زكاة الفطر بين المقاصد الشرعية والأواصر الإنسانية والتكافل المجتمعى ومصارف الزكاة طبقا للمتغيرات المجتمعية والاقتصادية والظروف العصرية..
فتعالوا نتحدث فى البداية عن جمال زكاة الفطر وحكمتها ومعناها ومصادرها..
زكاة الفطر فرض على كل مسلم مهما كان عمره أو جنسه الذكور والإناث والصغار والكبار وهي فريضة إلهية شُرعت في آخر أيام شهر رمضان لتطهير النفس من اللغو والرفث، ولإعطاء الفقراء والمساكين حقوقهم.
فهى جابرة للخواطر ومواساة للفقراء وإدخال الفرحة على بيوتهم قبل دخول العيد مما يزيد من الروابط الإنسانية بين أفراد المجتمع اغنيائه وفقرائه فتصدق الأغنياء على الفقراء رباط يجمع أبناء الوطن بالمحبة والمودة والتراحم..
زكاة الفطر واجبا شرعيا سنها الرسول صلى الله عليه وسلم فى العام الثانى من الهجرة..
فَعَن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ:
"فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ، فَمَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلَاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ، وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلَاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ" رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَابْنُ مَاجَهْ. صدق رسول الله..
زكاة الفطر محددة ومعلومة المقدار ويجب أدائها بنفوس محبة للعطاء تطيع الله بما أمرها به وتتبع سنة الهادى المصطفى فقد فرضت زكاة الفطر طهرة للصائمين وطعمة للمساكين سواء كانت حبوبًا أو مالًا.
وذلك تحقيقا لمقصود الشرع في التوسعة على الفقراء وإغنائهم يوم العيد.
فى هذه الأيام المباركة التى نحياها فى شهر رمضان المبارك الذى مضى كلمح البصر بين طاعة وعبادة صلاة وقيام و دعوات وصلوات وخلوات مع الله والسعى للفوز بالعفو والمغفرة ..
ومع انتهاء الشهر الكريم بدأ الحديث عن إخراج زكاة الفطر ومقدارها ..
ومن وجهة نظرى..
أن السؤال بجب أن يكون عن مصارف زكاة الفطر طبقا للمتغيرات والظروف الاجتماعية والاقتصادية وفقا لمصادر العقيدة القرآن الكربم والسنة النبوية..
فلقد فرض الرسول على المسلمين إخراج زكاة الفطر إلى الفقراء والمساكين فى صورة حبوبا أو غلالا ..
عن ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: "فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ، وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى، وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ". رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ..
ولقد أجمع العلماء فى الوقت المعاصر على صرف زكاة الفطر مالا ومنها دار الإفتاء فلقد صدر عن دار الإفتاء المصرية بتحديد قيمة زكاة الفطر لعام 2024 لما يكافئ صاع من الحبوب بمقدار 35 جنيهًا مصريًا لكل فرد مع إمكانية الزيادة عليه ولكن عدم النقصان منه حيث يجب ان يكون هذا المبلغ المخرج مكافئًا لمقدار ثلاثة كيلو جرامات من الحبوب الغذائية التي يستهلكها الفرد تسهيلًا على الفقراء في الحصول على قوت يومهم في العيد..
فدعونا لا نقف عند مصارف الزكاة بل الحكمة منها فى إدخال الفرحة على قلوب الفقراء والمساكين من أبناء المجتمع و نخرج زكاة الفطر بأيادى كريمة معطاءة محبة ومتراحمة..
فليبحث كل منا فى مجاله ومحيطه القريب أسرته وأرحامه وجيرانه فمنهم الفقير و اليتيم والمسن والمريض الذى لا يجد طعاما أو مالا يكفى حاجته ولا مانعا شرعيا من زيادة مقدار زكاة الفطر فكلا حسب سعته ومقدرته.
قبل قدوم العيد علينا إخراج الأموال المخصصة سواء لزكاة الفطر أو لزكاة المال حتى يستطيع أخواتنا فى المجتمع تلبية احتياجاتهم من طعام وشراب وملابس جديدة يرتدوها فى يوم العيد مما يعد من قبيل أدخال السرور على قلب مسلم ويا له من فضل كبير بسعادة البذل والعطاء.
ويجب علينا الا نشعرهم بالتفضل بل هم أصحاب الفضل والمنة بأن منحونا القدرة على أداء الفرض والفوز بالثواب والتقرب من الله بصالح الأعمال وأداء واجباتنا وما دعانا إليه الله ورسوله لنطهر أنفسنا من أثامنا وتقصيرنا فى عباداتنا ونصبح من الفائزين بالثواب العظيم والأملين بجنة النعيم .
أيام مباركة جمعتتا فى رحاب الله بين صيام وصلاة ودعاء وغدا سنصلى صلاة العيد وسط تكبيرات العيد وفرحة المصلين والإصطفاف للصلاة والدعاء خلف الأئمة فى جميع بلادنا العربية التى تتوحد فى صلاة وقيام وتكبيرات العيد فلندعو الله أن يجمع كلمتنا ويوحد صفنا لندافع عن بلادنا من المعتدين الطامعين فوحدة الصف قوة وأمان وسلام..
دعونا ندعو بالصلاح والفلاح وإصلاح النفس والحفاظ على مقدساتنا وثوابتنا الدينية والمجتمعية والوطنية ونصرة المستضعفين فى كل مكان فهذا حق الأخوة الذى أمرنا بها رب العالمين..
ولندعو الله بأن يحفظ بلادنا مصر ويجعلها أمنا أمانا سلام رخاء ويحفظ جيشنا العظيم ويصلح أحوالنا ويثبتنا بعد رمضان على طريق الهداية والمحبة والسلام والآخاء ونسعى لبناء وطننا والدفاع عنه بقلوب مخلصة ونفوس محبة ترجو علو الوطن وإرتقائه ورفعته وسلامه..
عيد سعيد مبارك على أهل مصر فى كل مكان ودائما نجتمع على المحبة والتراحم والتكافل وتزداد أواصرنا الإنسانية رباطا ومحبة وإخاء بفرحة قدوم الأعياد ويجمعنا رمضان عاما بعد عام ونحن فى محبة وأمان وسلام.