الرئيس الأمريكى جو بايدن حزين ومتألم جداً لأن الإسرائيليين عاشوا لحظات مروعة بعد هجمات المقاومة الفلسطينية وأعلن دعم بلاده الكامل لتل أبيب وأرسل أكبر حاملة طائرات فى العالم إلى الشرق المتوسط لتكون على أهبة الاستعداد لمواجهة أى طارئ ورسالة دعم لإسرائيل والوقوف بجانبها وفى نفس الوقت رسالة تحذير لأى طرف يفكر فى توسيع دائرة الحرب.. والرئيس بايدن بحكم كبر سنه شاهد وعاصر بالتأكيد الكثير من المجازر والأعمال الوحشية التى ارتكبته قوات الاحتلال الاسرائيلى بحق الشعب الفلسطينى ولم نسمع على لسانه ذات يوم أى إدانة لإسرائيل رغم أن الفلسطينيين يعانون من القمع والتعذيب والقتل ويعيشون حياة وليست لحظات مروعة ولم يحرك بايدن ساكنا.. قمة التناقض.
أمريكا تقف مع القوى ضد الضعيف.. هذا هو أحد المتناقضات فى الحرب على غزة.. تساعد وتدعم إسرائيل بالمال والسلاح رغم أن الجيش الإسرائيلى لا يواجه جيشاً مثله وإنما حركات للمقاومة الفلسطينية تكافح من أجل تحرير أرضها.
وعلى طريقة الهولوكست تحاول إسرائيل تصوير المشهد على أن المقاومة الفلسطينية تستهدف المدنيين من النساء والأطفال والتنكيل بهم وقتلهم حتى تكسب تعاطف العالم المتعاطف والمساند لها أصلاً بينما هى طوال سنوات الاحتلال تمارس قتل الأطفال والنساء والشيوخ وإذ نظرنا إلى الحرب الدائرة حالياً نجد أن اسرائيل تقوم بعملية إبادة جماعية لمواطنى غزة وأغلب الضحايا من النساء والأطفال.. قمة التناقض.
وإسرائيل التى فشلت فى مواجهة أسلحة المقاومة الفلسطينية تستهدف قطاع غزة بأكمله وتقصف أحياء سكنية بكاملها وتقطع الكهرباء والوقود والمياه عن القطاع وتمنع دخول الطعام والمواد الطبية وتدمر البنية التحتية وتمارس سياسة الأرض المحروقة وفى المقابل تجد الدعم والمساندة والتعاطف من أمريكا وأوروبا الذين ينظرون فقط إلى حقوق الإنسان الإسرائيلى أما حقوق الإنسان الفلسطينى لا وجود له فى قاموسهم منتهى التناقض وقمة المأساة.
لقد أثبتت تلك الحرب الكثير من المتناقضات وأزدواجية المعايير والكيل بمكيالين فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطينى ليس اليوم فقط بل منذ نشأة الكيان الإسرائيلى الذى يمارس البطش والتعذيب والقتل ضد الفلسطينيين والآن تقوم إسرائيل بعملية تطهير عرقى فى غزة أمام أعين الدول الكبرى التى تتغنى ليل نهار بالديمقراطية وحقوق الإنسان دون أن نسمع منهم أى إدانة ولو على استحياء وهذا هو التناقض بعينه.