسلمين فهل كان الله يريد عقاب المسلمين حينها وهل سقوط السيول علي الحجاج يوم عرفة هو عقاب من الله لحجاج بيته الحرام ام أن هذه التأويلات مجرد خزعبلات ينطق بها بعض الجهلاء ممن للأسف الشديد لهم القدرة على إقناع الناس بكل ماهو أسطوري وغير حقيقي لاكتساب شعبية كاذبة وتحقيق أهداف خبيثة.
المهم هل فكرت وجهزت الحكومة خططا محكمة للتعامل مع المرض اذا لا قدر الله ظهر في مصر وهل هناك نية لإستيعاب العمال الذين يشتغلون بالعمل السياحي اذا ما تدهور الوضع في القطاع السياحي.
هذا ما يجب التخطيط له وبعناية ودقة فأعداد العاملين بالقطاع السياحي لا يستهان بها والكل يعلم أن القطاع يقوم علي القطاع الخاص اي انه في حالة توقف السياحة أو انخفاض اعداد الوافدين فإن القطاع الخاص لن يستطيع دفع رواتب العاملين مما سوف يسبب أزمة كبيرة لابد من توقعها ووضع حلول حتي لو لم تكن بالشكل المثالي ولكن علي أقل تقدير محاولة استيعاب جزء من تلك العمالة في وظائف اخري.
وكنت اتمني من الإعلام أن يتنازل مشكورا عن استضافة الفنانين والفنانات والطباخين والطباخات ويبدأ في تخصيص فقرات توعية بكيفية الوقاية من المرض الفتاك وان تهتم وزارة السياحة بعمل دورات توعية للعاملين بالقطاع السياحي حتي نعرف مع من نتعامل ومدي خطورة هذا المرض الذي اربك حسابات اقوي الدول.
مصر إن شاء الله محفوظة بعناية الله ولكن دون توكل أو إستكانة وباتباع العلم فقط في مواجهة مرض خطير مازال يحصد أرواح البشر.
واتمني ان يكون هناك متابعة مستمرة لمكاتب الحجر الصحي بكافة المطارات لأن الاهمال ولو لثانية واحدة قد يؤدي الي كوارث.
حفظ الله مصر جيشا وشعبا