•• الأخـــبـــار الـــســـارة الــتــى أعـلـنـهـا الـرئـيـس عبدالفتاح السيسى مـن بنى سويف أسعدت ملايين الأسر المصرية .. وزادت ثقتهم فى قيادتهم التى تشعر بمدى معاناتهم الشديدة من الأزمات العالمية الاقتصادية المتتالية التى تسببت فى التضخم وغلاء الأسعار .
فرح الموظفون برفع الحد الأدنى للأجور وزيادة حد الإعـفـاء الضريبى ومضاعفة عــلاوة غلاء المعيشة الاستثنائية .. واستقبل أصحاب المعاشات زيادة المنحة بترحاب كبير حيث كانوا ينتظرون هـذه الخطوة بـفـارغ الصبر .. ونــال الفلاحون وصغار المـزارعـين نصيباً تمثل فى إلغاء فوائد الديون والتخفيف عن المتعثرين منهم مع البنك الـزراعـي .. مما يعنى أن مبادرة الرئيس شملت محدودى الدخل والفئات الأكثر تضرراً من توابع موجة التضخم المستمرة منذ أزمة فيروس كورونا وزادت حدتها بعد الحرب فى أوكرانيا .
شعر الرئيس بمعاناة المواطنين وقــام بواجبه تجاههم .. ولكن من المهم ان تقوم الحكومة بواجبها فى مراقبة الأسواق والسيطرة على الأسعار حيث لم تمر سوى ٢٤ ساعة على قرارات الرئيس التى أنصفت البسطاء و الطبقات الكادحة والمستفيدين من معاش " تكافل وكرامة " حتى فوجىء المستهلكون بزيادات كبيرة فى أسعار اللبن والجبن والبيض والخضروات لدرجة ان ثمن طبق البيض وصل ١٥٠ جنيهاً " البيضة بخمسة جنيهات " وكيلو الطماطم ٢٥ جنيهاً والبصل مثلها وهذا لم يحدث أبداً فى مصر !! .
استغل بعض التجار الجشعين زيــــادات الــرواتــب والمـعـاشـات وانـتـهـزوا فرصة قـرب دخـول المــدارس واحتفالات المولد النبوى الشريف وبدأوا فى رفع أسعار السلع والمنتجات .. وحــاول آخــرون احتكار المــواد الغذائية والسلع الإستراتيجية بجمعها من الأســـواق وتخزينها بغرض « تعطيش الـسـوق » ثـم طرحها بأسعار مبالغ فيها لتحقيق الأرباح الخيالية على حساب « الغلابة » !! .
أغلب التجار لا يقومون بتنفيذ قــرارات وزارة التموين وحماية المستهلك الخاصة بوضع الأسعار على السلع والمنتجات ويفاجأ المواطنون بتغيير السعر كل يوم لنفس السلعة وأحياناً يتم تعديل السعر أكثر من مرة فى اليوم وكأننا فى البورصة أو فى سوق الذهب والبترول !! .
لا يمكن لأى أسرة ان تتحكم فى انفاقها او تحدد ميزانيتها اذا استمر التجار فى فرض كلمتهم ولم تقم الحكومة والجهات المعنية برقابة شديدة على الأسواق مع المتابعة والتفتيش المستمر عليهم .. كما يجب بحث وضع سعر استرشادى او مدى سعرى لا يتم تجاوزة خاصة للسلع الاستراتيجية التى لا غنى عنها للمستهلكين .. وإلزام المحلات ومنافذ البيع بوضع الأسعار على المنتجات فى أماكن واضحة للجمهور !! .
اذا كان هذا حال أسعار الماد الغذائية والسلع الأساسية فما بالنا بما يفعله التجار من مغالاة بلا مبرر فى أسعار الأجهزة المنزلية والكهربائية مثل الثلاجات والغسالات والبوتاجازات التى فاقت أثمانها كل الحدود .. اما عن السيارات وقطع غيارها فحدث ولا حرج وكأن هناك من أصحاب المعارض والتوكيلات من هم بلا رقيب ولا حسيب ولا حتى ضمائرهم !! .
من غير المعقول ان يقوم رئيس الدولة بانصاف المواطنين ويعمل على تحسين أوضاعهم المعيشية ويحرص على الحفاظ على القوة الشرائية للأسرة المصرية ثم يضيع كل ذلك لان الحكومة لم تحكم قبضتها على الأسواق ولا تضرب بيد من حديد على المحتكرين و التجار الجشعين مما يجعل البعض يعتقد ان الحكومة رفعت يدها وتخلت عن الناس وتركتهم فريسة سهلة لمن يستغلهم !! .
إذا كـانـت الــقــرارات انصفت أصـحـاب المعاشات والموظفين وصغار المـزراعـين فـإن هناك شرائح وفئات أخـرى تنتظر الانصاف ونعنى بهم من يعملون فى القطاع الخاص وهو ما يحتاج إلى تدخل من وزارة القوى العاملة وبحث الأمر مع أصحاب الأعمال لرفع الحد الأدنـى للأجور إلى ٤ آلاف جنيه أسوة بموظفى الدولة حيث مازال العديد منهم لم يرفعوا الأجر إلى ٣٥٠٠ جنيه وعندماطالبهم من يعملونلديهم قالوا لهم " اذهبوا للحكومة واسألوها عن الزيادة " فهؤلاء من ينصفهم ؟! .
**************
العالم يتجه نحو الدمار:
إستراتيجية الأمم المتحدة .. سراب !!
•• فى ٢٥ سبتمبر عـام ٢٠١٥ اعتمدت الجمعية الـعـامـة لـلأمـم المـتـحـدة فــى دورتــهــا السعبين إستراتيجية التنمية المستدامة لعام ٢٠٣٠ اًلتى تضمنت ١٧ هدفاً رئيسياً ١٦٩ هدفاً متصلا بها لضمان وصولها إلى جميع الدول والأشخاص فى
كل مكان وإشراكهم فى تحقيقها .
بعد ٨ سنوات وفى افتتاح الـدورة ٧٨ منذ يومين أعلن أمين عام الأمم المتحدة انطونيو جوتيريش أن ١٥ ٪ فقط مـن أهـــداف التنمية يسير فى الطريق الصحيح .. مما يعنى أن ٨٥ ٪ لم يتم اتخاذ أى إجراءات بشأنها مع أنه لم يتبق سوى ٧ سنوات فقط !! .
جوتيريش أكد أن الوضع العالمى خطير بالنسبة لتوفير الغذاء ومحاربة الجوع خاصة لأن صادرات الحبوب متوقفة عبر البحر الأسـود .. وبالنسبة للمياه فإن الوضع أشد خطورة والجفاف يهدد العديد من الـــدول .. ومـن المخاطر أيضاً اشتعال الحروب فى أماكن متفرقة من العالم والأهـم مخاطر التغير المناخى والذكاء الاصطناعى وحذر من « تهديدات وجودية » للبشرية بسببهما .
اعترف الأمين العام للمنظمة الدولية بضرورة إصـــلاح مجلس الأمـــن وقـــال لقد حــان الوقت لتجديد المؤسسات الدولية متعددة الأطــراف وإعـادة هيكلة النظام المالى العالمي ، لأن النظام متعدد الأطــراف يحتاج إلـى مؤسسات متعددة الأطراف فعالة وقوية !! .
أتيحت لى فرصة حضور جلسات الجمعية العامة فى دورتها السبعين عام ٢٠١٥ عندما تم اعتماد أهـداف التنمية المستدامة التى يمكن تلخيصها فى القضاء على الفقر والجوع وضمان توفير الصحة الجيدة والتعليم الجيد والمياه النظيفة للشعوب والمساواة بين الجنسين والعمل على نمو الاقتصادات وتشجيع الصناعة والابتكار وتوفير الطاقة النظيفة بأسعار معقولة والحد من عدم المساواة وبناء مدن ومجتمعات مستدامة فى كل دولـة وتحقيق السلام والعدل وعقد الشراكات والأهـم نظافة البيئة والمناخ والحياة البرية والبحرية .. وشاهدت وقتها فى أروقـة المنظمة الـدولـيـة تسابق الـــدول على الاحـتـفـاء بهذه الإستراتيجية وتأكيد ذلك فى كلمات وفودها التى كان التمثيل فيها على أعلى مستوى من رؤساء دول وحكومات وحضرها قادة الدول الخمس المتمتعة بالتمثيل الدائم فى مجلس الأمن والتى تمتلك حق الفيتو !! .
فى الـــدورة الحالية لم يحضر من قـادة الـدول الخمس سـوى الرئيس الأمريكى جـو بـايـدن .. والأهـم أن الفقر والجوع والشح المائى يسيطر على الدول النامية والتغير المناخى يتسبب فى كـوارث وحرائق وفيضانات .. والحروب مشتعلة فى كل الـقـارات ولا عـدل ولا سـلام فى العالم والحياة البرية والبحرية يتم تدميرها وبدلاً من الطاقة النظيفة فقد جعلت أزمـات كورونا وأوكـرانـيـا الـــدول تعود لاسـتـخـدام الفحم ولا تستغنى عن الغاز والبترول .. وتعانى دول إفريقيا من الأمراض والأوبئة وعدم تعليم الفتيات .. فإلى أين يتجه العالم إن لم يكن للدمار بعد أن تحولت إستراتيجية التنمية المستدامة إلى سراب ؟! .
**************
«حربي».. صعيدى بقلب طفل!!
•• فقدت الصحافة المصرية الخميس الماضى الكاتب الأستاذ حربى بيرم مدير تحرير « الجمهورية » الذى مثلت حياته رحلة عطاء وإخلاص فى خدمة المهنة والوقوف بجانب المواطنين ومساعدة الزملاء الصحفيين حيث لم يتأخر يوماً عن تقديم العون لكل من يطلبه .. وهذا ليس غريباً على « حربى الصعيدى الشهم الـجـدع » الــذى كـان يحمل بين جنباته قلباً طيباً لا يعرف سوى المحبة لكل الناس ولا يعرف الحقد ولا الحسد ولا الضغينة .. ويفعل
الخير فى السر ولا ينتظر أى مقابل !! .
كـان « حربى رحمه الله » صديقاً للجميع سواء فى « دار التحرير » من زمـلاء وإداريـــين وعاملين ومندوبى إعلانات أو من مسئولين وعاملين وأعضاء العلاقات العامة بديوان وأحياء ومجالس مدن محافظة الجيزة التى ظل يقوم بتغطية أخبارها لأكثر مـن ربــع قـــرن .. وكــان مقرباً مـن جميع المحافظين وقيادات المحافظة ويحصل منهم على انفرادات للجريدة ويكتسب احترامهم ولا تنقطع علاقته بهم بعد تركهم لمناصبهم .. لذلك لم يكن غريباً أن يصدر اللواء أحمد راشد محافظ الجيزة بياناً ينعى فيه الأستاذ حربى بعد رحلة عطاء طويلة فى بلاط صاحبة الجلالة .
فقدت الصحافة برحيله قلباً طيباً نقياً مثل طفل أو عصفور أخضر نـادراً ما نجد مثله فى هذا الـزمـان .. وعلى المستوى الشخصى فقدت صديقاً وفياً « صـاحـب صاحبه » بشوش الوجه لا تخرج من فمه « العيبة » .. رحم الله « حربى بيرم » وأدخله فسيح جناته .. وألهم أسرتة وكل محبيه الصبر والسلوان .