تأسست وزارة الحج والعمرة على يد المغفور له - بإذن الله - الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - منذ ما يناهز ثلاثة أرباع القرن ، وهي إحدى الجهات الحكومية التى تضطلع بدور حيوي في تنفيذ سياسة المملكة فيما يتعلق بخدمة ضيوف الرحمن .
لقد قيض الله للمملكة ملوكاً سطروا بأحرف من نور أعمالاً بارزةً ، ستظل خالدة على مر العصور ، ولم يدخر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ، أي جهد كباقي أشقائه من الملوك في خدمة ضيوف الرحمن ، بل يوجه - بصفة مستمرة - مختلف الجهات الحكومية والأهلية ذات العلاقة بخدمتهم ، ومضاعفة الجهود ، وبذل كل ما من شأنه التيسيرعلى الحجاج والمعتمرين .
إن الوزارة أمانة ثقيلة لها أبعادها ، وقد تعاقب على حمل أعباء حقيبة وزارة الحج والعمرة حتى الآن تسعة وزراء ، شهد لهم الجميع بالكفاءة والتفاني في العمل ، وكان لي الشرف بمعاصرة ثلاثة منهم عن قرب ؛ نظراً لأنني أقوم بتغطية أخبار الوزارة للإعلام المصري من خلال قناة الاتصال بيني وبين الزملاء في العلاقات العامة والإعلام وعلى رأسهم الأخ الكبيرالأستاذ علي الغامدي .
لقد تشرفت بلقاء الدكتور فؤاد بن عبد السلام الفارسي بمكتبه في جدة في أواخر عام 2011 م ، وقمت معه بإجراء حوار صحفي ، ووجدت نفسي أمام رجل من طراز فريد يتصف بالإخلاص والنزاهة والأمانة ، وفي مستهل عام 1437 هـــ ، كان لي شرف التكريم من الدكتور بندر بن محمد حمزة حجار ، من خلال فعاليات حفل جائزة الوزارة للأعمال الإعلامية ، أما الوزير الحالي الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن ، فأنا أتوق وأتشوق للقاء به ، فمنذ أن حمل على عاتقه حقيبة الوزارة في شهر رجب عام 1437 هــــ ، وهو يقوم بأعمال جليلة يشهد بها القاصي والداني ؛ لخدمة الحجاج والمعتمرين ، فمنذ أيام قليلة مضت كان في استقبال أول طلائع الحجاج الذين وطئت أقدامهم أرض المملكة قادمين من جمهورية بنجلاديش ؛ لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام ، مرحباً بهم سائلا المولى - في علاه - أن يوفقهم لأداء مناسكهم في راحة واطمئنان ، و يمن عليهم بالقبول ، مُشيداً بالجهود والتسهيلات الكبيرة التي هيأتها حكومة المملكة العربية السعودية بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ، وسمو ولي عهده الأمين بتقديم أرقى الخدمات لضيوف الرحمن منذ وصولهم وأثناء مدة إقامتهم في المملكة لأداء المناسك ، وحتى مغادرتهم إلى أوطانهم سالمين غانمين .
لقد بدأت وزارة الحج و العمرة في العمل على تنفيذ خططها التشغيلية ، والتي يتم إعدادها بعناية لخدمة الحجاج ، فقد دأب الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن وزير الحج والعمرة ، ونائبه الدكتور عبدالفتاح بن سليمان مشاط ، - منذ وقت مبكر- على استقبال رؤساء الوفود ضمن برنامج استقبال وفود مكاتب شؤون الحج ؛ لبحث وإعداد الترتيبات الخاصة بهم ، والتي سوف تمكنهم - بمشيئة الله - من أداء وتقديم أفضل الخدمات لهم بكل راحة واطمئنان .
إن التاريخ سوف يشهد للدكتور بنتن ، بأنه أول وزير قام بتنفيذ آلية مبادرة نقل الأمتعة للحجاج ، والتي تشرف عليها الوزارة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة بنقل أمتعة الحجاج من صالات الحج والعمرة بمطار الملك عبد العزيز بجدة إلى مساكنهم ؛ بهدف تقليص مدة الانتظار ، وتسهيل إجراءات وصول الحجاج بما يسهم في تحقيق أحد أهداف مستهدفات رؤية المملكة 2030 .
ولا يفوتني في هذا المقام أن أنوه بالجهود المباركة التي يقوم بها الدكتور عبد الفتاح بن سليمان مشاط ، نائب وزير الحج والعمرة في خدمة ضيوف الرحمن ، والتي تأتي تأكيداً على اهتمام القيادة الرشيدة بضيوف الرحمن ، وخدمتهم بالمستوى الذي يرضيهم ، و باتباع أرقى المعايير لتقديم الأفضل .
وختاماً أقول : إن النجاحات المتواصلة في وزارة الحج والعمرة ، والتي يحمل أمانتها الدكتور بنتن ، ونائبه الدكتور مشاط ، ما هي إلا نتاج للاهتمام والرعاية الكبيرة التي توليها القيادة الرشيدة للحرمين الشريفين وقاصديهما ، ضمن منظومة عمل متكاملة من جميع الجهات المعنية لخدمة ضيوف الرحمن ، فجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء .