•• منذ 3 سنوات وبالتحديد فى مقالى المنشور بتاريخ 30 يونيو عام 2022 كتبت تحت عنوان « الشقة بالعدادات .. راحة للجميع » واقترحت تركيب عدادات المياه والكهرباء والغاز بالشقق فور الانتهاء من بناء أى عمارة وقبل تسليمها للسكان على أن يتم تحميل الرسوم على ثمن الشقة .. وذلك تخفيفاً للعبء على المواطن الذى يضطر للوقوف فى طوابير وتضييع الوقت فى الإجراءات وأخذ مواعيد للتركيب .. وفى نفس الوقت ستتخلص الشركات التى تقدم هذه الخدمات من التكدس والزحام ويتم تخفيف العبء على العاملين بها وعلى الفنيين الذين يقومون بالتركيب .
يوم الاثنين الماضى قال الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الـوزراء بعد اجتماع مع المسئولين عن الـوزارات الخدمية لمناقشة مشروعات الإسكان .. إنه كلف بالتنسيق بين هذه الجهات لتركيب عدادات الكهرباء والمياه والغاز فى الوحدات السكنية قبل تسليمها .. ونرجو ألا يتأخر ذلك طويلا ويتم التطبيق فوراً على الشقق التى تنفذها الدولة بمشروعاتها ثم يتم التعميم على مشروعات الإسكان الخاصة تيسيراً على المواطنين .
بالطبع لا أقول إن الحكومة أخذت بما كتبته من 3 سنوات « حاشا لله » فالحكومة لا تأخذ برأى أحد ولا تستمع إلا لنفسها .. لكنها بالأكيد هذه المرة بدأت تفكر فى مصلحة الناس وتخفيف المعاناة عنهم وتسهيل حصولهم على الخدمات الضرورية التى لا تستقيم الحياة بدونها وهذا شىء محمود ويحسب لها .. ولكن الأهم كما ذكرت فى مقالى أن هذا سيوفر الوقت والجهد والمال وسيضمن لشركات الخدمات الحصول على حقها .. لأن توصيل المرافق من أول يوم يعنى عدم بحث المواطن عن طرق غير مشروعة لإدخال المياه والكهرباء حتى يتم تحديد موعد له لتركيب العدادات خاصة فى المدن الجديدة !! .
تسعى الـدولـة لتوفير الشقق للمواطنين .. وتأتى مـبـادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى « سكن لكل المصريين » لتحقيق حياة كريمة للأسرة وتخفيف المشقة عن الباحثين عن العيش فى أمان خلف أربعة جدران وبما يتناسب مع دخل وإمكانيات كل فئات المجتمع خاصة محدودى الدخل .. ورغم ذلك فإن هيئة المجتمعات العمرانية بدأت تسعى للربح وتزيد من المشقة على حاجزى الشقق !! .
لمـاذا يتم تحصيل 100 ألف جنيه جدية حجز فى مشروعات « دار وسكن مصر وجنة » طالما أنه لن يتم التخصيص مباشرة للمواطن وإنما يدخل قرعة قد لا يفوز فيها بشقة أو لا يفوز والغالب لا يفوز لأن المتقدمين يكونون بعشرات الآلاف على عدد لا يتجاوز عدة مئات .. مما يعنى أن الهيئة تأخذ فى حسابها ملايين الجنيهات لمدة تصل إلى أربعة أشهر كما حدث فى المسابقة الأخيرة وتستثمرها ثم تعيد المبلغ كما هو بدون فوائد للمواطن بينما كل شركات الخدمات اذا تأخر المواطن عن السداد ولو لشهر واحد يدفع فوائد أو غرامة .. فلماذا لاتكون جدية الحجز 10 آلاف جنيه مثلاً .. ولماذا لايتم إعادة المبلغ فور انتهاء القرعة لأن هناك من لم يحصلوا على ما دفعوه من شهر نوفمبر حتى الآن .. ألا يكفى الهيئة أنها قامت بتحصيل مبلغ 500 جنيه عن كراسة الشروط .. علماً بأنها إلكترونية أى على الموقع .. فكم تستفيد الهيئة من كل ذلك .. وللعلم نفس الشىء يحدث مع الإسكان الاجتماعى الذى من المفترض أن يتقدم إليه الشباب والأسر محدودة الدخل صحيح إن مبلغ المقدم 30 ألف جنيه ولكن لماذا لا يكون أيضاً 10 آلاف جنيه تيسيراً عليهم .. خاصة أن إجراءات الاستعلام لإثبات أحقية الشخص تأخذ وقتاً وقد يرفض طلبه .. فهل يقوم الصندوق الاجتماعى ببحث تقليل المبلغ وتيسير الإجــراءات .. والأهم هل يتنازل قليلاً عن الشروط التى يضعها لسحب الشقق بعد تخصيصها .. ولماذا لا يسمح لصاحبها بالتصرف فيها إلا بعد 7 سنوات ألاتكفى 5 سنوات مثلاً طالما إنه ملتزم .. أم أنهم يعطونها للشاب أو الأسرة وعينهم فيها ويريدون أخذها مرة أخرى ؟! .
ليت الشقق الجديدة التى يتم الإعلان عن طرحها بعد العيد فى مختلف مشروعات الإسكان خاصة الاجتماعى .. تراعى ظروف المواطنين !! .
فلسفة المبادرة الرئاسية « سكن لكل المصريين » هى التخفيف من معاناة الشعب وتوفير السكن وحياة كريمة لكل مواطن على أرض مصر .. فلا تستغلوها للربح أو لزيادة المشقة عليهم !! .
************
شهر واحد لا يكفى حواء !! ( ٢ )
•• تتواصل احتفالات بنات حواء فى مارس الذى أصبح شهراً خاصاً بهن .. فبعد الاحتفال باليوم العالمى للمرأة 8 مارس .. ويوم المرأة المصرية 16 مارس .. تتوج السيدات غداً بعيد الأم .. أغلى الأعياد .. فتحية لكل الأمهات فهن من حافظن على تاريخنا وتراثنا وعاداتنا وتقاليدنا وأخلاقياتنا .. وأرضعوها للأجيال عبر عصور التاريخ من أيام الفراعنة
حتى اليوم ولآخر الزمان .
الأم المصرية « بهية » فى كل قرية وكفر ونجع وحـارة وزقــاق .. هى الحياة لأسرتها .. وأول معلم لأولادهـا .. من حضنها خرج عظماء هذه الأمة الذين تقف لهم الدنيا احتراماً .. وهم ينحنون ليقبلون قدميها اعترافاً بجميلها .. فهى التى يكرمنا الله من أجلها فى حياتها وبعد مماتها نصبح أيتاماً .. وعلينا البحث عن عمل صالح ليكرمنا الله من أجله .. فلا تنسوا الدعاء لكل الأمهات الأحياء والأمـوات .. وانتهزوا أن الليلة هى أولى الليالى الوترية فى العشر الأخيرة من رمضان عسى الله أن يبلغنا وكل الأمهات ليلة القدر ونكون جميعاً من عتقائه من النيران !! .
.. وبمناسبة شهر المرأة ويومها العالمى أصدر الجهاز المركزى للتعبئة والاحصاء بياناً عن أوضاعها فى مصر خاصة ان الاحتفال العالمى كان شعاره هذا العام « الحقوق والمساواة والتمكين لكافة النساء والفتيات ».. جاء فى بيان الجهاز أن عدد السكان بلغ فى أول يناير 2025 داخل مصر 107.3 مليون نسمة منهم 52.2 مليون من النساء بنسبة 48.6 ٪ أى أن كل 100 سيدة يقابلهن 106 من الذكور .. وبلغت نسبة الإناث فى التعليم العالى 49.6 ٪ أى النصف تقريباً فهى نصف المجتمع بحق .. وارتفع عدد الزيجات عام 2023 مقارنة بعام 2022 فى حين انخفضت حالات الطلاق وبلغت 265606 حالة أى أقل من عام 2022 بحوالى 4228 حالة وهو مؤشر طيب .
الأهم أن وضع المرأة فى مواقع صنع القرار سجل تصاعداً ففى مجلس الـوزراء بلغت النسبة 16 ٪ بعدد ٤ وزيرات .. وفى منصب نائبة الوزير ارتفعت النسبة إلى 20 ٪ وفى منصب نائب المحافظ كانت 33.3 ٪ فى آخر حركة محافظين جرت العام الماضى .. كما ان لها اكثر من 160 عضوة بمجلس النواب .. ولها الربع على الأقل فى المجالس المحلية القادمة .. مما يعنى أن التمكين « شغال » والمرأة تتقدم بقوة !! .
.. ولكي لا يضيع الشهر هباء كل عام فى ندوات وحوارات ؛ مطلوب تعريف الأجيال بالرائدات الأوائل من السيدات في كل مجال .. وهناك موسوعة مهمة للكاتب الصحفي أحمد رجائي رحمه الله يقدم فيها 1000 سيدة مصرية .. وعلينا تسليط الضوء على نضال وكفاح وتاريخ ومشوار كل رائدة حتى يتعرف عليها الشباب والفتيات .. فمثلا أول سيدة دخلت الحكومة وأصبحت وزيرة كانت الدكتورة حكمت أبو زيد عام 1962 وأول نائبتين في مجلس الأمة هما آمينة شكرى و راوية عطية حيث نجحتا سنة 1957 في أول انتخابات تشارك فيها المرأة المصرية .. ولا ننسى السيدة هدى شعراوي وكفاحها لتحرير المرأة .. وكانت حميدة خليل وشفيقة محمد أول شهيدتين في مظاهرات النساء أثناء ثورة 1919 .. وكانت هيلانه سيداروس أول طبيبة مصرية تتخرج من إنجلترا .. ولطيف النادي أول من عملت طيارة تقود الطائرات .. ومفيدة عبد الرحمن أول محاميه وشقيقهتها الكبرى توحيدة هي أول طبيبة يتم تعيينها في وزارة الصحة المصرية .. وكانت صفية المهندس أول رئيسة للإذاعة المصرية .. وسميرة موسى أول معيدة بكلية العلوم و أول عالمة ذرة عربية .. والمستشارة تهاني الجبالي أول قاضية بالمحكمة الدستورية العليا .. وغيرهن العشرات من الأوائل في كل مجال لابد من إبراز دورهن في حياة المصريين والمصريات .
المرأة في ذاكرة الأمة ليست هي فقط ( نفرتيتى ) رمز الجمال عند كل نساء الدنيا والتى مازلنا نحاول استعادة تمثال رأسها من متحف برلين فى ألمانيا .. ولا هى حتشبسوت وكليوباترا وشجرة الدر اللاتي حكمن البلاد وكانت عهودهن تتسم بالرخاء رغم أهميتهن فى التاريخ الانسانى .. ولكنها هي ( أيزيس ) التي طافت اقاليم مصر تجمع اشلاء زوجها ( أوزوريس ) لينجبا ( حورس ) الذي استعاد عرش أبيه وخلص الأرض من شرور ( ست ) وكل ذلك بفضل كفاح ونضال ( أيزيس ) وتضحياتتها واصرارها وعزيمتها وكبريائها ودموعها التي سالت و أحدثت فيضان النيل فجأء بالخير .. هذه هي المرأة والأم المصرية .. فهل يكفيها شهر واحد لرد الجميل ؟! .