هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

زاوية‭ ‬حادة

المتناقضات‭ ‬ فى‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬

‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكى‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬حزين‭ ‬ومتألم‭ ‬جداً‭ ‬لأن‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬عاشوا‭ ‬لحظات‭ ‬مروعة‭ ‬بعد‭ ‬هجمات‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وأعلن‭ ‬دعم‭ ‬بلاده‭ ‬الكامل‭ ‬لتل‭ ‬أبيب‭ ‬وأرسل‭ ‬أكبر‭ ‬حاملة‭ ‬طائرات‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬الشرق‭ ‬المتوسط‭ ‬لتكون‭ ‬على‭ ‬أهبة‭ ‬الاستعداد‭ ‬لمواجهة‭ ‬أى‭ ‬طارئ‭ ‬ورسالة‭ ‬دعم‭ ‬لإسرائيل‭ ‬والوقوف‭ ‬بجانبها‭ ‬وفى‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬رسالة‭ ‬تحذير‭ ‬لأى‭ ‬طرف‭ ‬يفكر‭ ‬فى‭ ‬توسيع‭ ‬دائرة‭ ‬الحرب‭.. ‬والرئيس‭ ‬بايدن‭ ‬بحكم‭ ‬كبر‭ ‬سنه‭ ‬شاهد‭ ‬وعاصر‭ ‬بالتأكيد‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المجازر‭ ‬والأعمال‭ ‬الوحشية‭ ‬التى‭ ‬ارتكبته‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬الاسرائيلى‭ ‬بحق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطينى‭ ‬ولم‭ ‬نسمع‭ ‬على‭ ‬لسانه‭ ‬ذات‭ ‬يوم‭ ‬أى‭ ‬إدانة‭ ‬لإسرائيل‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬القمع‭ ‬والتعذيب‭ ‬والقتل‭ ‬ويعيشون‭ ‬حياة‭ ‬وليست‭ ‬لحظات‭ ‬مروعة‭ ‬ولم‭ ‬يحرك‭ ‬بايدن‭ ‬ساكنا‭.. ‬قمة‭ ‬التناقض‭.‬
أمريكا‭ ‬تقف‭ ‬مع‭ ‬القوى‭ ‬ضد‭ ‬الضعيف‭.. ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬أحد‭ ‬المتناقضات‭ ‬فى‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬غزة‭.. ‬تساعد‭ ‬وتدعم‭ ‬إسرائيل‭ ‬بالمال‭ ‬والسلاح‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬لا‭ ‬يواجه‭ ‬جيشاً‭ ‬مثله‭ ‬وإنما‭ ‬حركات‭ ‬للمقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬تكافح‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحرير‭ ‬أرضها‭.‬
وعلى‭ ‬طريقة‭ ‬الهولوكست‭ ‬تحاول‭ ‬إسرائيل‭ ‬تصوير‭ ‬المشهد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬تستهدف‭ ‬المدنيين‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬والأطفال‭ ‬والتنكيل‭ ‬بهم‭ ‬وقتلهم‭ ‬حتى‭ ‬تكسب‭ ‬تعاطف‭ ‬العالم‭ ‬المتعاطف‭ ‬والمساند‭ ‬لها‭ ‬أصلاً‭ ‬بينما‭ ‬هى‭ ‬طوال‭ ‬سنوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬تمارس‭ ‬قتل‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬والشيوخ‭ ‬وإذ‭ ‬نظرنا‭ ‬إلى‭ ‬الحرب‭ ‬الدائرة‭ ‬حالياً‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬اسرائيل‭ ‬تقوم‭ ‬بعملية‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية‭ ‬لمواطنى‭ ‬غزة‭ ‬وأغلب‭ ‬الضحايا‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬والأطفال‭.. ‬قمة‭ ‬التناقض‭.‬
وإسرائيل‭ ‬التى‭ ‬فشلت‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬أسلحة‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬تستهدف‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬بأكمله‭ ‬وتقصف‭ ‬أحياء‭ ‬سكنية‭ ‬بكاملها‭ ‬وتقطع‭ ‬الكهرباء‭ ‬والوقود‭ ‬والمياه‭ ‬عن‭ ‬القطاع‭ ‬وتمنع‭ ‬دخول‭ ‬الطعام‭ ‬والمواد‭ ‬الطبية‭ ‬وتدمر‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬وتمارس‭ ‬سياسة‭ ‬الأرض‭ ‬المحروقة‭ ‬وفى‭ ‬المقابل‭ ‬تجد‭ ‬الدعم‭ ‬والمساندة‭ ‬والتعاطف‭ ‬من‭ ‬أمريكا‭ ‬وأوروبا‭ ‬الذين‭ ‬ينظرون‭ ‬فقط‭ ‬إلى‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬أما‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬الفلسطينى‭ ‬لا‭ ‬وجود‭ ‬له‭ ‬فى‭ ‬قاموسهم‭ ‬منتهى‭ ‬التناقض‭ ‬وقمة‭ ‬المأساة‭.‬
لقد‭ ‬أثبتت‭ ‬تلك‭ ‬الحرب‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المتناقضات‭ ‬وأزدواجية‭ ‬المعايير‭ ‬والكيل‭ ‬بمكيالين‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وحقوق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطينى‭ ‬ليس‭ ‬اليوم‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬منذ‭ ‬نشأة‭ ‬الكيان‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬الذى‭ ‬يمارس‭ ‬البطش‭ ‬والتعذيب‭ ‬والقتل‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬والآن‭ ‬تقوم‭ ‬إسرائيل‭ ‬بعملية‭ ‬تطهير‭ ‬عرقى‭ ‬فى‭ ‬غزة‭ ‬أمام‭ ‬أعين‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬التى‭ ‬تتغنى‭ ‬ليل‭ ‬نهار‭ ‬بالديمقراطية‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬نسمع‭ ‬منهم‭ ‬أى‭ ‬إدانة‭ ‬ولو‭ ‬على‭ ‬استحياء‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬التناقض‭ ‬بعينه‭.‬