وجلست في رحاب السيدة نفيسة.. نفيسة العلم والمعرفة.. هدية بيت النبوة للشعب المصري.. جلست في انتظار صلاة الظهر وصلاة الجنازة علي أحد رفاق العمر من الذين يتساقطون تباعا واحدا تلو الآخر.. وبدلاً من جنازة واحدة.. وبدلاً من الصلاة علي روح شخص واحد فإن هذا اليوم - الخميس الماضي - شهد الصلاة علي 22 شخصا انتقلوا إلي الدار الآخرة وأتت أسرهم تحمل أجسادهم لكي يصلي عليها جموع المسلمين في المسجد الذي يحتل مكانة روحية هائلة في قلوب المصريين.
وشعور بالراحة.. شعور بالسكينة.. شعور بالأمان ينتابك وأنت في رحاب حفيدة النبي عليه الصلاة والسلام.. وعندما تتوجه لقراءة الفاتحة عبر ضريح السيدة نفيسة التي دفنت في هذا المقام فإن احساسا ما يدفعك نحو البكاء.. احساس ما يحثك علي أن ترفع صوتك بالدعاء.. وأنت تقول يا رب.. وأن تستجير بالخالق في حضرة المقام الطاهر.. شعور ما يتملكك مع صوت يأتي من بعيد لمجذوب يدعو لذكر الله.. كل شيء في المكان يسمو بك ويعلو فوق كل الآلام والمعاناة.. السيدة نفيسة معك وروحها ومآثرها الخالدة تمنحك كل ما تبحث عنه وتتطلع إليه.. السلام الداخلي والتصالح مع النفس ومع الخالق.
*
وذهبت علياء صالح لاعبة المنتخب الوطني للجمباز تنافس في أولمبياد باريس.. وجاء ترتيبها رقم23 من أصل 24 متسابقاً..!! والمركز الذي حصلت عليه علياء لا يختلف كثيرا عن ترتيبنا في الكثير من اللعبات الفردية الأخري التي كان الأداء فيها بعيدا كل البعد عن مستويات المنافسات الدولية.. وبعيدا كل البعد عن التمثيل المشرف والاختيارات السليمة..!
وأصابنا الإحباط.. أصابنا الإحباط لأن البعثة المصرية في أولمبياد باريس هي أكبر بعثة رياضية مشاركة من افريقيا والعالم العربي وتضم 164 لاعبا في 22 رياضة ولم تحقق حتي الآن إلا برونزية واحدة..!
ولماذا ذهبوا.. وعلي أي معايير تمت الاختيارات.. ومن المسئول عن هذه الاخفاقات.. وماذا كانت البعثة تتوقع من ميداليات يمكن الحصول عليها.. ومن سيتحمل المسئولية..؟ وهناك الكثير والكثير من الأسئلة الحائرة التي لن تجد إجابات مقنعة.. فالبعثة التي ضمت في صفوفها بطلة رياضية كانت حاملا في شهرها السابع وأخري يمنعها وزنها الزائد بين يوم وليلة عن المشاركة الأوليمبية.. هي بعثة الغرائب والعجائب..!
*
ولم أتمكن من استكمال مشاهدة مباراة فريقنا لكرة القدم أمام فريق المغرب علي الميدالية البرونزية بعد احراز المغرب للهدف الثاني.. كنت أتمني لو انتهت المباراة عند هذه النتيجة.. فقد أحسست ان الانهيار قادم وان فريقنا بلا أنياب هجومية أو دفاع جيد.. كل الكل في حالة من انعدام الوزن.. لم يكن هناك فريق يذكر.. فكانت النتيجة مؤلمة..!! كرة القدم علم ومنظومة وليست مجرد حماس ودعاء..!!
*
وظهرت سيدة في فيديو علي مواقع التواصل الاجتماعي تبكي وتشكو وتطلب المساعدة وتدعي ان احدي الفنانات وعائلتها قد استأجروا فيلتها ويرفضون الخروج..! والفيديو علي هذا النحو يتضمن إساءة وتشويها لفنانة وعائلتها ويحمل بالطبع جانبا واحدا من الرواية!!
والفيديوهات من هذا النوع كارثة ما بعدها كارثة.. فهي بلطجة الكترونية وابتزاز علي الهواء.. وضياع للحقيقة وتشويه لسمعة الأشخاص.. الفيديو علي هذا النحو يعني الاستغناء عن القانون.. عن القضاء.. عن القنوات الشرعية لمناقشة هذه القضايا..!! الفيديو بهذه الطريقة يعني تدمير الناس لبعضهم البعض وضياع الحقيقة..!! انه عالم أصبح مخيفا ومرعبا..!!
*
وفي السنوات الأخيرة ظهرت المئات والآلاف من دور رعاية الأيتام من اللقطاء.. وحصدت هذه الدور تبرعات هائلة من أهل الحرية باعتبار انها تقوم باحتضان ورعاية الأيتام وتعليمهم أيضاً وهي غايات وأهداف نبيلة لا غبار عليها ولا جدال حولها..!
ولكننا.. وهذا هو الأم نبحث عن الشفافية في هذا العمل الخيري الإنساني.. ونتساءل: أين يذهب هؤلاء الأيتام بعد أن يتخطوا سن الطفولة.. من يرعاهم.. وهل ستظل دور الأيتام في تتبع مسيرتهم بعد الخروج منها أم سيتركون للشارع وحدهم في صراع مع الحياة.. أم ستتولي وزارة التضامن استكمال المهمة..؟ ومن حقنا أن نعرف وأن تنشر دور الأيتام قائمة بأسماء الذين كانوا في رعايتها.. وأين ذهبوا.. وما هو مصيرهم..!! وللعمل الخيري أسس وقواعد.. والنوايا الطيبة وحدها لا تكفي..!
*
وأجرأ فيديو علي مواقع التواصل الاجتماعي هو الذي ظهرت فيه سيدة تنتقد موقف بعض الرجال وسلوكياتهم في الساحل الشرير والطيب معا.. وتقول.. الرجال هناك لا يمانعون في ظهور زوجاتهم وهن شبه عرايا علي الشواطئ.. وفي محلات التسوق أيضاً.. والرجال سعداء بذلك ولا يبدون ممانعة مع انهم نفس الرجال الذين يطالبون زوجاتهم بأن يسترن أنفسهن في المنزل عند وجود الضيف أو الغريب..!! ويا ستي.. ده بحر وكله مكشوف.. وكله بيغمض عينيه في مولدي سيدي العريان..!
*
واللهم أنت ثقتي في كل كرب ورجائي في كل شدة وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة. كم من كرب يضعف عنه الفؤاد وتقل فيه الحيل ويخذل عنه القريب والبعيد ويشمت به العدو. أنزلته بك وشكوته إليك. راغب فيه عمن سواك. ففرجته وكشفته وكفيتنيه. فأنت ولي كل النعم وصاحب كل حاجة ومنتهي كل رغبة.
*
وأخيراً:
هناك أشخاص يستحقون
الطبطبة عليهم. لكن بمطرقة.
*
ولا تطلب الحاجة من نفس الشخص
مرتين. فإن الأولي معزة والثانية مذلة.
*
وليس الندم انك فعلت شيء خطأ. بل
لأنك فعلت شيء صح للشخص الخطأ.
*
وفي الحياة أمور كثيرة تستحق
أن نصبر من أجلها.. أولها أنت