هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

إلى‭ ‬الأمام

عالم‭ ‬فقد‭ ‬عقله‭!!‬‮ ‬

يبدو‭ ‬اننا‭ ‬نعيش‭ ‬فى‭ ‬عالم‭ ‬فقد‭ ‬عقله‭ ‬بكل‭ ‬تأكيد‭ .. ‬كل‭ ‬شئ‭ ‬يجرى‭ ‬خارج‭ ‬اطار‭ ‬اللامعقول‭ ‬واللامنطق‭ ‬واللاانسانية‭ ..‬كل‭ ‬صاحب‭ ‬عقل‭ ‬مصاب‭ ‬بحالة‭ ‬من‭ ‬الدوار‭ ‬وعدم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التفكير‭ .. ‬المشكلة‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬ليست‭ ‬فى‭ ‬الجهل‭ ‬او‭ ‬غياب‭ ‬التعليم‭ ‬او‭ ‬تدهور‭ ‬المستوى‭ ‬التعليمى‭ ‬او‭ ‬غياب‭ ‬أصحاب‭ ‬العقول‭ .. ‬لكن‭ ‬المصيبة‭ ‬فى‭ ‬النخبة‭ ‬او‭ ‬من‭ ‬يسمون‭ ‬انفسهم‭ ‬كذلك‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬متخذى‭ ‬القرار‭ ‬او‭ ‬من‭ ‬يدعمون‭ ‬الأفكار‭ ‬والتوجهات‭ ‬إياها‭ .. ‬المصيبة‭ ‬الأكبر‭ ‬والاشد‭ ‬دهشة‭ ‬تلك‭ ‬الدائرة‭ ‬الجهنمية‭ ‬من‭ ‬التلفيق‭ ‬والكذب‭ ‬وقلب‭ ‬الحقائق‭ ‬والإصرار‭ ‬على‭ ‬اجبار‭ ‬العالم‭ ‬ان‭ ‬يصدقها‭ ‬ويسير‭ ‬فى‭ ‬ركابها‭ ‬واى‭ ‬معارضة‭ ‬او‭ ‬رفض‭ ‬او‭ ‬حتى‭ ‬وقوف‭ ‬على‭ ‬الحياد‭ ‬فصاحبها‭ ‬يحكم‭ ‬على‭ ‬نفسه‭ ‬بالاعدام‭ ‬او‭ ‬انه‭ ‬يدخل‭ ‬نفسه‭ ‬فى‭ ‬المقصلة‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬ترحم‭ ‬ولا‭ ‬تبقى‭ ‬ولا‭ ‬تذر‭.. ‬‮ ‬
العالم‭ ‬الذى‭ ‬يتشدق‭ ‬بالديمقراطية‭ ‬وحقوق‭ ‬الانسان‭ ‬واحترام‭ ‬القانون‭ ‬والشرائع‭ ‬الدولية‭ ..‬الان‭ ‬هو‭ ‬نفسه‭ ‬الذى‭ ‬يرفض‭ ‬بصوت‭ ‬عال‭ ‬القانون‭ ‬الدولى‭ ‬وكل‭ ‬القواعد‭ ‬الإنسانية‭ ‬ويضرب‭ ‬بها‭ ‬عرض‭ ‬الحائط‭ ‬ولا‭ ‬يريد‭ ‬ان‭ ‬يستمع‭ ‬الى‭ ‬نصائح‭ ‬او‭ ‬حتى‭ ‬أى‭ ‬صوت‭ ‬للحق‭ ‬او‭ ‬إشارة‭ ‬الى‭ ‬العدل‭ ‬والانصاف‭ .. ‬‮ ‬
كان‭ ‬طوفان‭ ‬الأقصى‭ ‬كاشفا‭ ‬وبكل‭ ‬دقة‭ ‬لحالة‭ ‬التردى‭ ‬والانسياق‭ ‬الاعمى‭ ‬لرغبات‭ ‬النازيين‭ ‬الجدد‭ ‬الذين‭ ‬سقطت‭ ‬كل‭ ‬الأقنعة‭ ‬عنهم‭ ‬فى‭ ‬اول‭ ‬مواجهة‭ ‬حقيقية‭ ..‬وغرق‭ ‬النازيون‭ ‬فى‭ ‬طوفان‭ ‬الأقصى‭ ‬ومعهم‭ ‬أوهام‭ ‬السلام‭ ‬الابراهيمى‭ ‬المزعوم‭ ‬او‭ ‬المشئوم‭ ‬غير‭ ‬مأسوف‭ ‬عليهم‭..‬ومن‭ ‬عجب‭ ‬انهم‭ ‬لا‭ ‬يتورعون‭ ‬فى‭ ‬رفع‭ ‬شعارات‭ ‬مضادة‭ ‬للقوانين‭ ‬والأعراف‭ ‬الدولية‭ ‬ويدعون‭ ‬الى‭ ‬الالتزام‭ ‬بها‮ ‬‭ ‬ويتخذون‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬ما‭ ‬يعطل‭ ‬أى‭ ‬محاولة‭ ‬لاقرار‭ ‬القانون‭ ‬او‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالحقوق‭ ‬والتوجه‭ ‬نحو‭ ‬إقرار‭ ‬العدالة‭ ‬والانصاف‭. ‬‮ ‬
‭.. ‬ظهر‭ ‬الامر‭ ‬جليا‭ ‬فى‭ ‬الشعار‭ ‬الخادع‭ ‬المرفوع‭ ‬حق‭ ‬إسرائيل‭ ‬فى‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬النفس‭ .. ‬وفجأة‭ ‬صار‭ ‬الشعار‭ ‬وكأنه‭ ‬نص‭ ‬مقدس‭ ‬لايجوز‭ ‬المساس‭ ‬به‭ ..‬من‭ ‬يعارضه‭ ‬او‭ ‬حتى‭ ‬يتحفظ‭ ‬عليه‭ ‬كمن‭ ‬يلقى‭ ‬نفسه‭ ‬فى‭ ‬الجحيم‮ ‬‭ ‬ويتم‭ ‬طرده‭ ‬فورا‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬منصبه‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬الى‭ ‬مكان‭ ‬لايحمد‭ ‬عقباه‭ .. ‬‮ ‬
اعتقد‭ ‬انها‭ ‬سابقة‭ ‬لم‭ ‬تحدث‭ ‬فى‭ ‬التاريخ‭ ‬الإنسانى‭ ‬انيتم‭ ‬الادعاء‭ ‬بان‭ ‬قوى‭ ‬الاحتلال‭ ‬تملك‭ ‬حق‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬نفسها‭ ‬وفى‭ ‬المقابل‭ ‬لا‭ ‬حق‭ ‬للمقاوم‭ ‬او‭ ‬الضحية‭ ‬فى‭ ‬الدفاع‭ ‬نفسه‭ ‬وكأن‭ ‬عليه‭ ‬ان‭ ‬يرضخ‭ ‬ويستسلم‭ ‬لما‭ ‬يقره‭ ‬السيد‭ ‬المعتدي‭. ‬‮ ‬
الأكثر‭ ‬غرابة‭ ‬ان‭ ‬تسير‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬بهذا‭ ‬الشعار‭ ‬الكاذب‭ ‬الخاطئ‭ ‬المنافى‭ ‬لكل‭ ‬الأعراف‭ ‬الدولية‭ ‬والقوانين‭ ‬والشرائع‭ ‬الى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وتقاتل‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬فرضه‭ ‬على‭ ‬الأعضاء‭ ‬مع‭ ‬انه‭ ‬يتعارض‭ ‬وقوانين‭ ‬المنظمة‭ ‬نفسها‭ ‬وهو‭ ‬ضد‭ ‬الهدف‭ ‬الذى‭ ‬قامت‭ ‬من‭ ‬اجله‭ ‬لفرض‭ ‬الامن‭ ‬والسلم‭ ‬الدوليين‭..‬وتجهض‭ ‬بالفيتو‭ ‬أى‭ ‬محاولة‭ ‬لوقف‭ ‬شلالات‭ ‬الدماء‭ ‬المراقة‭ ‬صباح‭ ‬مساء‭.. ‬‮ ‬
عشرات‭ ‬من‭ ‬القرارات‭ ‬الدولية‭ ‬تؤكد‭ ‬حق‭ ‬الشعوب‭ ‬فى‭ ‬المقاومة‭ ‬وتقرير‭ ‬المصير‮ ‬‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬نفسها‭ ‬بكل‭ ‬القوى‭ ‬المتاحة‭ ‬لها‭ ‬حتى‭ ‬تتمكن‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬حقوقها‭ ‬المشروعة‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬وطنها‭ ‬وشعبها‭. ‬‮ ‬
ولكن‭ ‬بما‭ ‬اننا‭ ‬فى‭ ‬عالم‭ ‬فقد‭ ‬عقله‭ ‬فان‭ ‬القاعدة‭ ‬انقلبت‭ ‬واصبح‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬النفس‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬المعتدى‭ ‬ولا‭ ‬يملك‭ ‬الضحية‭ ‬هذا‭ ‬الحق‭..‬الفكر‭ ‬الطبيعى‭ ‬والعقلى‭ ‬يؤكد‭ ‬ان‭ ‬اسرائيل‭ ‬قوة‭ ‬الاحتلال‭ ‬القائمة‭ ‬منذ‭ ‬75‭ ‬عاما‭ ‬هى‭ ‬المطالبة‭ ‬بعدم‭ ‬قمع‭ ‬المقاومة‭ ‬وليس‭ ‬العكس‭.‬وقد‭ ‬أكدت‭ ‬ذلك‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬فى‭ ‬فتواها‭ ‬بشأن‭ ‬بناء‭ ‬الجدار‭ ‬فى‭ ‬العام‭ ‬2004‭ ‬ردت‭ ‬المحكمة‭ ‬على‭ ‬الادعاء‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬بأن‭ ‬بناء‭ ‬الجدار‭ ‬يأتى‭ ‬دفاعاً‭ ‬عن‭ ‬النفس‭ ‬بالقول‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬الحق‭ ‬لا‭ ‬أهمية‭ ‬له‭ ‬استناداً‭ ‬إلى‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬تمارس‭ ‬سيطرة‭ ‬فعلية‭ ‬على‭ ‬الأراضى‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة‭.‬‮ ‬
وجاء‭ ‬قرار‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬طلب‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أن‭ ‬تصدر‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬السرعة‭ ‬فتوى‭ ‬بشأن‭ ‬المسألة‭ ‬التالية‭: ‬ما‭ ‬هى‭ ‬الآثار‭ ‬القانونية‭ ‬الناشئة‭ ‬عن‭ ‬تشييد‭ ‬الجدار‭ ‬الذى‭ ‬تقوم‭ ‬إسرائيل‭ ‬السلطة‭ ‬القائمة‭ ‬بالاحتلال،‭ ‬بإقامته‭ ‬فى‭ ‬الأرض‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة‭ ‬بما‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬فى‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية‭ ‬وحولها‭..‬‮ ‬
وكان‭ ‬قرار‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬انه‭ ‬لا‭ ‬يحق‭ ‬لإسرائيل‭ ‬أن‭ ‬تتذرع‭ ‬بحق‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬النفس‭ ‬وتتخذ‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬التى‭ ‬تمثل‭ ‬عقابا‭ ‬جماعيا‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطينى‭ ‬الواقع‭ ‬تحت‭ ‬الاحتلال،‭ ‬وقد‭ ‬تلقفت‭ ‬الدوائر‭ ‬العلمية‭ ‬والأكاديمية‭ ‬فى‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬هذه‭ ‬الفتوى‭ ‬القانونية،‭ ‬أو‭ ‬القرار‭ ‬الذى‭ ‬أصدرته‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬بالدراسة‭ ‬والتحليل،‭ ‬وقد‭ ‬اعدت‭ ‬دراسات‭ ‬عنه‭ ‬فى‭ ‬كليات‭ ‬القانون‭ ‬فى‭ ‬الجامعات‭ ‬الكبرى‭ ‬فى‭ ‬أوروبا‭ ‬وأمريكا‭.‬
وهناك‭ ‬واقعة‭ ‬أخرى‭ ‬اكثر‭ ‬أهمية‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الصعيد‭ ‬ومرتبطة‭ ‬بالكيان‭ ‬الصهيونى‭ ‬وما‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬فى‭ ‬الأراضى‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة‭ ‬وهو‭ ‬التقرير‭ ‬الذى‭ ‬قدمته‭ ‬لجنة‭ ‬التحقيق‭ ‬الدولية‭ ‬للجمعية‭ ‬العامة‭ ‬وهى‭ ‬لجنة‭ ‬تحقيق‭ ‬دولية‭ ‬مستقلّة‭ ‬تابعة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدّة‭ ‬معنية‭ ‬بالأرض‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلّة‭ ‬بما‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية‭ ‬وإسرائيل‭ ‬واكد‭ ‬التقرير‭ ‬وجود‭ ‬أسباب‭ ‬معقولة‭ ‬تدعو‭ ‬للاستنتاج‭ ‬أن‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬للأرض‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بات‭ ‬غير‭ ‬قانونى‭ ‬بموجب‭ ‬القانون‭ ‬الدولى‭ ‬نظرًا‭ ‬لاستمراره‭ ‬وسياسات‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬للضم‭ ‬بحكم‭ ‬الأمر‭ ‬الواقع‭.‬‮ ‬
ودعت‭ ‬لجنة‭ ‬التحقيق‭ ‬المؤلّقة‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬أعضاء‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬إلى‭ ‬إحالة‭ ‬طلبٍ‭ ‬عاجل‭ ‬إلى‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬لتقديم‭ ‬فتوى‭ ‬بشأن‭ ‬الآثار‭ ‬القانونية‭ ‬الناشئة‭ ‬عن‭ ‬استمرار‭ ‬إسرائيل‭ ‬برفضها‭ ‬لإنهاء‭ ‬احتلالها‭ ‬للأرض‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلّة‭ ‬مشيرةً‭ ‬إلى‭ ‬انه‭ ‬بموجب‭ ‬القانون‭ ‬الدولى‭ ‬الإنسانى‭ ‬احتلال‭ ‬أرضٍ‭ ‬ما‭ ‬خلال‭ ‬الحرب‭ ‬هو‭ ‬وضع‭ ‬مؤقّت‭ ‬ولا‭ ‬يحرم‭ ‬السلطة‭ ‬الواقعة‭ ‬تحت‭ ‬الاحتلال‭ ‬من‭ ‬وضعها‭ ‬كدولة‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬سيادتها‭.‬‮ ‬
ركّز‭ ‬التقرير‭ ‬المؤلّف‭ ‬من‭ ‬28‭ ‬صفحة‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬المشروع‭ ‬الاستيطانى‭ ‬وتوسّعه‭ ‬بما‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬البيانات‭ ‬التى‭ ‬أدلى‭ ‬بها‭ ‬مسئولون‭ ‬إسرائيليون‭ ‬يشيرون‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬النيّة‭ ‬على‭ ‬استمرار‭ ‬السيطرة‭ ‬الدائمة‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬بما‭ ‬ينتهك‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭. ‬واستنتجت‭ ‬لجنة‭ ‬التحقيق‭ ‬أنه‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬إثر‭ ‬استمرارها‭ ‬باحتلال‭ ‬الأرض‭ ‬بمفعول‭ ‬القوّة‭ ‬مسئوليّات‭ ‬دولية‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬مسئولة‭ ‬عن‭ ‬انتهاك‭ ‬حقوق‭ ‬الفلسطنيين‭ ‬فرادى‭ ‬وجماعات‭.‬‮ ‬
و»نتيجة‭ ‬تجاهل‭ ‬القانون‭ ‬الدولى‭ ‬فى‭ ‬إنشاء‭ ‬المستوطنات‭ ‬أو‭ ‬تسهيل‭ ‬إنشائها‭ ‬ونقل‭ ‬المدنيين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬بشكلٍ‭ ‬مباشر‭ ‬وغير‭ ‬مباشر‭ ‬إلى‭ ‬المستوطنات‭ ‬مهّدت‭ ‬الحكومات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المتتالية‭ ‬لوقائع‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬لضمان‭ ‬السيطرة‭ ‬الدائمة‭ ‬على‭ ‬الضفّة‭ ‬الغربية»كما‭ ‬قالت‭ ‬رئيسة‭ ‬لجنة‭ ‬التحقيق‭ ‬السيّدة‭ ‬نافى‭ ‬بيلاي‭.‬‮ ‬
ورغم‭ ‬ان‭ ‬حق‭ ‬المقاومة‭ ‬للمحتل‭ ‬حق‭ ‬اصيل‭ ‬الا‭ ‬ان‭ ‬الغريب‭ ‬ان‭ ‬القوى‭ ‬الدولية‭ ‬تسعى‭ ‬جاهدة‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬اوتيت‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬للالتفاف‭ ‬على‭ ‬حق‮ ‬‭ ‬مقاومة‭ ‬العدوان‭ ‬المشروع‭ ‬وتمارس‭ ‬كل‭ ‬الوان‭ ‬التضييق‭ ‬على‭ ‬قوى‭ ‬المقاومة‭ ‬وتحاول‭ ‬ان‭ ‬تنزع‭ ‬عنها‭ ‬أى‭ ‬صفة‭ ‬شرعية‭ ‬للقيام‭ ‬بواجبها‭ ‬الوطنى‭ ‬وتستخدم‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬لعبة‭ ‬الإرهاب‭ ‬فتلاحق‭ ‬قوى‭ ‬المقاومة‭ ‬باتهامات‭ ‬شنيعة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الإرهاب‭ ‬والتطرف‭ ‬وانها‭ ‬تمثل‭ ‬قوى‭ ‬الرجعية‭ ‬والتخلف‭ ‬وان‭ ‬المقاومين‭ ‬هم‭ ‬أعداء‭ ‬الحضارة‭ ‬والإنسانية‭ ‬وانهم‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬الا‭ ‬القتل‭ ‬واسالة‭ ‬الدماء‭ ‬وتستخدم‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬وسائلها‭ ‬الإعلامية‭ ‬والدعائية‭ ‬حتى‭ ‬تجعل‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الاتهامات‭ ‬قاعدة‭ ‬وصفة‭ ‬لازمة‭ ‬يتم‭ ‬ذكرها‭ ‬ووصف‭ ‬المقاومة‭ ‬حين‭ ‬يأتى‭ ‬ذكرها‭ ‬فى‭ ‬أى‭ ‬مكان‭ ‬وفى‭ ‬أى‭ ‬وسيلة‭ ..‬‮ ‬
وللأسف‭ ‬الشديد‭ ‬فانه‭ ‬وبعدما‭ ‬حدث‭ ‬من‭ ‬تقدم‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬التشريعات‭ ‬وإقرار‭ ‬الحقوق‭ ‬فى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والمنظمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬واصبح‭ ‬‮«‬‭. ‬لكل‭ ‬شعب‭ ‬الحق‭ ‬فى‭ ‬الوجود‭ ‬ولكل‭ ‬شعب‭ ‬حق‭ ‬مطلق‭ ‬وثابت‭ ‬فى‭ ‬تقرير‭ ‬مصيره‭ .. ‬وأنه‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬الشعوب‭ ‬المستعمرة‭ ‬المقهورة‭ ‬فى‭ ‬أن‭ ‬تحرر‭ ‬نفسها‭ ‬من‭ ‬أغلال‭ ‬السيطرة‭ ‬واللجوء‭ ‬إلى‭ ‬كافة‭ ‬الوسائل‭ ‬التى‭ ‬يعترف‭ ‬بها‭ ‬المجتمع‮»‬‭.. ‬تحدث‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الانتكاسة‭ ‬الفظيعة‭ ‬التى‭ ‬نشاهدها‭ ‬صباح‭ ‬مساء‭..‬‮ ‬
تبا‭ ‬لهذا‭ ‬العالم‭ ‬الذى‭ ‬يخرج‭ ‬علينا‭ ‬فيه‭ ‬ممثلو‭ ‬النازية‭ ‬الجديدة‭ ‬ليلقوا‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬دروسا‭ ‬فى‭ ‬الأخلاق‭ ‬والفضيلة‭ ‬ويتحدثون‭ ‬بملء‭ ‬اشداقهم‭ ‬عن‭ ‬الحضارة‭ ‬والكرامة‭ ‬الإنسانية‭.. ‬‮ ‬
ينفذون‭ ‬جرائم‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية‭ ‬ويرتكبون‭ ‬أفظع‭ ‬المذابح‭ ‬ضد‭ ‬الأبرياء‭ ‬اطفالا‭ ‬ونساء‭ ‬ويمارسون‭ ‬سياسات‭ ‬التطهير‭ ‬العرقى‭ ‬والتصفية‭ ‬الجسدية‭ ‬على‭ ‬الهواء‭ ‬وعلى‭ ‬مرأى‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬الذى‭ ‬لاتطرف‭ ‬له‭ ‬عين‭ ‬ولايهتز‭ ‬جفن‭..‬بل‭ ‬يؤيد‭ ‬ويبارك‭.. ‬ويبرر‭ ‬أن‭ ‬وقف‭ ‬الجنون‭ ‬فى‭ ‬القتل‭ ‬ليس‭ ‬فى‭ ‬المصلحة‭! ‬‮ ‬
يخرج‭ ‬نتياهو‭ ‬يوميا‭ ‬على‭ ‬الشاشات‭ ‬الفضائية‭ ‬وفى‭ ‬لقاءات‭ ‬مع‭ ‬قادة‭ ‬دول‭ ‬كنا‭ ‬نظنها‭ ‬كبرى‭ ‬الا‭ ‬انها‭ ‬وضعت‭ ‬نفسها‭ ‬فى‭ ‬حقيبة‭ ‬نتنياهو‭ ‬مشجعة‭ ‬له‭ ‬وداعمة‭ ‬للنازية‭ ‬والعنصرية‭ ‬الجديدة‭.. ‬‮ ‬
العالم‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬دهشة‭ ‬من‭ ‬النفاق‭ ‬الرهيب‭ ‬المقيت‭ ‬للكيان‭ ‬الصهيونى‭ ‬وعصابات‭ ‬النازية‭ ‬المتجبرة‭ ‬بالدعم‭ ‬المطلق‭ ‬من‭ ‬امريكا‭ ‬والقوى‭ ‬الغربية‭..‬‮ ‬
لا‭ ‬احد‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬دافعى‭ ‬الضرائب‭ ‬ولا‭ ‬اين‭ ‬تذهب‭ ‬ولا‭ ‬فيما‭ ‬تنفق‭ ‬المليارات‭ ‬ولا‭ ‬اين‭ ‬ذهب‭ ‬مخزون‭ ‬السلاح‭ ‬الاستراتيجى‭ ‬ولا‭ ‬اين‭ ‬الحماية‭ ‬لأسرار‭ ‬احدث‭ ‬الأسلحة‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬امتلاكها‭ ‬الا‭ ‬للجيش‭ ‬الأمريكى‭ ‬فقط‭.. ‬‮ ‬
ولم‭ ‬يستغرب‭ ‬احد‭ ‬من‭ ‬استقالة‭ ‬مسئولين‭ ‬كبار‭ ‬فى‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬وغيرهم‭ ‬فى‭ ‬مواقع‭ ‬اخرى‭ ‬فى‭ ‬لندن‭ ‬وغيرها‭ ‬لأن‭ ‬اسرائيل‭ ‬طلبت‭ ‬أسلحة‭ ‬واشياء‭ ‬اخرى‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الموافقة‭ ‬عليها‭ .. ‬‮ ‬
علامات‭ ‬استفهام‭ ‬كثيرة‭ ‬وقلقة‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬مطروحة‭ ‬فى‭ ‬مقدمتها‭ ‬متى‭ ‬يعود‭ ‬العالم‭ ‬الى‭ ‬رشده‭ ‬؟؟‮ ‬
والله‭ ‬المستعان‭ ..‬