هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

إلى الأمام

ـ الصخرة المصرية.. وأوهام تصفية القضية

الامر الذى لاشك ولا مراء فيه ان مصر هى الصخرة الحقيقية التى تتحطم عليها كل أوهام الحالمين بمشاريع الهيمنة والسيطرة على المنطقة .. وهى الصخرة الصلبة ضد أوهام تصفية القضية الفلسطينية .. والحقيقة انه ولأول مرة نشهد وعيا عربيا حقيقيا بمخطط التهجير وإفراغ الأرض للمحتل الإسرائيلي..مصر كانت فى مقدمة من حذر ورفعت الصوت عاليا لا لتصفية القضية الفلسطينية لا لتهجير الفلسطينيين خارج أرضهم وواجهت بقوة كل الضغوط والاغراءات..وهو ما لاقى صدى قويا حتى لدى الفلسطينيين انفسهم وايدوا الموقف المصرى بقوة..  وعندما أظهرت اسرائيل غيظها واستنجدت بحاميتها الأمريكية أكدت مصر أن أمنها القومى خط احمر ولا تفريط فى الثوابت الوطنية والقومية وهو ما زاد الاحتلال غيظا وحنقا ..واضطرت الإدارة الأمريكية أن تعلن على لسان رئيس دبلوماسيتها بلينكن اليهودى بن اليهودي..كما وصف نفسه ..أن فكرة اخراج الفلسطينيين من بلدهم حيلة وفاشلة وذلك بعد اول جلسة مباحثات مع الرئيس عبد الفتاح السيسي.. المعركة الضارية الحالية بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال كانت كاشفة لكثير من الأمور:  
>> ان إسرائيل ومن وراءها لا تريد ان تستوعب معنى الخط الأحمر المصرى وحدود الامن القومى وتتصور انها يمكن باى وسيلة.. وكان من المدهش والمستغرب ان تعلن صراحة وتفصح عن النوايا الحقيقية فى تهجير الفلسطينيين الى سيناء وتلح على ذلك وتستخدم كل الأساليب فى عرض الامر رغم ان مصر أعلنت مرارا وتكراراً الرفض القاطع للفكرة من أساسها ليس الآن فقط ولكن منذ سنوات.   
>> إن التاريخ لم يشهد أن سحقت قوى الاحتلال قوى المقاومة مهما كان الفارق فى القوة والعتاد والتسليح ومهما كان العدو يملك من عوامل الارهاب وأدوات الترهيب المفزعة.
>> لا تزال تلك القوى الاستعمارية تجهل أو قل تتغافل حقيقة عن طبيعة ومعنى التضحية بالروح والنفس عند أصحاب الحق.. وبين حقيقة وطبيعة قتال المرتزقة ومن لا يستطيعون القتال الا من وراء جدر أو من خلف الحصون المنيعة..  
**النقطة الأهم وهى أن العرب لا يمكن أن يلدغوا من نكبة مرتين.. خاصة وأن شواهد النكبة الاولى لاتزال شاخصة أمام الأبصار وتؤرق الجميع.. وهذه النكبة الاولى لم تكن لتتحقق لولا عمليات التهجير القسرية وعدم ادراك حقيقة الخطط الجهنمية الصهيونية ومن وراءها من قوى استعمارية كانت ترسخ لإبعاد أهل البلاد الأصليين واتخاذ كل السبل للحيلولة دون رجوعهم أو تفكيرهم فى العودة حتى ولو صدرت قرارات دولية تؤكد على حق العودة.. وهى قرارات فرغتها أمريكا وإسرائيل من كل محتواها بل ويتم رفضها رفضا قاطعا..  كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أصدرت القرار رقم 194 والذى جاء فى الفقرة 11 منه بأن الجمعية العامة «تقرر وجوب السماح بالعودة، فى أقرب وقت ممكن للاجئين الراغبين فى العودة إلى ديارهم والعيش بسلام مع جيرانهم ووجوب دفع تعويضات عن ممتلكات الذين يقررون عدم العودة إلى ديارهم وكذلك عن كل فقدان أو خسارة أو ضرر للممتلكات بحيث يعود الشيء إلى أصله وفقاً لمبادئ القانون الدولى والعدالة بحيث يعوّض عن ذلك الفقدان أو الخسارة أو الضرر من قبل الحكومات أو السلطات المسئولة». 
كذلك يدعو القرار إلى عودة اللاجئين فى أول فرصة ممكنة والمقصود بهذا: عند توقف القتال عام 1948 أى عند توقيع اتفاقيات الهدنة، أولاً مع مصر فى شباط/فبراير 1949 ثم لبنان والأردن وأخيراً مع سورية فى تموز 1949.ومنع إسرائيل عودة اللاجئين من هذا التاريخ إلى يومنا هذا يعتبر خرقاً مستمراً للقانون الدولى يترتب عليه تعويض اللاجئين عن معاناتهم النفسية وخسائرهم المادية وعن حقهم فى دخول ممتلكاتهم طوال الفترة السابقة. 
وقد نص القرار أيضاً على إقامة لجنة توفيق تابعة للأمم المتحدة تكون مهمتها «تسهيل إعادة اللاجئين إلى وطنهم وتوطينهم من جديد وإعادة تأهيلهم الاقتصادى والاجتماعى وكذلك دفع التعويضات لهم». . ويتكون قرار 194 من 15 بنداً لعل أكثرها أهمية:  البند السابع: حماية الأماكن المقدسة وحرية وصول المواطنين الفلسطينيين إليها.. البند الثامن: نزع السلاح وفرض سيطرة الأمم المتحدة على مدينة القدس.  البند التاسع: حرية الوصول إلى مدينة القدس.. البند الحادى عشر: حق العودة للاجئين.
** واضح ان الكيان الصهيونى قد أصيب بمرض ادمان المخيمات وإقامة مدن الصفيح للمهجرين الفلسطينيين وهم على مرمى حجر من ارضهم الاصلية التى ينعم عليها محتلون ومهاجرون جاءوا من اصقاع العالم.. ونظرة سريعة على أوضاع المخيمات المنتشرة فى دول الجوار على حدود فلسطين المحتلة او داخل الأرض التاريخية التى اغتصبتها أيضا إسرائيل لانشاء كيانها ستجد العجب العجاب .. مخيمات منذ العام 48 .. ولا تزال المآسى على اشدها فى تلك المخيمات  ولا تطرف عين أى قوة فى المجتمع الدولى إزاء ما تتعرض له على مر السنين وحتى الآن ..  ومن اشهرها: مخيمات القدس وشعفاط ومخيمات نابلس ومخيم بلاطه ومخيم عسكر القديم الجديد ومخيم عين بيت الما ومخيم الفارعة.. 
فى جنين مخيم جنين ومخيم طولكرم ومخيم نور شمس فى طولكرم ومخيمات رام الله والبيره ومخيم الجلزون ومخيم الامعرى ومخيم قدورة.. وفى بيت لحم مخيم الدهيشه ومخيم بيت جبرين ومن مخيمات الخليل مخيم العروب ومخيم الفوار واريحا وعين السلطان وعقبة جبر. 
ومن مخيمات قطاع غزة:مخيم جباليا والبريجو النصيرات والمغازى والشاطئ والجرن وخان يونس ومخيم رفح ومخيم كيندا ومخيم بيت حانون ومخيم البرازيل ومخيم دير البلح.. 
لبنان فيها عدد كبير أيضا من المخيمات اشهرها مخيم نهر البارد /ثانى اكبر المخيمات الفلسطينية بعد مخيم عين الحلوه ويقع على بعد 15كلم شمال مدينه طرابلس ومخيم البداوى.. وفى محافظة البقاع مخيم ويفل الجليل وبرالياس وتل عبايا وسعد نايل وهى تجمعات فلسطينية متداخلة فى الوسط اللبناني..وفى بيروت مخيم برج البراجنة ومخيم شاتيلا ومخيم صبرا ومخيم مار الياس وفى جبل لبنان مخيمات منطقة الناعمة والدامور ومنطقة الجيه وزاروط ومنطقه وادى الزينة ومنطقة شحيم فى اقليم الخروب حيث يتوزع الفلسطينيون فى الاقليم وفى قضاء صيدا: احياء مدينة صيدا ضمن منازل مملوكة لساكينها الفلسطينين او مستأجريها ومخيم عين الحلوة اكبر مخيمات لبنان ومخيم المية ومية والغازية وطريق صيدا صور..ومخيم برج الشمالى ومخيم البص والريشيدية ومخيم معشوق والمساكن 
وفى الأردن:مخيمات عمان  مخيم الوحدات _عمان الجديد ومخيم الحسين  ومخيم الطالبيه ومخيم ماركه ومخيمات اربد ومخيمات جرش :جرش ومخيم سوف ومخيم الحصن ومخيمات الزرقاء.. 
اما فى سوريا فتوجد العديد من المخيمات الشهيرة منها :مخيم اليرموك ومخيم النيرب بحلب ومخيم جرمانا وحماة مخيم حمص ومخيم سبينه ومخيم قبر الست ومخيم خان الشيخ ومخيم خان ذا النون ومخيم درعا الطوارئ ومخيم درعا.. 
ووفق خبراء الأمم المتحدة وغيرهم تدفع الصراعات المستمرة والناشئة وأعمال العنف مزيدا من الناس إلى النزوح فى ظل غياب آفاق حقيقية للتوصل إلى حلول دائمة. . واعتبروا ان هذا الواقع مألوف للغاية للشعب الفلسطينى بعد 75 عاما من النكبة التى حطمت حياتهم وقطعت روابطهم مع أرضهم. 
>> هذا الوجود الكبير للمخيمات فى دول الجوار الفلسطينى على ما يبدو هو الذى اغرى ودفع قادة الكيان الصهيونى ومسئوليه الى القول صراحة وعلانية عبر الفضائيات بخبث ومكر شديدين كل الدول استقبلت لاجئين فلسطين أوقات الحروب فلماذا ترفض مصر؟؟  وقد نسى هؤلاء ان مصر هى اكبر مدافع ومساند عن الحق الفلسطينى وان موقفها ما هو الا رفض تام لخطط تصفية القضية الفلسطينية وتهجير أبناء غزة الى سيناء..
>> المشكلة الأكبر حتى الآن ان إسرائيل وبعد 75 عاما على انشائها على انقاض القرى والمدن الفلسطينية لا تريد ان تطور فكرها الإرهابى الاجرامى والتخلص من فكرة استئصال الشعوب حتى بعد ان اصبح لها ما يشبه الشعب والدولة لا تزال تتصرف بعقلية وفكر منظمات الهاجاناه فى الاربعينيات المحترفة للسرقة والسلب والنهب والاغتصاب منذ أيام الانتداب البريطانى على فلسطين.. لا تريد إسرائيل وقادتها ان يتسرب اليها وميض الحضارة الغربية التى تزعم انها منتسبة اليها وتحاول ان تتباهى وتوهم العالم بانها دولة ديمقراطية حديثة مع انها اشد أعداء القيم وابسط القواعد الديمقراطية خاصة الحرية واحترام حقوق الانسان واحترام القانون والشرعية الدولية ..لايزال الحلم الصهيونى هو المتحكم فى سياستها وهو محو التراث والوجود الفلسطينى والعربى والإسلامى فى كل مكان فى الأرض المحتلة وفى القدس وغيرها وتتوهم انها ستفلت بجريمتها.. الحقيقة الازلية التى لايجب ان ينساها احد فى إسرائيل وغيرها ان الاحتلال مهما بلغت قوة البطش وقوة المساندة من قوى الشر فهو الى زوال.. وعسى ان يكون قريبا ..
والله المستعان..