هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

قضايا معاصرة

المرأة العصرية.. المفاهيم النمطية والمتغيرات السلوكية 


المرأة العصرية بين المفاهيم النمطية والمتغيرات السلوكية نتيجة تطور الحقب الزمنية فتغيرت المفاهيم والأفكار النمطية لتواكب تطور العصر الحديث مع التمسك بالثوابت الدينية والاعراف المجتمعية الصحيحة والقيم والمبادئ  ورفض المفاهيم المغلوطة التى ليس لها مصدر صحيح يتم الاستناد عليه لإصدار الأحكام المطلقة  بدون ذريعة وحجة صائبة.. 
المقصود هنا بالمفاهيم النمطية شيوع فكرة عن فئة معينة ويتم إلباسها صفة العمومية على كل أفراد المجتمع  وإصدار الأحكام بصورة مطلقة برغم إختلاف الحقب الزمنية فتصبح كأنها ثوابت بالرغم عدم وجود مصادر صحيحة لإطلاق الأحكام.. 
فهذا خطأ كبير لإختلاف الناس فى الطبيعة والسلوك و اختلاف الحقب الزمنية فما هو صالح فى زمان ومكان مغاير عما هو صالح فى حقب زمنية مختلفة فيصبح القياس خاطئا فان الأفكار والأحكام تختلف طبقا لتطور الزمان وظروف كل عصر وسماته.. 
 فلقد اختلفت  المفاهيم والسلوكيات مع تغير الحقب الزمنية منها ما هو صالح و صحيح وصائب ومنها ما هو خاطئ فما بين المفاهيم النمطية والمتغيرات السلوكية يدور محاور هذا المقال.
 فدعونا نتناقش فى صحة بعض المفاهيم ومصدرها وكيفية الحكم عليها طبقا للأديان والأعراف السليمة والمبادئ والقيم الأصيلة فنحتفظ بما هو ثابت وأصيل ونرفض كل ما هو خاطئ لا يعبر تعبيرا صحيحا عن الأوضاع الاجتماعية والمفاهيم الصحيحة والمتغيرات السلوكية للمرأة العصرية. 
مما لاشك فيه أن الثوابت والقيم والمبادئ لا تتغير مع تغير الزمان فهى نابعة من الأديان والأعراف والقيم الإنسانية  ..
إلا انه يوجد بعض المتغيرات السلوكية كنتيجة طبيعية لتطور الحياة العصرية واستخدام أدوات جديدة وسرعة الحياة و خاصة المرأة العصرية وخروجها إلى مجال العمل العام والخاص والحصول على شهادات علمية واستخدام وسائل التكنولوجيا والانترنت وغيرها من وسائل الحياة العصرية.. 
فليس من المعقول والمقبول الحكم على المرأة بنفس المفاهيم التقليدية القديمة فى العالم المعاصر.. 
هناك موروثات ومفاهيم صحيحة ورائعة وهى ثابتة و أصيلة وهناك بعض المفاهيم الغير صائبة وخاطئة تحتاج لإعادة التصويب والتصحيح لتكون مواكبة للمتغيرات العصرية مع الاحتفاظ بالثوابت الأصيلة ومن هذه المفاهيم.. 
(حرية المرأة )
 حرية المرأة نصت عليها الأديان والرسالات السماوية والدساتير والقوانين الوضعية.. ولقد كانت المرأة عبر العصور صاحبة بصمة فى الحياة الإنسانية فلقد كانت ملكة فى العصور القديمة وعبر الأزمان كانت للمرأة مكانة عظيمة، فمن أين جاءوا بهذه الأفكار النمطية؟؟
 ففى بعض العصور تم تقيد حرية المرأة ببعض القيود المقيدة لحريتها المخالفة للأديان والأعراف الصحيحة . 
وبعد تغير نمط الحياة 
 تغير مفهوم المرأة وأصبحت تنتهج أسلوب ونمط حديث فى الحياة وخاصة بعد دخولها عالم الانترنت واصبحت تعبر عن شخصيتها وفكرها وعلمها فهو أداة تواصل.. 
هناك من فهموا معنى هذه الحرية وهناك من أخطأوا الفهم سواء المرأة نفسها أو المجتمع .
نجد فى بعض الأحيان على مواقع الميديا مشاهد لا تتوافق مع المفهوم السليم لهذه الحرية من إسفاف لا يليق ..
فهذه ليست حرية بل خلط بين مفهوم الحرية وافعال لا تليق بمكانة المرأة واحترامها لذاتها وتقديم ما يخل بهذه المكانة.. 
 فالمواقع الالكترونية لنشر العلوم والمعارف والثقافة الشاملة وليس لنشر ما هو فاسد وهادم.. 
وهذا خطأ كبير يجب تصويبه فالحرية لابد أن تكون ملزمة تؤدى إلى مزيد من الإبداع الخلاق.. 
 فى نفس التوقيت هناك بعض الأفراد لم تتغير نظرتهم إلى المرأة والحكم عليها بمنظور لا يتوافق مع الحياة العصرية ويستغلوا تواجد المرأة  لاقامة  علاقات غير سوية ولا تتوافق مع الفكر المستنير والعادات والتقاليد الصحيحة ..
  من وجهة نظرى أن الحرية ليست مطلقة بل مقيدة بالدين والعرف والأخلاق بالتواكب مع تطور الحياة العصربة التى أعطت للمرأة مزيدا من الحرية الخلاقة المبدعة لتكون عاملا مساهما فى بناء المجتمع وتصبح رائدة فى جميع المجالات فى  الحياة العصرية بالإضافة لدورها الأساسى فى الحياة الأسرية وتربية الأبناء فهذا واجب المرأة تعليم وتربية الأبناء ورعاية الزوج والأسرة..
  فلا  للنظرة النمطية للمرأة العصرية وقيدها بقيود لا تتوافق مع مفهوم الحرية.. 
ونعم للحرية الخلاقة المبدعة المقترنة بالتحلى بمكارم الأخلاق والأعراف والمبادئ والأديان فهذه الحرية منحة وهبة من الخالق عز وجل.. 
 (الفتاة وسن الزواج ). 
فى العصر الحديث المعاصر 
اختلف سن الزواج للمرأة  طبقا لاختلاف الحياة فالمرأة خرجت إلى ساحات العلم للحصول على أعلى الشهادات والعمل فى جميع المجالات المختلفة ..
 فليس من المنطقى الحكم بنفس التفكير التقليدى الذى يحكم على سن الفتاة ويضطرها إلى قبول من لا يتوافق مع قكرها وشخصيتها لعدم أخذ وصف خاطئ واتهامها بالعنوسة!!
 هذا  اللفظ البغيض المكروه الذى لم يرد فى أى من الرسالات السماوية.
 فمن أين جاءوا بهذا الوصف!!
 وصار عليه الناس بدون التفكر فى ماهيته ومصدره...
 وبناء عليه جعل بعض الفتيات يتخذوا قرارات خاطئة وغير مناسبة فى حسن الإختيار لمن يتوافق مع فكرهم وشخصيتهم ومستواهم العلمى والاجتماعى فالتوافق اساس الحياة الأسرية الناجحة..
 ومن هنا ظهرت حالات الطلاق وزاد معدلها ونتج عنها أطفال ضحية سوء الإختيار..
 فلا  لتقيد المرأة بقيود والقاب ليست صحيحة بل خاطئة ومغلوطة يجب تصحيحها.. فالمرأة العصرية صاحبة فكر مستنير وعقل راجح وعلم نافع.. 
(المرأة المطلقة)
المرأة التى انفصلت عن زوجها نتبجة لإختلاف الفكر والسلوك ليست خاطئة وليس عيبا بها بل هو حق اعطاه لها الله فى حريتها فى الإنفصال وسورة الطلاق توضح كل ما يخص عملية الطلاق واسبابه وسبل الوفاق وحقوق الزوجة والأبناء  المالية وغير المالية...
 المرأة المطلقة الحاضنة..
 لها الحق فى السكن والحضانة والإنفاق على الأطفال وحقها فى منقولات الزوجية سواء  كانت محتفظة بقائمة أم لا .
إلا انه يوجد بعض الحالات التى تحرم فيها المرأة من حقوقها بالمخالفة للعقيدة والدين والقانون والعلاقات الإنسانية التى بنيت على المحبة..
  فليس من المقبول بعد المودة والمحبة والعشرة الطيبة الخلاف والشقاق فالعلاقة الإنسانية مستمرة سواء بوجود الأبناء أو بغير وجودهم فحق العشرة الطيبة واجب وحق..  
فلا للنظرة الخاطئة والسلوكيات المرفوضة ونعم للحقوق والواجبات والإحترام لحقوق للمرأة..  
 فى بعض المجتمعات يتم وضع قيود على حرية المرأة التى  انفصلت عن زوجها وتصبح النظرة لها غير صحيحة فكأنما أرتكبت أثما وهى بريئة وضحية ظروف وإختيار فتجد البعض ممن لا يمتلكوا حسن الخلق يحاولوا استدراجها أو استغلال ظروفها مع تضيق بعض الأسر مما يضطرها إلى اتخاذ قرارات غير سليمة نتيجة هذه النظرة المخالفة للدين وحرية الإنسان فى الإختيار  ..
فلا للنظرة النمطية ونعم للنظرة المستنيرة التى تؤمن بحرية المرأة  المستمدة من الأديان والأعراف السليمة والتقاليد الصحيحة.. 
(المرأة الأرملة)
هذه السيدة التى رحل عنها زوجها وتركها مع أطفال صغار ايتام توفى عنهم والدهم ..
فتجد هذه المرأة نفسها وحيدة مع أطفال صغار وظروف عصيبة تمر بها مع مشاكل مادية واسرية.. 
ويبدأ  البعض التدخل فى حياتها  وقيد حريتها فهى لم تعد زوجة بل أرملة فرضوا عليها الإلتزام بقيود ليست حقيقية.. 
 من  أين جاءت هذه القيود التى ليس لها أساس!!
  مثل  ارتداء اللون الأسود وحريتها فى الخروج والدخول وضرورة الزواج أو حرمانها من الزواج بأخر بأعذار واهية وهذه قيود يتم وضعها على المرأة بدون حجة ودليل صحيح.. 
 فتبدأ هذه المرأة مرحلة صعبة مع فقد الزوج  ومسئولية أولاد يحتاجوا إلى الدعم النفسى والبيئة الصحية للنشئة السليمة  ..
فلا لهذه النظرة المقيدة للمرأة بوصف وصفة تقيد حريتها وتحول حياتها إلى حلقة ودائرة من القيود..
فى بعض الأحيان يتم فرض الزواج عليها من الأخ للزوج ضد رغبتها وخاصة فى مجتمع الريف ..
وقد تضطر المرإة  للزواج من شخص أخر لكسر هذه القيود ..
فلا لهذه النظرة المقيدة لحريتها ونعم للتمسك بحقوقها النابعة من الأعراف الصحيحة والتقاليد والأديان السماوية .. 
  
( حقوق المرأة المالية) 
المرأة لها ذمة  مالية خاصة بها سواء هذه الذمة نابعة من المهر والميراث والعمل فكل هذه الأموال خاصة بالمرأة ولها حق التحكم والتصرف بها.. 
 إلا أن بعض المفاهيم الخاطئة تحاول أن تنتزع من المرأة حقوقها المالية بل أن بعض الأسر تحاول ألا تعطى للمرأة حقها فى الميراث وخاصة فى المجتمعات ذات الطبيعة الريفية والتجارية فالمال شائع  وهذا مخالف للرسالة السماوية 
 فايه المواريث تحدد ميراث المرأة وحقوقها المالية فى الميراث و حق المرأة فى الاحتفاظ بالمهر وبميراثها من والديها وغيرها من الحقوق التى منحها الله للمرأة وذمتها المالية
احكام وشروط الزواج تحدد حقوق الزوجة المالية وغير المالية فى المهر والنفقة والمسكن وحق المطلقة فى نفقة المتعة والعدة ونفقة الأولاد.
حق المرأة العاملة فى أموالها وكيفية إنفاقها والتصرف بها ..
لذا فيجب تصحيح هذه النظرة لبعض الأفراد للذمة المالية للمرأة  وحريتها فى التصرف فى مالها فأن أحبت أن تساهم وتساعد فهذا حرية اختيار لها منحها الله لها..
 ويجب تعريف المرأة والرجل بحقوق كلا منهما النابعة من الشريعة والدين والعرف السليم.. 
(العنف ضد المرأة)
فى بعض المجتمعات تتعرض المرأة للعنف نتيجة مفاهيم مغلوطة بأن تقويم المرأة بالقوة والعنف وهذا مخالف للأديان التى دعت إلى  إحترام المرأة وتقديرها ولقد ذكرت بسورة فى القرآن الكريم بسورة النساء وفى خطبة الوداع أوصى بها خاتم الأنبياء استوصوا بالنساء خيرا.. 
فمن أين جاءت هذه المفاهيم المغلوطة عن حقوق المرأة !!
التى يجب تصحيحها لتتوافق مع المفاهيم الصحيحة للأديان والأعراف والقيم الجميلة ..
وهذا دور  المؤسسات الدينية والحقوقية والتعليمية والثقافية بتعريف حقوق المرأة التى كفلها لها الدين وجوب إحترام حقوقها وعدم تعرضها للعنف وتعريف المرأة كيفية الحفاظ على حقوقها وصحتها البدنية والنفسية وحقوقها القانونية فى حماية نفسها ضد العنف وحقوقها المالية والغير مالية فى العلاقة الزوجية ودورها فى المجتمع  .. 
هذه كانت بعض المفاهيم النمطية التى يجب تصحيحها وتغيير مفهومها لتكون مطابقة للأديان السماوية والأعراف والتقاليد السليمة  ومواكبة مع المتغيرات العصرية.