هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

بدون احراج 

مفتى .دوت .كوم!!



لم تغب القضية الفلسطينية عن المؤتمر الدولى العاشر لدار الإفتاء ورفض مصر القاطع لمخطط تصفيتها بتهجير الفلسطينين من ارضهم ومحاولات تجويع أهل غزة .. بل دوما ما نلمس جهود القيادة السياسية للمحافظة علي حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق ..مما يتطلب من المؤسسات الدينية والتعليمية فى عالمنا العربي والإسلامي تحمل واجباتها دينيا واخلاقيا للتعريف بالقضية الفلسطينية وتاريخ القدس واعتبار نصرة غزة فريضة دينية ووطنية 
ولاننا نعيش حاليا في أجواء عصر التكنولوجيا الرقمية وما تم اتاحته من مواقع إلكترونية واسعة الانتشار السريع واستغلال العديد منها في نشر الفتاوى المحرفة والمحرمة لذلك فإننا امام فرص واعدة لتطوير ادوات تقنية ترصد الزيف والتلاعب بالنصوص الدينية
اننا بحاجة لمكافحة ظاهرة الفتاوى العشوائية والمضللة والتى تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعى والمنصات الرقمية واتخاذ اقصى معايير الحيطة والحذر والدقة في عصر الفتوى الرقمية حتى لا تتحول الفتوى الي مداخل للفتنة ..مما يتطلب الاسراع بإعداد ضوابط فقهية واخلاقية تحكم الفتاوى المنشورة عبر الوسائط الرقمية 
ومن الاهمية اطلاق برامج توعوية حول مخاطر الفتاوى غير الموثقة وتوجيه المواطنين نحو استخدام المصادر الرسمية في الحصول علي الفتوى وذلك لحماية المجتمع من الاصابة بالخلل الفكرى من جراء الفتاوى المغلوطة
وينبغى ادراك ان الاسلام لايقف ضد التقنية التكنولوجية وكل مستجدات العصر بل انه يحرص علي تحقيق التعاون والتوازن بين العلم والدين لتحقيق مصلحة الانسانية بشرط الالتزام بالضوابط ومنها الصدق والأمانة في نقل المعلومات..ولا تعارض بين الدين والعلم حيث ان كلا منهما يعتمد علي العقل والدين صديق للعلم
ولا يمكن اكتمال الفتوى الرشيدة دون تلاقي البصيرة الشرعية ومحلها المفتى البشرى مع اليقظة التكنولوجية لذلك من الاهمية التوجه نحو التأهيل المزدوج للمفتيين شرعيا وتقنيا لصناعة المفتى الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعى عبر ادراج مهارات التعامل مع الذكاء الاصطناعى والوسائط الرقمية ضمن مناهج اعداد المفتيين وبرامج تدريبهم بحيث يجمع المفتي بين اساسيات وثوابت العلم الشرعى والالمام الكامل بأدوات تكنولوجيا العصر 
اتصور ان ترشيد مسيرة الإفتاء عالميا يبدأ من معالجة اخلاقيات الذكاء الاصطناعى في مجال الفتوى واستعادة الخطاب الافتائى الرشيد من ايدى المتطرفين وتأهيل الكوادر وبناء القدرات من بين الشباب والمرأة لضمان بقاء القرار النهائي في يد المفتى البشرى مع الالتزام بترسيخ مبدا التعاون الدولى وبناء القدرات بين دور الإفتاء  حول العالم
ومن الاهمية دوما تهيئة البيئة العلمية الراسخة والتى تسهم في اعداد المفتي الرشيد القادر علي توظيف معطيات الثورة الرقمية وتقنيات الذكاء الاصطناعى مع الاخذ في الاعتبار ان توظيف الذكاء الاصطناعى في مجال الإفتاء ليس معناه احلاله محل المفتى بقدرتسخير هذه التقنية والاستفادة منها لخدمته في توسيع أفقه وتعزيز وعيه
بالفعل من المؤكد أن الجمود علي القديم فيه هلاك وأن مواكبة العصر حياة 
Sayed aboualyazed @yahoo.com