اتصور ان العودة لمانشيتات وعناوين الصحف العالمية وخاصة الاوربية والامريكية والصادرة فى اليوم التالى لانطلاق حرب اكتوبر المجيدة 1973 ابلغ رد على المشككين من اعداء الوطن فى انتصارنا يوم 6 اكتوبر منذ 50 عاما حيث استعرضت صحيفة الديلى تلجراف البريطانية الاوسع انتشارا النصر العربى واعتبرت ان حرب اكتوبر غيرت مجرى التاريخ بالنسبة لمصر وبالنسبة للشرق الاوسط باسره عندما اقتحم الجيش المصرى قناة السويس واجتاح خط بارليف
وتناولت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية بمانشيتها الرئيسى فى يوم 7 اكتوبر (المصريون يعبرون قناة السويس)و(العرب والاسرائيليون يتقاتلان على جبهتين) فى حين نقلت صحيفة الواشنطن بوست مع زميلتها السابقة مناشدات امريكا للجانبين المصرى والاسرائيلى بوقف القتال وظهر ارتباك الاعلام الامريكى فى تقدير حجم ما يجرى على الارض
وبسبب تضارب التقارير الاسرائيلية مع المصرية اضطرت صحيفة الواشنطن بوست الى تاكيد انباء عبور الجيش المصرى من مراقبى الامم المتحدة كمصدر ثالث محايد
ولم يتمالك الجنرال شمؤنيل جوتين قائد الجبهة الجنوبية الاسرائيلية فى سيناء وجبهة قناة السويس اعصابه وهو يرى حصون خط بارليف تتهاوى وتسقط فى ايدى جنود القوات المسلحة المصرية والدبابات الاسرائيلية تتعرض للدمار بصورة لم يتصورها احد حيث بلغت اعداد الدبابات التى تحطمت واصيبت خلال الساعات الاولى من اندلاع المعركة نحو 263 دبابة وتم قتل 126 جنديا وسقط فى الاسر 162 وتمكن من الهرب والنجاة بحياتهم 153 جندى اسرائيلى وفقد قدرته على الاستمرار فى قيادة الجبهة الجنوبية الاسرائيلية وجرى استدعاء الجنرال حاييم بارليف رئيس الاركان الاسرائيلى السابق الى الخدمة سريعا ليتولى قيادة الحرب ضد مصر بدلا منه
اهتزت الارض تماما تحت اقدام جولدا مائير رئيسة الوزراء الاسرائيلى وقتها وموشى ديان وزير الدفاع الاسرائيلى وكل وزراء وجنرالات المؤسسة العسكرية الاسرائيلية وحدث ما يشبه (الزلزال)الرهيب فى اسرائيل كلها وعاشت مدينة تل ابيب ساعات مروعة من السواد والخوف والفزع المفاجىء الذى انتشر مثل نيران الحريق فى قلوب وصدور الشعب والراى العام الاسرائيلى كله
تغيرت نشرات الاخبار الاسرائيلية بالاذاعة والتلفزيون الاسرائيلى وكادت الصحف هناك ان تحتجب كما تغيرت نشرات الاخبار براديو لندن وتليفزيون ال بى بى سى وكل شبكات التليفزيون الفرنسية وفوجىء العالم كله بانباء لانتصارات العسكرية المصرية السورية فى الحرب
وفى يوم 8 اكتوبر 1973 وقف موشى ديان يبكى امام الصحفيين الاسرائيلين مرددا انه لايمكن رد القوات المصرية التى عبرت قناة السويس واستولت على حصون خط بارليف واضطرت جولدا مائير الى منع اذاعة تصريحات ديان واعترافه بهزيمة اسرائيل الكاملة
كما ان تصريحات اليهودى هنرى كيسنجر وزير خارجية امريكا وقتها ابلغ رد على المشككين فى انتصاراتنا وهى موثقة فى مقابلة نادرة مع صحيفة معاريف العبرية مؤكدا على ان الهدف الرئيسى من المساعدات الامريكية للكيان الاسرائيلى منع اى انتصار عربى وحماية للمصالح الامريكية
ينبغى ادراك ان الهدف من تشويه الكارهين للوطن واهل الشر لانتصاراتنا فى حرب اكتوبر المجيدة انما يستهدف محاولة طمس الانتصار العظيم باذهان جيل لم يشاهد او يتابع عظمة ابطالنا من ابناء القوات المسلحة وهم يعزفون سيمفونية قهر غرور العدو الاسرائيلى بدعايتهم التى كانوا يروجونها اعلاميا من وقت للاخر بانهم جيش لايقهر
ومن الاهمية تضافر كافة مؤسساتنا لتوعية شبابنا بدورهم فى التحامهم وتضامنهم مع مؤسستينا الوطنية التى تحفظ امننا الداخلى وحدودنا سواء من خلال تنظيم الندوات اوعقد المسابقات حيث يمكن استلهام روح اكتوبر مع بداية العام الدراسى الجديد بحيث ينطلق بطعم النصروبالتغلب على كافة التحديات ويتزامن مع استحقاق دستورى لتنظيم الانتخابات الرئاسية فى اجواء من الديمقراطية ولا يمكن اغفال الاشادة بدور وزارة التربية والتعليم فى تنظيم مسابقة مهمة لتوعية طلابنا باهمية تضافر الشعب وقواته المسلحة لتحقيق انتصارات اكتوبر المجيدة وتخصيص جوائز تتراوح بين 46 و85 الف جنيه سيتم اعلان الفائزين بها الجمعة القادمة مع احتفالاتنا باليوبيل الذهبى ومرور 50 عاما لانتصاراتنا فى اكتوبر