أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي إعلامًا بديلًا وأداة قوية يمكن استخدامها إما للإثراء المعرفي أو للتأثير السلبي، وهذا يعتمد على كيفية استخدامنا لها. فهي ليست مجرد منصات للتواصل، بل تحولت إلى أدوات مؤثرة في تشكيل الرأي العام، بل وغيّرت بشكل كبير طبيعة الإعلام التقليدي.
وفي خضم البرامج الرمضانية التي تتنافس على جذب انتباه المشاهدين عبر شاشات القنوات الفضائية، يطل علينا الفنان والإعلامي المتميز سامح حسين ببرنامجه "قطايف" على منصات السوشيال ميديا، ليقدم وجبة إعلامية متفردة تجمع بين المتعة والعمق، مع الحفاظ على المبادئ الأخلاقية.
"قطايف" ليس مجرد برنامج عابر، بل هو مشروع إعلامي متكامل يعكس قدرة السوشيال ميديا على تقديم محتوى هادف وراقٍ. فهو نموذج مضيء للإعلام البديل الذي يجمع بين المتعة والفائدة، ويؤكد أن منصات مثل فيسبوك وإنستجرام ويوتيوب يمكن أن تكون أدوات رئيسية للتواصل المباشر مع الجماهير، ونشر المعرفة وتعزيز القيم الإيجابية.
تربطني صداقة قوية بالفنان سامح حسين على مدى سنوات عمره الفني، ودائمًا ما أراه فنانًا يحترم اسمه وفنه، ويبحث دائمًا عما هو جديد ومميز. ولا أنسى عندما عرض عليّ فكرة برنامجه "المغامرات" قبل سنوات في مكتبه بالدقي، وكانت فكرة مبتكرة حققت نجاحًا كبيرًا عند عرضها. هذا العام، يقدم لنا "قطايف"، برنامجًا رمضانيًا يجمع بين المتعة والفائدة، ويؤكد أن لدينا ما يمكن تقديمه في رمضان من محتوى راقٍ وهادف.
"قطايف" مبني على تعزيز القيم بأنواعها، ويأخذ المشاهد في رحلة متنوعة مليئة بالقيم الأخلاقية والدينية التي تتناسب مع روح الشهر الكريم. سامح حسين، بكل ما يمتلكه من موهبة وحنكة فنية، يثبت مرة أخرى أنه فنان مبدع وملتزم بقضاياه الأخلاقية، ويحرص على أن تكون أعماله انعكاسًا لقيمه الراسخة.
وفي مقارنة بسيطة بين المحتوى الهادف والمحتوى السيئ، نرى الفرق واضحًا وكبيرًا. فبرامج المقالب، مثل برنامج "رامز إيلون مصر" تعتمد على الإثارة والمفاجآت المبالغ فيها التي تتخطى كل مبادئ الاحترام والأخلاقيات، وتصل أحيانًا إلى الإساءة للضيف بشكل مباشر. هذه البرامج قد تقدم رسائل سلبية أو تروج للعنف اللفظي أو الجسدي بشكل غير مباشر، مما يؤثر سلبًا على القيم الاجتماعية والأخلاقية، خاصة لدى الشباب والأطفال.
على الجانب الآخر، يأتي برنامج "قطايف" ليعكس أهمية المحتوى الهادف الذي يلامس قلوب المشاهدين ويعزز القيم الإيجابية والأخلاقية. فهو يقدم رسائل إنسانية واجتماعية تثير التفكير وتحركه، وتترك أثرًا طيبًا في نفوس المشاهدين. هذا النوع من المحتوى الترفيهي الأخلاقي يساهم في بناء الوعي المجتمعي وترسيخ المبادئ الأخلاقية.
برنامج "قطايف" عبر السوشيال ميديا يعد نموذجًا للإعلام الراقي الذي يليق بروح شهر رمضان. فهو يقدم وجبة إعلامية متكاملة تجمع بين الشكل الجذاب والمضمون العميق. سامح حسين، بكل ما يمتلكه من موهبة وحنكة فنية إعلامية، يستطيع أن يأخذ المشاهد في رحلة متنوعة مليئة بكل ألوان القيم والمبادئ الأخلاقية الحياتية والدينية التي تعكس جماليات الشهر الكريم.
ما يميز "قطايف" هو حرصه على تعزيز القيم الأخلاقية والاجتماعية من خلال محتوى هادف وممتع.
البرنامج يقدم رسائل إيجابية تلامس قضايا إنسانية واجتماعية، مما يجعله أكثر من مجرد برنامج ترفيهي. فهو حريص على أن تكون كل حلقة من حلقات برنامجه بمثابة رسالة إيجابية تثير التفكير وتترك أثرًا طيبًا في نفوس المشاهدين.
سامح حسين وفريقه يثبتون مرة أخرى أننا أمام صناع محتوى مبدعين يعون جيدًا دورهم في المجتمع. فهم حريصون على أن تكون أعمالهم انعكاسًا لأخلاقهم العالية وقيمهم الراسخة، وتقديم رسائل إيجابية تترك أثرًا طيبًا في نفوس المشاهدين.
وأخيراً
لذا، لا يسعنا إلا أن نقول للصديق العزيز سامح حسين شكرًا، وبرافو على ما تقدمه من إبداع وتميز. استمر في رحلتك الإعلامية الرائعة، وواصل تقديم "قطايفك" التي تضيف لرمضان بهجة وقيمة.
فهي رحلة مع القيم والمبادئ الأخلاقية، وإعلام مختلف يليق بروح الشهر الكريم. فهو يجمع بين المتعة والفائدة، ويؤكد أن الإعلام يمكن أن يكون أداة للتغيير الإيجابي وبناء القيم. رمضان كريم، وكل عام وأنتم بخير.
مصطفي البلك
[email protected]