غالبية اليابانيين لايؤمنون بدين من الأديان الثلاثة السماوية ، أى التى تنزلت من عند الله على الرسل ، ونعنى بها الاسلام والمسيحية واليهودية ، وأن غالبية اليابانيين هم من البوذيين و الشنتويين ، والشنتوية هى فرع من البوذية ، وعندما تسأل أحدهم عن الدين ، غالبا مايقول لك إنه لايؤمن بدين ، ولكن لديهم منظومة أخلاقية راقية للغاية تنظم حياتهم وسلوكهم ...وهم شعب عاش سنوات طويلة منعزلا عن باقى سكان الكرة الارضية مكتفيا بذاته لاسباب جغرافية واخرى سياسية ...وهذا له مقالة أخرى ...
وتحدثنا فى الإسبوع الماضى عن أزمة توفير مقابر للمسلمين فى اليابان ، وان غالبية اليابانيين يعارضون السماح للمسلمين بناء مقابر حتى لو كانت فى أطراف جبالية منعزلة ...
وتقول السيدة روكيو ساتو اليابانية التى اعتنقت الاسلام إن بعض اليابانيين يقولون للمسلمبن : عودوا الى بلادكم اذا لم تتبعوا العادات والتقاليد اليابانبة ، ويقول اخرون : خذوا الجثث الى دول تسمح بالدفن ...وانا مسلمة يابانية وزوجى مسلم وحصل على الجنسية اليابانية ونريد ان ندفن نحن واولادنا فى مقابر مثل المسلمين ، ولا اعرف ماذا نفعل ؟!
وتضيف قائلة " ان الكبرياء الوطنى يقف هنا وراء معارضة الدفن "
ويقول الكاتب سوزوكى كانتارو ، فى مقالة له على موقع نيبون ، اى اليابان ، ان الدفن ليس محظورا فى اليابان قانونيا ، لكن المشكلة اعمق لانها تتعلق بالتقاليد والهوية الثقافية فى بلد لديه علاقة خاصة جدا مع الموت والدفن ..وتثير الكثير من التساؤلات حول مدى انفتاح اليابان على التعدد الثقافى وكيف سوف تلبى اليابان احتياجات المجتمعات الدينية المختلفة فى ظل التغيرات الاجتماعية والديموجرافية التى تشهدها البلاد حاليا...
ويحدد سوزوكى 3 نقاط او تحديات تقف عقبة صعبة امام تشييد مقابر المسلمين فى اليابان :
مخاوف من تأثير الدفن على الصحة العامة
مخاوف مبهمة بسبب عدم المعرفة بالاسلام او المعرفة السطحية به ... وان كثير من السكان المحليين يعارضون بناء ما يصفه ب " مرافق مزعجة " او Nimby ، وانهم يعترفون بضرورة وجود المقابر اذا كانت مهمة للمسلمين ، ولكنهم لايريدونها فى منطقتهم ، وكما قال أحد السكان : انه يدرك أن التمييز ضد المسلمين غير مقبول ومع ذلك فهو لايريد بناء مقابر فى منطقته ...