موقف مصر الصلب.. وحكمة القيادة.. الطريق إلى شرم الشيخ
من حق المصريين أن يفخروا بوطنهم وقيادتهم، بمواقفهم الشريفة، بانتصاراتهم ونجاحاتهم، بأنهم أمة لا تركع إلا لله ولا تعرف إلا النصر وتحقيق الأهداف، والمعجزات، ودائمًا، ما يبهرون العالم ويصيغون اللحظات الفارقة، «فأهل الإفك» والمرتعشة قلوبهم وإياديهم، والمرجفون، قالوا علينا ونحن من الذين أمنا بهذا الوطن وقدرته، وقيادته، الكثير والكثير من الأكاذيب والاتهامات، ومضوا فى طريق الشيطان يشنون حملات من التشويه والتشكيك لكن مصر وشعبها أكبر من أكاذيب الصغار والأقزام فهى تعرف طريقها، تحقق الأحلام، فى هدوء وصمت وثقة، فالواقع يتحدث، واليوم يعيش هنا الشعب العظيم، حالة شديدة الخصوصية، لكنها ليست بجديدة فهو دائمًا يصنع المعجزات، لا أتحدث هنا فقط عن نجاح مصر وقيادتها نحو الوصول إلى الاتفاق لوقف الحرب فى غزة فحسب بل أتحدث عن عامين من الشرف والعزة والشموخ، لم نتهاون أو نتنازل لم تغير مواقفها، ولم تفرط فى خطوطها الحمراء.. قالت لن يحدث وقد كان، ولم ولن يحدث، أخيرًا وبعد عامين توقفت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، توقف القتل والإبادة، والحصار والتجويع، وتحطمت كل الأوهام وفشلت المخططات على صخرة الموقف المصرى القوى والصلب والشريف، فقد أبى زعيم الأمة أن تشارك مصر فى ظلم، مهما كانت التحديات والتهديدات والضغوط والإغراءات.
ضربت «مصر ــ السيسي» مثلاً ونموذجًا ودرسًا فى فنون التفاوض، و»التثبت السياسي» وتعاملت مع القضية، بالعلم والدهاء والعبقرية والرؤية والإلمام بكافة التفاصيل، لم يكن عملاً ارتجاليًا أو عشوائيًا، ولكن ملحميًا عكس قوة وقدرة وتقدم الدولة المصرية، وحكمة وحنكة قيادتها، فمن ينظر ويتأمل خطة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لوقف الحرب فى غزة عند لحظة إعلانها سيقول لن تنجح، لكن عبقرية ودهاء وذكاء السياسة وافقت على الخطة، ثم بدأت مرحلة التعامل معها، عبر حلقات التفاوض التى جرت فى شرم الشيخ بإدارة مصرية عبقرية تفهمت وادركت كافة الجوانب النفسية لكافة الاطراف والاشخاص، وتمسكت بمواقفها دون تنازل وتبنت بشرف حقوق الاشقاء المشروعة، لذلك فمفاوضات شرم الشيخ التى اسفرت عن الوصول إلى اتفاق لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة، عمل يدرس فى كل مكوناته ومعطياته، ومضمونه ومظاهره عمل عظيم فى جميع أبعاده، ورسائله مدوية تجسد قدرة وعنفوان وثقة الدولة المصرية.
لكن لحظة الموافقة على اتفاق إنهاء الحرب الإسرائيلية فى قطاع غزة هى نهاية الملحمة، لكن حلقاتها الأولى لا تقل أهمية، بل هى الأساس الذى اخرج لنا هذا الإنجاز التاريخي، واللحظة الفارقة التى تنفس فيها العالم الصعداء، واستردت الإنسانية الحياة من جديد فمن ينسى الثامن من أكتوبر 2023 عندما بدأت حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، وبما اعتبرها البعض حربًا انتقامية من قبل إسرائيل ردًا على طوفان الأقصي، لكنها كانت مخططًا كبيرًا تسعى دولة الاحتلال لتنفيذه.. الرئيس عبدالفتاح السيسي، كشف تفاصيل وابعاد المخطط منذ اللحظة الأولي، أعلنها واضحة دون لبس لا تصفية للقضية الفلسطينية، لاتهجير للفلسطينيين من أرضهم، ولا مساس بالأمن القومى المصري، وسيناء لم ولن تكون وطنًا بديلاً للفلسطينيين حتى لو طلب ذلك رئيس أكبر دولة فى العالم، حتى ولو تواصلت رسائل التهديد والوعيد، والضغوط وأيضا الإغراءات، مصر الشريفة لن تفرط فى ثوابتها ومواقفها، ولن تشارك فى ظلم، ولن تسمح بتصفية القضية واغتصاب حقوق مشروعة لشعب عانى كثيرًا.. كل ذلك كان واضحًا وحاسمًا فى الوقت الذى كانت فيه دول الغرب تتعاطف فيه مع إسرائيل، وتعلن دعمها الكامل لعدوانها، لذلك بدأت رحلة مصر فى تغيير الفكرة، وكشف الحقيقة وحشد المجتمع الدولي، ونجحت بامتياز، الذى بات، مدافعًا وبقوة عن الحق الفلسطينى المشروع وباتت الحقائق واضحة دون تزييف روجته آلة الإعلام الإسرائيلي، وحكومتها المتطرفة.
لم تكن مفاوضات شرم الشيخ إلا نصرًا عبقريًا بنكهة نصر أكتوبر العظيم، لكنها لحظة تاريخية عكست ما وصلت إليه الدولة المصرية من قوة وقدرة سياسية ودبلوماسية وتفاوضية استندت على خبرات متراكمة لدولة عظيمة، تسلحت بالعلم والتقدم واستثمرت فى مؤسساتها، حتى باتت القوة الإقليمية الأعظم.
لحظة الاتفاق لوقف اطلاق النار وإنهاء الحرب الإسرائيلية فى قطاع غزة أعادت شريطًا من أحاديث قيادة وطنية استثنائية عظيمة على مدار 12 عامًا وباتت واقعًا نعيشه على الأرض تحدت الزمن حتى بنت دولة فاخرة حديثة، تحولت كلمات الرئيس السيسى على مدار السنوات الماضية إلى واقع نراه ونعيشه قال مصر دولة شريفة تجدها الآن فى مواقف استمرت عامين لم تتغير ابدًا حتى ولو لحظة واحدة، رغم ملايين الأكاذيب وحملات التشويه والتشكيك التى اطلقتها الأبواق الصهيونية والإخوانية، تذكرت كلمات الرئيس السيسى أى تهديد خارجى نحن قادرون عليه المهم نكون على قلب رجل واحد لذلك فإن قوة الدولة والقيادة ومواقفها تنبع من قوة الشعب واصطفافه خلف قيادته، تذكرت مقولة «محدش يجرب مصر»، وأيضا أن السلام فى الشرق الأوسط لن يتحقق دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية مهما ابرمت إسرائيل من اتفاقيات تطبيع مع جميع الدول العربية تذكرت، التهجير خط أحمر بالنسبة لنا، ولن يحدث تذكرت مقولة العفى محدش يأكل لقمته، ولا يكسر كلمته.
مصر دولة قوية وقادرة وشريفة، ويعول عليها فى قيادة الشرق الأوسط، هذا الشرف تجلى فى عدم التفريط فى المواقف، وعدم المشاركة فى ظلم، أو التفريط فى حقوق الشعب الفلسطينى فمن يعرف أو لا يعرف مصر رفضت عشرات المليارات من الدولارات والاستثمارات حتى تقبل تهجير الفلسطينيين لكن مصر عقيدتها أن الشرف أغلى من مليارات الدنيا، ومصر لن تركع ورفضت الضغوط والتهديدات، وتسلحت بالقوة والقدرة الشاملة والمؤثرة التى بناها قائد عظيم على مدار 12 عامًا وادرك الجميع عظمة الرؤية الرئاسية التى انقذت وحمت وبنت مصر.. اثبت أن القوة والقدرة الواثقة ليست بالصوت العالى ولكنها القوة الواقعة الهادئة، التى تحقق الأهداف ولا تجرى وراء الشعارات والمتاجرات تلك القوة تعترف بالانجازات والنتائج وليس مجرد اللقطة، أنه حدث تاريخى يحمل الكثير من الرسائل لمن يقرأ عن دور ومكانة وثقل وقوة وقدرة الدولة المصرية فى عهد الرئيس السيسى ولذلك ندرك جميعًا الآن كلمات الرئيس متخافوش ولا يليق بنا أن نقلق.
حضور الرئيس الأمريكى ترامب لمصر للتوقيع على اتفاق إنهاء الحرب الإسرائيلية فى قطاع غزة، ودعوة الرئيس السيسى لقادة العالم للحضور والمشاركة، رسالة جدارة واستحقاق وقوة لدولة يحترمها العالم الذى لا يحترم إلا الأقوياء لذلك مصر حديث العالم، والفخر والافراح ليس فقط فى مصر وربوع المحروسة بأذن ربها ولكن فى كل بلدات العرب فى فلسطين التى ترفع صور الرئيس السيسى واعلام مصر وشعوب انحازت للحق والعدل والإنسانية.
وكأن أكتوبر دائمًا يحمل بشارات النصر العظيم، فلم يكن فقط انجاز إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة ولكن أيضا فوز أول عربى برئاسة منظمة اليونسكو للدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار الأسبق ووصول منتخبنا الوطنى إلى كأس العالم فى أمريكا، وطفرة ومؤشرات اقتصادية ايجابية، وفى نهايته ومع أول شهر نوفمبر تفتتح مصر المتحف الكبير لتهدى العالم كنزًا حضاريًا وثقافيًا.
هذه اللحظات التاريخية، والانتصارات العظيمة، والامجاد الخالدة يجب أن توثق وتؤرخ ويتم ربطها ببعضها البعض فالدولة المصرية، باتت حديث العالم فى الإنجاز والحكمة والثقة والبناء.