هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

القمة المصرية الأمريكية.. توافق في المصالح واحترام للرؤي *

* السيسي وترامب أكدا أن العلاقات بين البلدين في أفضل حالاتها
 

* مصر أكثر دول المنطقة أمنا واستقرارا.. وزيارة قرينة ترامب للأهرامات خير دليل 
 

* القاهرة وواشنطن اتفقتا علي ضرورة التنسيق في مواجهة الإرهاب وإيجاد الحلول لأزمات اليمن وليبيا وسوريا

 

عندما كانت عقارب الساعة تشير إلي الثانية عشرة ظهرا بتوقيت واشنطن السادسة مساء بتوقيت القاهرة انطلقت القمة المصرية الأمريكية بين الرئيسين عبدالفتاح السيسي ودونالد ترامب ظهر الثلاثاء والتي عقدت بالبيت الأبيض بدعوة من الرئيس الأمريكي. 
هذه القمة التي جاءت في وقت حساس وظروف صعبة ومشكلات معقدة تحيط بمنطقة الشرق الأوسط والعالم العربي وسبقتها تكهنات وتحليلات تحاول رسم تخيل وتضع سيناريوهات تسعي إلي تصدير أفكار غير صحيحة عن العلاقات المصرية الأمريكية. 
زيارة الرئيس لواشنطن شهدت ترحيبا كبيرا واستقبالا حافلا لخصه الرئيس ترامب في بداية أعمال القمة بسعادته الغامرة للقاء الرئيس المصري في البيت الأبيض ووصفه بأنه شرف عظيم أن يكون مع الرئيس السيسي. 
أيضا من جانبه لفت الرئيس السيسي الأنظار إلي أن العلاقات المصرية الأمريكية في أفضل حالاتها حاليا منذ سنوات عديدة معربا عن شكره وتقديره للرئيس الأمريكي علي دعم مصر في كافة المجالات. 
وفي إشارة واضحة لأهمية مصر وأمنها واستقرارها أشار الرئيس الأمريكي إلي زيارة السيدة قرينته للقاهرة مؤخرا ومشاهدتها لمنطقة الأهرامات وانبهارها الشديد بما شاهدته وقضائها لحظات رائعة فيما يستحق أن نطلق عليه إحدي عجائب الدنيا السبع. 
مباحثات الرئيسين كانت إيجابية للغاية ودارت في جو ودي كبير غلفته معاني الاحترام المتبادل والتقدير الكبير لدور الدولتين ورسخت مبدأ الاستقلالية التامة وعدم التدخل في شئون الآخر.. وخير دليل علي ذلك إجابة الرئيس الأمريكي عن سؤال لأحد الصحفيين الأمريكيين حول رؤية أمريكا للتعديلات الدستورية في مصر والتي قال فيها الرئيس الأمريكي إنه لا يعرف شيئا عن هذا الأمر ولكن ما أستطيع أن أقوله إن هذا الرئيس يقوم بعمل عظيم في بلاده وهو شخص عظيم. 
تأكيد الرئيس ترامب علي ما قاله الرئيس السيسي بأن العلاقات المصرية الأمريكية أحرزت تقدما كبيرا علي مستويات عدة وأن مباحثاته مع الرئيس المصري أظهرت تطابقا كبيرا في وجهات النظر في شتي القضايا والملفات التي تم التباحث بشأنها يؤكد احترام الإدارة الأمريكية لمصر وقيادتها. 
العلاقات الثنائية بأبعادها الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية والعسكرية كانت بالتأكيد حاضرة في مقدمة ما تم التباحث بشأنه في هذه القمة الهامة وكيفية وآليات دفعها قدما في المستقبل.. إضافة إلي تطورات الأوضاع والأحداث المتلاحقة في منطقة الشرق الأوسط والأزمات التي تزداد تعقيدا وفي مقدمتها بالتأكيد القضية الفلسطينية وعملية السلام في الشرق الأوسط وهي القضية المركزية والمحورية التي توليها مصر اهتماما كبيرا في كافة المناسبات والمحافل الدولية. 
أيضا الأوضاع في سوريا واليمن والتطورات الأخيرة في ليبيا في ضوء الدور الفاعل لكل من أمريكا ومصر في هذه الملفات الساخنة وهو ما يحتم علي الجانبين استمرار التشاور والتنسيق الدائم من أجل إيجاد حلول سياسية تضمن مصالح شعوب هذه الدول وتقيهم شرور التشرد والضياع في إطار الحفاظ علي المؤسسات الوطنية لهذه الدول لأنها الضمانة الوحيدة لإعادة أمنها واستقرارها ولضمان عدم سيطرة جماعات الشر والضلال والإرهاب علي مقدرات هذه الشعوب. 
محاربة الإرهاب والتطرف ملف هام وقضية أساسية بالنسبة للبلدين أيضا لما للإرهاب من خطورة علي كل دول العالم ولن تقتصر آثاره علي دولة معينة أو منطقة محددة بل إن شروره تتعدي الموقع الجغرافي وتمتد لتهدد باقي دول العالم.. أمريكا تثق تماما في قدرة مصر وخبرتها الكبيرة وتعلم جيداً ما قدمته وما تبذله من أجل مكافحة الإرهاب.. من هنا كان هناك اتفاق تام علي التعاون ومزيد من تنسيق الجهود للقضاء علي هذا الخطر اللعين. 
البيان الذي صدر عن المكتب الإعلامي للبيت الأبيض عقب نهاية اللقاء بين الرئيسين السيسي وترامب أكد أن أمريكا تعمل علي تعزيز الشراكة الاستراتيجية لبلاده مع مصر في كافة المجالات وأن واشنطن والقاهرة متفقتان علي أهمية تحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط ويتعاون الطرفان من أجل إيجاد الحلول التي تحقق هذا الهدف وأيضا المساهمة في حل النزاعات في ليبيا وسوريا واليمن وتحقيق تقدم في التحالف الاستراتيجي الخاص بالشرق الأوسط. 
اشاد البيان بجهود مصر في تعزيز دور المرأة المصرية ووجودها علي الساحة السياسية بقوة كما أبرز ما أرسته مصر من قواعد التسامح الديني وحرية العبادة.. وأشار إلي برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تنفذه الحكومة المصرية ووصفه بالجريء والذي وضع مصر علي المسار الصحيح من أجل الاستقرار الاقتصادي. 
هذه هي الزيارة الثانية للرئيس السيسي لواشنطن بعد زيارته الأولي في أبريل 2017 والتي أتاحت الفرصة لفتح صفحة جديدة في ملف العلاقات المصرية الأمريكية وسعت مصر من خلالها إلي التعريف بالفرص الاستثمارية والمشروعات القومية الكبري وفتح آفاق التعاون مع الشركات ورجال الأعمال الأمريكيين.. والتقي الرئيسان قبل هذه القمة في 4 لقاءات ساعدت في دفع العلاقات المصرية الأمريكية للأمام. 
أمريكا تحرص علي الاستماع عن قرب إلي رؤية مصر الشاملة تجاه مجمل الأوضاع في المنطقة العربية والأفريقية أيضا باعتبارها رئيسا للاتحاد الأفريقي في دورته الحالية وكونها الدولة الأقوي والأكبر والأكثر فاعلية وتأثيرا في محيطيها الاقليمي والعربي وكذلك الاستماع لرؤيتها في ملف الإرهاب وكيفية مواجهته. 
من هنا كانت الدعوة الأمريكية للرئيس المصري للتباحث والتشاور حول كافة الملفات الساخنة في المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط والقارة الأفريقية إيمانا من الإدارة الأمريكية بأن مصر هي الشريك الاستراتيجي القادر علي تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط ولديها من الامكانيات ما يؤهلها لذلك. 
شراكة مصر وأمريكا وحرصهما علي زيادة حجم التعاون لم تمنع القاهرة ولن تمنعها أبدا من التمسك بمواقفها الثابتة تجاه القضايا العربية ومن رفضها القاطع لقرار الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل واعتراف أمريكا بسيادة إسرائيل علي الجولان. 
مصر نجحت في تحرير سياستها الخارجية وحققت نجاحات كبيرة في خلق توازنات في علاقاتها مع مختلف القوي والكيانات الدولية وهو ما جعل كل هذه القوي الكبري تحرص علي تقوية علاقاتها مع مصر. 
مصر عادت بقوة.. كبيرة قوية مؤثرة يسعي إليها الجميع تقديرا واحتراما.. يستمع إليها الآخرون من منطلق عزتها وشموخها.. يلجأ إليها من يريد المشورة والنصيحة واثقاً أنه سيجدها. 
حفظ الله مصر وحمي شعبها إلي يوم الدين 
"براويز" 
* الجالية المصرية في أمريكا حرصت علي التواجد بكثافة خلال تواجد الرئيس في العاصمة الأمريكية واشنطن حاملين الأعلام المصرية وصور الرئيس في مشهد رائع يعكس تعبيرهم عن حب مصر وقيادتها.. وكانوا بحق خير معبر عن استعدادهم ليكونوا خط الدفاع الأول عن مصر وقيادتها ولم يقتصر الحضور علي المقيمين بواشنطن فقط بل حرص علي المشاركة في هذه المسيرات المقيمون في نيوجرسي وفيرجينيا. 
قبل وصول الرئيس السيسي إلي واشنطن نظم أعضاء الجالية ندوة كبيرة حضرها جمع غفير من المصريين المقيمين بأمريكا لمناقشة التعديلات الدستورية في إطار حرصهم علي المشاركة في كل ما يهم الشعب المصري.. أيد الحاضرون جميعهم هذه التعديلات المطروحة للنقاش المجتمعي بوصفها تصب في المصلحة العليا للوطن ودعوا كافة أفراد الشعب المصري في الداخل والخارج للمشاركة في الاستفتاء علي هذه التعديلات لتخرج معبرة بقوة عن رغبة الشعب المصري كله. 
* جهد كبير قام به المكتب الإعلامي بالسفارة المصرية بواشنطن خلال الإعداد لزيارة الرئيس لأمريكا.. قدم أعضاء المكتب كل التسهيلات للوفد الإعلامي والصحفي المتواجد في واشنطن ليتمكن من أداء مهمته بنجاح.. شكرا للأساتذة أيمن يوسف وحسام أمين وأحمد حسين والسيد عبدون ورئيس هيئة الاستعلامات د. ضياء رشوان.