هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

بدون‭ ‬إحراج

إدارة‭ ‬العام‭ ‬الجديد

 

مع‭ ‬انقضاء‭ ‬عام‭ ‬مضى‭ ‬واستقبال‭ ‬عام‭ ‬جديد‭.. ‬ينبغى‭ ‬مراعاة‭ ‬انه‭ ‬ليس‭ ‬لدينا‭ ‬رفاهية‭ ‬الوقت‭ ‬لإضاعته‭ ‬فى‭ ‬التجول‭ ‬بين‭ ‬مغريات‭ ‬الشبكة‭ ‬العنكبوتية‭ ‬والمعروفة‭ ‬بالانترنت‭ ‬وبما‭ ‬تحويه‭ ‬من‭ ‬مواقع‭ ‬للمشاهدة‭ ‬نجحت‭ ‬خلال‭ ‬سنوات‭ ‬ظهورها‭ ‬فى‭ ‬إهدار‭ ‬وقت‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬المتابعين‭ ‬لمواقع‭ ‬الفيديوهات‭ ‬والتواصل‭ ‬الافتراضي‭.‬
من‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬تحقيق‭ ‬نهضتنا‭ ‬مرهون‭ ‬باستثمار‭ ‬وادارة‭ ‬وقتنا‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬عام‭ ‬جديد‭ ‬نأمل‭ ‬خلاله‭ ‬تعويض‭ ‬ما‭ ‬فاتنا‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬احلامنا‭ ‬ولن‭ ‬يتأتى‭ ‬لنا‭ ‬ذلك‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توافر‭ ‬الإرادة‭ ‬والنية‭ ‬لتحويل‭ ‬أمنياتنا‭ ‬إلى‭ ‬واقع‭ ‬بالعمل‭ ‬الجاد‭ ‬فى‭ ‬مواقعنا‭.‬
ضربة‭ ‬البداية‭ ‬تنطلق‭ ‬من‭ ‬تحديد‭ ‬أهدافنا،‭ ‬ويعقبها‭ ‬تحديد‭ ‬خريطة‭ ‬لتحقيقها‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تتحول‭ ‬أمنياتنا‭ ‬لسراب‭ ‬والغرق‭ ‬فى‭ ‬أوهام،‭ ‬دون‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬البدء‭ ‬بالاولويات‭. ‬
من‭ ‬المتصور‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬الأسر‭ ‬بتحديد‭ ‬الاهداف‭ ‬الملائمة‭ ‬لأبنائها‭ ‬لاستثمار‭ ‬أوقاتهم‭ ‬بشكل‭ ‬ايجابي،‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬إهدارها‭ ‬أمام‭ ‬شاشات‭ ‬التليفزيون‭ ‬والجلوس‭ ‬ساعات‭ ‬طويلة‭ ‬أمام‭ ‬الكمبيوتر‭ ‬والهواتف‭ ‬المحمولة‭ ‬ومشاهدة‭ ‬الفيديوهات‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬مواقع‭ ‬‮«‬الشات‮»‬،‭ ‬مما‭ ‬يهدر‭ ‬أوقاتهم‭..‬نحن‭ ‬بحاجة‭ ‬لاستبدال‭ ‬طريقة‭ ‬تفكيرنا‭ ‬فى‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الوقت‭ ‬واستثماره‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يتسرب‭ ‬بسرعة‭ ‬الصاروخ‭ ‬ليفسد‭ ‬امانينا‭ ‬وتعطيل‭ ‬احلامنا‭ ‬وتطلعاتنا‭. ‬
ومن‭ ‬الاهمية‭ ‬مساندة‭ ‬الأسر‭ ‬لأبنائها‭ ‬فى‭ ‬تفادى‭ ‬الآثار‭ ‬السلبية‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬إهدار‭ ‬الوقت‭ ‬داخل‭ ‬الهواتف‭ ‬المحمولة،‭ ‬بما‭ ‬يستدعيهم‭ ‬لإعداد‭ ‬الخطط‭ ‬الملائمة‭ ‬لميول‭ ‬ابنائهم‭ ‬وتنمية‭ ‬مواهبهم‭ ‬ودفعهم‭ ‬للمشاركة‭ ‬فى‭ ‬الاعمال‭ ‬الخيرية‭ ‬والتطوعية،‭ ‬كما‭ ‬انه‭ ‬ينبغى‭ ‬على‭ ‬مدارسنا‭ ‬ومعاهدنا‭ ‬وجامعاتنا‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالانشطة‭ ‬الطلابية‭ ‬واستعادة‭ ‬دورها‭ ‬لتشكيل‭ ‬شخصية‭ ‬الطلاب‭. ‬
ومن‭ ‬الخطورة‭ ‬تراجع‭ ‬دور‭ ‬ومهام‭ ‬حارس‭ ‬البوابة‭ ‬بوسائل‭ ‬الاعلام،‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬نكن‭ ‬نشاهد‭ ‬أى‭ ‬محتوى‭ ‬فى‭ ‬الماضى‭ ‬إلا‭ ‬ونحن‭ ‬متأكدون‭ ‬من‭ ‬مروره‭ ‬بالمراجعة‭ ‬والغربلة‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتحقق‭ ‬فى‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬والاعمال‭ ‬التليفزيونية،‭ ‬ولكنه‭ ‬غير‭ ‬متحقق‭ ‬على‭ ‬المنصات‭ ‬الرقمية‭ ‬أو‭ ‬لصناع‭ ‬المحتوى‭ ‬على‭ ‬التيك‭ ‬توك‭ ‬والفيس‭ ‬والتدخل‭ ‬الرقابى‭ ‬لهما‭ ‬غالبا‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬لاحقاً،‭ ‬خاصة‭ ‬عند‭ ‬ملاحظة‭ ‬ان‭ ‬المحتوى‭ ‬خارج‭ ‬عن‭ ‬القيم‭ ‬والتقاليد‭ ‬الثقافية‭ ‬والاعراف‭ ‬المتعارف‭ ‬عليها‭. .‬إننا‭ ‬بحاجة‭ ‬للاستعانة‭ ‬بمادة‭ ‬للتربية‭ ‬الإعلامية‭ ‬بمؤسستنا‭ ‬التعليمية‭ ‬للعودة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬معروف‭ ‬بالتعرض‭ ‬الانتقائى‭ ‬وبما‭ ‬يؤهل‭ ‬طلابنا‭ ‬للتدريب‭ ‬عليه‭. ‬
ينبغى‭ ‬إدراك‭ ‬أن‭ ‬غالبية‭ ‬العلماء‭ ‬والنابغين‭ ‬الناجحين‭ ‬والمشهوريين‭ ‬نجحوا‭ ‬فى‭ ‬استثمار‭ ‬أوقاتهم‭ ‬ممتلكين‭ ‬سلاح‭ ‬العزيمة‭ ‬ولم‭ ‬يشتكوا‭ ‬فى‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬الايام‭ ‬بأن‭ ‬البركة‭ ‬نزعت‭ ‬منه،‭ ‬حيث‭ ‬يمنح‭ ‬ربنا‭ ‬البركة‭ ‬لمن‭ ‬يجتهد‭ ‬فى‭ ‬عمله‭ ‬ويخلص‭ ‬بوقته‭ ‬فيما‭ ‬ينفع‭ ‬المجتمع،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬بدء‭ ‬عمله‭ ‬مبكراً‭ ‬نظراً‭ ‬لأن‭ ‬الخير‭ ‬فى‭ ‬البكور‭.‬
وينبغى‭ ‬إدراك‭ ‬ان‭ ‬العظماء‭ ‬فى‭ ‬كوننا‭ ‬لم‭ ‬تتح‭ ‬لهم‭ ‬مصابيح‭ ‬انارة‭ ‬ضوئية‭ ‬وليست‭ ‬فكرية‭ ‬أو‭ ‬نبوغاً‭ ‬عقلانياً‭ ‬ولم‭ ‬تتح‭ ‬لهم‭ ‬فرص‭ ‬التنقل‭ ‬فى‭ ‬المعرفة‭ ‬والحصول‭ ‬على‭ ‬المعلومة‭ ‬بسرعة‭ ‬الضوء‭ ‬وغالبيتهم‭ ‬خرجوا‭ ‬من‭ ‬بيئات‭ ‬فقيرة‭ ‬وظروف‭ ‬اقتصادية‭ ‬صعبة،‭ ‬ولكن‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يحول‭ ‬دون‭ ‬تحقيق‭ ‬نجاحهم‭ ‬ونبوغهم‭. ‬