حالة من القلق انتابت المواطنين بعد تعدد حدوث الهزات الأرضية خلال الفترات الأخيرة. وتذكر البعض ما حدث خلال زلزال 1992 المدمر والذي خلف وراءه الكثير من الضحايا والخسائر. وتساءل البعض : هل دخلت مصر حزام الزلازل؟

الخبراء:

الهزات البسيطة تحدث يومياً .. وما حدث في "92" من الصعب تكراره

القضاء علي العشوائيات الخطرة ونقل سكانها إلي المدن الجديدة .. إحدي طرق المواجهة

فيما أكد الخبراء ان مصر آمنة تماما من الزلازل الخطرة وإن ما يحدث هو نشاط بسيط أو حركات طبيعية لقشرة الأرض وتتبع عنها هزات متتالية وربما بلا تأثير يذكر.

هذا بالاضافة إلي أن الرئيس السيسي قضي تماما علي العشوائيات الخطرة في مصر وبالتالي لا خوف علي سكان العشوائيات الذين يسكنون الآن مدنا جديدة مبنية علي أحدث طراز وفقا لأكواد الزلازل.

طالب الخبراء المواطنين باتباع التعليمات خلال حدوث الهزات الارضية والابتعاد عن الاماكن الخطرة واللجوء إلي الزوايا الآمنة كما يجب تدريب الاطفال والتلاميذ بالمدارس علي كيفية التعامل مع الهزات الارضية لتجنب الاندفاع والزحام والذي يكون ضحاياه اكثر من ضحايا الزلازل في معظم الاحيان.

رئيس معهد الفلك :

لا خوف علي مصر

قال د. جاد القاضي رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية ان مصر آمنة تماما من الزالزل الخطيرة مؤكدا أن مصر بعيدة كل البعد عن أحزمة الزلازل المعروفة عالميا منوها إلي أنه من الصعب التنبؤ بأي هزات أرضية ولكن هناك هزات ارتدادية عقب أي زلزال تكون أقل من الزلزال الرئيسي.

طمأن د. القاضي المواطنين في بيان رسمي أن هذه الهزات الارتدادية أو التوابع الزلزالية سوف تكون بقوة أقل من الزلزال الرئيسي الذي حدث وأضاف القاضي أن المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية والشبكة القومية لرصد الزلازل التابعة للمعهد يعملان علي مدار 24 ساعة لرصد أي موجات زلزالية سواء داخل الأراضي المصرية أو علي مقربة منها وأنه فور تسجيل المحطة للهزة الأرضية أصدر المعهد بيانا بكل تفاصيلها وقوتها.

أكد رئيس المعهد القومي المصري للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية أن الزلزال الذي شعر به المصريون يوم الثلاثاء 11 يناير الجاري أكثر قوة من زلزال 1992 الذي تسبب في دمار كبير.

قال القاضي إن زلزال مركزه شرق جزيرة كريت في منطقة شرق البحر المتوسط اما زلزال 92 كان من داخل الاراضي المصرية من دهشور وخلف دمارا كبيرا واصابات ووفيات.

د. محمد عبد الرؤوف .. عضو غرفة التشييد والبناء :

الهزات الأرضية غير مؤثرة .. بعد أن تخلصنا من العشوائيات الخطرة

تطبيق "أكواد" الزلازل علي المنشآت .. في "الجمهورية الجديدة"

ويقول الدكتور محمد عبد الرؤوف عضو غرفة التشيد والبناء بأن الدولة المصرية عملت خلال الفترة الماضية علي إعطاء أولوية لتطوير العشوائيات وتغيير حياة محدودي الدخل بشكل كامل وتبنت استراتيجية للتخلص من مناطق الخطورة الداهمة وغير الآمنة.

أضاف أنه في أقل من 6 سنوات وخصوصا منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مسئولية حكم البلاد استطاع صندوق تطوير المناطق العشوائية التابع لوزارة الإسكان تم تنفيذ ما يقرب من 242 ألف وحدة سكنية لسكان المناطق العشوائية الخطرة والتي كاد سكان هذه المناطق أن يموتوا كل يوم نتيجة لخطورة تلك المناطق فمنذ أن أولي الرئيس عبد الفتاح السيسي اهتمامه بهذا الملف وكافة جهات الدولة تعمل جنبا إلي جنب للانتهاء من ذلك الملف وتوفير حياه كريمة لسكان هذه المناطق وتبلغ تكلفة تطوير المناطق غير الآمنة نحو 36 مليار جنيه فيما تصل قيمة الأراضي المقام عليها الوحدات السكنية لسكان هذه المناطق نحو 23.5 مليار جنيه.

أشار إلي أن تطوير ونقل سكان هذه المناطق العشوائية والمبنية بطرق تشكل خطوره علي سكانها يحد من مخاطر تعرضهم لاثار الهزات الارضية و يقلل من الاصابات والوفيات والخسائر المادية التي تسببه كما أن كل أن معظم المنشآت الجديدة يتم تطبيقه أكواد خاصة تكون قادرة علي مواجهة الهزات الأرضية.

د. سامح طاحون .. استاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة:

الهزات التي حدثت مؤخراً .. ليست مقدمة لزلزال أكبر

1000 هزة أرضية حدثت في مصر .. العام الماضي

يقول د. سامح سمير طاحون استاذ الجولوجيا بكلية العلوم جامعة القاهرة أن مصر تسجل زلازلاً بشكل يومي وسجلت العام الماضي ألف زلزال  وهذا طبيعي جدا في العالم لما يحدث من تحركات طبيعية للقشرة الارضية وتختلف قوة التأثير من منطقة الي اخري فكثير من الاحيان يحدث زلازل في البحر ولا يشعر به احد واحيانا يكون زلازال كبير ويخلف امواج و تسونامي ويشعر به سكان المدن القريبة.

أضاف ان الزلازل التى تحدث فى القشرة الارضية فى اليابسة فيكون تأثيرها حسب قوته ويشعر بها المواطنون وحتى الان لا نستطيع ان نقول ان مصر دخلت فى حزام الزلازل ولكن يتم رصد ودراسة ومتابعة الزلازل وتأثيرها على القشرة الارضية حتى نستطيع تحديد قوتها وآثارها وهذا ما تقوم به الشبكة القومية لرصد الزلازل وهى ليست مقدمة لاى زلزال كبير قادم.

حركة القشرة الأرضية .. خلال 3 أيام فقط

5 هزات يوم 24 يناير .. وزلزال واحد يوم 25 .. وأربع هزات يوم 26

ومن قراءة سريعة لحركة القشرة الارضية خلال ايام 24 و 25 و 26 يناير تجد ان في يوم 24 شهدت الاراضي المصرية خمس تحركات للقشرة الارضية بدات في الساعة السادسة و53 دقيقة صباح يوم الاثنين بقوة 1.6 رختر وكان مركزه في البحر الاحمر ويبعد عن مدينة شرم الشيخ 22 كيلو تقريبا و في الساعة 9:23 في محافظة الاقصر وبقوة 1.2 رختر وفي الساعة الثالثة وسبع دقائق تم رصد زلزال بقوة 1.3 رختر و يبعد عن مدينة مرسي علم ب 99 كيلو في البحر الاحمر وفي الساعة السابعة وعشر دقائق مساء تم رصد زلزال يبعد مركزه عن مدينة الطور بثلاثة كيلو بقوة 2.7 رختر واخيرا في الساعة 10 واربعة وعشرون دقيقة تم رصد زلزال في البحر الاحمر ويبعد مركزه عن مدينة شلاتين بحوالي 9 كيلو بقوة 1.9 رختر.

اما في يوم الثلاثاء 25 يناير حدث زلازال بقوة 1.9 بمقياس رختر في البحر الاحمر يبعد مركزه عن سواحل شرم الشيخ 12.42 كيلو .

وفي يوم الاربعاء 26 يناير شهد اربعة زلازل تم رصدهم باجهزة الجهاز القومي لرصد الزلازل وكان اولهم في الساعة 5:56 صباحا بقوة 2.4 بمقياس رختر في البحر الاحمر امام سواحل شرم الشيخ بحوالي 15 كيلو و زلازال في السابعة واربعة وثمانون دقيقة ايضا في امام سواحل شرم الشيخ بالبحر الاحمر بقوة 2.3 رختر وفي الساعة الواحدة وثلاث دقائق رصد زلازال بقوة 1.6 درجة بمقياس رختر في البحر الاحمر امام شرم الشيخ ايضا ويبعد مركزه عن سواحلها ب 15 كيلو وايضا في الساعة السادسة والنصف تم رصد زلزال في البحر الاحمر بقوة 1.4 رختر ويبعد مركزه عن شرم الشيخ باربعة عشر كيلو .

وتشير الخريطة باماكن نشاط القشرة الارضية في الحدود المصرية وهي باللون الاسود .

 كيف تتعامل مع الزلزال؟ 

في المنزل .. لا تتحرك وابتعد عن منتصف الغرف .. واحتم بالأركان

في المدرسة.. تدريب التلاميذ علي الاحتماء تحت "الدسكات" .. وعدم التزاحم والاندفاع

يقول د. عادل عبد الهادي استاذ الصحة العامة بكلية الطب بجامعة حلوان من المهم أخذ الاحتياطات الاحترازية اللازمة لذا يجب علي الشخص أن يكـون ملماً بكيفيـة التصرف والاستعـدادات اللازمة قبل حدوث الزلزال فالتجهيـزات للزلزال قبل حدوثه ستقلل من الأضــرار المحتملـة ومن الضـــروري تجهيــز بعـض الإمـدادات للطـوارئ وفهم كيفية التصرف عند حدوث الزلازل من أجل سلامتك وسلامة الأسرة.

أضاف إن معظم المخاطر الناجمة عن الزلازل تكون بسبب انهيار المباني الجزئي أو الكلي والأنقاض المتساقطة كسقوط قطع الطوب والأسقف وفِي هذه الأثناء قد لا تحصل علي مســاعـدة لمدة 72 ساعة ونظرًا لأننا لا نعلـم أين سنكــون عندمـا يحدث الزلزال لذا من الضروري تجهيز أشياء مهمة في منزلك وسيارتك ومكان عملك.

أشار إلي أنه في المنزل يتم توزيع الأدوار والمهام علي أفراد الأسرة إرشاد أفراد الأسرة إلي اتجاه مخارج الطوارئ في المنزل و معرفة الأماكن الآمنة في كل غرفة للتوجه إليها في حالة حدوث زلازل و الابتعاد عن الأماكن التي تشكل خطورة مثل النوافذ والأجسام المعلقة والمرايا والسخانات وقطع الأثاث غير الثابتة و التأكد من تثبيت المعلقات بشكل جيد مثل الصور والخزائن والأرفف و تجنب وضع الأشياء الثقيلة علي الأرفف كالأواني والمزهريات والكتب والتلفزيون وتدريب جميع أفراد الاسرة علي كيفية إغلاق جميع الصمامات الرئيسيّة وهي الغاز والكهرباء والماء و تدريب أفراد الأسرة علي الإسعافات الأولية وكيفية استخدام طفاية الحريق.

اما في المدرسة يتم تدريب وتعريف وتأهيل التلاميذ نفسياً علي كيفية التصرف أثناء حدوث الزلازل ووضع خطة طوارئ وإخلاء لتنفيذها وقت حدوث الزلازل و تحديد ووضع لافتات إرشادية توضح اتجاه مخارج الطوارئ ونقاط التجمع.

وعن الأماكن الآمنة التي يجب للتوجه إليها في حالة حدوث زلازل قال د. عبدالهاديالجلوس أسفل مكتب أو طاولة متينة و البعد عن منتصف الغرف و الوقــوف تحت المداخل المدعمة أو في الأركان.

وإذا كنت داخل المنزل فلا تتحرك أثناء الزلزال إلا بضع خطوات للوصول إلي أقرب مكان آمن والجلوس تحت مكتب أو طاولة متينة والبعد عن منتصف الغرف و الوقوف تحت المداخل المدعمة علي شكل قوس أو في أركان الغرف من الداخل و أنتظر داخل المنزل حتي يتوقف الاهتزاز وتشعر بأن الخروج أصبح آمناً وفي حال عدم وجود مكتب أو طاولة بجانبك قم بتغطية وجهك ورأسك بذراعيك وانحني في ركن داخلي من المبني و عدم استخدام المصعد أثناء الزلازل والابتعاد عن الزجاج والنوافذ والأبواب والجدران الخارجية وأي معلقات قد تسقط مثل الأثاث والخزائن والمزهريات والصور وغلق جميع مصادر الماء والغاز والكهرباء متابعة النشرات الإخبارية وتنفيذ التعليمات الصادرة من الجهات ذات العلاقة.

وأيضا تجنب دخول المباني وأحمي رأسك من الاشياء التي قد تتساقط وابتعد عن المباني والاشجار الكبيرة ومصابيح الانارة وأعمدة الكهرباء.

أضاف اما إذا كنا داخل المدرسة فيجب الحفاظ علي الهدوء وتجنب الانفعال وتدريب الاطفال علي الاحتماء تحت الطاولات أو داخل الممرات قرب الزوايا الداخلية للمبني و نفذ تعليمات المدرسين بدقة وعدم التزاحم والاندفاع للخروج من المدرسة.