هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

من‭ ‬آن‭ ‬لآخر

بشائر‭ ‬الخير‭.. ‬من‭ ‬قلب‭ ‬الأزمات

 

رغم‭ ‬تداعيات‭ ‬الأزمات‭ ‬والصراعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬وأثارها‭ ‬وظلالها‭ ‬القاسية‭ ‬على‭ ‬الأوضاع‭ ‬الاقتصادية‭ ‬خاصة‭ ‬الشعوب،‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬والتضخم،‭ ‬وهى‭ ‬ظروف‭ ‬فرضت‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬بأشكال‭ ‬مختلفة‭ ‬ومتعددة‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬أظهرت‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬هذه‭ ‬الصدمات‭ ‬والتداعيات،‭ ‬وثبات‭ ‬فى‭ ‬التعامل‭ ‬الصحيح‭ ‬مع‭ ‬التغيرات‭ ‬الحادة،‭ ‬وان‭ ‬كانت‭ ‬الظروف‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬أثرت‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬وأكثر‭ ‬على‭ ‬مصر‭ ‬بسبب‭ ‬ما‭ ‬يحاك‭ ‬ضدها‭ ‬من‭ ‬محاولات‭ ‬خنق‭ ‬وحصار‭ ‬اقتصادى‭ ‬بسبب‭ ‬مواقفها‭ ‬السياسية‭ ‬وثوابتها‭ ‬الشريفة‭ ‬فى‭ ‬رفض‭ ‬الظلم،‭ ‬أو‭ ‬الاستجابة‭ ‬لمطالب‭ ‬ومخططات‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬التى‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬وأد‭ ‬وتصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وتهجير‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطينى‭ ‬من‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬والضفة‭ ‬الغربية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬أوهام‭ ‬التوطين‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬والاردن‭.. ‬مصر‭ ‬لم‭ ‬تصمت‭ ‬ولم‭ ‬تسكت‭ ‬وأعلنت‭ ‬بشكل‭  ‬واضح‭ ‬وحاسم‭ ‬أنها‭ ‬ترفض‭ ‬تصفية‭ ‬القضية‭ ‬وتهجير‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬أو‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الأمن‭ ‬القومى‭ ‬المصرى،‭ ‬وبعد‭ ‬المجاهرة‭ ‬بالمخطط‭ ‬وخروجه‭ ‬من‭ ‬دهاليز‭ ‬السرية‭ ‬والغرف‭ ‬المغلقة،‭ ‬وعرض‭ ‬التفاصيل‭ ‬المتناثرة‭ ‬غير‭ ‬المنطقية‭ ‬أو‭ ‬الأخلاقية‭ ‬عن‭ ‬تهجير‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬تصدت‭ ‬مصر‭ ‬أيضا‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬وقالت‭ ‬أنها‭ ‬ترفض‭ ‬هذا‭ ‬المخطط،‭ ‬وأنه‭ ‬ظلم‭ ‬لن‭ ‬تشارك‭ ‬فيه‭ ‬وعرضت‭ ‬خطة‭ ‬إعادة‭ ‬إعمار‭ ‬غزة‭ ‬وفحواها‭ ‬إعمار‭ ‬بدون‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬التهجير،‭ ‬ووقفت‭ ‬فى‭ ‬وجه‭ ‬المخطط،‭ ‬ولاقت‭ ‬رؤيتها‭ ‬وخطتها‭ ‬تأييدًا‭ ‬عربيًا‭ ‬ودوليًا‭ ‬كبيرًا،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬ثمنًا‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تدفعه‭ ‬مصر‭ ‬الشريفة‭ ‬لكن‭ ‬ذلك‭ ‬لن‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬الاطلاق‭ ‬على‭ ‬موقفها‭ ‬وقرارها،‭ ‬وما‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أقوله‭ ‬إن‭ ‬مصر‭ ‬تخوض‭ ‬حرب‭  ‬وجود‭ ‬لها‭ ‬تداعياتها،‭ ‬ووسائلها‭ ‬فى‭ ‬شكل‭ ‬محاولات‭ ‬للتركيع‭ ‬والابتزاز‭ ‬بأشكال‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬الضغوط‭ ‬والحصار‭ ‬والخنق‭ ‬الاقتصادى،‭ ‬لكن‭ ‬الأمر‭ ‬الذى‭ ‬يدعونا‭ ‬للفخر‭ ‬والاطمئنان‭  ‬هو‭ ‬نجاح‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬مقاومة‭ ‬هذه‭ ‬الظروف،‭ ‬وتحقيق‭ ‬انجازات‭ ‬مهمة،‭ ‬رغم‭ ‬وطأة‭ ‬التداعيات‭ ‬ولعل‭ ‬التأثيرات‭ ‬السلبية‭ ‬على‭ ‬عوائد‭ ‬وموارد‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭ ‬بسبب‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬واضطرابات‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬فقدان‭ ‬مصر‭ ‬7‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬وهو‭ ‬رقم‭ ‬كبير‭ ‬يصنع‭ ‬الفارق‭ ‬الاقتصادى‭ ‬فى‭ ‬مسيرة‭ ‬الدولة‭ ‬وينعكس‭ ‬على‭ ‬أحوال‭ ‬الشعب،‭ ‬لكن‭ ‬بالأرقام‭ ‬والأخبار‭ ‬والمؤشرات‭ ‬هناك‭ ‬نجاحات‭ ‬ومؤشرات‭ ‬تدعونا‭ ‬للتفاؤل‭ ‬أبرزها‭ ‬ما‭ ‬تحدث‭ ‬عنه‭ ‬الدكتور‭ ‬مصطفى‭ ‬مدبولى‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬أنه‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬يحدث‭ ‬تعادل‭ ‬قيمة‭ ‬الإيرادات‭ ‬مع‭ ‬قيمة‭ ‬المصروفات‭ ‬والاحتياجات‭ ‬أى‭ ‬أن‭ ‬مواردنا‭ ‬من‭ ‬العملات‭ ‬الصعبة‭ ‬تغطى‭ ‬احتياجاتنا‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬عجز‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬رغم‭ ‬الظروف‭ ‬السياسية‭ ‬والأمنية‭  ‬الصعبة‭ ‬التى‭ ‬تعيشها‭ ‬المنطقة‭ ‬ورغم‭ ‬التداعيات‭ ‬على‭ ‬مواردنا‭ ‬من‭ ‬العملات‭ ‬الصعبة‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تحقيق‭ ‬هذا‭ ‬التعادل‭ ‬هو‭ ‬انجاز‭ ‬كبير‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬و‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يعنى‭ ‬أيضا‭ ‬مرونة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬وقدرته‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬الصدمات‭ ‬ربما‭ ‬اعتقد‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬فقدان‭ ‬مصر‭ ‬لـ‮٧‬‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬من‭ ‬عوائد‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭ ‬سوف‭ ‬يتسبب‭ ‬فى‭ ‬عجز‭  ‬واختلال‭ ‬بين‭ ‬الإيرادات‭  ‬والمصروفات‭ ‬بالعملات‭ ‬الصعبة،‭ ‬لكن‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬بسبب‭ ‬تنوع‭  ‬وتعدد‭ ‬مصادر‭ ‬تدفق‭ ‬العملات‭ ‬الصعبة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تحدثنا‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬رؤية‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬فى‭ ‬تجاوز‭ ‬اشكالية‭ ‬محدودية‭ ‬الموارد‭ ‬المصرية‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬ومن‭ ‬العملات‭ ‬الأجنبية‭ ‬بشكل‭ ‬خاص،‭ ‬فما‭ ‬حدث‭ ‬خلال‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬سنوات‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬النجاح‭ ‬فى‭ ‬حل‭ ‬هذه‭ ‬الاشكالية،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬باتت‭ ‬مصر‭ ‬بلد‭ ‬الفرص‭ ‬الواعدة،‭ ‬ارتفعت‭ ‬الاستثمارات‭ ‬كما‭ ‬ان‭ ‬حالة‭ ‬الأمن‭ ‬و‭ ‬الاستقرار‭ ‬وكذلك‭ ‬حسن‭ ‬القرار‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬تحرير‭ ‬سعر‭ ‬الصرف‭ ‬فى‭ ‬مارس‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الماضى‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬استعادة‭ ‬تحويلات‭ ‬المصريين‭ ‬فى‭ ‬الخارج‭ ‬إلى‭ ‬معدلاتها‭  ‬الطبيعية‭ ‬فقد‭ ‬انخفضت‭ ‬فى‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬إلى‭ ‬19‭.‬5‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬ارتفعت‭ ‬بعد‭ ‬قرار‭  ‬تحرير‭ ‬سعر‭ ‬الصرف‭ ‬إلى‭ ‬29‭.‬9‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬ومع‭ ‬هذا‭  ‬الانجاز‭ ‬هناك‭ ‬أيضا‭ ‬ارتفاع‭ ‬فى‭ ‬الاحتياطى‭ ‬من‭ ‬النقد‭ ‬الأجنبى‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬رقم‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬وهو‭ ‬47‭.‬4‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬يتزامن‭ ‬مع‭ ‬توافر‭ ‬كافة‭ ‬احتياجات‭ ‬المصريين‭ ‬من‭ ‬السلع‭ ‬الأساسية‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬عجز‭ ‬أو‭ ‬نقص،‭ ‬رغم‭ ‬ارتفاع‭ ‬معدلات‭ ‬الاستهلاك‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬الكريم‭ ‬وتوفر‭ ‬الاحتياجات‭ ‬السلعية‭ ‬والبترولية‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬تداعيات‭ ‬الأزمات‭ ‬والصراعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬ورغم‭ ‬زيادة‭ ‬الطلب‭ ‬ورغم‭ ‬وجود‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬9‭ ‬ملايين‭ ‬لاجىء‭ ‬يعيشون‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬ومع‭ ‬شعبها‭ ‬وتعتبرهم‭ ‬مصر‭ ‬ضيوفها‭ ‬ويحظون‭ ‬بنفس‭ ‬الخدمات‭ ‬وتوفر‭ ‬الاحتياجات‭ ‬مثل‭ ‬المواطن‭ ‬المصرى‭.. ‬وبالتالى‭ ‬فهذا‭ ‬نجاح‭ ‬يحسب‭ ‬للدولة‭ ‬المصرية‭ ‬وأيضا‭ ‬هناك‭ ‬تراجع‭ ‬فى‭ ‬أسعار‭ ‬بعض‭ ‬السلع‭.‬
أيضا‭ ‬هناك‭ ‬مصدر‭ ‬جديد‭ ‬للدخل‭ ‬من‭ ‬العملات‭ ‬الصعبة‭ ‬وهو‭ ‬ارتفاع‭ ‬الصادرات‭ ‬الزراعية‭ ‬إلى‭ ‬10‭.‬8‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬و‭ ‬هذا‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬النهضة‭ ‬الزراعية‭ ‬التى‭ ‬تعيشها‭ ‬مصر‭ ‬بفضل‭ ‬رؤية‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬الذى‭ ‬حارب‭ ‬التعديات‭ ‬على‭ ‬الرقعة‭ ‬الزراعية‭ ‬واعتبرها‭ ‬قضية‭ ‬أمن‭ ‬قومى‭ ‬ليس‭ ‬هذا‭ ‬فحسب‭ ‬بل‭ ‬أضاف‭ ‬إلى‭ ‬الرقعة‭ ‬الزراعية‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬4‭ ‬ملايين‭ ‬فدان‭  ‬ونعرف‭ ‬جيدًا‭ ‬المشروعات‭ ‬الزراعية‭ ‬العملاقة‭ ‬التى‭ ‬صنعت‭ ‬الفارق‭  ‬وغزت‭ ‬الصحراء‭ ‬مثل‭ ‬إحياء‭ ‬مشروع‭ ‬توشكى‭ ‬العملاق‭ ‬الذى‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬17‭ ‬ألف‭ ‬فدان،‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬450‭ ‬ألف‭ ‬فدان،‭ ‬وهناك‭ ‬توسع‭ ‬بعد‭ ‬حل‭ ‬المعوقات‭ ‬التى‭ ‬وقفت‭ ‬أمام‭ ‬نجاح‭ ‬المشروع‭ ‬فى‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬ثم‭ ‬مشروع‭ ‬مستقبل‭ ‬مصر،‭ ‬والدلتا‭ ‬الجديدة‭ ‬وسيناء‭ ‬والصعيد‭ ‬والوادى‭ ‬الجديد‭ ‬ومشروع‭ ‬المليون‭  ‬ونصف‭ ‬المليون‭ ‬فدان‭ ‬وتنفذ‭ ‬هذه‭ ‬المشروعات‭ ‬بأساليب‭ ‬علمية‭ ‬وعصرية،‭ ‬وتوفير‭ ‬المياه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المعالجة‭ ‬الثلاثية‭ ‬لمياه‭ ‬الصرف‭ ‬الزراعى‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬التوسع‭ ‬الأفقى‭ ‬والرأسى‭ ‬وزيادة‭ ‬انتاجية‭ ‬الفدان‭ ‬وتطبيق‭ ‬الابحاث‭ ‬العلمية‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬الزراعة‭ ‬ونظم‭ ‬الرى‭ ‬الحديث‭ ‬لتصدر‭ ‬مصر‭ ‬بـ10‭.‬8‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬مع‭ ‬توفير‭ ‬احتياجات‭ ‬شعبها‭ ‬وضيوفها‭ ‬من‭ ‬المنتجات‭ ‬الزراعية‭.‬
أخبار‭ ‬كثيرة‭ ‬تدعو‭ ‬للتفاؤل‭ ‬والثقة‭ ‬فى‭ ‬أن‭ ‬القادم‭ ‬أفضل‭ ‬رغم‭ ‬المحن‭ ‬والشدائد‭ ‬والأزمات‭ ‬التى‭ ‬فرضت‭ ‬علينا،‭ ‬والسؤال‭ ‬المهم‭ ‬والذى‭ ‬طرحناه‭ ‬كثيرًا‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬ماذا‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬تمتلك‭ ‬مصر‭ ‬ــ‭ ‬السيسى‭ ‬الرؤية‭ ‬والإرادة‭ ‬لتنفيذ‭ ‬أكبر‭ ‬ملحمة‭ ‬للبناء‭ ‬والتنمية؟‭ ‬هل‭ ‬كانت‭ ‬مصر‭ ‬تصمد‭ ‬أمام‭ ‬طوفان‭ ‬الأزمات‭ ‬والصراعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية؟‭ ‬وما‭ ‬تشهده‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬متغيرات‭ ‬حادة؟‭ ‬لها‭ ‬آثارها‭ ‬وتداعياتها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬مصر‭ ‬قبل‭ ‬السيسى‭  ‬كانت‭ ‬مثقلة‭ ‬بالأزمات‭ ‬والمشاكل‭ ‬المتراكمة،‭ ‬ثم‭ ‬تداعيات‭ ‬الفوضى‭ ‬فى‭ ‬يناير‭ ‬2011‭ ‬وما‭ ‬خلفه‭ ‬الإرهاب‭ ‬الإخوانى‭ ‬ثم‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬وبعدها‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬ــ‭ ‬الاوكرانية‭ ‬والعدوان‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬وتوسع‭ ‬رقعة‭ ‬الصراع‭ ‬على‭ ‬جبهات‭ ‬أخرى‭ ‬إيران‭ ‬ولبنان‭ ‬و‭ ‬اليمن‭ ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬صمدت‭ ‬مصر‭ ‬واقتصادها‭ ‬وتحمل‭ ‬الشعب‭ ‬بوعى‭ ‬وفهم‭ ‬واصطفاف‭ ‬هذه‭ ‬التداعيات،‭ ‬ومحاولات‭ ‬خنق‭ ‬وحصار‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المصرى،‭ ‬لكن‭ ‬الرؤية‭ ‬الشاملة‭ ‬اجهضت‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬لتصل‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬التعافى،‭ ‬ثم‭ ‬الانطلاق‭ ‬فى‭ ‬القريب‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬استعادة‭ ‬الاستقرار‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬وانتهاء‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬ــ‭ ‬الاوكرانية‭ ‬حقًا‭ ‬بالعمل‭ ‬والجهد‭ ‬و‭ ‬الرؤى‭ ‬تتحول‭ ‬المحن‭ ‬والشدائد‭ ‬إلى‭ ‬نجاحات‭ ‬ومنح‭.‬

تحيا مصر