هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

رأي

وقف الحرب في لبنان.. لكن ماذا عن غزة؟!! وسوريا تشتعل.. و "الزلزال يعظ".. وليه يازمان


أصبح اللعب الآن علي المكشوف في الساحة الدولية. لا صفقات سرية ولا أهداف خفية.. نحن في مرحلة سيطرة الكبار ولاشيء آخر.. فبعد أن أصبح للحروب وللضربات العسكرية مواعيد وتوقيتات مسبقة يتم الاتفاق عليها بين طرفي النزاع كما حدث بين إسرائيل وإيران.. فإن الصفقات والاتفاقات السياسية تتم أيضا علي نفس النهج. فالولايات المتحدة الأمريكية ومعها فرنسا قالت لإسرائيل.. نريد وقف اطلاق النار في لبنان.. وكفي ما حققتي من أهداف في جنوب لبنان.. وإسرائيل قالت "سمعا وطاعة" واستجابت وتركت حزب الله يعلن أنه قد انتصر وأنه أجبر إسرائيل علي وقف اطلاق النار..!!
ولكن ماذا عن حرب الإبادة علي غزة.. لماذا لم تقل واشنطن لإسرائيل أنه يجب ايقاف الحرب بعد أن تمت تصفية قادة "حماس" لماذا ذهب بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة إلي المنطقة في جولات مكوكية لم يحقق معها شيئًا..!
والإجابة واضحة.. أمريكا هي إسرائيل وإسرائيل هي أمريكا وإسرائيل لاترغب في انهاء الحرب في غزة لأنها لم تعثر حتي الآن علي القيادة البديلة التي تستطيع إدارة غزة وابعاد حماس عن السلطة فإسرائيل لا تثق في السلطة الفلسطينية في إدارة غزة.. وإسرائيل علي قناعة بأن حماس سوف تعود إلي الواجهة من جديد في غزة.. وإسرائيل مازالت تنتظر تحديد  مصير غزة.. ولذلك لن تتوقف عن الحرب.. وأمريكا لن تطالبها بالتوقف..!
والمحصلة.. المحصلة هي استشهاد أكثر من 44 ألف مواطن فلسطيني في غزة..  المحصلة تشريد عشرات الآلاف من سكان غزة.. المحصلة هي حصار ودمار غزة من الداخل في أكبر حرب إبادة مستمرة..  والمحصلة هي تأكيد فشل المجتمع الدولي في تقديم المساعدة الحقيقية للشعب الفلسطيني..!
ويحدث كل هذا لأن واشنطن رضخت لنتنياهو منذ أحداث السابع من أكتوبر في العام الماضي ومن فقد السيطرة في البداية يظل غير مؤهل لأي دور سياسي مستقبلي.. ولم يعد لدي العالم إلا انتظار ترامب.. لعل وعسي..!
* * *
وسوريا بعد لبنان.. سوريا ذهبوا ليشعلوها الآن.. سوريا هي الهدف التالي في سيناريو مهدت له ليلي عبداللطيف التي ترسل تنبؤاتها بناء علي تقارير استخباراتية مسربةعندما قالت قبل عدة أيام "سوريا مقبلة علي انقلاب عسكري كبير بدعم إسرائيلي وأمريكي وبشار الأسد خارج السلطة.
وما قالته ليلي عبداللطيف يتحقق تدريجيًا فقد دعموا فصائل المعارضة في سوريا ودفعوها لاقتحام مدينة حلب والسيطرة عليها.. وأثاروا وافتعلوا حربًا جديدة داخل سوريا من أجل جذب انتباه الرئيس الروسي بوتين بعيدًا عن أوكرانيا بفتح جبهة جديدة له باعتباره الحليف الأساسي لبشار الأسد وأرادوا عقابه علي استخدام صاروخه الجديد في أوكرانيا.. وسوريا هي بؤرة الصراع الجديدة في المنطقة.. سوريا سوف تشتعل لأنهم لا يريدون أن تنطفيء النيران في المنطقة قبل أن تحترق تمامًَا.. ويقومون بتشكيلها وبنائها من جديد وفقًا لروية لم تعد خافية علي أحد..!
* * *
ونعود لحياتنا.. للطبيعة التي ترسل انذارًا بأن نستعد دائمًا للمجهول القادم.. وأن ندرك أن الدنيا علي جناح يمامة أو بعوضة.. فأول أمس شعرنا في القاهرة بزلزال ضعيف ولكن صوته كان مسموعًا.. والزلزال بقوة 5.2 علي مقياس ريختر ومصدره جزيرة قبرص.. والكثير من الناس لم يشعروا بالزلزال.. إلا سكان الأدوار العليا.. والزلزال اشارة والزلزال يعظ.. والزلزال يعيد إلينا ذكريات أليمة مع زلزال التسعينيات الذي مر بنا.. ولا نملك إلا الدعاء.. استرها يارب.
* * *
وياسلام.. ياسلام علي هذا المشهد المؤثر علي مواقع التواصل الاجتماعي لطلاب مدرسة في محافظة الغربية.. وهم يودِّعون معلمهم بالورد في جنازته.. الصور كانت تقول كل الحكاية الصورة تعكس مكانة المعلم.. وتوضح انه قد استطاع قبل وفاته أن يساهم في اعداد جيل جديد مسلح بالوفاء وبالتربية وباحترام قيمة ومعني المعلم.. المشاهد تعيد إلينا الأمل في كثير من الأمور.. الأمل في أن من زرع يحصد.. ونحن سوف نظل نحاول أن نزرع الخير دائمًا.
* * *
وعندما تتحدث المطربة شيربن فإنها ترتكب دائمًا الكثير من الأخطاء والزلات والهفوات.. وأفضل نصيحة توجه لشيرين هو أن تكتفي بالغناء فقط.. فشيرين في حفل بالكويت قالت "ياللا نقرأ الفاتحة لمحمد رحيم "الملحن الذي مات مؤخرًا".. نعمل سيئة جارية"..!! وشيرين التي لا تعرف الفارق بين السيئة والحسنة أثارت موجة من الانتقادات والاستهزاء ضدها.. وشيرين هي من يدمر شيرين.. وعليها أن تراقب وتتابع كيف تتحدث "أنغام" وكيف تمكنت من اجادة فن الحوار والكلام!! ثقافة الفنان هي ما يبقيه علي القمة..!
* * *
وأقدم لها  ولكم ولكل الذين يريدون إعادة تقييم الاشخاص والمواقف نحن جميعًا نحتاج أن نكون مثل فصل الخريف ندع كل  ما يؤلمنا يتساقط من داخلنا لنفسح المجال للربيع أن يزهر مرة أخري بداخلنا..  نحن في حاجة إلي وقفة مع الذات.
* * *
وأكثر الأغاني التي تعبر عن كل ما بداخلنا من صراع مع الماضي والذكريات تتمثل في تتر مسلسل "ليالي الحلمية" والأغنية التي غناها وأبدع فيها محمد الحلو.. "ليه يازمان ما سبتناش أبرياء وواخدنا ليه في طريق ممنوش روجوع"..!
وليه يا زمان ما سبتناش مع أيام البساطة الحلوة.. أيام الأبيض والأسود أيام الجلوس علي "الطبلية" ولمة العيلة.. أيام الضحكة الصافية من القلب تنور كل الوجوه.. أيام كنا فيها نحلم أحلام بسيطة بأمنيات جميلة.. أيام كانت فيها القناعة كنز لا يفني..!
* * *
وجلس القاضي يصدر حكمًا بالإعدام علي الشاب طه سيد حسن الذي قتل والدته.. ولم يكتف القاضي باصدار الحكم وإنما وجه للقاتل كلمات مؤثرة أصعب من الإعدام.. والكلمات كانت رسالة بليغة في الحديث عن مكانة الأم.. ودرسًا للذين حاولوا طلب الرأفة مع المتهم بقتل أمه عن أي رأفة تتحدثون..!
* * *
وأخيرًا:
الصبر له مذاق سييء لكن نتائجه جميلة.
* * *
ورافق من يشعرك بحلو الأيام لما تكون مرة.
* * *
ولا يوجد يد أخف من يد الزمن وهو يسرق العمر.
* * *
ويبقي الله معك حين لا يبقي أحد معك.