فكرتني رواية جين للكاتبة والروائية زينب محمد بالأحداث الدائرة في المنطقة العربية بعدما ذكرت في الرواية أن الشيخ صفوان وهو أحد شخوص الرواية كان يعلم الأولاد الصغار كيفية تجويد القرٱن الكريم ويشجعهم على مساندة الوطن والدفاع عن العرض والأرض، وكان يضرب مثالا للشجاعة بذلك بالبطل الراحل الشيخ زايد ٱل نهيان حاكم ومؤسس دولة الإمارات العربية الحديثة عندما قال قولته الشهيرة إبان حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 والتي حققت فيها الأمة العربية بقيادة مصر نصرا فريدا وأبلت فيه القوات المسلحة المصرية حماها الله بلاءا حسنا حيث قال وقتها سمو الشيخ زايد رحمة الله عليه " البترول العربي ليس أغلى من الدم العربي ".
وقدرت مصر الشيخ زايد قيادة وشعبا كثيرا ومازال أسمه يرن في كل بقعة مصرية وهو تجده في مدينة الشيخ زايد في أكتوبر وميادين وشوارع أسمه مخلدا فيها وهو ما يجعلنا نستدعي تلك المقولات الجميلة تحفيزا وتشجيعا لبعضنا البعض في الأزمات وهي ما أصعبها في وقتنا الحالي ولاسيما ما تموج به منطقة غزة الفلسطينية وما يحدث لأبنائها من قتل وسفك دماء وتشريد بل وتهجير من بيوتهم وهو ما تقف ضده مصر قيادة وشعبا مع الشعب الفلسطيني الشقيق بقوة ولعل عبارات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية في هذا الشأن وهي التي تتلخص في أنه لا للتهجير ولا لتشريد أهالينا في فلسطين وأن الحل يكمن في وطن للفلسطنيين عاصمته القدس الشرقية وٱخر للإسرائيليين وهو ما تم الإتفاق عليه مسبقا ولكن بكل أسف يخرق الكيان الصهيوني تلك الإتفاقيات.
على كل حال رواية جين جاءت أحداثها من قلب صعيد مصر وصنعت الأديبة شخوصها والتي ليست حقيقية ولكنها رواية بها رسالة سامية وراقية تبين إلى حد بعيد الحالة الإجتماعية في تلك الطبقات، وهي مثلما تبدأ الرواية بحكمة وقول مأثور وهو " لو كان في الأمر خيرا لما رحل " ومن الأفضل عدم النبش في الماضي وأن العمل على حمل الجينات التي تحمل لنا الأسوأ ليس هو الأفضل لأن ذلك قد يثير في قلوبنا الفوضي والوجع والشرور التي قد تكون مدفونة في الصدور وعلينا أن نسعي إلى كل ما يقدمنا وليس كل مايشدنا للخلف وهو ما تشير إليه جين تلك الرواية التي تعود أحداثها إلى النصف الثاني من ثمانينات القرن الماضي وفي أحدى محافظات صعيد مصر الجواني مثلما يقولون.
نحن في حاجة شديدة لنا كعرب للإصطفاف أكثر من أى وقت مضى في ظل ما يهدد أمتنا العربية ومصر تبقي هي الكبيرة والتي تحتاج بكل تأكيد مساندة أشقائها من الدول العربية ومساندة مصر والإلتفاف حولها ليس في مصلحة مصر وحدها فقط في حقيقة الأمر ولكنها مصلحة الجميع ..بل دعني أقولها هي مصلحة كل الناطقين باللغة العربية ومصر دائما هي السند بعد الله لكل اشقائها العرب ويبقى الجيش المصري هو الركيزة الأساسية في المنطقة العربية حفظه الله ورعاه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي وحما مصر وشعبها وكل شعوب المنطقة العربية ..قوتنا في وحدتنا وهو شعار لابد من رفعه شعوبا وقيادات في المنطقة العربية لأننا جميعا في سفينة واحدة.شكرا للكاتبة زينب محمد والتي أيقظت فينا الشعور بالمسئولية تجاه بعضنا البعض وعدم النبش في الماضي من خلال روايتها الجميلة جين.