رغم أننى تعودت ألا أتعامل مع الكيان الصهيونى بإستهزاء لإدراكى إنهم يخططون لكل شئ وهمى ، ويبذلون كل الجهد لتحويله الى واقع ، لذلك توقفت أمام آخر أكاذيبهم التى لا تنتهى من أجل خلق ما يدعم أوهامهم فى مسرحيتهم الجديدة بعد تدميرهم للكنوز والمبانى الأثرية فى غزة، فقد زعم بنيامين نتنياهو أنه حاول إستعادة “لوح سلوان” المحفوظ في متحف إسطنبول منذ أكثر من قرن.. خلال لقائه رئيس الوزراء التركي الأسبق مسعود يلماز عام 1998، وقدّم له عرضًا استثنائيًا يقضي بمنح تركيا جميع الآثار العثمانية الموجودة في إسرائيل مقابل أن تعيد أنقرة اللوح الحجري الوحيد لإسرائيل.
وبكل بجاحة يخاطب الرئيس التركي أردوغان: “هذه مدينتنا يا أردوغان، وليست مدينتكم. ستبقى دائمًا مدينتنا، ولن تُقسّم مجددًا.”
ويرد اردوغان عليه بأن تركيا لن تتنازل عن النقش التاريخي: “لن نعطيكم اللوح، ولا حتى حجرًا واحدًا من القدس.” و أن اللوح نُقل إلى إسطنبول بشكل قانوني خلال الحقبة العثمانية، وهو جزء من المقتنيات الوطنية التركية التي لا يمكن التفريط بها.
يعنى يتشاجر اثنان من المحتلين على لوح ليس ملكهما وكأن فلسطين وأثارها ليست ملكا للشعب الفلسطينى، تركيا أخذته أثناء احتلالها لفلسطين وإسرائيل تطالب به باعتبارها المحتل الجديد !!
في البداية يُعتبر “لوح سلوان” من أبرز الشواهد الأثرية في القدس، إذ يوثق حفر نفق حزقيا في القرن الثامن قبل الميلاد، اثناء وجود اليهود كما يزعم نتن ياهو متجاهلا حقائق التاريخ التى تؤكد جميعها الوجود العابر لليهود فى منطقة تنتمى للكنعانيين، جدود العرب وليس اليهود ،
وفى البداية تعالوا نناقش الأمر حتى لو كان هذا ما يهدف اليه اليهود بجرك لنقاش جدلى وتاريخهم مع نبى الله موسي خير شاهد، أقول فى البداية إذا كان أى محتل أو عابر لبلد له الحق فى المطالبة به ولو بعد مئات او الاف السنين، فهل يطالب العرب الآن بالاندلس وكل البلاد التى فتحوها أو أحتلوها من الصين الى أوروبا وأفريقيا وأسيا ؟
• هل يطالب الروس بفرنسا أو المانيا أو العديد من الدول التى كانت تقام عليها الامبراطورية الروسية ؟
• هل تطالب مصر بما كان ينتمى للمالك المصرية منذ عصور قدماء المصريين وحتى الخمسينات من القرن الفائت ؟
• وهل تطالب بريطانيا وفرنسا والفرس والروم بالدول التى احتلوها يوما ما ؟
ثانيا : تعالو نناقش فى البداية تاريخ فلسطين ووجود العرب واليهود في فلسطين .. وطبقا للمراجع التاريخية الوجود العربي في فلسطين يعود إلى آلاف السنين. . حيث بدأت الهجرات البشرية الهامة إلى فلسطين مع قدوم الكنعانيين من شبه الجزيرة العربية في الألفية الثالثة قبل الميلاد (حوالي 2500 ق.م)، وقد أطلقوا على المنطقة اسم "أرض كنعان"، وعاشت في فلسطين قبائل عربية أخرى مثل اليبوسيين، الذين بنوا مدينة القدس ومدن أخرى مثل اريحا مازال حتى الآن..
* الأنباط والغساسنة: كانت هناك قبائل عربية أخرى مثل الأنباط والغساسنة، التي شكلت ممالك في منطقة الشام وأثرت على الحياة في فلسطين خلال الفترتين الرومانية والبيزنطية.
العصور الوسطى
* الفتح الإسلامي: في عام 638 ميلاديًا، تم فتح فلسطين على يد الخليفة عمر بن الخطاب، مما أدى إلى تعزيز الوجود العربي في المنطقة. ازدهرت المدن العربية الإسلامية مثل القدس وعكا وغزة، وأصبحت فلسطين جزءًا أساسيًا من الخلافة الإسلامية.
* الحكم الأيوبي والمملوكي: استمر الوجود العربي القوي خلال هذه الفترة، خاصة مع الحملات الصليبية. قاد صلاح الدين الأيوبي العرب والمسلمين لاستعادة القدس، وأصبحوا المدافعين الرئيسيين عن فلسطين.
العصور الحديثة
* الحكم العثماني: خلال الحكم العثماني (من 1517 إلى 1917)، كان غالبية سكان فلسطين من العرب، حيث شكلوا النسيج الاجتماعي والاقتصادي والثقافي للمنطقة.
* فترة الانتداب البريطاني: بعد انهيار الدولة العثمانية، وخلال فترة الانتداب البريطاني (1917-1948)، بدأت الهجرات اليهودية الكبرى (العلية) إلى فلسطين، مما أدى إلى تغيرات ديموغرافية كبيرة. مع ذلك، ظل العرب هم الأغلبية السكانية في فلسطين حتى عام 1948ا
والوجود اليهودي في فلسطين، وبحسب الرواية التوراتية، بدأ مع سيدنا إبراهيم عليه السلام في الألفية الثانية قبل الميلاد. وقد استقر بنو إسرائيل لاحقًا في فلسطين بعد عهد النبي موسى.. والتاريخ يذكر قيام المملكة اليهودية الموحدة في الفترة من حوالي 1050 ق.م. إلى 930 ق.م. تحت حكم شاول، داود، وسليمان. وبعد وفاة سليمان، أنقسمت المملكة إلى مملكتين: مملكة إسرائيل الشمالية التى أستمرت لأكثر من 200 عام ، ومملكة يهوذا الجنوبية التى أستمرت حوالي 350 عامًا حتى دمرها البابليون عام 586 ق.م.، وبدأ بعدها الشتات اليهودي
يعنى اليهود عاشوا حوالى 550 سنة متقطعة فى ممالك لهم ، فى حين إن العرب عاشوا الاف السنين .. كان اليهود فيها أقلية دينية اذا وجدوا ،وبشكل متقطع ومحدود عبر العصور.
وحتى الهجرات الصهيونية فى العصر الحديث بدأت إلى فلسطين في أواخر القرن التاسع عشر، نتيجة لظهور الحركة الصهيونية التي دعت إلى إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.
وحتى اليهود كجماعة دينية كما يرى د. عبد الوهاب المسيرى ليسوا قومية واحدة، بل هم جماعة دينية انتشرت في أنحاء العالم، وإن الصهيونية هي حركة سياسية أستغلت الدين اليهودي لتحقيق أهداف استعمارية.
وبالأرقام و بعد قرون طويلة من الوجود اليهودي كأقلية صغيرة في فلسطين، بدأت الهجرات الصهيونية المنظمة في أواخر القرن التاسع عشرو كانت الموجة الأولى عام 1882، و كان عدد اليهود حوالي 25,000 نسمة، أي ما يقرب من 8% من إجمالي السكان. واستمرت الهجرات حتى عام 1948 حيث وصل عدد اليهود إلى حوالي 625,000 نسمة، وهو ما يمثل ثلث سكان فلسطين في ذلك الوقت.
المهم فيما يخص هذا الحجر وكالعادة وللأسف الشديد ننقل الرواية الصهيوتوراتية وكأنها حقيقة ثابتة ، ولا يناقشها علماء الأثار ويرددها البعض بلا أي فهم ولا وعي ولا حتى تدقيق كما يقول عبد الرازق متاني، فالقدس كما فلسطين كانت وما زالت وستبقى كنعانية ولا يوجد أي “فتفوفة” حجر ولو بحجم سنتيمتر واحدا يدعم الأساطير والأكاذيب الصهيونية لتبرير اغتصاب فلسطين وتشريد أهلها
ويرجح أهل الاختصاص - بناء على أشكال الخط - أن النقش كتب بالكنعانية الأصلية، وبالتالي فإن النقش لو كان أصليا فهو نقش كنعاني يتلاءم مع تاريخ المدينة.
ومثل هذه الأحداث من حملات وانتصارات الملوك غالبا ما يتم تخليدها في النقوش والسجلات الملكية. والحملة منسوبة إلى الملك الآشوري سنحاريب إلا أنه لا يوجد ذكر لحصاره للقدس ومقاتلة “الدولة اليهودية”، لا في النقوش التي تخلد حملاته على البلاد ولا في غيرها، والمصدر الوحيد هو السردية الصهيو- توراتية، فهل يعقل أنه غفل عن تخليد حدثٍ بهذا الحجم، علما أن هناك توثيقا لحملته على المدينة المجاورة “لخيش”
ومختصر القول: أن النقش يتحدث عن مشروع حفر نفق لا علاقة له بالملك التوراتي “حزقيا” أو غيره من ملوك الرواية التوراتية، وأيضا السردية الصهيو-توراتية حول مدينة القدس هي محل شك كبير ولا إثبات أثري لها. ولا يمكن الجزم بتاريخ الحفر، أو سبب الحفر، ولكن المؤكد أن القناة لم تحفر بسبب حصار المدينة، أو أنها كانت إحدى الخطط العبقرية لإمداد المدينة بمصدر ماء في وقت الحصار، بل هو تفريعة أو تعزيز لنفق سلوان المركزي القديم الذي يطلقون عليه اسم “بير وارن”، ويهدف إلى الاستفادة من مياه المدينة وربما إتاحتها بصورة أسهل لسكان البلدة، فنحن نتحدث عن نفق كنعاني أصيل كغيره من الأنفاق والقنوات المتعارف عليها بالمدن الكنعانية – الفلسطينية القديمة التي خدمت سكان “ممالك المدن” ويسرت وصولهم لمصادر المياه، أما محاولة نسبته إلى الملك حزقيا فليس إلا من باب تأويل آثار القدس وفلسطين ولي أعناق النصوص وتفسيراتها لتخدم الرواية الصهيو-توراتية.
في النهاية، فإن نقش سلوان ليس إلا مثالا واحدا من أمثلة عديدة تشير إلى تاريخ القدس الذي ضيعناه؛ فرغم وجوده في تركيا لم يتم فحصه ودراسته كما يجب من قبل باحثين عرب ومسلمين مقارنة بالباحثين الغربيين واليهود، ولعل الكثيرين من المسلمين ومحبي المدينة المقدسة لم يعرفوا عنه وعن غيره شيئا لولا الزوبعة الإعلامية التي حصلت، حاله كحال تاريخ القدس القديم الذي يجهله الكثير منا.
يسرى السيد
[email protected]