أعرف اننى سأدخل حقل الغام يختلط فيه الحقيقى بغيره، الحق بالباطل ، وحسن النيه بسوء النيه.. ولكن أدعو للحوار والنقاش بعيدا عن التخوين والتهويل والتكفبر
والقضية التي أدعو اليها هولماذا لايتم توجيه و تخصيص أموال الزكاه لاقامة مصانع ومستشفيات ومشروعات انتاجيه تدر ربحا وعائدا يمكن توزيعه على مصارف الزكاه التي ذكرها المولى عز وجل في كتابه الكريم ...
في البداية ادرك خطورة القضية لالتباث الأمور واختلاطها ...ومع أحاول الاجتهاد ، لو أخطأت لى أجر ولو أصبت لى اجرين .
في البدايه حددت الآيه الكريمه الخاصه بتوزيع الزكاه في سورة التوبة (60) عدة مجموعات أساسية تستفيد من الزكاة، فقال الله عز وجل: “إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ”
وهذا يعني أن الزكاة تُصرف للمجموعات التالية: الفقراء والمساكين والعاملون على إدارة أموال الزكاة وإيصالها إلى المحتاجين والمسلمون الجدد لتأليف قلوبهم وتثبيتهم والأسرى والغارمون وفي سبيل الله وأبن السبيل والذين يُعتبرون اليوم من اللاجئين والنازحين والفقراء بلا مأوى أو مسكن والأقرباء من الفقراء والمحتاجين.
• وبعيدا عن هذا التحديد الدقيق الذى لا جدال فيه بعد استبعاد من غابوا عن حياتنا الآن مثل العبيد الذين يمكن تحريرهم بهذه الأموال ... و يكون السؤال : هل الأفضل أن نوزع ما يتم جمعه من أموال مباشرة الى هؤلاء أم ننمي هذه الأموال في مشروعات انتاجيه بما يعود عليهم وعلى الوطن من خير ..
أدرك ان هناك اراء ووجهات نظر لها كل التقدير ترى ان الأصل هنا ان يتم توزيع أموال الزكاة بحالتها دون أستثمارها لأن الاستثمار يعنى ببساطه توزيع ريع أو فوائد هذه الأموال وهى قد تكون 10 او15 % وليس اصل المبلغ كله ، وهذا فارق كبير طبيعا .
ولكن السؤال الذى أطرحه واجابته التي تستحق النقاش ... اليس من الأفضل أن نعطى الفقراء والمساكين وغيرهم من المستحقين سناره يصطادون بها سمكا كثيرا لا نهائي من ان نعطيهم سمكه واحده يأكلونها ثم ينتظرون أخرى
وأستكمل وجهة نظرى تعالوا نضرب مثالا: لو انشأنا مصنعا ب100 مليون جنيه وعمل به 100 عامل وربحنا منه 10 مليون جنيه في العام وتم توزيعهم على المحتاجين ممن يستحقون الزكاة .. هذا يعنى اننا بعد 10 سنوات وبالحساب البسيط سنكون وزعنا ال100 مليون جنيه الذى بدأنا به مشروعنا ، وبعد ذلك سيكون الإنتاج مستمرا والارباح مستمره والتوزيع سنويا مستمرا بالإضافة طبعا اننا خلقنا 100 فرصه عمل مباشره ومثلهم الكثير من العماله غير المباشره و قضينا بها او حاولنا من خلالها اقتحام مشكلة البطالة... وطبعا سيكون من العاملين في هذا المصنع من سيكون من الأصل من المستحقين الى هذه الزكاه .. لكن سيكون الفارق هنا كبيرا بالنسبة لهم وقد حولناهم من طوابير انتظار الحصول على الزكاة الى طوابير الواقفين لقبض نرتباتهم واجرهم نتيجه عرقهم
الا نتذكر هنا قول الرسول عليه الصلاة والسلام في القصه الشهيره حين جاءه من يطلب الصدقه :أن يأخذ أحدكم حبله ثم يأتي الجبل، فيأتي بحزمة من حطب على ظهره فيبيعها، فيكف الله بها وجهه، خير له من أن يسأل الناس، أعطوه أو منعوه.
اعرف ان هناك فارق بين توزيع الزكاه وطلب الصدقات ..لكن الرسول علمنا اننا أولى بامور دنيانا وعلينا ان نطور فكرنا فى هذا العصر... تخيلوا معى لو اقمنا مستشفى به جزء استثمارى للانفاق من عائده على علاج الفقراء ، وما يفيض يتم توزيعه على باقى المصارف التي حددتها الايه الكريمه
أعرف ان الرئيس عبدالفتاح السيسي اصدر قرارًا جمهوريًا منذ عام 2014 بإنشاء بيت الزكاة والصدقات ويتمتع بالاستقلال المالي والإداري، ويخضع لإشراف شيخ الأزهر شخصيا ويتولى شئونه ، ويهدف إلى قبول أموال الزكاة والصدقات والتبرعات والهبات والوصايا والإعانات الخيرية، بغرض تنميتها وصرفها في وجوهها المقررة شرعًا حسب أولوياتها، وصولًا لتنمية الفرد والمجتمع . . ;ويضم في عضويته شخصيات مؤثرة من داخل مصر وخارجها ..وأعرف ان أموال الزكاه لو تم جمعها تتعدى ال70 مليار جنيه اذا ادركنا ان الودائع في البنوك نحو ال3 الاف مليون جنيه
وأعرف ان ما يتم جمعه بضعه مئات من الملايين من الجنيهات في العام و لاتقترب من المليار او نصفه ..والسؤال ماذا يحدث لو تم استغلال هذه الأموال لاقامه المصانع والمستشفيات والمشروعات الزراعية والانتاجيه ...اليست النتيجه ستكون مذهله !!
طبعا التخوفات موجوده من نهب هذه الأموال او صرفها في غير أوجه انفاقها او ..او... او .. وكلها مخاوف مشروعه لكن الا تستحق هذه الفكره من الدراسه العميقة ووضعها على بساط النقاش بشرط ان تكون حسن النوايا هي السائده، وبحث الأمر بأفق مفتوح بعيدا عمن يتصورون حتى الان ان الجهاد في سبيل الله لا يدخل فيه تحرير الأوطان أو صد العدو عنها تحت زعم التفسير الضيق بان الجهاد في سبيل الله يقتصر على نشر الإسلام واعلاء كلمه الله فقط .. طبعا مع تقديرى لهذا الرأي لكنه يقف عند حدود الزمن الماضى حين كانت فكرة الوطن غائمة عند البعض مع قضايا أخرى ليس المجال مناسبا للخوض فيها
• أعيد وأكرر: ماذا يحدث لو فكرنا في استغلال أموال الزكاة لانشاء مصانع ومزارع ومشروعات إنتاجية ربحية تكون ساحة للعمل للفقراء وغيرهم من أبناء الوطن، وفى نفس الوقت يكون العائد مجزيا على المدى البعيد الذى يمكن الاضافه اليها سنويا وتوسعتها وتنميتها من أموال الزكاة المتجدده سنويا وبهذا نكون حولنا أموال الزكاة بحق الى مشروع كبير للقضاء على الفقر والعوز والحاجه بعد ان نكون قد صنعنا أساطيلا للصيد بدلا من سمكه واحده يتشبث بها البعض الآن !!
[email protected]