الذكاء الاصطناعي وخدعة تطبيق (جى تي بي)

لست من جيل "زد" كما يطلق عليه صناع التكنولوجيا، وهم الذين ولدوا أو تفتحت اعينهم في مطلع التسعينيات من القرن الماضى على بواكير تكنولوجيا الاتصالات وشبكات التواصل الاجتماعي.. لكنى على الأقل أحاول ان اتلمس طريقي في هذا المجال غير المحدود ،باعتبارى واحداً من مستخدمى التكنولوجيا وتطبيقاتها، وهى الأخرى بحق بحر لا شاطئ له.
وخلال الأيام القليلة الماضية ، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي وجميع وسائل الاعلام باخبار الوافد الجديد في هذا المجال وهو تطبيق (شات جي بي تى) الذى يستخدم تقنية الذكاء الاصطناعي في عمليات البحث فضلا عن إمكانية إقامة حوار طويل ومعمق مع التطبيق وطرح الأسئلة عليه في جميع القضايا.
وقررت أن اتواصل فعليا مع هذا التطبيق ، ونظرا لأنه غير متاح بشكل مباشر حتى الآن في المنطقة العربية فقد خضت التجربة من خلال متصفح مايكروسوفت وبعد خطوات الدخول بدأت في القاء بعض الأسئلة عن طبيعة الصراع العربي الإسرائيلي ونظرة الغرب للاسلام وعلاقته بالإرهاب، وغيرها.. وكانت الإجابات في اغلبها عامة يمكن ان تتلقاها من طفل او صبي في مرحلة الإعدادية على اقصي تقدير، وقبل أن انهي حوارى معه سألته عن الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل باعتباره اخد اساطير الصحافة في مصر والعالم وكان نفس الحال.

وانتهت تجربي مع هذا المساعد الذى من المفترض ان يكون ذكيا وان يكون بديلا في المستقبل، وللحقيقة من الظلم ان يتم الحكم على التجربة بالفشل الذريع وهى في بدايتها، فلا يوجد احد مهما بلغت قدرته يستطيع ان بلغ الأفق في هذا المجال، فالتطور التكنولوجي لا يسير في خط مستقيم ، لكنه قفزات واسعة في كل الاتجاهات يستحيل معها ان تقول انك وصلت الى نهاية الطريق، والمشكلة أيضا ان هذا التطور وتلك القفزات تتم على مدار الساعة ، وهذا هو التحدى الأخطر.