فتحت حرب السادس من أكتوبر الطريق إلى النصروإستعادة سيناء بالكامل إلى حضن الوطن يوم 25 أبريل عام 1982، وتحتفل مصرهذه الأيام بعيد تحريرسيناء، الذي يؤشر إلى حدوث تغييرات في الإستراتيجيات العسكرية فى العالم بعد عبورقناة السويس وتحقيق النصر عام 1973، بفضل المقاتل المصرى الذي أثبت قدرة فائقة على مواجهة التحديات الصعبة، والتي مهدت لمعركة تفاوضية شاقة أسفرت عن استرداد «أرض الفيروز»، كاملة لتنطلق بعدها التنمية الشاملة، بعد عودة طابا عام 1988، إذ حررت مصر أرضها بعد قصة كفاح مصرية عقب حرب اكتوبر المجيدة وإكتملت بالعمل السياسي والدبلوماسي عقب عقد اتفاقية كامب ديفيد عام 1978 وتوقيع معاهدة «السلام المصريةـ الإسرائيلية» عام 1979، لتنعم مصر بالسلام والأمان، ولذا عبر الرئيس عبدالفتاح السيسي، عن سعادته بعيد تحرير سيناء عبر كلمة بهذه المناسبة، إذ أكد أن «سيناء الغالية، هي عنوان لتاريخ طويل، من كفاح الشعب المصري العظيم فهي، عبر التاريخ مطمع للغزاة، ومحط أنظار الطامحين والطامعين وهى كذلك المستهدف الأول بأشرس وأخطر موجة إرهاب مرت على مصر، في تاريخها كله»، وأرى أن تحرير سيناء يعبر عن إرادة شعب مصر الأبي الذي لا ينكسر ولا يقبل الهزيمة ولذا شيظل يوم الخامس والعشرين من أبريل كل عام، يوماً عزيزاً على قلب كل مصري يعبرعن التضحيات التي بذلتها الأمة بعد أن ظن كثيرون أنها غادرت الحياة.
وجه الرئيس السيسي تحية تقدير وإجلال باسم مصر وشعبها إلى الرئيس البطل محمد أنور السادات قائد الحرب والسلام الذي اتخذ أصعب القرارات في أكثر الأوقات دقة، وفي أحلك الأيام ظلمة فوفقه الله لاسترداد الأرض والكرامة وبدء طريق السلام والتنمية، ويقيني أن كلمات الرئيس تؤكد أن الرئيس الراحل أنور السادات صاحب العبور الأول، سلم راية النصر إلى الرئيس السيسي، صاحب العبور الثاني في معركة التنمية وبناء الجمهورية الجديدة، بعد سنوات طويلة من الحروب التي كلفت مصر اًلاف الشهداء، لتبدأ بعدها رحلة الحرب على الإرهاب مع مجموعة من التكفيريين الذين جاءوا من كل بلاد العالم لمحاولة فصل سيناء عن الوطن الأم لكن محاولتهم باءت بالفشل بعد أن واجهوا جيش مصر العنيد وشرطتها الباسلة، ولذا وصفهما الرئيس في كلمته قائلاً إن «هذا الجيش العظيم، والشرطة الباسلة مقاتلون أشداء لا يخشون الموت في سبيل الله والوطن»، وظني أن عيد تحرير سيناء الـ 41 يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الانتصار الذي تحقق على الإرهاب بمثابة التحرير الثاني لأرض الفيروز من هؤلاء المجرمين الذين يسعون لإسقاط الدولة ووقف مشروعات التنمية التي تستهدف في المقام الأول ربط سيناء بالوطن الأم، ولذا فأن تحرير سيناء الأول كان من الاحتلال والثاني من الإرهاب وعلينا أن نقدم التحية والعرفان إلى أرواح شهداء مصرالخالدين وإلى المصابين الذين بذلوا الدماء من أجل رفعة الوطن.
لقد نظمت محافظة شمال سيناء إحتفالية كبرى بمناسية عيد تحرير سيناء،بقصر ثقافة العريش، لتؤكد أن أيام الإرهاب والدماء انتهت إلى الأبد، شارك فيها وزراء «الثقافة والتنمية المحلية والشباب والرياضة والتضامن» ومحافظ شمال سيناء، ورموز الفن والرياضة والثقافة والسياسة وأعضاء من مجلسى النواب والشيوخ وعدد من شيوخ وعواقل سيناء، وأدباء وشعراء وموسيقيون وفنانون من شمال سيناء تحت رعاية اللواء محمد عبدالفضيل شوشة، محافظ شمال سيناء، وشارك فيه أكثرمن ألفي مواطن من أهالى العريش الذين شعروا فعلاً وعملاً بعودة سيناء إلى الوطن بعد أن حاول الإرهابيين اختطافها سنوات لكنهم دفعوا الثمن كبيراً بعد أن دحرهم رجال الجيش والشرطة عقب أن أطلق الرئيس السيسي العملية الشاملة في عام 2018 للقضاء على الإرهاب في سيناء، ولذا بذلت الدولة خلال السنوات الماضية جهداً ضخم جداً لأن القتال الذي حدث على أرض سيناء ضد الإرهاب، لا يقل عن أي قتال قامت به مصر في معارك سابقة و لا يقل عن انتصار أكتوبر، إنها حرب بقاء "أكون أو لا أكون"، انتصرت خلالها الإرادة المصرية عل أعداء الوطن، وأحبطت مصرمخطط لأن تتحول سيناء لبؤرة إرهاب وتطرف و لم يستطع أحد أن يفصل سيناء عن قلب مصر.
وأقول لكم، إن الدولة أنفقت مليارات 610 مليارات جنيه استثمارات منفذه وجاري تنفيذها في شبه جزيرة سيناء، على التنمية المتكاملة والتنمية العمرانية في سيناء، ولأول مرة في التاريخ يتم ربط سيناء بغرب القناة من خلال مجموعة من الأنفاق والكباري لخدمة التنمية، فضلاً عن إقامة مشروعات تنموية مثل ميناء شرق التفريعة، والمنطقة الاقتصادية، بعد أن تعثرت كافة محاولات التنمية قبل عام 2014 نتيجة العمليات الإرهابية التي أثرت سلباً على السياحة مثل سقوط الطائرة الروسية في 2015، لكن مصر استطاعت أن تتجاوز كل هذه التحديات وتقيم مشروعات في كل مكان على أرض الفيروز، التي تحولت إلى مدن سياحية عالمية تدرعلى الاقتصاد المصري العملات الأجنبية، إذ تعتبر السياحة أحد محاور التنمية الاقتصادية الرئيسية بشمال وجنوب سيناء وتطل محافظة شمال سيناء على البحر المتوسط بساحل طوله حوالي 200 كيلو من بالوظة ورمانة غربا حتى رفح شرقاً حيث شاطئ النخيل المتميز، فيما تتمتع جنوب سيناء بالعديد من المدن التي تحتل مراكز عالمية في الوجهات السياحية وفي مقدمتها شرم الشيخ ودهب ونويبع وطابا وما كانت لتحدث هذه التنمية دون نصر أكتوبر وتحرير سيناء في 25 أبريل والقضاء على الإرهاب والتنمية الشاملة في أرض الفيروز.
أحمد الشامي
[email protected]