هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

د. حاتم صادق

الخبير الدولي و الأستاذ بجامعة حلوان و رئيس شعبة الميكانيكا

القمة الروسية الصينية

يمكن اعتبار القمة الروسية الصينية خطوة هامة في اتجاه تعزيز العالم متعدد الأقطاب، وذلك من خلال تعزيز الشراكة بين روسيا والصين في مجالات مختلفة مثل الاقتصاد والأمن والسياسة والعلوم والتكنولوجيا والطاقة.
وبعد قمة بوتين والرئيس الصيني في موسكو، من المتوقع أن تتعزز العلاقات الثنائية بين روسيا والصين، وذلك من خلال توقيع عدد من الاتفاقيات والمذكرات التفاهم في مجالات مختلفة مثل الاقتصاد والتجارة والعلوم والتكنولوجيا والطاقة والأمن.
وناقشت القمة الأوضاع الدولية الراهنة والتحديات التي تواجهها الدولتان، وخاصة فيما يتعلق بالعلاقات مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، والتعاون في المجالات الدولية مثل مكافحة الإرهاب وتحقيق السلام والأمن في المنطقة.
يأتي هذا الاجتماع في ظل التحديات التي تواجه البلدين من جانب الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية، والتي تتضمن العقوبات الاقتصادية والضغوط السياسية. ومن خلال تعزيز العلاقات الثنائية، يمكن لروسيا والصين تعزيز موقفهما في المنافسة الدولية والتحديات الدبلوماسية المختلفة.
وبشكل عام، يمكن القول بأن هذا الاجتماع يعكس التزام روسيا والصين بتعزيز الشراكة الاستراتيجية الثنائية بينهما وتعزيز التعاون الدولي في مجالات مختلفة، ويعكس أيضاً تحولًا في التوجهات الدولية بعيدًا عن الهيمنة الأمريكية والانفتاح على العلاقات الدولية متعددة الأطراف
ومن خلال الشراكة الاستراتيجية بين روسيا والصين، يمكن للدولتين تعزيز موقعهما في النظام الدولي وتحقيق الاستقلالية والتأثير في صنع القرارات الدولية. ويمكن أن يشجع هذا النوع من التعاون بين الدول على تحقيق المزيد من التوازن والتنافس الإيجابي بين الدول المختلفة.
ومن المحتمل أيضًا أن تؤدي هذه الشراكة إلى تحول في التوجهات الدولية، بحيث يتحول العالم إلى نظام متعدد الأقطاب بدلًا من الهيمنة الأمريكية والتوجه نحو الشراكات والتحالفات الجديدة بين الدول.
ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أن هذه القمة ليست العامل الوحيد في تحقيق العالم متعدد الأقطاب، حيث توجد العديد من العوامل الأخرى التي تؤثر على توجهات الدول والعلاقات الدولية، مثل العلاقات الدولية التجارية والتنافس الاقتصادي والتحديات الأمنية والسياسية. وبالتالي، فإن تحقيق العالم متعدد الأقطاب يتطلب مزيدًا من الجهود والتعاون بين الدول المختلفة.
الجميع يعتقد ان هذه القمة أيضا يمكن ان تساهم في ضبط إيقاع الاحداث التي تتجه في ظاهرها الى إمكانية نشوب حرب نووية ، وظهر هذا بشكل جلي بعد ان قررت بريطانيا امداد أوكرانيا بذخائر الورانيوم المستنفذ.
العالم الان يعيش هاجس الحرب النووية اكثر من اى وقت مضي ، خاصة اذا أصرت أمريكا ومن وراءها الغرب على هزيمة روسيا في أوكرانيا.. ففي هذه اللحظة سيكون هناك خيار شمشون .. أي هد المعبد او العالم على رؤوس الجميع..
لا يمكن التنبؤ بشكل دقيق بنسبة حدوث حرب نووية بسبب الصراع في أوكرانيا. ومن الصعب الحصول على تقديرات دقيقة لأن المسألة تعتمد على العديد من العوامل، بما في ذلك القرارات والإجراءات التي يتخذها الزعماء السياسيون والعسكريون في الدول المتنازعة، والتي يمكن أن تؤدي إلى تصعيد الصراعات أو تخفيف حدتها.
مع ذلك، فإن الحرب النووية تعتبر من أكثر السيناريوهات المخيفة والخطيرة التي يمكن أن تحدث في حالة تصاعد الصراع في أوكرانيا. وبما أن الصراع يتضمن دولًا ذات ترسانة نووية مثل روسيا، فإن الخطر الذي يمكن أن يتسبب فيه استخدام الأسلحة النووية يمكن أن يكون واقعيًا ومدمرًا بشكل كبير.
ومن أجل تجنب هذا السيناريو المرعب، يجب أن تعمل الدول المتنازعة والمجتمع الدولي بشكل وثيق على تهدئة الصراعات وتحقيق السلام في المنطقة، وذلك من خلال الحوار والتفاوض والعمل على إيجاد حلول سياسية دبلوماسية للصراعات.