هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

أبيض‭ ‬وأسود

عايشة‭ ‬الدور


أسباب‭ ‬كثيرة‭ ‬وراء‭ ‬اهتمام‭ ‬الجمهور‭ ‬بحلقات‭ ‬مسلسل‭ ‬‮»‬عايشة‭ ‬الدور‮«‬‭ ‬الذى‭ ‬بدأ‭ ‬عرضه‭ ‬فى‭ ‬النصف‭ ‬الثانى‭ ‬من‭ ‬رمضان،‭ ‬ويأتى‭ ‬فى‭ ‬مقدمة‭ ‬تلك‭ ‬الأسباب‭ ‬عودة‭ ‬النجمة‭ ‬دنيا‭ ‬سمير‭ ‬غانم‭ ‬إلى‭ ‬شاشة‭ ‬رمضان‭.. ‬إنها‭ ‬الفنانة‭ ‬الشاملة‭ ‬التى‭ ‬تجيد‭ ‬التمثيل‭ ‬وتقديم‭ ‬الاستعراضات‭ ‬والكوميديا‭ ‬بأسلوب‭ ‬جذاب‭ ‬وهى‭ ‬قدرات‭ ‬اصبحت‭ ‬الشاشة‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬أشد‭ ‬الحاجة‭ ‬إليها‭ ‬بعد‭ ‬غياب‭ ‬سعاد‭ ‬حسنى‭ ‬وتوقف‭ ‬نيللى‭ ‬وشريهان،‭ ‬لذلك‭ ‬جاء‭ ‬ترحيب‭ ‬الجمهور‭ ‬بعودة‭ ‬‮»‬دنيا‮«‬‭ ‬فى‭ ‬عمل‭ ‬يسمح‭ ‬لها‭ ‬بتقديم‭ ‬مواهبها‭ ‬المتعددة‭ ‬التى‭ ‬أشرنا‭ ‬إليها‭.‬
أما‭ ‬فريق‭ ‬تأليف‭ ‬المسلسل‭ ‬فهو‭ ‬يضم‭ ‬كريم‭ ‬يوسف‭ ‬وأشرف‭ ‬نصر‭ ‬وسامح‭ ‬جمال‭ ‬مع‭ ‬كاتبتين ‬هما‭ ‬ندى‭ ‬عزت‭ ‬ونانسى‭ ‬عكيلة‭ ‬بالاضافة‭ ‬إلى‭ ‬المخرج‭ ‬أحمد‭ ‬الجندى‭ ‬وهو‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬أنجح‭ ‬مخرجى‭ ‬الدراما‭ ‬والسينما‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬العشر‭ ‬الأخيرة‭ ‬،وقصة‭ ‬المسلسل‭ ‬تحكى‭ ‬تجربة‭ ‬الأم‭ ‬المطلقة‭ ‬‮»‬عايشة‮«‬‭ ‬التى‭ ‬تزوجت‭ ‬وهى‭ ‬طالبة‭ ‬فى‭ ‬الجامعة‭ ‬وكانت‭ ‬تحلم‭ ‬بالعمل‭ ‬كممثلة‭ ‬وهو‭ ‬نفس‭ ‬حلم‭ ‬والدها‭ ‬‮»حسن‮«‬‭ ‬ولكن‭ ‬الحياة‭ ‬تأخذها‭ ‬وتنجب‭ ‬طفلين،‭ ‬وتمر‭ ‬السنوات‭ ‬وتذهب‭ ‬‮»‬عايشة‮«‬‭ ‬بالصدفة‭ ‬إلى‭ ‬الجامعة‭ ‬لتأجيل‭ ‬دراسة‭ ‬‮»‬فاتيما‮«‬‭ ‬ابنة ‬أختها‭ ‬التى‭ ‬تعيش‭ ‬فى‭ ‬أمريكا،‭ ‬وتجد‭ ‬‮»‬عايشة‮«‬‭ ‬نفسها‭ ‬وهى‭ ‬تعيش‭ ‬دور‭ ‬‮»‬فاتيما‮«‬‭ ‬لتحقق‭ ‬حلمها‭ ‬المؤجل‭ ‬وبلغة‭ ‬الطب‭ ‬النفسى‭ ‬تحقق‭ ‬رغبتها‭ ‬المكبوتة‭ ‬التى‭ ‬لم‭ ‬تتحقق‭.‬
ينجح‭ ‬المسلسل‭ ‬فى‭ ‬تقديم‭ ‬الفروق‭ ‬الكبيرة‭ ‬بين‭ ‬الجيل‭ ‬الحالى‭ ‬للشباب‭ ‬والفتيات‭ ‬فى‭ ‬الجامعات‭ ‬الخاصة‭ ‬وجيل‭ ‬تسعينيات‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬عندما‭ ‬كانت‭ ‬‮»‬عايشة‮«‬‭ ‬طالبة‭ ‬جامعية،‭ ‬ومعروف‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الفروق‭ ‬الكبيرة‭ ‬صنعها‭ ‬التطور‭ ‬التكنولوجى‭ ‬حيث‭ ‬تزداد‭ ‬الفجوة‭ ‬اتساعاً‭ ‬بين‭ ‬الأجيال‭ ‬لأن‭ ‬الاكتشافات‭ ‬الجديدة‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬الاتصالات‭ ‬اصبحت‭ ‬فائقة‭ ‬السرعة‭ ‬واختلفت‭ ‬لغة‭ ‬التخاطب‭ ‬وأساليب‭ ‬الحياة،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬ينتبه‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬جوهر‭ ‬احتياجات‭ ‬الإنسان‭ ‬واحد‭ ‬لا‭ ‬يتغير‭ ‬وأول‭ ‬هذه‭ ‬الاحتياجات‭ ‬أن‭ ‬يحقق‭ ‬أحلامه‭ ‬التى‭ ‬ارتبط‭ ‬بها‭ ‬وعاش‭ ‬من‭ ‬أجلها‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يشعر‭.‬
ولأن‭ ‬بطلة‭ ‬المسلسل‭ ‬كانت‭ ‬تحلم‭ ‬بأن‭ ‬تكون‭ ‬فنانة‭ ‬تمثل‭ ‬وتغنى‭ ‬وترقص‭ ‬لذلك‭ ‬حاول‭ ‬المخرج‭ ‬أحمد‭ ‬الجندى‭ ‬أن‭ ‬يمنح‭ ‬البطلة‭ ‬المساحة‭ ‬الكافية‭ ‬لاستعراض‭ ‬مواهبها‭ ‬فى‭ ‬اسكتشات‭ ‬غنائية‭ ‬راقصة‭ ‬جعلت‭ ‬المسلسل‭ ‬يبدو‭ ‬مختلفاً‭ ‬عن‭ ‬نوعية‭ ‬الدراما‭ ‬السائدة‭ ‬فى‭ ‬رمضان‭ ‬والمعالجة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬لأحداث‭ ‬المسلسل‭ ‬حديثة‭ ‬وعصرية‭ ‬ونابعة‭ ‬من‭ ‬طبيعة‭ ‬القصة‭ ‬ومناسبة‭ ‬لشخصية‭ ‬وأحلام‭ ‬البطلة‭.‬
بذلت‭ ‬دنيا‭ ‬سمير‭ ‬غانم‭ ‬مجهوداً‭ ‬فى‭ ‬تقديم‭ ‬شخصيتين‭ ‬هما‭ ‬‮»‬عايشة‮«‬‭ ‬و»فاتيما‮«‬‭ ‬لكنها‭ ‬لم‭ ‬تبتعد‭ ‬عن‭ ‬دنيا‭ ‬سمير‭ ‬غانم‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬تريد‭ ‬خداع‭ ‬المشاهد‭ ‬بل‭ ‬هى‭ ‬دائماً‭ ‬تحمل‭ ‬رسالة‭ ‬فى‭ ‬مشاهد‭ ‬كثيرة‭ ‬.. وهى‭ ‬تريد‭ ‬الاشارة‭ ‬للتطور‭ ‬الحادث‭ ‬فى‭ ‬حياة‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬ولكن‭ ‬تريد‭ ‬ايضا‭ ‬التنبيه‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الأجيال‭ ‬السابقة‭ ‬كانت‭ ‬تعيش‭ ‬الحياة‭ ‬ايضا‭ ‬بنفس‭ ‬الأحاسيس‭ ‬والمواقف‭ ‬باختلاف‭ ‬المصطلحات‭ ‬الانجليزية‭ ‬التى‭ ‬اصبحت‭ ‬تمثل‭ ‬نصف‭ ‬كلامنا‭ ‬للأسف‭.‬
اشار‭ ‬المسلسل‭ ‬من‭ ‬بعيد‭ ‬إلى‭ ‬الطلاق‭ ‬باعتباره‭ ‬النتيجة‭ ‬الطبيعية‭ ‬لاختلاف‭ ‬شخصية‭ ‬وأفكار‭ ‬الزوج‭ ‬والزوجة،‭ ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬‮»‬عايشة‮«‬‭ ‬منفصلة‭ ‬عن‭ ‬زوجها‭ ‬لكنها‭ ‬لم‭ ‬تتخل‭ ‬عن‭ ‬ابنائها‭ ‬وفى‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬لا‭ ‬تريد‭ ‬التخلى‭ ‬عن‭ ‬حلمها‭ ‬الشخصى‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬اجتهد‭ ‬المسلسل‭ ‬فى‭ ‬التأكيد‭ ‬عليه،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬مسلسل‭ ‬‮»‬عايشة‭ ‬الدور‮«‬‭ ‬يستحق‭ ‬التحية‭ ‬وسط‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬مسلسلات‭ ‬رمضان‭.‬