●● كتبت أكثر من مرة أن الحق ولو لم يكن يملك القوة فإنه يحقق مكاسب وهو ضعيف .. لأن الله هو الحق وهو ينصر الحق ولو طال الزمن .. فالله يمهل ولا يهمل !! . 

حتى في ظل ضعف وهوان العرب والمسلمين واختلافهم وتشتتهم فان القضية الفلسطينية تحقق نصراً كل يوم .. وعندما يظن الجميع أنها انتهت وماتت فإنها تهب من تحت الرماد ويعترف العالم بالدولة الفلسطينية وتتصدر القضية اهتمامات العلاقات الدبلوماسية الدولية .. وذلك بفضل الله أولاً ثم بتضحية أبناء الشعب الفلسطيني الصامد وموقف مصر الواضح الصلب الرافض للتهجير  وتأييد كل الشعوب المحبة للسلام التي أجبرت حكوماتها على تغيير مواقفها والعودة إلى إنسانيتها !! .

حان الوقت ليجنى الشعب الفلسطيني ثمار تضحياته ومعاناته ويرى دولته بعد 108 سنوات من وعد بلفور و 77 عاماً من نكبة 1948 .. صحيح أنها مازالت دولة علي الورق حيث لم يعتمدها مجلس الأمن .. ولكن اعتراف 155 دولة حتى الآن بالدولة الفلسطينية يعنى أن المسألة أصبحت قريبة والحلم ليس مستحيلاً خاصة وأن 4 دول من بين 5 تملك حق الفيتو في مجلس الأمن قد اعترفوا بها .. هى الصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا .. وتبقى الولايات المتحدة التى ستعترف عاجلاً أو آجلاً !! .

مظاهرة الدول للاعتراف بالدولة الفلسطينية فى قلب نيويورك ومن فوق منبر الأمم المتحدة ليس ضربة لإسرائيل وحدها ولكنها رسالة إلى أمريكا وفى عقر دارها أن عليها تأييد الحق وعدم الوقوف بجانب قوة الاحتلال وإلا ستصبح منبوذة مع إسرائيل من المجتمع الدولى .. وكما قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن القانون يجب أن يسود دوماً على القوة .. وأن الحل لإنهاء الصراع بين الفلسطينيين وإسرائيل هو الاعتراف بالآخر وإنسانيته وبشرعيتة!! .

صحوة الضمير العالمى التى جاءت متأخرة جداً أتت بعد اقتناع قادة الدول بأنه لا استقرار في الشرق الأوسط والعالم إلا بحل الدولتين فهذا هو الطريق الوحيد للسلام العادل والدائم الذى يحقق الأمن والازدهار لشعوب المنطقة ولذلك فإن الدكتور مصطفى مدبولى في كلمة مصر في مؤتمر « حل الدولتين » برئاسة السعودية وفرنسا طالب باعتراف فورى
وواسع بالدولة الفلسطينية من الدول التي مازالت لم تفعل !! .

تعتبر ألمانيا وإيطاليا وإليابان أهم الدول التي مازالت مترددة في الاعتراف وإن كنا نعتقد أن ذلك لن يتأخر كثيراً .. وعلينا أن نتفهم موقف الدول الثلاث التي كانت تمثل « المحور » فى الحرب العالمية الثانية والتي تتهمها الصهيونية العالمية بأنها كانت أيام هتلر وموسيليني ضد السامية ومسئولة عن المحرقة المزعومة لليهود وبهذا تبتز إسرائيل هذه الدول وتشعرها بالذنب .. بالإضافة إلى أن اليابان هى التي دمرت الأسطول الأمريكي في « بيرل هاربر » وبعدها ردت أمريكا بإلقاء أول وآخر قنبلتين ذريتين على هيروشيما وناجازاكى وبعد تدمير المدينتين أصبحت اليابان في صف الولايات المتحدة التي تحميها منذ هزيمتها في الحرب العالمية خاصة وأنها جارة للصين ولكوريا الشمالية وقريبة من روسيا ولا يوجد جيش تقليدى لديها .. فكيف نطلب منها الخروج عن الخط الأمريكى ؟! .

صحيح ان اعتراف 155 دولة بقيام الدولة الفلسطينية لا يعني أنها حقيقة واقعة حيث مازال الطريق طويلا ويحتاج إلى جهد فلسطيني وعربي وإسلامي .. والبداية بوقف حرب الإبادة في غزة وإنهاء الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين في القدس والضفة ورام الله .. وتحقيق المصالحة الفلسطينية وتوحيد الفصائل تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية طالما أن العالم لا يعترف إلا بها كممثل شرعى ووحيد للشعب الفلسطيني .. ومطلوب إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية واختيار حكومة وحدة وطنية تضم كل الفصائل . 

بعد ذلك تبدأ المفاوضات على شكل الدولة والإجابة على الأسئلة المؤجلة منذ اتفاق أوسلو وأهمها : كيفية إعادة اللاجئين .. وما هو مصير المستوطنات اليهودية .. ومن الذى سيتولى الأمن وما هي خطة إعمار كل المدن الفلسطينية المحتلة وليس غزة فقط .. وإذا كانت الدولة كما جاء في قرارات مجلس الأمن ستقام على الأراضي المحتلة في يونيو 1967 فكيف ستوزع الثروة وكيف ستضمن الدولة سيطرتها على القدس إذا كانوا يريدونها دولة بدون سلاح وهو ما يجب الا يوافق عليه العرب .. وهناك العديد من الأسئلة الأخرى التي لابد أن تكون إجاباتها واضحة ومحددة عند الجانب الفلسطينى والعربى حتى لا تصبح الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح ومنزوعة السيادة ؟! .

******

■ المدرس روح العملية التعليمية !!

●● بدأ 30 مليون طالب وطالبة عامهم الدراسي الجديد في المراحل التعليمية من الابتدائى والإعدادي والثانوى والجامعي وكلهم أمل في تحصيل العلم والتمتع بسنة دراسية منتظمة ومناهج جديدة وطرق تدريس حديثة تساعدهم في تحصيل دروسهم وتحقيق التفوق والنجاح . 

لا يمكن لأى دولة أن تحقق التنمية والتقدم إلا إذا اهتمت بالتعليم .. وبدون ذلك تدخل البلاد فى بيات فكرى وثقافى و علمى وتربوى .. وتفتقد لبناء جيل تنويري يقود المستقبل !! .

يتوقف نجاح العملية التعليمية على المعلم الذى وصفه أمير الشعراء أحمد شوقى بأنه « كاد أن يكون رسولا » .. وقال عنه محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم فى أول يوم دراسى أن مهنة التدريس هى « أم المهن »  فالمعلم هو المسئول الأول عن وضع الطلاب على مسارات المهن المختلفة في المستقبل .. ونقول إن المدرس هو الذى يجعل التلميذ يحب مادته ويتفوق فيها أو يكرهها ويرفضها .. وهو القادر على اكتشاف قدرات طلابه ومواهبهم وتشجيعهم على الابتكار واكتساب المهارات .

.. ولان المعلم هو روح المدرسة .. وبدونه لا يكون هناك تعليم فقبل تحديث المناهج وتطوير نظام التعليم وادخال المواد الجديدة مثل الذكاء الاصطناعى والبرمجيات واستحاث البكالوريا بل وقبل بناء المدارس .. لابد من ان تكون هناك أسس سليمة لاختيار المدرسين وان نحسن اختيارهم خاصة فى رياض الأطفال ومرحلة التعليم الأساسى حيث يتم تشكيل الطفل وترببتة .. لذلك مطلوب الاهتمام بتأهيل وتدريب المعلم والأهم تحسين مستواه المادى بااعتباره أهم رقم فى العملية التعليمية !! .

مطلوب أيضا تشديد الرقابة وتكثيفها على المدارس والجامعات الأجنبية والتأكد من المناهج التى تدرسها للطلاب .. والأهم متابعة القيم والثقافات والسلوكيات التى ينقلونها حتى لا يتربى طلابنا على أفكار وأخلاقيات وتقاليد بعيده عن مجتمعنا .. مع ضرورة التأكيد على تدريس اللغة العربية والدين والتربية الوطنية فى هذه المدارس وإلا تخرجت أجيال لا تنتمى لهذا الوطن ولا يتحدثون بلغته  ويشعرون بالغربة فى بلدهم .. حيث لا يمكن لأى دولة فى العالم ان تسلم مستقبلها بيديها لمن يشكل عقل ووجدان أجيالها القادمة !! .