سألت المذيعة الطفل يوسف فى غزة وهو يقف بين أطلال منزله وقالت له: ماذا تتمنى ان تكون عندما تكبر؟
فكانت اجابته: الفلسطينى لا يكبر.. انه يعيش فى انتظار ان يستشهد!!!
رد هذا الطفل البرئ أكثر عمقاً من كلمات وتصريحات صدرت عن شخصيات عالمية لم تفعل شيئاً حقيقياً.. فى مواجهة البربرية الإسرائيلية وانتهاك حقوق الإنسان وازدواجية المعايير العالمية فى التعامل مع حرب غزة وانتهاك الصهاينة لحقوق الإنسان والقانون الدولى الانسانى فى كل الجرائم الصهيونية ضد الانسانية والتى اصبحت ترتكب يومياً من قبل جيش الاحتلال فى الأراضى الفلسطينية.
تجاوز جيش الاحتلال جميع الخطوط الحمراء ولم يحرك ذلك ساكنا لدى حكومات الغرب الذين ادانوا ومازالوا يدينون العملية الفدائية التى قامت بها حماس يوم 7 أكتوبر وتجاهلوا وتناسوا ان هذه العملية ليست إلا مقاومة مشروعة ضد المحتل وان السبب الرئيسى هو الاحتلال الذى دام لسنوات طوال والعالم كله يتفرج.. حروب ومعارك ومواقف وقرارات دولية واممية كانت مجرد دخان فى الهواء ومازالت فلسطين محتلة.. ومازال جنود الاحتلال يمارسون أبشع وأسوأ جرائم الإنسانية ضد الأطفال والنساء والمنازل والمستشفيات.. ومازال الاعلام الغربى يمارس دوره فى نشر الأكاذيب.. ولى الحقائق.. والكيل بمكيالين.
لا يعرف أحد متى تنتهى هذه الحرب.. أو متى يتوقف العدوان الإسرائيلى على الأبرياء.. لكن المؤكد ان هذه الحرب ستنتهي- كغيرها- عاجلاً أو اجلا.. وستكون لها آثار كثيرة أهمها تغير خريطة المنطقة سياسياً وعملياً.
ولابد ان نعترف انه بعد حرب 1956 والعدوان الثلاثى على مصر والذى مرت ذكراه الـ 67 منذ يومين أى فى 31 أكتوبر 1956 حدث تغير كبير فى المنطقة وبل فى العالم وتوارت قوة بريطانيا وفرنسا كأقوى قوتين فى العالم وبدأ بزوغ نجم أمريكا وروسيا.. كقطبين كبيرين فى العالم.. وبعد حرب أكتوبر 1973 حدث تغير كبير فى خريطة العالم السياسية وخريطة المنطقة اقليمياً.. ولا شك ان حرب غزة الحالية ستحدث تغييراً قد لا يكون بنفس الدرجة ولكنه سيكون تغييراً كبيراً ومثيراً ومؤثراً على أحداث عديدة.
وبرغم ذلك كله سيكون هناك نظام عالمى جديد بعد ان سقطت الاقنعة عن كثيرين.. ولعنا إذا عدنا إلى كلمات الطفل الفلسطينى يوسف الذى قال ان أطفال فلسطين لا يكبرون.. انهم يعيشون تحت الضرب والعدوان منتظرين الشهادة.. إذا كانت الطفولة الانسانية هى رمز البراءة والطهر والفرحة والابتسامة الصافية.. وابتسامة الطفل فى وجه ابيه أو أمه هى الفرحة الحقيقية فإن دموع أطفال غزة وآلام أطفال فلسطين فى هذه الحرب كانت رسالة للعالم كله.
ان الإنسانية ماتت عند الكثيرين وان دولاً تدعى أنها كبيرة وتدافع عن حقوق الإنسان بل والحيوان هم انفسهم شاهد عيان على ما يفعله الاحتلال بأطفال غزة وبعضهم يؤيده ويسانده.. والبعض الآخر صامت ولم يهتم!!
أطفال غزة يموتون.. ومن لم يمت يعيش الخوف والحزن والقلق.. والألم لفقد أحبة.. أو الألم من اصابة واعتقال ذويهم.. هؤلاء الأطفال ماتت البراءة فى عيونهم.. ومات الأمل فى وجوههم وقتلت الاسلحة الصهيونية براءتهم.. والعالم صامت لا يتحرك.. بل والغريب بل المريب انهم يتحدثون كذباً عن تجاوزات حماس فى حق الإسرائيليين.
وبرغم ما قالته الأسيرة الإسرائيلية التى افرجت عنها المقاومة لأسباب انسانية وفضحت وكشفت كذب وزيف الاعلام الصهيونى فى إسرائيل وأمريكا والغرب كله.. ومع ذلك مازال الاعلام الغربى يضع رأسه فى الرمال وكأنه لم يشاهد ولم يسمع ولم ير!!
لقد سقطت كل شعارات حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية الإنسانية بل حتى حقوق الحيوان.. كل أكاذيب الشعارات الغربية الجوفاء التى صدعونا بها وهى كلمات تقال عندما تكون لصالحهم أو صالح مصالحهم. وعندما تكون الحقيقة ساطعة مضيئة واضحة للجميع يصيبهم العمى ولا يبصرون!!
مصر دوماً فى رعاية الله
مصر دوماً فى رعاية الله.. تلك هى الحقيقة التى يؤكدها التاريخ والجغرافيا.. ويكفى دلالة على ذلك ذكرها فى القرآن.. ولكن ذلك لا ينفى ان مصر الآن فى قلب الحدث.. وانها القوة الأهم والدولة الاقليمية الأهم فى هذه المنطقة المشتعلة.. فقد اشتعلت الحدود الشرقية ومازال الكيان الصهيونى يشعلها.. وفى الحدود الغربية حيث تشتعل الأحداث فى ليبيا وبمشاركة بعض الإرهابيين.. وفى الجنوب أحداث السودان الساخنة.. وفى شمال مصر وفى البحر المتوسط توجد أساطيل لأربعة جيوش عالمية.. وفى قلب هذه الأحداث توجد مصر وجيشها الوطنى الآبى وشعبها الوطنى الذى اثبت انه عند الحدث فعلاً.. فالتف كله وأصبح على قلب رجل واحد وراء جيش مصر وقائد مصر فى هذه الأزمة الساخنة.
وسط هذه السخونة العالمية تقف مصر فى حكمة وهدوء وتعلن جاهزيتها لأى حدث أو أى تطور للأحداث ووسط هذه السخونة يتحدث خبراء عالميون عن أن ما يحدث فى غزة ليس بعيداً عن المؤامرة ضد مصر ومحاولة توريطها.. وان الهدف الرئيسى الآن من ضرب غزة والسيطرة على غزة هو إنشاء قناة بن جوريون لضرب قناة السويس وان ما يحدث الآن هو محاولة لاحياء هذا الحلم الصهيونى الذى سيكون موجهاً فى الأساس لقناة السويس واضعاف قوة مصر الاقتصادية.
قد يقول قائل إن ذلك ليس صحيحاً على أساس ان ما حدث كان رداً على طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر.. ولكن من يتابع عن قرب يجد ان أساطيل الغرب وأمريكا وصلت إلى المنطقة سريعاً وان الكيان الصهيونى كان مستعداً بخطة واضحة تريد تصفية القضية وتهجير أبناء غزة.. ولكن الموقف المصرى الكبير والعظيم فى مواجهة كل هذه المؤامرات كان هو السد العالى فى مواجهة طوفان الظلم الصهيوني.
ولأن قدر مصر دوماً هو قيادة المنطقة وانها المدافع الأول عن مصالح أبناء العرب.. وهى التى قدمت كل غال ونفيس من أجل هذه القضية.. فإن مصر مازالت وستظل هى السد العالى عربياً وإسلامياً واقليمياً فى مواجهة طوفان الظلم والعدوان والاحتلال.. وستبقى مصر دوماً فى رعاية الله.
هل يعود الحب؟
يعيش العالم بعد يومين «4 نوفمبر» عيد الحب.. وسط عالم من الكراهية والعدوان والظلم.. فهل يأتى يوم الحب ليفرض نفسه على هذه الأحداث.
الحب ليس علاقة عشق بين رجل وامرأة فقط.. الحب أقوى من ذلك واعم وأشمل.. انه الرحمة والحنان والعطاء والصدق فى العلاقات الإنسانية.. فهل تعود الإنسانية إلى إنسان هذا العالم؟
الحب فى معناه الحقيقى هو العودة إلى الله وحب الله وحب كل عمل يقربنا إلى الله وحب كل من يحبنا فى الله.
والحب بين أى شخصين هو الاحساس بالرحمة والصدق والحنان والعطاء.. الحب هو أصدق المشاعر الانسانية.
الحب ان تحب نفسك أولاً.. وفارق كبير بين حب النفس والأنانية فعندما تحب نفسك حقاً ستفعل كل خير وعندما تحب نفسك ستحرص على ان تعيش فى بيئة طيبة.. وعندما تحب نفسك ستحب الآخرين حتى يحبوك.. وتعطى بصدق حتى يكون رد الفعل مماثلاً.
وعندما تحب نفسك ستحب الآخرين لتكتمل سعادتك..!! وعندما تحب نفسك ستحب أهلك وأسرتك وأصدقاءك وستحب وطنك وكل ما ينتمى لوطنك.
وعندما تحب فالمؤكد انك ستحب لغيرك ما تحبه لنفسك وستحب الحق والصدق.. والرحمة والمحبة.. والعطاء!!
هل يعود الحب؟
هذا هو السؤال الذى يحمل فى طياته كل الأمل فى غد أفضل إن شاء الله!!
همس الروح
.. من توكل على الله.. كفاه.. وكل ضيق له منتهاه..
.. إذا اشتد الكرب هان.. وإذا طال الألم تحول إلى أمل
.. الحب فى القلوب كالضوء الذى ينير الطريق للغد
.. الحياء ثوب الحب والحنان تاجه والصدق روحه