هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

لوجه الله

لماذا أقبل المصريون على الانتخابات الرئاسية؟

قبل أسابيع لم يكن لدى كثير من المصريين الحماس الكافى للمشاركة فى الانتخابات الرئاسية.. ربما لإيمان بعضهم بأن الرئيس الحالى عبدالفتاح السيسى ناجح ناجح فلا توجد منافسة حقيقية فى الانتخابات، ولا يوجد المرشح القوى القادر على اقتناص هذا المنصب الرفيع منه.. وربما كانت المشكلات الاقتصادية التى عانينا منها ـ والتى تحدث عنها الرئيس السيسى بنفسه العديد من المرات ـ مسيطرة على مشاعر البعض وفكروا فى عدم المشاركة.. وكل هذه المبررات منطقية ومقبولة ولا ينكرها أحد.. لكن فوجئنا جميعا بإقبال لم يكن متوقعا على الانتخابات من مختلف الأعمار وخاصة الشباب وهو الموضوع الذى لفت أنظار العالم الخارجى وتحدثت عنه وسائل إعلام دولية ـ أمريكية وأروبية ـ فما الذى حدث ودفع المصريين إلى التوافد على لجان الانتخابات ليسجلوا مشاركة جيدة فى انتخابات كانت شبه محسومة؟
فى الواقع الأسباب والدوافع واضحة وليست فى حاجة إلى عبقرية لاكتشافها أو توضيحها، فالمصريون دائما ينحازون لأمن الوطن واستقراره وخاصة فى الظروف العصيبة التى يمر بها، وفى ظل التحديات التى يواجهها، ويريدون أن يقود سفينة الوطن من هو جدير بها فى ظل هذه التحديات.. فمع كامل الاحترام والتقدير لباقى المرشحين والذين حظوا بثقة بعض المواطنين لا يوجد بينهم من يجيد القيادة العسكرية، والوطن يتعرض لمخاطر أمنية كبيرة من مختلف التحديات.. ثم إن الموقف القوى للرئيس عبدالفتاح السيسى من القضية الفلسطينية ورفضه القاطع للتفريط فى ذرة تراب واحدة من أرض سيناء مهما كانت الضغوط أو المغريات التى يقدمها الغرب قد حظى باعجاب وإشادة معظم المصريين.. فسيناء التى رويت بدماء الآلاف من شهداء شباب مصر الأبرار غالية وعزيزة على كل مصري.. والرئيس قد جسد مشاعر كل المصريين.. ويكفى أن قادة الكيان الصهيونى يحسبون ألف حساب لمصر، ولا يجاهرون بعدائها رغم انفلات ألسنتهم وتوتر أعصابهم، والدوامة التى يعيشون فيها منذ انطلاق عدوانهم الإجرامى على شعب غزة.
>>>>
من العلامات المضيئة فى هذه الانتخابات من وجهة نظرى  أنها جرت فى أجواء ديمقراطية، ولم تشهد ما يفسدها، فكل ناخب اختار بحرية تامة.
لقد نسى معظم الناخبين المصريين مشكلاتهم الاقتصادية، وانحازوا لأمن الوطن واستقراره، وهذه سمة فى جينات الشعب المصرى تميزه على كثير من الشعوب العربية التى تعيش دائما فى صراعات وانقسامات وحروب ومواجهات تهدر قيمة أوطانهم، وتستنزف مواردهم، وتشوه صورتهم.. لكن الشعب المصرى الواعى يدرك مخاطر الانقسام وخطورة الصراعات، ودائما ينحاز لكل ما يحقق أمن الوطن واستقراره، وهم يرون فى الرئيس السيسى الشخص القادر على مواجهة هذه التحديات، والحفاظ على أمن مصر واستقرارها ووحدتها وتماسكها، وردع كل من تسول له نفسه التفكير فى المساس بأمنها.. وكلنا أمل أن تتحقق كل طموحات المصريين على يد الرئيس المنتخب فى ولايته القادمة إن شاء الله.
>>>>
وهنا ينبغى أن نوجه التحية لشعب مصر المخلص الوفى للوطن، والواعى للمخاطر التى تحيط به.. تعظيم سلام لكل من شارك فى هذه الانتخابات، ومنح صوته لأى مرشح اقتنع به.. والآن أصبح فرضا علينا الاصطفاف خلف من اختاره الشعب، ودعمه وتأييده ليظل الموقف الوطنى فى مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية قويا وموحدا.. فالوطن بالفعل يواجه تحديات كبيرة وخطيرة، والحروب والصراعات الأمنية تحيط بمصر من كل جانب.. وحماية الوطن فى ظل هذه الحروب والمواجهات دون خسائر بشرية أو عسكرية.
الانتماء للوطن لا تجسده الشعارات الرنانة دون فعل حقيقى على الأرض، وهناك صنف من الناس يتكلمون ولا يعملون، نسمع منهم شعارات براقة لا يصاحبها عمل جاد لمصلحة الوطن.. بل الانتماء الحقيقى للوطن والخوف عليه يفرضان علينا أن نعمل بجهد واجتهاد لمصلحة الوطن،  وأن نقف صفا واحدا خلف القيادة السياسية والجيش المصرى القوى فى هذه التحديات، والحمد لله لدينا قيادة حكيمة لا تتسرع فى اتخاذ قرارات مصيرية، كما أنها لا تقبل المساس بتراب الوطن، ولديها القدرة على الرد الحاسم فى الوقت المناسب والمكان المناسب.. ولذلك تخشى الدول المجاورة أن تدخل فى مواجهات عسكرية مع مصر لأنها تدرك حجم الرد وقوته فى أى وقت.
كل ما يحيط بمصر من تحديات ومشكلات أمنية خطيرة وأطماع واضحة فى هذا الوطن ومخططات معلنة ومستترة للإضرار به يفرض على كل مصرى أن يقف فى صف الوطن ووحدته، وألا يسير خلف الشائعات والأكاذيب التى يرددها خصوم الوطن لضرب وحدته.
مصر الآن فى أمس الحاجة إلى تكاتف المصريين، وإلى المزيد من وحدة وقوة الجبهة الداخلية، وهى بخير والحمد لله، فما يحيط بمصر من مشكلات فى الدول المجاورة يؤكد أن مصر قد تواجه فى الأيام القادمة مشكلات أمنية كبيرة وهذه تستدعى الالتفاف حول الوطن ومؤسساته الأمنية وعدم الالتفات لما تردده أبواق التحريض والتضليل خارج مصر.
حفظ الله مصر وشعبها وجيشها وقيادتها