انطلقت بسرعة الصاروخ الدعاية الضخمة التي تروج وتتحدث عن ديكتاتورية النظام السوري السابق والمبالغة في الحكايات السلبية عنه مع استخدام الذكاء الاصطناعي في الكثير من الحكايات لإثبات أن السوريين تخلصوا من كابوس كان يجثم على صدورهم.
وفي سبيل ذلك قدموا - أو قدمت الدعاية - نماذج بعضها أو الكثير منها يتنافى مع العقل والمنطق مثل الشاب الذي خرج من حفرة عميقة قيل إن النظام السابق سجنه - أو دفنه فيها - لمدة عقود بينما خرج من الحفرة مهندم المظهر والملابس وهو ما آثار موجة من السخرية على مواقع التواصل التي أصبحت كاشفة وفاضحة خاصة عند استخدام التكنولوجيا بصورة غير منطقية.
ونموذج آخر لرجل في الثلاثينيات أو الأربعينات يبدو من مظهره أنه آسيوي وليس عربياً واتضح فعلاً أن الصورة قديمة لسجين فيتنامي.
استخدام الذكاء الاصطناعي ونماذج غير حقيقية يؤكد أن المراد من هذه المبالغة شغل الرأي العام السوري والعربي بتلك الموضوعات والاستغراق في الأخذ والرد بينما تقوم إسرائيل وبالتوازي مع الحملة الدعائية باحتلال ما تستطيع من الأراضي السورية مع تدمير أسلحة الجيش السوري حتى لا تقوم للدولة قائمة مرة أخرى.
المصيبة أن المهللين الذين يتباكون على هذه الصور يتعاملون مع الأمر على أنه مباراة في كرة القدم وهناك فائز وخاسر دون إدراك أننا جميعاً خاسرون.
هم يتغاضون عن هذا كله وأعينهم تنصب فقط على إسقاط النظام الذي لا ندافع عنه أو ندعي أنه كان عظيما أو حتى غير ديكتاتوري وهذا أمر يخص الأشقاء في سوريا.. لكننا نذكر لعل الذكرى تنفع المؤمنين بأن ثمن الفوضى سيكون باهظا.. وباهظا جداً ، والقاعدة الفقهية تقول (دفع الضرر مقدم على جلب المنفعة).
حفظ الله سوريا ومصر ومنطقتنا من مخططات الأعداء.
أيمن عبد الجواد
[email protected]