حقائق كثيرة تكشفت.. وأقنعة كثيرة سقطت منذ السابع من أكتوبر الحالي.. وحتى اليوم.. وظهر جلياً أمام العالم أجمع من يصنع السلام ومن يريد للمنطقة حريقاً لا يبقى ولا يذر.
مشاهد كثيرة.. تجسدت على أرض الواقع.. وسط موجات غير مسبوقة من الأكاذيب والافتراءات وقلب الحقائق وازدواجية المعايير.. والإتجار بالقيم والمبادئ.. وشائعات وحروب دعائية سوداء ألبست الباطل ثوب الحق.. لتسقط الأقنعة الخادعة وتتهاوي.. ووسط هذا كله.. تظهر بجلاء مصر القوية.. القادرة بشعبها وجيشها وقيادتها.. ويظهر للعالم كله حنكة قائد مصر الرئيس عبدالفتاح السيسى ومدى ما حباه الله - عز وجل - من حكمة ورؤية ثاقبة وكأنه كان يعمل لهذا اليوم منذ 9 سنوات كاملة.
ووسط ما يحيط مصر من نار مستعرة فى كل اتجاهاتها الاستراتيجية تقود مصر سفينة العالم نحو بر السلام والأمن الدوليين.. وهى فى نفس الوقت تواصل انطلاقتها التنموية من غير توقف.. وتعمل على تلبية متطلبات الشعب بكل شرائحه وفئاته وتؤمن له قوته وغذائه للغد وبعد الغد.
واطمأن المصريون من خلال «مواقف كاشفة» أن مصر السيسى دولة «عفية» لا يستطيع كائن من كان أن يمس أمنها القومي.. أو مقدراتها وثرواتها.. أو يفرض عليها ما لا يرضاه شعبها أو يهدد مستقبل أبنائه.
وظهر جلياً للعالم أجمع.. مدى هشاشة المجتمع الإسرائيلى وكذب نظرياته وهالاته.. وانفرط عقد المجتمع الإسرائيلى الذى ضربه الهلع واقتلع الرعب النوم من عينيه.. وصار الخوف ملازماً له فى يقظته ومنامه.. فى شمال إسرائيل أو جنوبها.. شرقها أو غربها.. فإن أى إسرائيلى ليس بمنأى عن الأذي.. أو شظايا الصواريخ أو اختراقات جند فلسطين.
ظهر جلياً للعالم أجمع أن الوحشية الإسرائيلية وهذا القصف البربرى الإسرائيلى ما هو إلا تغطية (بالدم الفلسطيني) لمجتمع عاش أوهام القوة والتميز.. وجاءت الموجات الأولى للسابع من أكتوبر تغتال الأوهام وتقتلع الأمن والأمان من النفوس ولا يجد نتنياهو حلاً إلا ما اعتاده من إجرام وحرق وتخريب وقتل وتدمير.. لكنه أراده هذه المرة «محرقة» لا تبقى ولا تذر.. يحول أرض غزة إلى ساحة محروقة قوامها الخراب والدمار ورائحة الدم الفلسطينى فى كل مكان يختلط فيه دم الشهيد الطفل بالشاب بالشيخ بالأم بالصبى والفتاة.. فالنار الإسرائيلية لا تفرق.. والانتقام الإسرائيلى لا يتوقف.. وعلى بعد أمتار يقف العم سام ببوارجه وحاملتى طائراته.. وآلاف الأطنان من الذخائر والمعدات فى نبرة «كش ملك» لأى قوة إقليمية تريد أن تخفف عن الشعب الفلسطينى فى غزة بعض ويلات الحرب الإسرائيلية.
ظهر جلياً للعالم أجمع.. كيف أن أمريكا وأوروبا بحق الفيتو تم إفشال أكثر من محاولة أممية لوقف التصعيد.. وحرب الإبادة العنصرية التى يتعرض لها أبناء الشعب الفلسطينى والتهجير القسرى إلى جنوب غزة فى حصار إنسانى قاتل لعلهم (وهذا فى الوجدان الإسرائيلي) يهرعون إلى مصر تحت ضغط الظروف اللاإنسانية.. فيكون فى سيناء وطن بديل وتتسع رقعة الدولة الإسرائيلية لتقترب أكثر وأكثر من أوهام النيل والفرات!!! لكن هيهات هيهات فإن الشعب المصرى عن بكرة أبيه وبالملايين أعلن فى جسارة وشجاعة وبصوت عال رفضه القاطع للمساس بأى حبة رمل فى سيناء الغالية أو التفريط فى السيادة المصرية أو تصفية القضية الفلسطينية وهذا هو المهم.. ظهر جلياً للعالم أجمع قوة الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى لا شيء لديه أعلى وأسمى من حماية الأمن القومى لهذا الوطن.. وقال «لا».. لن أسمح بمرور من يحملون الجنسية الأمريكية أو الأوروبية دون أن أصل بالمساعدات الإنسانية إلى الأشقاء الفلسطينية فى غزة.. ورغم كل الإغراءات والمليارات من الأعداء والأصدقاء فى إغراء مشبوه.. لم تخضع مصر.. ولم يقبل الرئيس السيسى إلا بالتلازم بين مرور المساعدات.. ومرور ذوى الجنسيات.. ظهر للعالم كله قوة مصر القادرة.. عندما أعلنت بكل قوة.. رفضها حرب الإبادة الجماعية التى يقوم بها الجيش الإسرائيلي.. وقوات الاحتلال على قطاع غزة.. وقتل الأطفال والنساء وتخريب الماء والكهرباء.
ظهر للعالم كله.. مواقف كل من أمريكا وبعض الدول الأوروبية.. فهم من ناحية وقفوا يحكمون بالفشل على كل محاولة تصويت أممى تستهدف وقف نزيف الدم الفلسطيني.. لكنهم فى نفس الوقت يكشفون زيف فراغهم حول حقوق الإنسان.. تلك اللافتة التى يشهرونها بمناسبة وفى غير مناسبة.. أو كلما أرادوا تجارة أو إتاوة آثمة من إحدى الدول الغنية.. أو عقاب إحدى الدول الغنية الناشئة لعرقلة نموها.. وظهر أن الإنسان لديهم له أكثر من لون.. ووزن.. وقيمة.. هذا إنسان نبكى لإصابته بجرح فى أصبع قدمه.. وهذا آخر لا يرونه إنساناً عندما يقتل ويموت.. وبينما ترق قلوبهم.. ويذرفون الدمع لمقتل قطة أو «....» فإنهم لا يأبهون مطلقاً لموت العشرات والمئات بل الآلاف من الفلسطينيين وكأنهم لا ينتمون لفصيل البشر.. هكذا سقطت الأقنعة.
ظهر جلياً للعالم كله.. قدرة مصر على القفز على كل الدعايات السوداء التى استهدفت الفلسطينيين وصورتهم بأنهم هم الغزاة الطامعين والوحوش الكاسرة التى تتغذى على كوم البشر ودمائهم.. وكشفت «مصر السيسي» كيف أن الاستفزازات الإسرائيلية منذ عقد مضت ضد الفلسطينيين فى غزة والضفة قد ألهبت النفوس والضمائر، بالإضافة إلى مداهمات المسجد الأقصى وتدنيسه تحت حراسة وزراء الحكومة الإسرائيلية والشرطة الإسرائيلية.. وما يحدث من اغتيالات واعتقالات لشباب فلسطين فى الضفة والقطاع والتنكيل بأهالى القدس وامتهان غير مسبوق للمقدسات الإسلامية والمسيحية كلها عوامل أدت إلى تأجيج المشاعر الفلسطينية أضف إلى ذلك كله غياب أفق الحل السلمى.
وظهر جلياً للعالم كله.. محورية الدور المصرى وقوة مصر عندما تسابق لزيارتها كبار قادة العالم يستلهمون النصح.. وينهلون من حكمتها.. فإن ما يزيد على 70 قيادة عالمية جاءت إلى مصر.. وكان الحوار مع بعضهم «علنياً» ومكشوفاً ومذاعاً على الهواء أمام العالم أجمع.. ظهر واضحاً أمام العالم أجمع.. مصداقية الدور المصرى ومدى ما يتمتع به قائدها الرئيس عبدالفتاح السيسى من حنكة وحكمة.
فإن مجلس الأمن القومى المصرى بقيادة الرئيس السيسى قد وضع ضمن قراراته الأولي.. السعى - مصرياً - لعقد قمة دولية للسلام فى فلسطين.. وكانت الاستجابة سريعة مدوية.. وشهدت العاصمة الإدارية الجديدة قمة عالمية «قمة القاهرة للسلام» بحضور 31 من قادة العالم ملوكه ورؤسائه ورؤساء وزارات ووزراء، بالإضافة إلى 3 منظمات.. وبحضور سكرتير عام الأمم المتحدة وأمين عام جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي.. ووسط فشل عالمى فى مجلس الأمن رغم محاولاته المتكررة للتصدى للكارثة وتصعيد إسرائيلى مسعور وغير محسوب يطال الشعب الفلسطينى عقدت مصر القمة المصرية للسلام لوقف التصعيد الحاد للحرب الإسرائيلية على غزة.. ووقف فورى لإطلاق النار ووضع حد للقصف الوحشى على غزة وسفك دماء المدنيين وضرورة عمل ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية.
ظهر جلياً للعالم كله وضوح الرؤية المصرية للحل بما يحول دون انجراف المنطقة بالكامل نحو حرب دينية تجر وراءها العالم.. لا تبقى ولا تذر ومخاوف من توسيع دائرة الصراع فى ظل غياب أفق واضح للتسوية السلمية للمشكلة الفلسطينية «أم المشاكل».. ورأى العالم قوة مصر الرافضة لأى محاولات لتصفية القضية الفلسطينية.. وأى محاولة لتهجيرهم قسرياً إلى سيناء.. وتسعى مصر إلى تنسيق الجهود الدولية لإنهاء التصعيد الحالي.. ومحاولة استعادة إقامة العملية السياسية بحل دائم يستند إلى مقررات الشرعية الدولية.. وحل الدولتين.. ودولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف.. وتنجح مصر فى حشد الزخم العالمى نحو إعادة القضية الفلسطينية إلى اهتمامات العالم بعد عقود طويلة من التهميش.. وظهر جلياً أمام العالم كله.. معدن الشعب المصرى الأصيل.. والتفافه القوى حول قائده.. وأعطى المصريون للعالم درساً كيف يكون الاصطفاف الحقيقى الصادق والمخلص خلف الرئيس فإن الملايين وأقولها صادقاً بالأرقام والصور والإحصاءات والفيديوهات التى لا تكذب كيف اصطف الملايين فى كل ميادين مصر.. خرجوا بالملايين يعلنونها بكل قوة.. نحن وراءك ياسيسي.. فوضناك ياسيسى سلماً وحرباً.. لن نترك أهالينا فى غزة تحت لهيب النار وحدهم.. وكانت صلاة الغائب على أرواح شهداء غزة فى 120 مسجداً كبيراً برداً وسلاماً.. وتحيا مصر.