مع انقضاء عام مضى واستقبال عام جديد.. ينبغى مراعاة انه ليس لدينا رفاهية الوقت لإضاعته فى التجول بين مغريات الشبكة العنكبوتية والمعروفة بالانترنت وبما تحويه من مواقع للمشاهدة نجحت خلال سنوات ظهورها فى إهدار وقت الملايين من المتابعين لمواقع الفيديوهات والتواصل الافتراضي.
من المؤكد أن تحقيق نهضتنا مرهون باستثمار وادارة وقتنا مع بداية عام جديد نأمل خلاله تعويض ما فاتنا من تحقيق احلامنا ولن يتأتى لنا ذلك إلا من خلال توافر الإرادة والنية لتحويل أمنياتنا إلى واقع بالعمل الجاد فى مواقعنا.
ضربة البداية تنطلق من تحديد أهدافنا، ويعقبها تحديد خريطة لتحقيقها حتى لا تتحول أمنياتنا لسراب والغرق فى أوهام، دون البحث عن البدء بالاولويات.
من المتصور أن تقوم الأسر بتحديد الاهداف الملائمة لأبنائها لاستثمار أوقاتهم بشكل ايجابي، بدلا من إهدارها أمام شاشات التليفزيون والجلوس ساعات طويلة أمام الكمبيوتر والهواتف المحمولة ومشاهدة الفيديوهات وغيرها من مواقع «الشات»، مما يهدر أوقاتهم..نحن بحاجة لاستبدال طريقة تفكيرنا فى التعامل مع الوقت واستثماره حتى لا يتسرب بسرعة الصاروخ ليفسد امانينا وتعطيل احلامنا وتطلعاتنا.
ومن الاهمية مساندة الأسر لأبنائها فى تفادى الآثار السلبية الناتجة عن إهدار الوقت داخل الهواتف المحمولة، بما يستدعيهم لإعداد الخطط الملائمة لميول ابنائهم وتنمية مواهبهم ودفعهم للمشاركة فى الاعمال الخيرية والتطوعية، كما انه ينبغى على مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا الاهتمام بالانشطة الطلابية واستعادة دورها لتشكيل شخصية الطلاب.
ومن الخطورة تراجع دور ومهام حارس البوابة بوسائل الاعلام، حيث لم نكن نشاهد أى محتوى فى الماضى إلا ونحن متأكدون من مروره بالمراجعة والغربلة وهو ما يتحقق فى كثير من البرامج والاعمال التليفزيونية، ولكنه غير متحقق على المنصات الرقمية أو لصناع المحتوى على التيك توك والفيس والتدخل الرقابى لهما غالبا ما يكون لاحقاً، خاصة عند ملاحظة ان المحتوى خارج عن القيم والتقاليد الثقافية والاعراف المتعارف عليها. .إننا بحاجة للاستعانة بمادة للتربية الإعلامية بمؤسستنا التعليمية للعودة إلى ما هو معروف بالتعرض الانتقائى وبما يؤهل طلابنا للتدريب عليه.
ينبغى إدراك أن غالبية العلماء والنابغين الناجحين والمشهوريين نجحوا فى استثمار أوقاتهم ممتلكين سلاح العزيمة ولم يشتكوا فى يوم من الايام بأن البركة نزعت منه، حيث يمنح ربنا البركة لمن يجتهد فى عمله ويخلص بوقته فيما ينفع المجتمع، فضلا عن بدء عمله مبكراً نظراً لأن الخير فى البكور.
وينبغى إدراك ان العظماء فى كوننا لم تتح لهم مصابيح انارة ضوئية وليست فكرية أو نبوغاً عقلانياً ولم تتح لهم فرص التنقل فى المعرفة والحصول على المعلومة بسرعة الضوء وغالبيتهم خرجوا من بيئات فقيرة وظروف اقتصادية صعبة، ولكن كل ذلك لم يحول دون تحقيق نجاحهم ونبوغهم.