في الأسبوع الأول من كل شهر يكون الجمهور على موعد مع فيلم من "قافلة المرأة العربية" ، واختيار أصدقاء المخرجة أمل رمسيس لفيلم جديد نشاهده "أون لاين" وهذا الشهر شاهدنا الفيلم التسجيلي "أحاديث مع سيرو" للمخرجة ديما الحر، التي سافرت الى باريس وقابلت الفنانة التشكيلية اللبنانية "سيرو" وهي تنتمي لطائفة الارمن وتبلغ من العمر 87 عاما .. مات زوجها وابنتها وتعيش بمفردها في باريس واستمرت ترسم عشرات اللوحات بل أقامت معرضا لأعمالها هناك .
استطاعت المخرجة ديما الحر الحديث عن معاناة لبنان من خلال الحوار مع فنانة تشكيلية عجوز تعيش في باريس وكل معاناة اللبنانيين تعيشها يوميا ، خاصة انها عاشت أهوال الحرب الاهلية وهي شابة فأصبح لديها حساسية للخلافات الطائفية في بلدها الآن ، و"سيرو" شخصية مرحة لطيفة تغني الأغاني القديمة وتعزف على البيانو مقطوعات لشوبان ، وتليفون شقتها في باريس يرن يوميا وتكون بيروت على الطرف الآخر تحكي مع أصدقائها والمتبقي من عائلتها .
عاشت سيرو مع زوجها "بيرج" المخرج المسرحي 57 عاما تصفه بالشخصية الثورية ، وتتذكرعندما كان يفقد أعصابه كانت تقوم من أمامه وتدخل المطبخ وتعد له فنجانا من القهوة وتقدمه له ، بعدها يصبح سعيدا وينس أنه فقد اعصابه منذ قليل .
وتتابع المخرجة زيارة للفنانة العجوز لبيروت وهي تقود سيارتها في الشوارع التي تعرفها جيدا وعاشت في ذاكرتها عشرات السنين .. لديها في البنك حسابا بالدولار ولكن مدير البنك يقول لها ليس لدينا دولارات وسأكتفي بأن أعطيك 100 دولار كل أسبوع خلال أجازتك ، ولا تنس المخرجة التطرق الى مشكلتين عانت خلالهما بيروت وهما فترة انتشار وباء كورونا وانفجار مرفأ بيروت .
تتذكر "سيرو" الاغلاق الكامل لباريس في مارس 2020 للحد من انتشار وباء كوفيد – 19 .. وتقارن الفنانة بين الحرب على الفيروس والحرب الدائرة في بيروت وكلاهما يجبران السكان على الاغلاق الكامل ويالها من خسائر .
وبعد أن تنتهي الفنانة "سيرو" من أعترافاتها تبدأ المخرجة ديما تعترف هي الأخرى ، وتقوم بتصوير بيروت من نافذة الطائرة وهي تتلألأ بالأضواء المبهجة .. وتقول ديما أن بيروت تخبئ التعاسة واليأس في هذه الأنوار البراقة ، وأنها لا تريد تصوير بيروت وهي مدمرة لكنها تريدها دائما جميلة ومضاءة وجذابة ، وهكذا سوف تظل بيروت في عيون عشاقها الذين يعيشون فيها أو الذين هاجروا منها .