نعم قالها الشعب المصري وهب وانتفض ضد تصريحات رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب، بخصوص رغبته في استقبال مصر والأردن عددا أكبر من الفلسطينيين، بحجة أنها عملية مؤقتة لحين إعمار غزة.
خلال ساعات قليلة من تصريحات ترامب قال المصريون لا لاملاءات ترامب، ولا لأحلامه الخبيثة بالقضاء على القضية الفلسطينية ، وعبر بيان خارجيتهم عن موقفهم بعد أن هبوا في" نفس واحد" ولسان حالهم يقول لترامب: العب بعيد عن القضية الفلسطينية.
لقد تصور ترامب أنه يحكم العالم، وأن باستطاعته إخضاعه كله لأوامره وأحلامه الخبيثة، وهو لا يعلم أن مصر وشعبها لايقبلوا الأوامر من أحد ، ايا كان هذا الأحد ، حتى لو كان رئيس أكبر وأقوى دولة في العالم.
وقد أثبت بيان الخارجية المصرية، القوي والواضح والحاسم، والذي جاء استجابة لنبض الشارع المصري ، أن ما يصدر عن مصر وقيادتها السياسية وشعبها، ليس مجرد أقوال، بل أفعال، وها هي مصر، الرسمية والشعبية، تبعث برسالة تؤكد فيها مواقفها الثابتة والراسخة، ومبادئها التي لا تتزحزح، فيما يخص القضية الفلسطينية، وإصرارها على أن تحقيق السلام في المنطقة لن يتم إلا بالحل العادل، وهو إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
إنها رسالة تقول للرئيس الأمريكي قف عند حدك، وكف عن أحلامك، فمصر، مهما قدمت من تضحيات لن تكف عن مساندة الحق الفلسطيني، ولعل أجهزتك نقلت إليك انتفاضة الشعب المصري، وإعلانه الوقوف خلف قيادته السياسية في موقفها الداعم للحق الفلسطيني، والرافض لإملاءاتك، التي لا يمكن أن تصدر عن رئيس من المفترض أنه يحكم قوى عظمى ترفع شعارات حقوق الإنسان، والعدل والمساواة، وغيرها من الشعارات التي تظل مجرد شعارات لا وجود لها على أرض الواقع.
لقد أدت تصريحاتك المستفزة والغريبة، إلى تقديم أعظم خدمة لمصر، حيث جعلت المصريين كلهم، ورغم تعدد انتماءاتهم ومواقفهم، على قلب رجل واحد، ضد غطرستك وأوهامك بأنك تستطيع أن تقول للشيء كن فيكون. وهذا هو حال الشعب المصري، أغلبية ومعارضة، فعندما يتعلق الأمر بكرامة مصر، ومواقف مصر، ومبادئ مصر، فهم رجل واحد، ورأي واحد، وموقف واحد.
ولعل هذه الانتفاضة المصرية، الرسمية والشعبية، تجعلك تفكر ألف مرة قبل أن تطلق تصريحاتك العنترية، دون أن تعمل حسابا لردود الأفعال، ودون أن تراعي أن هناك قضايا لا تقبل القسمة على اثنين، ولا تقبل المساومات ولا الإملاءات ولا التهديدات، وعلى رأس هذه القضايا، وفي القلب منها، القضية الفلسطينية، فهل وصلت الرسالة؟