هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

التليفزيون‭ ‬المصرى‭.. ‬المبنى‭ ‬والمعنى

 

هل‭ ‬للمكان‭ ‬الأول‭ ‬هذه‭ ‬الأهمية‭ ‬والمكانة‭ ‬مثل‭ ‬الحب‭ ‬الأول‭ ‬فى‭ ‬الذاكرة‭ ‬؟
وهل‭ ‬‮«‬ذاكرة‭ ‬المكان‭ ‬‮»‬‭ ‬تتساوى‭ ‬فى‭ ‬قيمتها‭ ‬وأهميتها‭ ‬مع‭ ‬ذاكرة‭ ‬الانسان‭ ‬الخاصة‭ ‬؟‭ ‬أسئلة‭ ‬دارت‭ ‬بداخلي،‭ ‬وبداخل‭ ‬الكثيرين‭ ‬غيرى‭ ‬مع‭ ‬متابعة‭ ‬احداث‭ ‬المؤتمر‭ ‬الذى‭ ‬أقامته‭ ‬الهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬للاعلام‭ ‬اول‭ ‬امس‭ – ‬الثلاثاء‭ – ‬بعنوان‭ ‬‮«‬مستقبل‭ ‬الدراما‭ ‬فى‭ ‬مصر‮»‬‭ ‬فى‭ ‬المبنى‭ ‬العريق‭ ‬لأتحاد‭ ‬الاذاعة‭ ‬والتليفزيون‭ ‬المصرى‭ ‬الشهير‭ ‬بماسبيرو،‭ ‬والذى‭ ‬اصبح‭ ‬اسمه‭ ‬‮«‬الهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬للاعلام‮»‬‭ ‬وحيث‭ ‬أعلن‭ ‬رئيس‭ ‬الهيئة‭ ‬احمد‭ ‬المسلمانى‭ ‬فى‭ ‬كلمته‭ ‬التى‭ ‬ألقاها‭ ‬فى‭ ‬البداية‭ ‬ما‭ ‬يلى‭ ‬‮«‬ان‭ ‬لمصر‭ ‬قوة‭ ‬ناعمة‭ ‬تمتد‭ ‬لآلاف‭ ‬السنين‭ ‬وأنها‭ ‬اصبحت‭ ‬الان‭ ‬قى‭ ‬مفترق‭ ‬الطرق‭ ‬،‭ ‬اما‭ ‬التراجع‭ ‬فى‭ ‬التنوير‭ ‬والتأثير،‭ ‬وإما‭ ‬ان‭ ‬يصبح‭ ‬المستقبل‭ ‬امتدادًا‭ ‬للماضى‮»‬‭ ‬وايضا‭ ‬قال‭: ‬‮«‬وانه‭ ‬من‭ ‬الواجب‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬الإبداع‭ ‬شريكا‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬خطر‭ ‬التطرف‭ ‬وكل‭ ‬الأخطار‭ ‬التى‭ ‬تواجهها‭ ‬مصر‭ ‬الآن‮»‬،‭ ‬وبعدها‭ ‬بدأت‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬التكريمات‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬المبدعين‭ ‬والمبدعات‭ ‬الكبار‭ ‬فى‭ ‬تاريخ‭ ‬الدراما‭ ‬المصرية،‭ ‬‮«‬والذين‭ ‬نشاهد‭ ‬أعمالهم‭ ‬مرارا‭ ‬وتكرارا‭ ‬على‭ ‬قنواتنا‭ ‬دائما‮»‬‭ ‬وحيث‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬تأثرهم‭ ‬الشديد‭ ‬بهذا‭ ‬التكريم‭ ‬فى‭ ‬المكان‭ ‬الذى‭ ‬بدأت‭ ‬فيه‭ ‬صناعة‭ ‬الدراما‭ ‬المصرية‭ ‬منذ‭ ‬65‭ ‬عاما،‭ ‬وبعد‭ ‬91‭ ‬عاما‭ ‬انطلاق‭ ‬الاذاعة‭ ‬المصرية‭.‬


الدراما‭.. ‬وأسرار‭ ‬البداية
‮«‬التكريم‭ ‬فى‭ ‬أحضان‭ ‬ماسبيرو‭ ‬له‭ ‬طعم‭ ‬تانى‮»‬،‭ ‬كلمات‭ ‬قالها‭ ‬المخرج‭ ‬الكبير‭ ‬محمد‭ ‬فاضل‭ ‬وهو‭ ‬يتسلم‭ ‬درع‭ ‬تكريمه‭ ‬اول‭ ‬أمس‭ – ‬الثلاثاء‭ – ‬كاشفا‭ ‬عن‭ ‬اسرار‭ ‬البدايات‭ ‬‮«‬أنا‭ ‬وغيرى‭ ‬طلعنا‭ ‬المبنى‭ ‬على‭ ‬السقالات‭ ‬فى‭ ‬بداياته،‭ ‬ما‭ ‬كانش‭ ‬انتهي،‭ ‬ولم‭ ‬يتم‭ ‬تركيب‭ ‬الاسانسيرات‭ ‬بعد،‭ ‬تاريخ‭ ‬لا‭ ‬أنساه‮»‬‭ ‬ولم‭ ‬ينس‭ ‬محمد‭ ‬فاضل‭ ‬ايضا‭ ‬ان‭ ‬يهدى‭ ‬تكريمه‭ ‬لجيل‭ ‬شباب‭ ‬المخرجين‭ ‬الذى‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬عددا‭ ‬كبيرا‭ ‬منهم‭ ‬محبون‭ ‬للمهنة‭ ‬وقادرون‭ ‬على‭ ‬الابداع‭ ‬فيها،‭ ‬وكذلك‭ ‬عبر‭ ‬الكاتب‭ ‬الكبير‭ ‬محمد‭ ‬جلال‭ ‬عبد‭ ‬القوى‭ ‬عن‭ ‬سعادته‭ ‬بالتكريم،‭ ‬اما‭ ‬الممثل‭ ‬الكبير‭ ‬رشوان‭ ‬توفيق‭ ‬فقد‭ ‬قال‭ ‬فى‭ ‬كلمات‭ ‬محددة‭ ‬‮«‬دخلت‭ ‬المبنى‭ ‬يوم‭ ‬23‭ ‬يوليو‭ ‬عام‭ ‬1963‭ ‬وسعيد‭ ‬بان‭ ‬أكون‭ ‬جزءاً‭ ‬منه‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬فيه‮»‬‭ ‬بينما‭ ‬وجه‭ ‬الفنان‭ ‬محمد‭ ‬صبحى‭ ‬كلمات‭ ‬مختلفة،‭ ‬وان‭ ‬عبرت‭ ‬أيضا‭ ‬عن‭ ‬‮«‬الحب‭ ‬الاول‮»‬‭ ‬لديه‭ ‬ولدى‭ ‬صناع‭ ‬الدراما‭ ‬المصرية‭ ‬تجاه‭ ‬المكان،‭ ‬والزمان‭ ‬قائلا‭ ‬‮«‬تليفزيون‭ ‬مصر‭ ‬هو‭ ‬عنوان‭ ‬الريادة‭ ‬المصرية‭ ‬وعلينا‭ ‬ان‭ ‬نضع‭ ‬يدنا‭ ‬على‭ ‬اجمل‭ ‬ما‭ ‬فينا‭ ‬وهو‭ ‬قدرتنا‭ ‬على‭ ‬الابداع،‭ ‬وارفض‭ ‬استخدام‭ ‬كلمة‭ ‬‮«‬ورشة‮»‬‭ ‬للكتابة،وارى‭ ‬ان‭ ‬التصوير‭ ‬بعد‭ ‬كتابة‭ ‬ثلاث‭ ‬حلقات‭ ‬غير‭ ‬معقول‮»‬،‭ ‬وتنوعت‭ ‬آراء‭ ‬كثيرة‭ ‬حول‭ ‬الملامح‭ ‬الأساسية‭ ‬لصناعة‭ ‬الدراما‭ ‬والتى‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬خطوات‭ ‬محددة‭ ‬اولها‭ ‬الكتابة،‭ ‬ثم‭ ‬الاخراج،‭ ‬ثم‭ ‬التصوير،‭ ‬لكن‭ ‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬الفكرة،‭ ‬والقصة،‭ ‬والبعد‭ ‬الاجتماعى‭ ‬الذى‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬وجوده‭ ‬اولا،‭ ‬وايضاً‭ ‬البعد‭ ‬التنموي،‭ ‬واضاءة‭ ‬الوعى‭ ‬العام،‭ ‬كلها‭ ‬قضايا‭ ‬كبرى‭ ‬فى‭ ‬صناعة‭ ‬الدراما‭ ‬فى‭ ‬الماضي،‭ ‬والحاضر،‭ ‬وايضاً‭ ‬المستقبل‭.‬


الدراما‭ ‬بين‭ ‬المكسب‭ ‬المادى‭.. ‬والمعنوى
‮«‬أنا‭ ‬سعيدة‭ ‬وفخورة‭ ‬بالرجوع‭ ‬لماسبيرو‮»‬‭ ‬هكذا‭ ‬قالت‭ ‬الفنانة‭ ‬الكبيرة‭ ‬سميرة‭ ‬احمد‭ ‬أثناء‭ ‬تكريمها‭ ‬مؤكدة‭ ‬انها‭ ‬تشعر‭ ‬بالسعادة‭ ‬لعودتها‭ ‬للمكان‭ ‬الذى‭ ‬بدأت‭ ‬عملها‭ ‬بالتمثيل‭ ‬فيه،‭ ‬وتحكى‭ ‬عن‭ ‬مسلسل‭ ‬للكاتب‭ ‬يوسف‭ ‬معاطى‭ ‬‮«‬الذى‭ ‬قدمت‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مسلسلها‭ ‬المهم‭ ‬ماما‭ ‬فى‭ ‬القسم‮»‬‭ ‬قدمته‭ ‬لينتج‭ ‬ويراه‭ ‬الجمهور،‭ ‬وما‭ ‬زالت‭ ‬تنتظر‭ ‬ان‭ ‬يمر‭ ‬على‭ ‬لجنة‭ ‬القراءة،‭ ‬برغم‭ ‬إعلانها‭ ‬تبرعها‭ ‬بأجرها‭ ‬فيه‭ ‬لمؤسسة‭ ‬‮«‬تحيا‭ ‬مصر‮»‬،‭ ‬بينما‭ ‬اعلن‭ ‬الكاتب‭ ‬مدحت‭ ‬العدل‭ ‬ان‭ ‬الانتباه‭ ‬لقضايا‭ ‬الدراما‭ ‬ومشاكلها‭ ‬الحقيقية‭ ‬يعرفه‭ ‬اكثر‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬العاملين‭ ‬فى‭ ‬مهنة‭ ‬المنتج‭ ‬والمخرج‭ ‬المنفذين‭ ‬للمسلسل،‭ ‬مؤكدا‭ ‬ان‭ ‬عودة‭ ‬ماسبيرو‭ ‬للانتاج‭ ‬الدرامى‭ ‬أمر‭ ‬مهم‭ ‬يخلق‭ ‬منافسة‭ ‬حقيقية‭ ‬تحتاجها‭ ‬الدولة‭ ‬التى‭ ‬تكسب‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬أنواع‭ ‬الأعمال‭ ‬الجيدة،‭ ‬وبعضها‭ ‬يصبح‭ ‬مكسبه‭ ‬اكبر‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬المكسب‭ ‬المادى‭ ‬مثل‭ ‬مسلسل‭ ‬‮«‬رأفت‭ ‬الهجان‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬اكد‭ ‬عليه‭ ‬ايضا‭ ‬المخرج‭ ‬احمد‭ ‬صقر‭ ‬شاكرا‭ ‬السيد‭ ‬الرئيس‭ ‬على‭ ‬اهتمامه‭ ‬بالدراما‭ ‬‮«‬التى‭ ‬تحتاج‭ ‬وقفة،‭ ‬ولكن‭ ‬المهم‭ ‬هو‭ ‬تناول‭ ‬كل‭ ‬القضايا‭ ‬بحرية‭ ‬تامة،‭ ‬اما‭ ‬الكاتب‭ ‬القدير‭ ‬محمد‭ ‬السيد‭ ‬عيد‭ ‬مؤلّف‭ ‬مسلسلا‭ ‬‮«‬مشرفة‮»‬‭ ‬و«قاسم‭ ‬امين‮»‬‭ ‬فإنه‭ ‬يلخص‭ ‬القضية‭ ‬فى‭ ‬كلمات‭ ‬قليلة‭ ‬محددة‭ ‬‮«‬الاهتمام‭ ‬بالدراما‭ ‬يبدأ‭ ‬من‭ ‬المؤلف،‭ ‬ثم‭ ‬المؤلف‮»‬‭ ‬ويكمل‭ ‬كلماته‭ ‬‮«‬وبعد‭ ‬عودة‭ ‬ماسبيرو‭ ‬للانتاج‭ ‬اسعد‭ ‬بتقديم‭ ‬مسلسل‭ ‬عن‭ ‬طلعت‭ ‬حرب‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬المسلسل‭ ‬الاول‭ ‬الذى‭ ‬اعلن‭ ‬المسلمانى‭ ‬عن‭ ‬إنتاج‭ ‬الهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬للاعلام‭ ‬له‭ ‬بعد‭ ‬عودتها‭ ‬للانتاج،‭ ‬وبعده‭ ‬مسلسل‭ ‬عن‭ ‬‮«‬مجدى‭ ‬يعقوب‮»‬‭ ‬والبقية‭ ‬تأتى،‭ ‬فعظماء‭ ‬المصريين‭ ‬كثيرون‭. ‬والدراما‭ ‬المصرية‭ ‬هى‭ ‬البداية،‭ ‬والإبداع‭ ‬والشموخ‭ ‬فى‭ ‬عالمنا‭ ‬العربى‭ ‬كله‭.‬