هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

من‭ ‬آن‭ ‬لآخر

هل‭ ‬اقتربت‭ ‬الحرب؟

 

المنطقة‭ ‬أصبحت‭ ‬على‭ ‬حافة‭ ‬الهاوية‭ ‬وعلى‭ ‬شفا‭ ‬حرب‭ ‬إقليمية‭ ‬شاملة‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬الإصرار‭ ‬على‭ ‬التصعيد،‭ ‬وتنفيذ‭ ‬مخطط‭ ‬التهجير،‭ ‬وما‭ ‬يحدث‭ ‬فى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬ربما‭ ‬سيكون‭ ‬القنبلة‭ ‬التى‭ ‬ستنفجر‭ ‬فى‭ ‬وجه‭ ‬المنطقة،‭ ‬لأن‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬يفوق‭ ‬خيال‭ ‬البشر،‭ ‬ويهدم‭ ‬مبادىء‭ ‬ومعايير‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وينذر‭ ‬بكارثة‭ ‬ليست‭ ‬إقليمية‭ ‬فحسب‭ ‬ولكن‭ ‬عالمية،‭ ‬فما‭ ‬يحدث‭ ‬فى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬له‭ ‬تداعياته‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬وربما‭ ‬تكون‭ ‬شرارة‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثالثة،‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬الصراع‭ ‬المحموم‭ ‬بين‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬فى‭ ‬إطار‭ ‬لعبة‭ ‬المصالح‭ ‬والنفوذ‭ ‬والهيمنة‭.‬
دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬تلعب‭ ‬بالنار،‭ ‬وتشعل‭ ‬المنطقة‭ ‬ولا‭ ‬تريد‭ ‬التوقف‭ ‬عن‭ ‬المقامرة‭ ‬بأمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المنطقة،‭ ‬عادت‭ ‬للعدوان‭ ‬أكثر‭ ‬إجرامًا،‭ ‬تحرق‭ ‬الأخضر‭ ‬واليابس،‭ ‬وتحاصر‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطينى‭ ‬بالقصف‭ ‬والتجويع،‭ ‬وضرب‭ ‬المستشفيات‭ ‬وعمليات‭ ‬برية‭ ‬لدفع‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬إلى‭ ‬الحدود‭ ‬المصرية،‭ ‬وتستطيع‭ ‬ان‭ ‬تدرك‭ ‬حجم‭ ‬الإجرام‭ ‬فى‭ ‬تصريحات‭ ‬المتطرف‭ ‬ايتمار‭ ‬بن‭ ‬غفير‭ ‬الذى‭ ‬يطالب‭ ‬بتدمير‭ ‬مخازن‭ ‬المساعدات‭ ‬والمستشفيات‭ ‬والتمادى‭ ‬فى‭ ‬القتل‭ ‬والإبادة،‭ ‬والدعم‭ ‬الأمريكى‭ ‬والتأييد‭ ‬لهذا‭ ‬الإجرام‭ ‬لا‭ ‬يتوقف،‭ ‬فهناك‭ ‬تابوهات‭ ‬أمريكية‭ ‬جاهزة‭ ‬للدفاع‭ ‬وتبرير‭ ‬اجرام‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬المتطرف‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬واعتبره‭ ‬مجرد‭ ‬مقاول‭ ‬لتنفيذ‭ ‬المخطط‭ ‬الذى‭ ‬تتبناه‭ ‬وترعاه‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬ويحقق‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬أوهام‭ ‬المتطرفين‭ ‬الصهاينة‭ ‬فى‭ ‬إسرائيل‭ ‬الكبرى،‭ ‬ويحمى‭ ‬نفسه‭ ‬سياسيًا‭ ‬وقانونيًا،‭ ‬فهو‭ ‬يطيح‭ ‬كالثور‭ ‬الهائج‭ ‬بكل‭ ‬من‭ ‬يعارضه‭ ‬من‭ ‬رؤساء‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬وآخرهم‭ ‬رونين‭ ‬بار‭ ‬رئيس‭ ‬الشاباك،‭ ‬ورئيسة‭ ‬اللجنة‭ ‬القضائية،‭ ‬يريد‭ ‬ان‭ ‬يبعد‭ ‬نفسه‭ ‬عن‭ ‬الحساب‭ ‬والعقاب‭ ‬على‭ ‬الفشل‭ ‬والفساد‭ ‬وجبهات‭ ‬تفتح،‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬فى‭ ‬غزة‭ ‬ولبنان‭ ‬واليمن،‭ ‬وربما‭ ‬إيران‭ ‬قريبًا‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬الإصرار‭ ‬الأمريكى‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬رغبات‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيونى‭ ‬المدلل‭ ‬فى‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬برنامج‭ ‬طهران‭ ‬النووى‭ ‬وليس‭ ‬فقط‭ ‬قطع‭ ‬رقبة‭ ‬اذرعها،‭ ‬وما‭ ‬يحدث‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬يتطلب‭ ‬وقفة‭ ‬إقليمية‭ ‬وعربية‭ ‬موحدة،‭ ‬لأن‭ ‬الطوفان‭ ‬‮«‬الصهيو‭ ‬ــ‭ ‬أمريكى‮»‬‭ ‬سيغرق‭ ‬الجميع،‭ ‬والتحالف‭ ‬مع‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬تحالفات‭ ‬مؤقتة‭ ‬بمجرد‭ ‬سقوط‭ ‬الأهداف‭ ‬الرئيسية،‭ ‬سوف‭ ‬يفترس‭ ‬المخطط‭ ‬‮«‬الصهيو‭ ‬ــ‭ ‬أمريكى‮»‬‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬اسقاط‭ ‬القوى‭ ‬الفاعلة‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬لا‭ ‬يخدم‭ ‬المنطقة،‭ ‬بل‭ ‬يعرضها‭ ‬للخطر‭ ‬وتمكين‭ ‬التحالف‭ ‬‮«‬الصهيو‭ ‬ــ‭ ‬أمريكى‮»‬‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬المخطط‭ ‬بالكامل‭ ‬من‭ ‬تقسيم‭ ‬وإعادة‭ ‬صياغة‭ ‬ورسم‭ ‬جديد‭ ‬للمنطقة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دويلات‭ ‬ضعيفة‭ ‬ومستأنسة،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬دول‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬مطالبة‭ ‬بالتوحد‭ ‬لكن‭ ‬السؤال‭ ‬المهم‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬المتغيرات‭ ‬والتصعيد‭ ‬الخطير‭ ‬والاصرار‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬مخطط‭ ‬التهجير،‭ ‬هل‭ ‬المنطقة‭ ‬مقدمة‭ ‬على‭ ‬حرب؟‭ ‬والسؤال‭ ‬الأهم‭ ‬هل‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬شفا‭ ‬الحرب‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬التمادى‭ ‬‮«‬الصهيو‭ ‬ــ‭ ‬أمريكى‮»‬‭ ‬على‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬فى‭ ‬غزة‭ ‬والضغط‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬بكافة‭ ‬السبل‭ ‬لمغادرة‭ ‬القطاع‭ ‬والتوجه‭ ‬إلى‭ ‬الحدود‭ ‬المصرية؟،‭ ‬وفى‭ ‬ظل‭ ‬الانتهاكات‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬وهل‭ ‬اتفاقية‭ ‬السلام‭ ‬فى‭ ‬خطر؟‭ ‬وماذا‭ ‬عن‭ ‬التحرشات‭ ‬والاستفزازات‭ ‬والأكاذيب‭ ‬والتهديدات‭ ‬الأمريكية؟‭ ‬فهل‭ ‬المواجهة‭ ‬اقتربت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أى‭ ‬وقت؟
الإجابة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬التساؤلات‭ ‬تأخذنا‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬القراءة‭ ‬فى‭ ‬الموقف‭ ‬المصرى‭ ‬ومعايير‭ ‬ومحددات‭ ‬والاسباب‭ ‬التى‭ ‬قد‭ ‬تدفع‭ ‬مصر‭ ‬إلى‭ ‬الحرب،‭ ‬وتتلخص‭ ‬فى‭ ‬سلامة‭ ‬الأمن‭ ‬القومى‭ ‬المصرى،‭ ‬فإذا‭ ‬استشعرت‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬أن‭ ‬أمنها‭ ‬القومى‭ ‬يتعرض‭ ‬للخطر‭ ‬أو‭ ‬المساس‭ ‬أو‭ ‬الانتهاك‭ ‬أو‭ ‬العدوان‭ ‬فانها‭ ‬الحرب،‭ ‬والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬لا‭ ‬تريد‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬الاطلاق،‭ ‬وتسعى‭ ‬إلى‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والسلام‭ ‬والبناء‭ ‬لكن‭ ‬إذا‭ ‬فرضت‭ ‬عليها‭ ‬الحرب‭  ‬فلا‭ ‬طاقة‭ ‬لعدوها‭ ‬أو‭ ‬اعدائها‭ ‬بتحمل‭ ‬تداعياتها‭ ‬فمصر‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬جيشها‭ ‬العظيم‭ ‬فى‭ ‬أعلى‭ ‬درجات‭ ‬الجاهزية‭ ‬والكفاءة‭ ‬القتالية‭ ‬والاحترافية،‭ ‬وجاهزة‭ ‬لطى‭ ‬الأرض‭ ‬بما‭ ‬لديها‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬وقدرة‭ ‬وردع‭ ‬حاسم‭ ‬تستند‭ ‬إلى‭ ‬قوات‭ ‬مسلحة‭ ‬عصرية‭ ‬تمتلك‭ ‬أحدث‭ ‬منظومات‭ ‬التسليح‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬التخصصات‭ ‬ومستعدة‭ ‬لمجابهة‭ ‬كافة‭ ‬التحديات‭ ‬التى‭ ‬تهدد‭ ‬أمنها‭ ‬القومى‭ ‬وتستطيع‭ ‬وبثقة‭ ‬حماية‭ ‬حدودها‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬الاتجاهات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬وتدير‭ ‬قوتها‭ ‬وقدرتها‭ ‬بمنتهى‭ ‬العبقرية‭ ‬والذكاء‭ ‬والحكمة‭ ‬ولم‭ ‬ولن‭ ‬تتعرض‭ ‬للانهاك‭ ‬أو‭ ‬الاستنزاف‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬المخاطر‭ ‬والتهديدات‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬الحدود،‭ ‬لأنها‭ ‬وببساطة‭ ‬على‭ ‬المام‭ ‬بما‭ ‬يحاك‭ ‬ويخطط‭ ‬من‭ ‬شرور‭ ‬ومؤامرات‭ ‬لها‭ ‬قبل‭ ‬ذلك‭ ‬بسنوات‭ ‬ولا‭ ‬ابالغ‭ ‬إذا‭ ‬قلت‭ ‬ان‭ ‬حدودها‭ ‬مؤمنة‭ ‬بأعلى‭ ‬وأقوى‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الجيش‭ ‬المصرى‭ ‬العظيم‭ ‬لديه‭ ‬مقاتل‭ ‬استثنائى‭ ‬هو‭ ‬أهم‭ ‬من‭ ‬منظومات‭ ‬التسليح‭ ‬الحديثة،‭ ‬يجمع‭ ‬بين‭ ‬الاحترافية‭ ‬والشجاعة‭ ‬والاقدام‭ ‬والإيمان‭ ‬بالله‭ ‬والوطن‭ ‬ولا‭ ‬يهاب‭ ‬الموت‭ ‬ويعمل‭ ‬بعقيدة‭ ‬النصر‭ ‬أو‭ ‬الشهادة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬قوة‭ ‬وقدرة‭ ‬موقف‭ ‬مصر‭ ‬ووقوفها‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬صلبة‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬حققته‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬فى‭ ‬تجهيز‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬وتمكينها‭ ‬من‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬الشاملة‭ ‬ورفع‭ ‬قدراتها‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬لأعلى‭ ‬مستوى‭ ‬حيث‭ ‬استبق‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬بما‭ ‬لديه‭ ‬من‭ ‬حكمة‭ ‬واستشراف‭ ‬للمستقبل‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المخططات‭ ‬والمؤامرات‭ ‬فى‭ ‬تجهيز‭ ‬وتحصين‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬بشكل‭ ‬شامل‭ ‬وما‭ ‬يزيد‭ ‬قوة‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬الفائقة‭ ‬هو‭ ‬اصطفاف‭ ‬ووعى‭ ‬شعبها‭ ‬العظيم‭ ‬إذن‭ ‬الجميع‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬رجل‭ ‬واحد‭ ‬قيادة‭ ‬وجيشًا‭ ‬ودولة‭ ‬وشعبًا‭ ‬لذلك‭ ‬فى‭ ‬ظنى‭ ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬بمعناها‭ ‬المباشر‭ ‬صعبة‭ ‬الحدوث‭ ‬مع‭ ‬مصر‭.‬
الحرب‭ ‬السياسية‭ ‬وحرب‭ ‬الاعصاب‭ ‬والثبات‭ ‬والبعد‭ ‬الاستراتيجى‭ ‬هى‭ ‬التى‭ ‬ستحسم‭ ‬الأمر‭ ‬ومصر‭ ‬لديها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬البدائل‭ ‬والأوراق‭ ‬الموجعة‭ ‬وستقلب‭ ‬الطاولة‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬إذا‭ ‬استشعرت‭ ‬خطرًا‭ ‬على‭ ‬أمنها‭ ‬القومى،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬الحرب‭ ‬المباشرة‭ ‬أو‭ ‬التقليدية‭ ‬أو‭ ‬النظامية‭ ‬بعيدة‭ ‬خاصة‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬حسابات‭ ‬الأعداء‭ ‬والحذر‭ ‬والخوف‭ ‬من‭ ‬مصر‭ ‬أو‭ ‬خسارتها‭ ‬ويدركون‭ ‬جيدًا‭  ‬قوتها‭ ‬وما‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تفعله‭. ‬فهى‭ ‬أقرب‭ ‬إلى‭ ‬رقبة‭ ‬عدوها‭ ‬بل‭ ‬ووجوده‭ ‬من‭ ‬أى‭ ‬وقت‭ ‬مضى،‭ ‬وتتعامل‭ ‬العين‭ ‬بالعين‭ ‬والبادى‭ ‬أظلم،‭ ‬وتلتزم‭ ‬بالحكمة‭ ‬والسياسة‭ ‬الهادئة‭ ‬التى‭ ‬تحمل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الرسائل‭ ‬المؤلمة‭ ‬وليست‭ ‬بالصياح‭ ‬والصوت‭ ‬العالى‭ ‬فهو‭ ‬شيمة‭ ‬الضعفاء‭.‬
فى‭ ‬ظنى‭ ‬أن‭ ‬المنطقة‭ ‬سوف‭ ‬تظل‭ ‬لبعض‭ ‬الوقت‭ ‬فى‭ ‬الحرب‭ ‬النفسية،‭ ‬واشتعال‭ ‬الجبهات‭ ‬الفرعية‭ ‬أو‭ ‬الثانوية‭ ‬أقصد‭ ‬الخصوم‭ ‬الأقل‭ ‬قوة‭ ‬من‭ ‬إسرائيل‭ ‬حماس‭ ‬أو‭ ‬الحوثى‭ ‬وحزب‭ ‬الله،‭ ‬وقد‭ ‬تصل‭ ‬الأمور‭ ‬إلى‭ ‬استهداف‭ ‬لبعض‭ ‬المنشآت‭ ‬الإيرانية‭ ‬ــ‭ ‬لكن‭ ‬مصر‭ ‬لن‭ ‬يفكر‭ ‬الأعداء‭ ‬فى‭ ‬المساس‭ ‬المباشر‭ ‬بها،‭ ‬ومع‭ ‬توقعى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مناطق‭ ‬أخرى‭ ‬قابلة‭ ‬للاشتعال‭ ‬لكن‭ ‬تظل‭ ‬مصر‭ ‬بحكمة‭ ‬قيادتها،‭ ‬وقوة‭ ‬وقدرة‭ ‬جيشها،‭ ‬واصطفاف‭ ‬شعبها‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬نذر‭ ‬الحرب‭ ‬المباشرة‭ ‬مع‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أعلى‭ ‬مستويات‭ ‬الجاهزية‭ ‬والقوة‭ ‬والقدرة‭ ‬وإذا‭ ‬فرضت‭ ‬الحرب‭ ‬فنحن‭ ‬لها‭ ‬وأهلها‭ ‬لذلك‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬كشعب‭ ‬أن‭ ‬نترك‭ ‬القيادة‭ ‬والدولة‭ ‬تتصرف‭ ‬ولا‭ ‬نغذى‭ ‬خطاب‭ ‬الحرب،‭ ‬فالقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وان‭ ‬كانت‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬أولويات‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية،‭ ‬ومصر‭ ‬هى‭ ‬الراعى‭ ‬التاريخى‭ ‬وموقفها‭ ‬فى‭ ‬الماضى‭ ‬والحاضر‭ ‬والمستقبل‭ ‬قمة‭ ‬الشرف‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬تظل‭ ‬رهن‭ ‬القرار‭ ‬والإرادة‭  ‬من‭ ‬كل‭ ‬العرب‭ ‬وموقف‭ ‬مصر‭ ‬كان‭ ‬وسيظل‭ ‬شريفًا‭ ‬واخلاقيًا‭ ‬ولن‭ ‬تفرط‭ ‬فى‭ ‬القضية‭ ‬ولن‭ ‬تسمح‭ ‬بتصفيتها‭ ‬أو‭ ‬تهجير‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطينى‭.‬