هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

من‭ ‬آن‭ ‬لآخر

تحديات‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭.. ‬وتهديدات‭ ‬وجودية "1-2"

 

دائماً‭ ‬أقول‭ ‬كان‭ ‬الله‭ ‬فى‭ ‬عون‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسي،‭ ‬فهو‭ ‬يتحمل‭ ‬فوق‭ ‬طاقة‭ ‬البشر،‭ ‬وما‭ ‬لا‭ ‬تتحمله‭ ‬الجبال‭ ‬من‭ ‬هول‭ ‬التحديات‭ ‬والتهديدات‭ ‬والمخاطر‭ ‬غير‭ ‬المسبوقة‭ ‬التى‭ ‬تواجه‭ ‬الدولة،‭ ‬وهذا‭ ‬ليس‭ ‬كلاماً‭ ‬إنشائياً،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬واقع‭ ‬نعيشه‭ ‬جميعاً‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬ذروته‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬وأصبح‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬المخططات‭ ‬والمؤامرة‭ ‬التى‭ ‬تتعرض‭ ‬لها‭ ‬مصر‭ ‬ليست‭ ‬فى‭ ‬الغرف‭ ‬المغلقة،‭ ‬بل‭ ‬بات‭ ‬أصحابها‭ ‬يجاهرون‭ ‬بها،‭ ‬لا‭ ‬حياء‭ ‬ولا‭ ‬خجل‭ ‬عند‭ ‬قوى‭ ‬الشر،‭ ‬وهذه‭ ‬المخططات‭ ‬المعلنة‭ ‬كشفت‭ ‬بوضوح‭ ‬ما‭ ‬تتعرض‭ ‬له‭ ‬مصر‭ ‬خلال‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬14‭ ‬عاماً‭ ‬سواء‭ ‬أحداث‭ ‬الفوضى‭ ‬فى‭ ‬يناير‭ ‬2011‭ ‬ومحاولات‭ ‬إسقاط‭ ‬الدولة،‭ ‬ولماذا‭ ‬تمسك‭ ‬الأمريكان‭ ‬بجماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬الإرهابية‭ ‬ودعمها‭ ‬ولماذا‭ ‬حزن‭ ‬أوباما‭ ‬وأصيب‭ ‬بالجنون‭ ‬بعد‭ ‬عزل‭ ‬المصريين‭ ‬لمحمد‭ ‬مرسى‭ ‬العياط‭ ‬ونظام‭ ‬الإخوان‭ ‬العميل‭ ‬ثم‭ ‬أكبر‭ ‬هجمة‭ ‬إرهابية‭ ‬على‭ ‬مصر‭ ‬عقب‭ ‬عزل‭ ‬الجماعة،‭ ‬خاصة‭ ‬سيناء‭ ‬التى‭ ‬تهمنا‭ ‬وأدركنا‭ ‬أنها‭ ‬الهدف‭ ‬الرئيسى‭ ‬مما‭ ‬يحدث‭.‬
الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬قولاً‭ ‬واحداً،‭ ‬هو‭ ‬أكثر‭ ‬رئيس‭ ‬فى‭ ‬تاريخ‭ ‬مصر‭ ‬يحقق‭ ‬لوطنه‭ ‬إنجازات‭ ‬ونجاحات‭ ‬وأمجاد‭ ‬لم‭ ‬يحققها‭ ‬أحد‭ ‬قبله،‭ ‬تتمثل‭ ‬فى‭ ‬الإنقاذ‭ ‬وانتشال‭ ‬الأمة‭ ‬المصرية‭ ‬من‭ ‬السقوط‭ ‬فى‭ ‬مستنقع‭ ‬الضياع‭ ‬والحرب‭ ‬الأهلية،‭ ‬فنحن‭ ‬أمام‭ ‬معجزة‭ ‬حقيقية‭ ‬لبناء‭ ‬دولة‭ ‬حديثة‭ ‬قوية‭ ‬وقادرة،‭ ‬وصاحبة‭ ‬مستقبل‭ ‬واعد،‭ ‬ولديها‭ ‬مشروع‭ ‬وطنى‭ ‬حقيقى‭ ‬لتحقيق‭ ‬التقدم،‭ ‬تتعرض‭ ‬لموجات‭ ‬من‭ ‬الاستهداف‭ ‬ومحاولات‭ ‬التعطيل،‭ ‬لأن‭ ‬أعداء‭ ‬مصر‭ ‬يرون‭ ‬أن‭ ‬قوة‭ ‬مصر‭ ‬وقدرتها‭ ‬وتعافيها‭ ‬خطر‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬المخططات‭ ‬والاطماع‭ ‬والأوهام،‭ ‬وإذا‭ ‬تصفحنا‭ ‬إنجازات‭ ‬رؤساء‭ ‬مصر‭ ‬السابقين‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬والتقدم‭ ‬نجدها‭ ‬بضعة‭ ‬مشروعات،‭ ‬مازلنا‭ ‬نذكرها‭ ‬ونتغنى‭ ‬بها‭ ‬وأضافت‭ ‬لمصر،‭ ‬لكن‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬أعاد‭ ‬بناء‭ ‬الدولة‭ ‬بالكامل،‭ ‬وحقق‭ ‬إصلاحاً‭ ‬شاملاً‭ ‬وتطويراً‭ ‬وتحديثاً‭ ‬ونفذ‭ ‬آلاف‭ ‬المشروعات‭ ‬العملاقة‭ ‬التى‭ ‬سيتوقف‭ ‬أمامها‭ ‬التاريخ،‭ ‬ويقيناً‭ ‬فإن‭ ‬وجود‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬كقائد‭ ‬عظيم‭ ‬لمصر‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬اختيار‭ ‬وترتيب‭ ‬الأقدار،‭ ‬لأن‭ ‬ما‭ ‬تتعرض‭ ‬له‭ ‬مصر‭ ‬وتحديداً‭ ‬منذ‭ ‬2013‭ ‬هو‭ ‬أمر‭ ‬غير‭ ‬مسبوق،‭ ‬تحديات‭ ‬مختلفة،‭ ‬تهديدات‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬شكل‭ ‬ولون‭ ‬ومن‭ ‬كل‭ ‬حدب‭ ‬وصوب،‭ ‬فى‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج،‭ ‬وفى‭ ‬البر‭ ‬والجو،‭ ‬مخططات‭ ‬وأطماع‭ ‬وأوهام،‭ ‬لذلك‭ ‬عندما‭ ‬أقول‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬مصر‭ ‬التى‭ ‬يقودها‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬بحكمة‭ ‬وحنكة‭ ‬واقتدار‭ ‬هى‭ ‬أصعب‭ ‬الفترات‭ ‬فى‭ ‬تاريخ‭ ‬مصر،‭ ‬ولكن‭ ‬حتى‭ ‬يعرف‭ ‬المواطن‭ ‬ما‭ ‬يواجه‭ ‬وطنه،‭ ‬وماذا‭ ‬يقدم‭ ‬الرئيس‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الوطن،‭ ‬وكيف‭ ‬استعد‭ ‬مبكراً‭ ‬بما‭ ‬لديه‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬واستشراف‭ ‬للمستقبل‭ ‬لحماية‭ ‬هذا‭ ‬الوطن،‭ ‬وكأنه‭ ‬عرف‭ ‬قبل‭ ‬سنوات‭ ‬أن‭ ‬المخططات‭ ‬قادمة‭ ‬لا‭ ‬محالة،‭ ‬وأن‭ ‬المؤامرة‭ ‬لم‭ ‬تنته‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬تحصين‭ ‬وحماية‭ ‬مصر،‭ ‬بتمكينها‭ ‬من‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬الشاملة‭ ‬ليست‭ ‬العسكرية‭ ‬والدفاعية‭ ‬والردع‭ ‬فحسب،‭ ‬ولكن‭ ‬دولة‭ ‬قادرة‭ ‬جاهزة‭ ‬لمجابهة‭ ‬كافة‭ ‬الاحتمالات‭ ‬والسيناريوهات‭ ‬والأسوأ‭ ‬منها،‭ ‬دولة‭ ‬غير‭ ‬قابلة‭ ‬للكسر،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬تهزها‭ ‬ريح‭ ‬وعواصف‭ ‬المؤامرات،‭ ‬وحتى‭ ‬تدرك‭ ‬ما‭ ‬أقوله،‭ ‬اعرض‭ ‬بعض‭ ‬التحديات‭ ‬الأخطر‭ ‬فى‭ ‬تاريخ‭ ‬مصر،‭ ‬والتهديدات‭ ‬الوجودية‭ ‬التى‭ ‬يتعرض‭ ‬لها‭ ‬الوطن‭.‬
أولاً‭: ‬لم‭ ‬يسبق‭ ‬لمصر‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬تاريخها‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬حدودها‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬الاتجاهات‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬مشتعلة‭ ‬وغير‭ ‬مستقرة،‭ ‬خاصة‭ ‬إذا‭ ‬كنا‭ ‬نتحدث‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬الشقيقة‭ ‬التى‭ ‬لديها‭ ‬حدود‭ ‬طويلة‭ ‬معنا‭ ‬تمثل‭ ‬جزءاً‭ ‬رئيسياً‭ ‬من‭ ‬الأمن‭ ‬القومى‭ ‬المصرى‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬ليبيا،‭ ‬يختلف‭ ‬تماماً‭ ‬قبل‭ ‬وبعد‭ ‬2011‭ ‬سقطت‭ ‬الدولة‭ ‬الوطنية،‭ ‬ومازالت‭ ‬ليبيا‭ ‬منقسمة،‭ ‬لكن‭ ‬الآمال‭ ‬العريضة‭ ‬مازالت‭ ‬قائمة‭ ‬فى‭ ‬عودتها‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬الجهود‭ ‬المصرية،‭ ‬ثم‭ ‬السودان‭ ‬الشقيق‭ ‬الذى‭ ‬يعانى‭ ‬من‭ ‬الاقتتال‭ ‬الأهلى‭ ‬وهو‭ ‬جزء‭ ‬رئيسى‭ ‬من‭ ‬أمننا‭ ‬القومى‭ ‬وحتى‭ ‬ندرك‭ ‬خطورة‭ ‬الأمر‭ ‬فإن‭ ‬مصر‭ ‬لديها‭ ‬حدود‭ ‬مع‭ ‬ليبيا‭ ‬والسودان،‭ ‬تبلغ‭ ‬ما‭ ‬يقترب‭ ‬من‭ ‬2300‭ ‬كيلو‭ ‬متر،‭ ‬والحقيقة،‭ ‬الجيش‭ ‬الوطنى‭ ‬السودانى‭ ‬يحقق‭ ‬انتصارات‭ ‬مدوية‭ ‬لاستعادة‭ ‬كامل‭ ‬الأراضى‭ ‬والمدن‭ ‬السودانية،‭ ‬،‭ ‬أيضاً‭ ‬فإن‭ ‬الحدود‭ ‬الشرقية،‭ ‬هى‭ ‬الأخطر‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬العدوان‭ ‬الصهيونى‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬وحرب‭ ‬الإبادة‭ ‬التى‭ ‬يشنها‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬ضد‭ ‬الأشقاء‭ ‬فى‭ ‬القطاع،‭ ‬بهدف‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬مقومات‭ ‬الحياة‭ ‬فى‭ ‬غزة،‭ ‬والهدف‭ ‬هو‭ ‬تصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وتهجير‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬ودفعهم‭ ‬إلى‭ ‬الحدود‭ ‬المصرية،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬وهم‭ ‬التوطين‭ ‬فى‭ ‬سيناء‭ ‬التى‭ ‬هى‭ ‬الهدف‭ ‬ولكن‭ ‬مصر‭ ‬اتخذت‭ ‬موقفاً‭ ‬حاسماً‭ ‬قاطعاً،‭ ‬نبيلاً‭ ‬شريفاً‭ ‬تجاه‭ ‬مخطط‭ ‬التهجير،‭ ‬وإنها‭ ‬لن‭ ‬تسمح‭ ‬بتصفية‭ ‬القضية،‭ ‬أو‭ ‬تهجير‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وأن‭ ‬ذلك‭ ‬يعنى‭ ‬قضية‭ ‬أمن‭ ‬قومى‭ ‬مصرى‭ ‬لا‭ ‬تهاون‭ ‬ولا‭ ‬تفريط‭ ‬فيها،‭ ‬مصر‭ ‬اتخذت‭ ‬أيضاً‭ ‬موقفاً‭ ‬جريئاً‭ ‬وشجاعاً‭ ‬وشامخاً‭ ‬وأعلنت‭ ‬تمسكها‭ ‬برفض‭ ‬التهجير‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬المبررات‭ ‬أو‭ ‬التداعيات‭ ‬ومهما‭ ‬كلفها‭ ‬من‭ ‬ثمن،‭ ‬وطرحت‭ ‬خطة‭ ‬متكاملة‭ ‬وواقعية‭ ‬لإعادة‭ ‬إعمار‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬بدون‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تهجير‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬لكن‭ ‬مازال‭ ‬المخطط‭ ‬الصهيو‭ ‬أمريكى‭ ‬لتهجير‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬واحتلال‭ ‬غزة‭ ‬يصر‭ ‬على‭ ‬إشعال‭ ‬المنطقة‭.‬
ثانياً‭: ‬بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬فإن‭ ‬مواقف‭ ‬مصر‭ ‬الصلبة‭ ‬والقاطعة‭ ‬والحاسمة‭ ‬لها‭ ‬ثمن‭ ‬وتداعيات‭ ‬وتتعرض‭ ‬‮«‬مصر‭ ‬ــ‭ ‬السيسي‮»‬‭ ‬لضغوط‭ ‬وتهديدات‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬خافية‭ ‬على‭ ‬أحد،‭ ‬سواء‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬أو‭ ‬عبر‭ ‬رسائل‭ ‬مبطنة،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أساليب‭ ‬وألاعيب‭ ‬باتت‭ ‬مكشوفة،‭ ‬تتوهم‭ ‬تركيع‭ ‬مصر‭ ‬أخطر‭  ‬ما‭ ‬فى‭ ‬الأمر‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬تقف‭ ‬وحيدة،‭ ‬لا‭ ‬تبدل‭ ‬ولا‭ ‬تغير‭ ‬موقفها‭ ‬الأخلاقى‭ ‬الشريف،‭ ‬لذلك‭ ‬فليس‭ ‬غريباً‭ ‬أن‭ ‬يحاول‭ ‬‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬المخطط‭ ‬تضييق‭ ‬الخناق‭ ‬والحصار‭ ‬الاقتصادى‭ ‬على‭ ‬مصر،‭ ‬وصناعة‭ ‬الأزمات‭ ‬حتى‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬تأثيرات‭ ‬سلبية‭ ‬على‭ ‬اقتصادها‭ ‬وبالتالى‭ ‬تصدير‭ ‬المعاناة‭ ‬لشعبها،‭ ‬لتحقيق‭ ‬أوهام‭ ‬التحريض‭ ‬والتحريك‭ ‬فى‭ ‬الداخل،‭ ‬ولكن‭ ‬المفاجأة‭ ‬والغباء‭ ‬الذى‭ ‬أصاب‭ ‬رعاة‭ ‬المخطط،‭ ‬أنهم‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬الشعب‭ ‬المصرى‭ ‬وأنه‭ ‬يزيد‭ ‬دولته‭ ‬صلابة‭ ‬وتحدياً‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬هذا‭ ‬المخطط‭ ‬وجاهز‭ ‬فى‭ ‬سبيل‭ ‬ذلك‭ ‬لتحمل‭ ‬أى‭ ‬ثمن،‭ ‬لذلك‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬فى‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬وباب‭ ‬المندب‭ ‬من‭ ‬صناعة‭ ‬أزمة،‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬الملاحة‭ ‬فى‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬وبالتالى‭ ‬قناة‭ ‬السويس،‭ ‬ثم‭ ‬الضغوط‭ ‬المتصاعدة‭ ‬على‭ ‬مصر‭ ‬وكذلك‭ ‬الإغراءات‭ ‬المرفوضة‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬ومهما‭ ‬بلغت،‭ ‬ثم‭ ‬حملات‭ ‬الأكاذيب‭ ‬والشائعات‭ ‬ومحاولات‭ ‬تشويه‭ ‬الموقف‭ ‬المصري،‭ ‬ثم‭ ‬تصعيد‭ ‬صهيونى‭ ‬للأوضاع‭ ‬فى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬وتشديد‭ ‬الحصار‭ ‬والتجويع‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬ودفعهم‭ ‬إلى‭ ‬الحدود‭ ‬المصرية،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬ينذر‭ ‬بالخطر‭ ‬الداهم‭ ‬ويزيد‭ ‬من‭ ‬احتمالات‭ ‬التصعيد‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬واشتعالها‭.‬
البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬ومحاولات‭ ‬السيطرة‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬قوى‭ ‬الهيمنة‭ ‬والغطرسة،‭ ‬أو‭ ‬دول‭ ‬غير‭ ‬متشاطئة،‭ ‬تحد‭ ‬وتهديد‭ ‬واضح،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬استهداف‭ ‬الصومال‭ ‬الشقيقة‭ ‬ومحاولات‭ ‬المساس‭ ‬بسيادتها‭ ‬على‭ ‬أراضيها‭ ‬هو‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬مصر‭ ‬واستهدافها،‭ ‬وأيضاً‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬السد‭ ‬الإثيوبي‮»‬‭ ‬هو‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬محاولات‭ ‬ابتزاز‭ ‬مصر‭ ‬لصالح‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني،‭ ‬لكن‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬وفى‭ ‬ظل‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬المصرية‭ ‬الأكثر‭ ‬حكمة‭ ‬وحنكة‭ ‬واستثنائية،‭ ‬لم‭ ‬تفلح‭ ‬فـى‭ ‬تـركيع‭ ‬مصــر‭ ‬أو‭ ‬المســاس‭ ‬بأمنهــا‭ ‬القـــومي،‭ ‬خاصة‭ ‬ان‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬مكن‭ ‬وطنه‭ ‬من‭ ‬امتلاك‭ ‬الكثيرمن‭ ‬الأوراق‭ ‬الفاعلة‭ ‬والمؤثرة‭ ‬بل‭ ‬والموجعة،‭ ‬ومن‭ ‬الذكاء‭ ‬رغم‭ ‬وجود‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬والردع‭ ‬والثقة‭ ‬أن‭ ‬تبتعد‭ ‬عن‭ ‬الصدام‭ ‬وتفسد‭ ‬مخططات‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيونى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الضغط‭ ‬السياسى‭ ‬والدبلوماسي،‭ ‬ولعبة‭ ‬المصالح،‭ ‬والعلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬القوية‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬الكبيرة‭ ‬والمتقدمة،‭ ‬واستثمار‭ ‬حالة‭ ‬المنافسة،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬الصراعات،‭ ‬وتحقيق‭ ‬مصالح‭ ‬متبادلة‭ ‬تؤرق‭ ‬وتؤلم‭ ‬قوى‭ ‬الهيمنة‭ ‬والغطرسة،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬مقولة،‭ ‬إن‭ ‬خسارة‭ ‬مصر،‭ ‬هى‭ ‬خسارة‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬حقيقة‭ ‬على‭ ‬الأرض‭.‬
ومن‭ ‬هنا‭ ‬أشد‭ ‬على‭ ‬أيدى‭ ‬صناع‭ ‬الوعي،‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تزيد‭ ‬جرعاته‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬مباشر‭ ‬وأن‭ ‬تقوم‭ ‬جميع‭ ‬مؤسسات‭ ‬الوعى‭ ‬بكامل‭ ‬دورها‭ ‬وأكثر‭ ‬وأتوقف‭ ‬بالتحية‭ ‬أمام‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬الدكتور‭ ‬أسامة‭ ‬الأزهرى‭ ‬فى‭ ‬كلمته‭ ‬خلال‭ ‬احتفال‭ ‬ليلة‭ ‬القدر‭ ‬مخاطباً‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬نحن‭ ‬جميعاً‭ ‬خلفك،‭ ‬ولست‭ ‬وحدك،‭ ‬فأنت‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬إرادة‭ ‬المصريين‭ ‬جميعاً،‭ ‬يقصد‭ ‬رفض‭ ‬مخطط‭ ‬‮«‬التهجير‮»‬،‭ ‬ولابد‭ ‬أن‭ ‬يزيد‭ ‬ويتضاعف‭ ‬الاحساس‭ ‬الرئاسى‭ ‬بأن‭ ‬الأمة‭ ‬المصرية‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬رجل‭ ‬واحد‭ ‬خلفه،‭ ‬وأن‭ ‬نظهر‭ ‬ذلك‭ ‬أيضاً‭ ‬للجميع،‭ ‬وللحديث‭ ‬بقية‭. ‬