رسمت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، لوحةً فنيةً رائعةً نسجت خيوطها ؛ لتُظهر براعة نجاح موسم حج هذا العام من تجمع إسلامي كبير، فالنجاح لفظة عذبة الرنين ، تحمل معنى يتمنى الجميع تحقيقه ، ولا يناله إلا من عمل جاهداً للوصول إليه.
إن ما تشهده المملكة العربية السعودية من نجاحات في كل موسم حج لم يكن محض صدفة، بل عكس و بجلاء شعاعاً مبهراً من توفيق الله ، ثم لكريم الرعاية و جميل العناية لجهود قيادة المملكة منذ عهد الملك المؤسس عبد العزيز - طيب الله ثراه - و أبنائه البررة من بعده ، حتى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان .
إن اجتماع المسلمين في عبادة الحج ، ووحدتهم ورعاية وعناية المملكة بهم ، ونجاحها الباهر في إدارة هذه الحشود المباركة - بفضل الله - هو رسالة واضحة قوية للعالم بأسره مفادها أن الكائدين لبلاد الحرمين لن يجعل الله لهم سبيلاً .
ولعل من أسباب النجاح : المبادئ والمرتكزات الإيمانية التي تستند عليها المملكة ، والاستعداد المبكر للحج ، وتهيئة السبل الكفيلة بخدمة ضيوف الرحمن ، والتركيز على أن خدمة الحاج شرف للجميع ، والعمل وفق منهج واضح منذ وصول الحاج وحتى مغادرته ، و استطاعت المملكة بفضل الله و كرمه أن تحصل على العالمية في إدارة الحشود ، بل إنها لا تنتظر جزاءً و لا شكوراً من أحد ، فهي تقدم كافة خدماتها لوجه الله الكريم من منطلق الرسالة السامية التي يتشرف كل مواطن سعودي بحملها ، و تستمر المملكة في ترجمة خطبة عرفة هذا العام إلى أكثر من عشرين لغة ؛ لكي تصل رسالة الحرمين الشريفين للعالم أجمع .
وختاماً اقول : لقد ضربت المملكة عبر تاريخها أروع الأمثلة في كيفية خدمة الإسلام والمسلمين ، فحمداً و شكراً لله على نجاحات المملكة المتتالية كل عام في موسم الحج ، و جزيل الشكر و عظيم الامتنان للقيادة الرشيدة بما وفرته من إمكانات مادية و بشرية و تطويرية ؛ لخدمة الحجيج ، و تهيئة كافة السبل لهم ليؤدوا مناسكهم في سهولة و يسر.