هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

روح أكتوبر المجيدة والتمسك بالسلام


ذكرى حرب أكتوبر وذكرى الرئيس محمد انور السادات من الذكريات الراسخة في قلوب وعقول المصريين مهماً طال الزمن ، حيث تعد حرب أكتوبر 1973 المجيدة علامة مضيئة في تاريخ العسكرية المصرية العريقة ، فقد حققت مصر انتصاراً سيظل خالداً في وجدان الشعب المصري وفي ضمير الأمة العربية عندما قام الرئيس السادات بالتعاون مع الأجهزة الأمنية والعسكرية المصرية بأكبر عملية خداع إستراتيجي تُدرس في العديد من المناهج والأكاديميات ، فتم اعادة بناء الجيش المصرى خلال ستة سنوات فقط من هزيمة ونكسة 1967 التى تم فيها تدمير وقصف الطائرات المصرية فى قواعدها ، وعلى الرغم من ذلك حققت مصر المعجزة وتمكنت من الانتصار وتحطيم اسطورة الجيش الاسرائيلى الذى لا يقهر ، حيث قال الرئيس السادات " لقد أفقدنا العدو المتغطرس توازنه في 6 ساعات، واستعادت الأمة الجريحة شرفها... وإن هذا الوطن يستطيع أن يطمئن ويأمن بعد خوف أنه قد أصبح له درع وسيف " ومن الاخبار الجيدة فى هذا الاطار واحتفاءً بالذكرى الثانية والخمسين لانتصار الجيش المصري في حرب أكتوبر المجيدة أعلن قطاع الإنتاج الوثائقي بشركة المتحدة للخدمات الإعلامية إنتاج الفيلم الوثائقي "السادات والمعركة"، وعرضه على شاشة قناة "الوثائقية" ، ويتناول الفيلم السنوات الأولى في فترة حكم الرئيس السادات، منذ تنصيبه رئيسًا عام 1970، حتى بدء حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، التي كُللت بالعبور وتحقيق النصر على إسرائيل، واستعادة الأراضي المصرية كاملةً ، فانتصار اكتوبر 1973 ملحمة سطرها الجيش والشعب بالايمان والعزيمة والتحدى والتخطيط الدقيق والمفاجأة الاستراتيجية من أجل تحقيق النجاح العسكري ، فالرئيس السادات بطل الحرب والسلام ، وحرب اكتوبر حرب العزة والكرامة.
اننا فى حاجة لروح حرب اكتوبر التى جسدت قيم الصبر والإصرار والتضحية التي تحلى بها ابناء مصر فى ملحمة وطنية متكاملة لتحرير الأرض ، فحرب أكتوبر إرادة شعبية رافضة للتفريط في أي حبة رمل ، وعملاً عسكرياً مبدعاً بغرض السلام ، فالرئيس السادات روج للسلام من منطلق قوة الانتصار حيث قال فى خطابه بالكنيست الاسرائيلى بعد انتصار اكتوبر " السلام لنا جميعا .. على الأرض العربية و فى إسرائيل .. وفى كل مكان من أرض هذا العالم الكبير المعقد بصراعاته الدامية، المضطرب بتناقضاته الحادة، المهدد بين الحين والحين بالحروب المدمرة، تلك التى يصنعها الإنسان ليقضى بها على أخيه الإنسان وفى النهاية،  وبين أنقاض ما بنى الإنسان وبين أشلاء الضحايا من بنى الإنسان، فلا غالب ولا مغلوب، بل إن المغلوب الحقيقى دائما هو الإنسان، أرقى ما خلقه الله، الإنسان الذى خلقه الله ، كما يقول غاندى قديس السلام ، لكى يسعى على قدميه يبنى الحياه.. ويعبد الله".وقد جئت اليكم اليوم على قدمين ثابتتين، لكى نبنى حياه جديدة لكى نقيم السلام وكلنا على هذه الأرض، ارض الله : كلنا مسلمون ومسيحيون ويهود .. نعبد الله ولا نشرك به أحدا .. وتعاليم الله .. ووصاياه .. هى حب وصدق وطهاره وسلام ." فمصر تتمسك بالسلام وتسعى للسلام لأننا لسنا دعاة حرب ولكن إذا فرض علينا القتال فنحن أهله ، ولكن السلام له شروط حيث قال الرئيس عبد الفتاح السيسى " إن السلام كي يكتب له البقاء لا بد من أن يشيّد على دعائم العدالة والإنصاف لا أن يفرض فرضا أو يملى إملاء.، فالتجربة المصرية فى السلام مع إسرائيل لم تكن مجرد اتفاق بل كانت تأسيسا لسلام عادل رسخ الاستقرار وأثبت أن الإنصاف هو السبيل الوحيد للسلام الدائم ... فالمصالحة لا المواجهة هي السبيل الوحيد لبناء مستقبل آمن لأبنائنا .
 نجحت مصر فى ظل القيادة السياسية الحكيمة فى عبور الازمات والتحديات الداخلية والخارجية التى شهدتها المنطقة من توترات أمنية متكررة وازمات اقليمية ودولية ومحاولات اسرائيلية لإعادة احتلال الاراضى العربية واعادة رسم خريطة الشرق الاوسط وتفريغ غزة من اهلها وتهجير الفلسطينيين ، يأتى ذلك فى ظل انهيار الجيوش العربية وظهور الميليشيات العسكرية وفقدان الامن والامان وانتشار التطرف ، وعلى الرغم من ذلك قامت مصر بسياستها الحكيمة بدعم القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وتفعيل مسار حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لوقف الصراع والتصعيد في المنطقة ، ورفض التهجير القسرى او الطوعى لأهل غزة واعتباره خط احمر ، ورفض إجبار الشعب الفلسطيني على البقاء تحت نيران القصف الإسرائيلي أو التجويع أو الطرد ، والنجاح في فك الحصار لضمان وصول المساعدات للمدنيين المحاصرين في غزة ، ونجاح جهود الوساطة المصرية لوقف الحرب على غزة وتبادل الأسرى بين الجانبين، للتوصل إلى اتفاق المرحلة الاولى من خطة السلام لتخفيف من التصعيد، وعودة الاستقرار لقطاع غزة ، كل ذلك يستلزم استعادة روح اكتوبر فى كل اعمالنا والتماسك بين افراد المجتمع للعبور لبر الامان ولاقتلاع الارهاب من جذوره ، ويظل الجيش المصرى درة التاج لدول المنطقة والحصن المنيع والدرع الواقى لصد مخططات توريط مصر ومؤسساتها او العبث بمقدراتها ، فتحية لكل مصري استشهد من أجل الدفاع عن الوطن ، ولكل من شارك في حرب أكتوبر ومكن الجيش المصري من عبور قناة السويس واجتياح خط بارليف ، فلك يا مصر السلامة وسلاماً يا بلادي ، حفظ الله مصر من اعدائها ، وكل عام وانتم بخير بمناسبة ذكرى حرب اكتوبر المجيدة.