هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

رأي

"كانت فكرة خيالية".. و"كان موقفًا مشرفًا" و"المصري في الصف الأول".. والشهر العقاري حيرنا..؟!

 

قالت صحيفة "النيويورك تايمز" إن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول السيطرة علي قطاع غزة أصابت المسئولين في إدارته بالصدمة بما في ذلك البنتاجون والخارجية الأمريكية وأعتبروها "فكرة خيالية"..!!

ولأنها كانت فعلاً فكرة خيالية وبنيت علي معلومات مغلوطة أو من جانب واحد.. فإن العالم لم يتقبلها ولم يناقشها كثيرًا وعارضها منذ البداية وهو الأمر الذي دفع الرئيس الأمريكي ترامب أن يعود للتصريح بالقول بإنه "لا داعي للعجلة".. و"لسنا في عجلة من أمرنا بشأن ذلك".

والحمد لله أن الرئيس الأمريكي قد اقتنع بأنه لا داعي للعجلة في أمور مصيرية لا يمكن التنبؤ بعواقبها وتأثيراتها وانعكاساتها وقد تكون سببًا في دمار أكبر من النوايا التي قد تكون في ظاهرها إنسانية..!

والمؤكد أن ترامب قد استمع إلي من حوله بعد تصريحاته التي أصابت العالم بالذهول.. ومن المؤكد أن هناك من نصحوه بالتمهل وأن يستمع أولاً إلي كافة وجهات النظر.. ومن المؤكد كذلك أن الحوار الهاديء والعقلاني هو الأفضل في هذه الأزمات.

* * *

وإذا كانت الأفكار حول غزة خيالية وغير قابلة للتطبيق فإن الموقف المشرف لمصر قيادة وشعبًا كان أيضا خياليًا ورفع قاماتنا لتلامس السحاب فخرًا واعتزازًا وحبًا لهذا الوطن.

فقد كان الموقف المصري صلبًا قويًا عاكسًا لكل معاني الشرف والكرامة.. رافضًا لكل الإغراءات والمساومات التي تتعلق بالأرض وبأمن مصر القومي وباستقرارها.. كان رئيس مصر علي القمة واثق الخطي وهو يرفض ويقاوم كل الضغوط ويعلنها حازمة لا مساس بالأرض ولا تفريط في المباديء والثوابت.

وكان شعب مصر.. حتي أولئك الذين لم يتوقفوا من قبل من خارج مصر في التحريض علي بلادهم.. كلهم في الأزمات نسوا كل شيء إلا الدفاع عن الوطن.. الجميع في اصطفاف وطني يبرز معدن وقيمة الإنسان المصري.. الجميع انتفضوا للدفاع عن مصر ولمساندة قائدها في صموده وكبريائه الوطني.. كان موقفًا مشرفًا.. موقفًا بطوليًا.. كنا علي استعداد لكل الاحتمالات وكنا علي العهد صادقين.. ونموت نموت ويحيا الوطن.

* * *

ونعود إلي حواراتنا اليومية وقضايانا التي هي ملح الطعام.. ونتحدث عن الجدال الدائر علي مواقع التواصل الاجتماعي حول الفنان أحمد حلمي والذي داعب أحد أصدقائه كان جالسًا في الصف الأول في مسرحية يقدمها الفنان في دولة عربية قائلاً: "مصري وقاعد في الصف الأول.. أكيد معزوم"..!

ورغم أن العبارة لم يكن مقصودًا منها الاهانة أو التقليل من قيمة المصريين ومكانتهم إلا أن السوشيال ميديا انتفضت علي أحمد حلمي انتفاضًا وتجريحًا لأنه أهان بذلك المصريين وقلل من قيمتهم.

وقد أخطأ حلمي في تعليقه العفوي غير المقصود.. وهو درس لكل فنان وكل المشاهير بأن يدركوا أن عليهم انتقاء واختيار كلماتهم بعناية فهناك من يرصد كل كلمة وكل حركة وهناك من ينتظر الهفوات والأخطاء ليتصيدها ويعيش عليها.. وهناك من يتلذذ بتدمير الآخرين دون أن تأخذه بهم رحمة أو شفقة أو أعذار..! وحلمي وقع في المحظور بعد أن انضم إلي مدرسة شيرين عبدالوهاب عندما تتحدث.. وما أسوأها من مدرسة..!

* * *

ونذهب إلي واحدة من القضايا التي تزداد مع الأيام تعقيدًا رغم أن القوانين التي أصدرتها الدولة بالغة الوضوح ولا تحتاج إلي كل هذه الإجراءات التي تدخل في إطار التسهيلات بينما في حقيقتها تمثل مزيدًا من الإجراءات البيروقراطية التي لا فكاك منها.

وأتحدث في ذلك عن الشهر العقاري وإجراءاته البالغة التعقيد والغموض من أجل تسجيل الوحدات السكنية للمواطنين.. فمصلحة الشهر العقاري أصدرت مؤخرًا تعديلات جديدة بهدف التسهيل علي المواطنين تؤكد فيها أنها تكتفي بالعقد الابتدائي عند التسجيل واشتراط حيازة العقار وصورة لرخصة المكان ومعالمه الهندسية..!

وتقول المصلحة إن الأمور سهلة جدًا.. ومبسطة جدًا.. ولكن المصلحة تقف عاجزة عن الرد علي آلاف المواطنين الذين ليس في مقدورهم تسجيل وحداتهم رغم امتلاكهم العقد الابتدائي وحيازتهم الهادئة المستقرة لهذه الوحدات لعشرات السنين..! والسبب في ذلك أن الشركات العقارية التي أقامت الوحدات السكنية والكومبوندات لديها مشاكل مع أجهزة المدن ولم تقم بتسجيل الأرض التي أقيمت عليها مشروعاتهم..! وبدلاً من أن يتم محاسبة هذه الشركات أو انذارها لتوفيق اوضاعها فإن مصلحة الشهر العقاري تختار الحل الأسهل وهو عدم التسجيل.. وهو ما يعني أن الذين اشتروا وحداتهم السكنية من شركات معروفة ليس في مقدورهم التسجيل في حين أن من استولي علي أرض بوضع اليد وقام بالبناء عليها في مقدوره التسجيل وبسهولة..!! فزورة.. وستظل معقدة رغم عشرات من قرارات التيسير والتعديل..!

* * *

وآه.. آه من ايناس الدغيدي عندما تتحدث عن الدين والنار والدنيا وبيوت الدعارة.. آه من المخرجة ايناس حين تتقمص دور المصلح الاجتماعي كأن تقول مثلاً في برنامج تليفزيوني مؤخرًا.. "المساكنة حلال طالما الناس عارفة".. يعني عادي.. كل اثنين بيحبوا بعض يعيشوا مع بعض بدون زواج.. ويقولوا الناس عارفة.. وكده يبقي حلال..!!

ويا ست ايناس.. لك مطلق الحرية أن تعيشي حياتك كما تريدين وأن لا تؤمني بالنار ولا بالثواب والعقاب في الآخرة.. ولكن حرية الرأي لا تعني "التخاريف" علنا..!! وارحمونا شوية يرحمكم الله..!!

* * *

وأتابع بعضًا من مباريات كرة القدم.. ولا يستوقفني إلا مشهد هذا المدير الفني لأحد فرق المقدمة في الدوري المصري.. الرجل لا يتوقف طوال التسعين دقيقة عن الاحتجاج والاعتراض والقفز والتنطيط منذ بداية المباراة لنهايتها.. مدرب "بزمبلك" ومستفز.. و"أراجوز"..!

وأعظم درس تعلمته في الحياة.. اتق شر من أحسنت إليه.. وهو درس نتعلمه جميعًا.. ولكننا لا نستوعبه وندفع ثمن تجاهله الكثير والكثير.. اتق شر من أحسنت إليه..!

* * *

وأخيرًا:

الهزيمة للشجعان.. الجبناء لا يخوضون المعارك.

* * *

والذكريات التي لا تموت.. تميت.

* * *

وهناك ذكريات يرفض الإنسان حتي أن يعترف بها لنفسه.

* * *

ويقفل باب تنفتح عشرة أبواب. من ظن بالله خيرًا ما خاب ظنه.