رحل عن عالمنا المخرج الكبير منير راضي الذي عاش 80 عاما "1943 – 2023" ورغم ذلك لم يقدم سوى ثلاثة أفلام فقط ، وهو ينتمي لعائلة فنية كبيرة منها شقيقته المطربة عفاف راضي والراحلون : الفنان السيد راضي والمخرج محمد راضي ومدير التصوير ماهر راضي .
تخرج منير في معهد السينما عام 1968 دفعة مدير التصوير الكبير سعيد شيمي ، وهي أول دفعة للمعهد تقدم مايسمى بمشروع التخرج ، وهو كان فكرة السينمائي الكبير أحمد الحضري عندما تولى عمادة المعهد ، معنى ذلك أن منير ينتمي لجيل الستينيات الذى درس على يد رواد السينما مثل محمد كريم وأحمد بدرخان وأحمد كامل مرسي ، ومشروع التخرج فيلم يشترك في تأليفه واخراجه وتصويره مجموعات من طلاب المعهد ، ويتم في نهاية العام عرض الفيلم على لجنة متخصصة توافق على المستوى الفني للفيلم حتى يحصل الطلاب على شهادة التخرج .
لا نعرف الكثير عن السيرة الذاتية لمنير راضي ، ولكنه أخرج أول أفلامه الروائية الطويلة بعد تخرجه ب 21 عاما وهو فيلم "أيام الغضب" انتاج 1989 سيناريو وحوار بشير الديك وبطولة نور الشريف في دور "أبراهيم" العائد من الخليج ليجد زوجته حصلت على الطلاق من المحكمة وأستولت على الشقة وتزوجت بآخر ، وعندما يصر أبراهيم على أسترداد مافقده يتم ايداعه في مستشفى الأمراض العقلية ، وفي هذا الفيلم يغني نجاح الموجي أغنية " سلم لنا بقي عالترماي" التي أصبحت أشهر من الفيلم وكان "راضي" سعيد جدا بذلك.
يظل منير يبحث عن قصة لفيلمه الثاني طوال 5 سنوات حتى عثر على قصة "زيارة السيد الرئيس" تأليف الأديب يوسف القعيد وسيناريو بشير الديك وبطولة محمود عبد العزيز في دور"على الله" ، الذي أراد أستقبال قطار الرئيس الأمريكي عند توقفه بالقرية ولكن القطار لم يتوقف أساسا وأنطلق سريعا الى الأسكندرية.
كان منير راضي يعشق القراءة ، لذلك كان يتردد كثيرا في اختيار قصص أفلامه ، وظل سنوات حتى عثر على سيناريو "فيلم هندي" للمؤلف هاني فوزي وقدمه عام 2003 من بطولة الثنائي أحمد آدم وصلاح عبد الله ، ويتحدث الفيلم عن عمق الوحدة الوطنية في حي شبرا بين "سيد الحلاق" وصديقه عاطف جاره المسيحي الطيب وتضم "شبرا" عبر مئات السنين كافة عناصر المجتمع المصري في محبة وسلام ، وفي ذلك الفيلم قدم منبر راضي تحية كبيرة لأغاني "الراي" الجزائرية للشاب خالد والشاب رشيد خاصة أغنية "عبد القادر يابو علام" ، لأن سيد الحلاق في الفيلم يعشق ذلك النوع من الغناء الذي أنتشر في تلك الفترة ، ومرة أخرى تشتهر هذه الأغنية أكثر من الفيلم .
المؤلم في رحلة منير راضي أنه توقف عن الاخراج في العشرين عاما الأخيرة من حياته ، صحيح أنه عمل في مجال الانتاج ، لكننا للأسف خسرنا مخرجا كبيرا مثقفا كان من الممكن أن يقدم المزيد من ألافلام الناجحة .