إن القمه العربيه الاسلاميه المقامة حاليا في الدوحه اختبار حقيقي لوحدة وقدرة وقوة العرب في التأثير وانتزاع حقوقنا الضائعة ..وعليها مسئوليات كبيره اذا لم تتحقق سيستمر العدو الصهيوني في استباحة الدم العربي ويزيد من الاستفزاز لدول المنطقه.
القمة عليها مسؤولية تاريخية في اتخاذ قرارات فعالة ومؤثرة وعدم الاقتصار على الشجب و الادانة ..ولابد من اتخاذ مواقف على مستوى الحدث .. وعكس ذلك ستشجع اسرائيل على تكرار العدوان المستمر على دول اخرى .
ننتظر توصيات و اجراءات جديدة وفعالة .. كما ان هذا الوقت هو نقطة تحول تاريخية في تعامل الوطن العربي ودول الخليج بصفة خاصة مع الولايات المتحدة الأمريكية .. الداعم الكبير للاحتلال الاسرائيلي.
اثبت نتنياهو انه غير مهتم بمصير الاسرى الاسرائيليين في غزه ولكن أولوياته البقاء في الحكم.
إن مجلس الأمن والمؤسسات الدوليه تقف عاجزه امام جرائم اسرائيل بدعم الولايات المتحدة الامريكية ولا تستطيع اتخاذ ما يلزم لردع هذا الكيان المارق .. وهنا لابد على الدول العربية ان يعلموا جيدا انه اذا لم يتحدوا في مواجهة هذا الكيان الغاصب لن يقوم بهذا الدور اي مؤسسة دولية أخرى وأن الصهاينة خارج إطار هذا العالم في الحساب والعقاب .. ولن يستطيع المجتمع الدولي اتخاذ أي موقف ضد انتهاكات اسرائيل المستمرة وعمليات الابادة والقتل لأهل غزه واستباحة سيادة الدول العربية ولن تسلم منها فلسطين وسوريا والسودان وليبيا واليمن وأخيرا قطر.
على مجلس التعاون الخليجي وليست قطر وحدها اعادة تقييم التعاون الامني والاعتماد الكامل على الولايات المتحدة خاصة وان اتفاقيات الدفاع معها بها انتقائية .. لتؤكد ان اسرائيل هي الحليف الحقيقي والوحيد في المنطقه لامريكا وان اي تحالف يخدم اسرائيل في المقام الاول وليست امريكا فقط .. كما ان معظم الدول الغربيه ومنها فرنسا وبريطانيا والمانيا في اداناتهم لاجرام دولة الاحتلال ما هي الا تصريحات للاستهلاك فقط ولا تمت للواقع بشيء .
دول الخليج تملك من الادوات والقرارات التي تستطيع بها مواجهة هذا الخطر وخاصة دولة الامارات والتي تملك ورقة ضغط كبيرة على اسرائيل ..وهي التطبيع .. لأن الاعتداء على سيادة الشقيقه قطر.. يعد اعتداء على مجلس التعاون الخليجي بالكامل في المقام الاول وعلى جميع الامة العربية ..ولابد ان ترسل القمه الحاليه رسائل قوية وفعاله و مؤثرة ومنها وقف اجراءات التطبيع من كل دول الخليج الا باقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 .. كما عليها ان تظهر للولايات المتحدة الامريكيه انها اذا لم تكن شريكا مضمونا فلابد من اعادة تقييم العلاقات .. خاصة اتفاقيات التعاون الامني وايضا الاقتصادي ومن الممكن الاتجاه الى تحالفات أخرى وتنويع الخيارات نتيجة عدم الثقة في الشريك الاساسي بالمنطقة وانحيازه الواضح للكيان الصهيوني المحتل.
هناك علاقات تجارية واقتصادية ضخمه و اتفاقات دفاعيه.. لكنها لا تحمي من الخروقات والجرائم الاسرائيليه والاعتدادات المستمرة لكل الدول العربية وليست فلسطين وحدها.
لا أتصور أبدا أن الولايات المتحده لا تعلم باعتداء اسرائيل على سيادة دولة قطر الشقيقه ولكنها تفاهمات في الخفاء .. ليكتفي باللوم دون الادانة .. وما زال مندوب الولايات المتحدة في مجلس الامن يردد ان الأولوية في تحرير المختطفين الاسرائيليين متناسين مدى الانتهاكات الغير ادمية وقتل عشرات الالاف و تجويع مئات الالاف من اهل غزه والاعتداء على سيادة دول عربيه بدون اي إدانة.. ويكفي ان 13 الف طفل يعانون سوء التغذية الحاد في غزه خلال شهر أغسطس الماضي بزياده 5% عن يوليو السابق حسب مؤسسة اليونيسف.
إن الرئيس الأمريكي ترامب اعتاد أن ينسب كل العمليات الناجحه اليه ويتنصل عن الفاشله ..مثلما فشلت اسرائيل في اغتيال الوفد المفاوض لحركه حماس بالدوحه وصرح بعدم علمه بها رغم شكي في ذلك .. اسرائيل لا يمكن ان تقوم بعمل الا بقبول امريكي.
كفا الدول العربية تفرقة وخلافات جعلتها فريسة أمام الأعداء ..رغم قناعتي التامة أننا نستطيع وقوة عظيمة عسكريا واقتصاديا شريطة الوحدة والتنسيق الكامل وتغليب المصلحة العامة على ما يسمى بالمصلحة الخاصة والتي هي من الأساس غير موجوده وانما اوهام فرضت علينا من الدول الكبرى خاصة الولايات المتحدة الأمريكية.