هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

بدون احراج

الفانوس فى اليونسكو!!



أيام ويتوارى احتفالنا بفانوس رمضان مع توديعنا للشهر الكريم والفضيل واستقبالنا لشهر الاعياد وكل عام وانتم بخير..ولكن سيظل فانوس رمضان يمثل لنا مظهر ثقافى واحتفالى وكرنفالى وتراثى ينبغى المطالبة بضمه الى قوائم عناصر التراث غير المادى لتسجيله بمنظمة اليونسكو خاصة واننا نقود حملة دبلوماسية منذ وقت وخلال الفترات القادمة لترشيح الدكتور خالد العنانى وزير الاثار السابق للوقوف على راس هذه المنظمة العالمية.
ومن الطبيعى عدم اقتصار ضم فانوس علاء الدين على قائمة الأرشيف القومى للماثورات الشعبية..بل أننا بحاجة لتحقيق الحلم فى تسجيله على قائمة التراث باليونسكو نظرا لأننا نعتبر الفانوس عنصرا منفردا لبلدنا ويستحق ان ياخذ دوره للمحافظة على ديناميكية التراث خاصة وانه يستخدم بالديكورات الحديثة بما يدل على انه محافظ على وجوده بقوة رغم التوجه القادم فى التوسع للتحول نحو الرقمنة وقد تمتد لظهور فوانيس رقمية يمكن برمجتها وارتباطها باستعراض رسومات متحركة او كتابات مضيئة بشكل يتماشى مع الديكورات الحديثة.
أتصور أن قرار وزير التجارة منذ عشر سنوات للحد من استيراد الفانوس الصينى ساهم بشكل فعال فى المحافظة على طابع الهوية للفانوس المصرى حيث ان السلعة المستوردة منه حملت تغييرا فى هوية الفانوس التقليدى بعد ان تم طرحه بنماذج وشخصيات لاتمت بصلة للفانوس المصرى ولا بقيمته التراثية والثقافية كما ان القرار منح للفانوس التراثى قبلة الحياة من جديد
والفانوس ظاهرة ثقافية رمضانية تحولت عبر الزمن من مجرد وسيلة للاضاءة ليلا الى وظيفة كرنفالية احتفالية وصناعة ثقافية وحرفة تراثية..ولكنه بكل تاكيد مر بمراحل قبل انتشاره فى شوارعنا حيث تعددت الروايات حول ظهوره منذ نحو اكثر من الف عام مرتبطا بالخلافة الفاطمية خاصة بعد ام امر الخليفة المعز لدين الله الفاطمى شيوخ المساجد بانارتها بالفوانيس خلال شهررمضان حتى يتسنى للمصلين من اقامة صلاة التراويح ..ولدينا رواية اخرى فى انتشاره حيث كان ممنوعا على نساء القاهرة الخروج ليلا ولكن تم استثناء المنع فى شهر رمضان لحاجتهن لارتياد المساجد لاداء التراويح ايضا وارتبط الاستثناء بشرط ان يتقدم الفتاة او المراة صبى يحمل فانوسا لينبه المارة الى ان هناك امراة قادمة فى الشارع بحيث يفسح الرجال لها الطريق مما ادى الى اعتياد الاطفال والصبية لحمل الفوانيس بالشوارع خلال شهر الخير. 
ومن الطريف أن اغلب صناع الفوانيس من العمال المهرة بمهنة السمكرى او من اعتادوا على اصلاح الوابورات ولذلك تعد حرفة تراثية تمتد بجذورها فى دروب مناطق حى النحاسين حيث ازدهرت صناعته بسوق الشماعين ايام عصر المماليك وتحولت القاهرة الى مركز مهم لصناعته وتخصصت احياء مثل الازهر والغورية وبركة الفيل فى تصنيع الفوانيس التقليدية المصنوعة يدويا من النحاس والخشب المزينة بالزجاج الملون ووصولا الى الفوانيس البلاستيكية المتميزة بانخفاض تكلفتهاوتنوع الوانها وتصاميمهاوامكانية تشغيلها بالبطاريات او الكهرباء وبعضها تاتى بمؤثرات صوتية وضوئية لتضيف البهجة الرمضانية
ولدينا أشكال وأحجام متنوعة من الفانوس ومسميات له مرتبطة ببيئتنا ومنها الفانوس المقرنص المستلهم شكلا واسما من المقرنصات التى تعد واحدة من علامات العمارة الاسلامية وقبة البرلمان المصنوع على هيئة قبة مبنى البرلمان المصرى والفنارتشبيها بفنار الاسكندرية وشقة البطيخ والشمامة !! 
ولا يزال حلم تواجد الفانوس المصرى بتراثه التاريخى وباضوائه المتلالئة داخل اليونسكو يراودنا ..الا ان ذلك يتطلب جهود مكثفة من العاملين فى حقل التراث الثقافى بمختلف تخصصاتهم مع اتاحة حالة من التعاون المشترك لاعداد قاعدة بيانات دقيقة عن مختلف العناصر المرتبطة بالفانوس بهدف طرح ملف علمى دقيق يبين قيمة الفانوس وتاريخه الممتد واهمية تسجيله.
[email protected]