هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

.. والسلام ختام

بين عام مضى وعام قادم


كل عام وأنتم بخير.. أيام ثلاثة ونودع عامًا.. ونستقبل عامًا جديدًا وكلنا أمل فى أن يكون عام خير ورضا وسعادة على الجميع.. وعام أمل وحب وإنجازات على مصر إن شاء الله وعام نصر وانتصار ورفاهية على وطننا العربى والإسلامي.
العام ليس سوى أيام.. فآخر يوم فى العام المنصرم هو الأمس لأول أيام العام الجديد.. وهكذا.. تمر الأيام والليالى ونحتسبها شهورًا وأعوامًا.
تمر الأيام بحلوها ومرها.. فنعيش الأمل على غد أفضل وهو الأمل الذى نتمناه وندعو الله أن يحققه لنا على المستوى الشخصي.. والعائلي.. والوطني.. والإقليمي.. بل وعلى مستوى العالم كله إن شاء الله.
وإذا كان عام 2023 قد شهد أحداثًا كثيرة أصابتنا بالألم بينها الحرب على غزة فإنه شهد أيضًا أيامًا جميلة فى مصر مثل الانتخابات الرئاسية.. وشهد هذا العام أحداثًا كثيرة من المؤكد أنها ستستمر فى العام الجديد ولكن يرى كثير من الخبراء أن هذا العام الجديد سيكون حاسمًا لكثير من القضايا مثل الحرب على غزة وحرب أوكرانيا.. وبالنسبة لمصر التى انضمت رسميًآ إلى البريكس عام 2023 وستكون العضوية فاعلة فى بداية عام 2024 وهذه العضوية ستكون إن شاء الله بداية مفيدة لمصر.. كما أن هناك إجراءات وقرارات اقتصادية مهمة ستكون استمرار  لإصلاح اقتصادى مصر بفعل الحرب فى غزة وبفعل تأثيرات اقتصادية محلية وعالمية.
ولعل قرار البنك المركزى فى الأيام العشر الأخيرة من عام 2023 بتثبيت سعر الفائدة تأكيدهم على قوة الاقتصاد وامتصاصه للصدمات  والعام الذى نستعد لوداعه شهد خطوات وإجراءات عديدة فى عدة مجالات توضح عن تحسن ملحوظ سيشهده العام الجديد 2024 فى عدة مجالات محلية خاصة الأمن الغذائى والمشكلة الاقتصادية إلى جانب قرار المصالحة على البناء المخالف ثم الاهتمام بزراعات معينة فى المرحلة المقبلة طبقًا لاحتياجات السوق.. والاتفاق على مناطق صناعية وشركات صناعية جديدة ستؤدى حتمًا إلى تشغيل عدد كبير من الشباب مما يؤدى إلى تقليل نسبة البطالة إلى جانب زيادة الدخل وإضعاف التضخم لصالح الأغلبية الشعبية فى مصر.
ولعل أبرز أحداث عام 2023 هى حرب غزة وبالنسبة لتأثيرها محليًا فقد كان واضحًا الموقف الشعبى المصرى المؤيد للرؤية الرسمية التى أعلنها الرئيس السيسى عندما رفض التهجير القسرى لأهل غزة إلى سيناء، وأكد أن سيناء خط أحمر.. وأنه لن يسمح بإنهاء القضية الفلسطينية على حساب مصر أو غيرها، وكان هذا الموقف المصرى أحد أهم التفاف الشعب حول قيادته فى الانتخابات الرئاسية.. وأكد الشعب المصرى بقوة انتمائه للعروبة والإسلام بل والمسيحية وقدم نموذجًا شعبيًا فى دعم القضية الفلسطينية.. ويؤكد الخبراء أن قيادة مصر ستعمل بكل قوة خلال عام 2024 ضمن تحالفات دولية فى حل القضية الفلسطينية والدفاع عن حقوق الفلسطينيين على أساس إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
ولا شك أن مصر ستخرج من هذه الأزمة وهى قوية بل يتوقع خبراء دوليون أن توقع مصر عددًا من الاتفاقيات الثنائية أو الدولية التى تستهدف الارتقاء بالصناعة الوطنية وتستهدف تحقيق إنجازات جديدة على أرض الواقع من خلال استثمارات كبيرة فى مجالات البنية التحتية والزراعية والأمن الغذائى إلى جانب الصحة والتعليم، وبرغم أن كثيرًا من وكالات التصنيف الائتمانى الدولية تتوقع أن يشهد العام المقبل تراجعًا فى سعر الجنيه مقابل الدولار إلا أن كثيرًا من الخبراء يرون أن مصر مع بدء تنفيذ قرار انضمامها إلى البريكس إلى جانب الاتفاقيات الثنائية مع عدد من الدول خاصة الصين والإمارات بالتعامل بالعملة المحلية لكل دولة أو المقايضة ستحقق فائضًا من الاحتياج للدولار وهو عكس ما تتوقعه تلك الوكالات للتصنيف الائتمانى إلى جانب توقعات بزيادة معدلات السياحة إلى مصر هذا العام عن الأعوام الأخيرة وبنسب تتراوح بين 10 و20٪ إلى جانب انتهاء المشاكل الأمنية فى البحر الأحمر خلال الأيام المقبلة ومع وقوف العمليات العسكرية فى غزة وحرب الإبادة الصهيونية وبالتالى ارتفاع دخل قناة السويس بالعملات الأجنبية.. كل ذلك يصب فى مصلحة ارتفاع معدلات الاقتصاد المصرى وحل العديد من المشاكل الاقتصادية.
وبعيدًا عن الأمنيات فإن الواقع يؤكد أن إنتاج مصر هذا العام سيزيد وبالتالى سيؤدى إلى خفض معدلات الاستيراد إن شاء الله.. وهى آمال وأحلام ترفض الأوهام!!!
الصهيونية العالمية
مجلة الأزهر.. وهى مجلة شهرية إسلامية يصدرها مجمع البحوث الإسلامية تقدم معارف وعلومًا متميزة فى كل المجالات خاصة ما يتعلق منها بالدين الإسلامى وبرغم قلة سعرها إلا أنها تقدم مع كل عدد كتابين مميزين جدًا يتوافقان مع الأحداث وفى عدد ديسمبر/يناير قدمت كتابين يستحقان القراءة والفهم والدراسة وهما «الموجز فى تاريخ القدس» بقلم عارف باشا العارف.. والكتاب الثانى هو «الصهيونية العالمية» بقلم عباس محمود العقاد.
وكتاب «الصهيونية العالمية» وفى هذا التوقيت يحتاج إلى دراسة ورؤية جديدة تحدد الجديد فى مفاهيم الصهيونية العالمية، ويقدم الكتاب رؤية رائعة بقلم عبقرى الأدب العربى العقاد صاحب العبقريات، حيث يشرح كيف حرّف اليهود كتاب الله «التوراة» ويذكرون فى التلموذ - لكى تعرف حقيقة عقيدتهم الصهيونية - «أن يعقوب سأل ربه: لماذا خلقت سوى شعبك المختار؟ فأجابه الرب: لتركبوا ظهورهم وتمتصوا دماءهم وتحرقوا أخضرهم وتلوثوا طاهرهم وتهدموا عامرهم».. وهذا يوضح نظرتهم العنصرية الصهيونية مع غيرهم من غير اليهود وهى استعبادهم وسفك دمائهم وتلويث طاهرهم وتدمير عامرهم.. هى ببساطة نظرة استعباد واستغلال وتهكم وسخرية ومحاولة للثأر من البشرية كلها عما حدث لهم خلال تاريخهم.
ويتحدث العقاد أيضًا عن بروتوكولات حكماء صهيون وهى وثيقة تكشف ما يضمره الصهاينة للعالم وعداءهم لغيرهم وتضم خطة محكمة دقيقة ترسم أهداف وسبل الوصول إلى هذا الهدف.. ومن هنا يؤكد العقاد أن الصهيونية ليست حركة دينية بل هى حركة سياسية عنصرية تعتمد على الطابور الخامس فى الدول وهم عنصر أساسى لتحقيق أهدافهم السيئة.
ويرى العقاد أنه سيأتى يوم يعلم فيه الصهيونيون أن قيام إسرائيل نكبة عليهم ونكسة بهم إلى عزلتهم الأولى وعصبيتهم الباطلة التى يعاديهم الناس من أجلها ويعادون من أجلها كل إنسان لا يحسبونه من خلق الله المرضى عنهم ولا يدخلونه فى عداد شعب الله المختار!!
والكتاب بشكل عام وثيق المصادر ويشتمل على معلومات وثيقة المصادر مدعمة بالأسانيد وهو ليس تأريخيًا للصهيونية بل يكشف عن ماهية الصهيونية وخفاياها وتزييف أكاذيبها ومكايد الصهيونية التى تنفذها على أيدى طوابيرها الخامسة بين الأمم فى الميادين الاقتصادية والثقافية والسياسية واستباحتها أبغض الوسائل لتحقيق أغراضها وهى حركة هدامة تسعى جاهدة لحرب الأديان والأوطان والأسر لتنفرد بسلطان المال.. ويتوقع العقاد سوء المصير للصهيونية ولعل ما يحدث الآن فى غزة برغم جبروت القوة الأمريكية والصهيونية يؤكد أن سوء المصير قادم قادم قادم إن شاء الله.. والله غالب على أمره..!!