يختلف تعريف الطلب السياحى عن الطلب على أى سلعة أخرى لأن السلع العينية يمكن ترجمة الطلب عليها فى شكل كميات بينما المنتج السياحى لا يمكن ترجمة الطلب عليه بهذا الشكل نظرا لإختلاف طبيعة المنتج السياحى عن السلع العينية.
ويمكن تعريف الطلب على المنتج السياحي بأنه:
(مجموعة من حاجات ورغبات السائحين المصحوبة بقدرتهم الشرائية نحو مجموعة من المنتجات السياحية فى منطقة معينة وخلال فترة زمنية معينة عند توقع مستوى معين من الأسعار مع إفتراض ثبات العوامل الأخرى).
وبذلك يمكن القول أن الطلب السياحى يمكن التعبير عنه بمجموعة من الحاجات والرغبات وذلك بشكل مباشر رغم كون ذلك ليس كافيا بالشكل المتكامل.
كما يمكن القول بأن الحاجات والرغبات يجب أن تكون مصحوبة بقدرة السائحين على الشراء.
وبناء على ذلك يمكن القول أن الحاجات والرغبات إذا لم تكن مقرونة بالقدرة على الشراء فلا يعد ذلك طلبا وإنما مجرد رغبات قد لا تتحقق.
كذلك يمكن القول أن الطلب السياحى يرتبط بمنطقة معينة سواء داخل الدولة أو خارجها وإرتباط الطلب بمنطقة محددة يحدد حجم السوق السياحى.
كما يجب ملاحظة أن الطلب يرتبط بفترة زمنية معينة وبذلك يمكن قياسه وتحديده ومقارنته بفترات أخرى.
والطلب السياحى يرتبط بالسعر مما يؤثر في حجمه ومدى توسعه.
ويتميز الطلب السياحى بعدة خصائص منها:
١- أنه يكون حساسا للسعر:
فمن المعروف أن العلاقة بين الطلب على السياحة والأسعار علاقة عكسية فى الظروف العادية،ومع إرتفاع الأسعار يقل الطلب على المنتج السياحى والعكس صحيح.
إن حساسية الطلب السياحى للسعر تعنى أن أى تغير فى السعر يؤدى إلى تغير فى حجم الطلب السياحى.
٢- متقلب:
ويقصد بالتقلب تأثر حجم الطلب على السياحة بالظروف الإجتماعية والإقتصادية والسياسية والأمنية،فكلما كانت الأوضاع مستقرة كان هناك إستقرار فى حجم الطلب والعكس صحيح.
٣- موسمى:
الطلب على المنتج السياحى موسمى وغير مستمر وتختلف الموسمية من منطقة لأخرى داخل نفس الدولة كذلك تختلف من دولة لأخرى.
ونظرا لموسمية الطلب السياحى فإن منظمات السياحة تلجأ إلى بعض الخطط والإستراتيجيات لتحقيق نوع من التوازن بين الطلب على المنتجات والمعروض منها ومن هذه الاستراتيجيات:
أ- طريقة التسعير التمييزى:
حيث يتم رفع أسعار المنتج السياحى فى حالة زيادة الطلب عليه أو خفض الأسعار فى حالة عدم الإقبال على المنتج.
ب- خلق الطلب فى غير أوقات الذروة:
ويتم ذلك من خلال جذب العميل ومحاولة إغراءه ليس فقط من خلال السعر وإنما من خلال عناصر أخرى منها:
نظم الحجز:
لتنظيم حركة الطلب على المنتج السياحى.
إستخدام موظفين متفرغين:
وذلك لمساعدة الموظفين الأساسيين فى حالات الذروة.
تقديم خدمات مجانية للعملاء:
وذلك يتم أثناء فترات الإنتظار المتكررة خلال رحلة العميل من منزله إلى الوجهة السياحية.
وتتشابه مراحل الطلب السياحى مع المراحل التي يمر بها أى منتج بداية من مرحلة تقديمه للسوق ثم مرحلة النمو ثم مرحلة النضج ثم مرحلة الإنحدار.
ومن ثم يمكننا فهم طبيعة الطلب السياحى والعوامل التى تؤثر فيه وكذلك معرفة خصائصه مما يساعدنا فى وضع الخطط التسويقية والعمل على إنعاش سوق السياحة.
وبدون معرفة صحيحة للطلب السياحى لن تستطيع المنظمات السياحية تحقيق الأهداف التسويقية للمنشآت مما يؤدى إلى ضياع مجهودات الأفراد والهيئات ومن ثم تراجع ملحوظ فى أعداد الوافدين.
حفظ الله شعوبنا العربية