هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

المحرم .. شهر الخيرات و البركات

 

إن إشراق شمس شهر الله المحرم هو مطلع عام هجري جديد ، وبداية مرحلة من مراحل العمر تبعث السعادة ، و تُشع السرور في جنبات النفس ، وتوقظ فينا جمال الرجاء ، ولذة الدعاء .
لقد افتتح رب العزة السنة الهجرية بشهر حرام واختتمها بشهر حرام ، وفضَّل تعالى بعض خلقه على بعض ، فاختار سبحانه من الأمكنة مكة والمدينة  ، ومن الأزمنة أوقاتاً ، وأياماً وشهوراً يفيض فيها على عباده بكرمه وفضله بما لا يفيض في غيرها ، فقد جعل سبحانه لعباده مواسم للطاعات يكثرون فيها من الأعمال الصالحة ، ويتنافسون فيها فيما بينهم ، ومن هذه المواسم شهر الله المحرم ، فهو فرصة لاسترضاء الرحمن والاستعداد للقائه ، فاليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل ، فالسعيد مَنْ اغتنم مواسم الشهور والأيام وتقرب فيها إلى الله .
إن من عظيم فضل الله على عباده أنه ما كاد ينقضي موسم الحج إلا وتبعه شهر الله المحرم ، فهو أول شهور السنة الهجرية ، ومن أعظم الشهور وأفضلها ، وهو شهر عظيم يستبشر المسلمون بقدومه ؛ لما فيه من الخيرات والبركات ، وأحد الأشهر الحرم التي ذكرها الله عز وجل  قال تعالى : " إِنَّ عِدَّةَ الشُّهورِ عِندَ اللَّهِ اثنا عَشَرَ شَهرًا في كِتابِ اللَّهِ يَومَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ مِنها أَربَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدّينُ القَيِّمُ فَلا تَظلِموا فيهِنَّ أَنفُسَكُم وَقاتِلُوا المُشرِكينَ كافَّةً كَما يُقاتِلونَكُم كافَّةً وَاعلَموا أَنَّ اللَّهَ مَعَ المُتَّقينَ " . 
لقد شرَّف الله شهر الله المحرم ، وأضافه سبحانه إلى نفسه دلالة على الشرف والفضل ، وكان العرب في جاهليتهم يعظمونه ، ومن أفضل الأعمال التي يجب أن يحرص عليها المسلم في هذا الشهر ، التقرب إلى الله  - سبحانه وتعالى  - بأداء الفرائض ، والإكثار من النوافل ، وإن من أعظمها أجراً صيام التطوع ، فالصوم في شهر الله المحرم من أفضل القربات ، وأجل الطاعات  ، والأعمال الصالحة فيه خير زاد ليوم المعاد .
إن اليوم العاشر من المحرم ( يوم عاشوراء ) له فضل عظيم وحرمة قديمة ؛ فقد نجى الله تعالى فيه موسى عليه السلام من فرعون وقومه ، فكان نبي الله موسى يصومه شكراً لله تعالى ، وقال صلى الله عليه وسلم : نحن أحق بموسى فصامه وأمر بصيامه ، وعزم الرسول في آخر حياته ألا يصومه منفرداً ،  بل يضم إليه يوماً آخر؛ مخالفة لأهل الكتاب فقد صح أنه قال : لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع ، وعندما سُئل عن صيام يوم عاشوراء قال : أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله ، فهذا من فضل الله علينا أن جعل بصيام يوم واحد تكفير ذنوب سنة كاملة ، فلنحرص على اغتنام المواسم المباركة التي يتنافس فيها المتنافسون .
وختاماً أقول : ما أجمل الصوم حين يقع في شهر حرام  ، فهنيئاً لنا صيام يوم عاشوراء ، فاللهم تقبل منا صيامنا وثبتنا على الإيمان والعمل الصالح ، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين.