هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

العلاقات المصرية- الجزائرية.. متينة وقوية فى عهد السيسى

لا شك أن زيارة الرئيس الجزائرى عبد المجيد تبون إلى مصر، تكتسب أهمية كبيرة فيما يتعلق بتعزيز العلاقات الثنائية المتينة وتوسيع مجالات التعاون فى كافة المجالات بين البلدين الشقيقين، والتنسيق المستمر بينهما  فى خدمة القضايا العربية،   ومواجهة التحديات التى تواجهها المنطقة.
فقد جاءت زيارة الرئيس الجزائرى لمصر، لتؤكد من جديد أهمية وعمق العلاقات المصرية – الجزائرية، التى تقوم على أسس تاريخية عميقة، وطموح بمستقبل يدعم تطلعات الشعبين المصرى والجزائرى، لتحقيق غد أفضل للشعبين الشقيقين.



توسيع مجالات التعاون مع الأشقاء.. وتنسيق متواصل فى مواجهة التحديات الإقليمية والدولية 
زيارة تبون تؤكد دور مصر المحورى فى المنطقة وسياستها الخارجية المنفتحة


كما جاءت الزيارة ترجمة لدور مصر المحورى في المنطقة وسياستها الخارجية المنفتحة خاصة مع الأشقاء العرب شرقا وغربا. وتحظى زيارة الرئيس الجزائرى للقاهرة بأهمية كبيرة، خاصة بتحضيرات الجزائر لاستضافة القمة العربية في مارس المقبل، ومن ثم الحصول على دعم الدولة المصرية لتعزيز مستوى المشاركة في هذه القمة، خاصة من دول الخليج العربي ومن المتوقع أن تكون القمة العربية أكبر حدث دبلوماسي تستضيفه الجزائر منذ تولي تبون السلطة. 
واستهدفت الزيارة توسيع مجالات التعاون والارتقاء به إلى مستوى نوعى يجسد الانسجام التام والإرادة المشتركة لقيادتي البلدين وشعبيهما، ومن ثم تحقيق الاندماج والتكامل بين البلدين والتنسيق الاستراتيجي بينهما وزيادة التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين.  
وفى السطور التالية، نستعرض تاريخ العلاقات المصرية – الجزائرية، ومراحل تطورها.   
يحكم العلاقات المصرية والجزائرية إرث تاريخى من الدعم والمساندة المتبادلة، فقد ساندت مصر الجزائر في ثورته العظيمة في مواجهة الاستعمار الفرنسي عام 1954، وقد تعرضت مصر الناصرية لعدوان ثلاثي، فرنسي إسرائيلي بريطاني، عام 1956 بسبب موقفها المساند لثورته.
وفي المقابل، لم ينس الشعب المصري أبدًا للرئيس هواري بومدين وقفته العظيمة الداعمة لمصر سياسيًا وماديًا عقب هزيمة 67، وهو الدعم الذي استمر بعد رحيل عبد الناصر وتواصل حتى حرب 1973 التي شاركت فيها قوات جزائرية، فطلب الرئيس الجزائري السابق هواري بومدين من الاتحاد السوفيتي عام ١٩٧٣ شراء طائرات وأسلحة لإرسالها إلى المصريين عقب وصول معلومات من جزائري في أوروبا قبل حرب أكتوبر بأن إسرائيل تنوي الهجوم على مصر، وباشر الرئيس الجزائري اتصالاته مع السوفييت، لكنهم طلبوا مبالغ ضخمة، فما كان من الرئيس الجزائري إلا أن أعطاهم شيكا فارغا، وقال لهم أكتبوا المبلغ الذي تريدونه، وهكذا تم شراء الطائرات والعتاد اللازم ومن ثم إرساله إلى مصر.
وتعتبر الجزائر ثانى دولة من حيث الدعم خلال حرب 1973 فشاركت على الجبهة المصرية بفيلقها المدرع الثامن للمشاة الميكانيكية بمشاركة ٢١١٥ جنديًا ٨١٢ صف ضباط و١٩٢ ضابطًا جزائريًا. وأمدت الجزائر مصر بـ ٩٦ دبابة، ٣٢ آلية مجنزرة، ١٢ مدفع ميدان، ١٦ مدفعًا مضادا للطيران، وما يزيد على ٥٠ طائرة حديثة من طراز ميج ٢١ وميج ١٧وسوخوي ٧.
وشكلت العلاقة الثنائية المتينة بين مصر والجزائر أساسًا صلبًا اعتمدت عليه جامعة الدول العربية في بناء علاقة إستراتيجية بين العرب والأفارقة، وقد بدت هذه العلاقة واعدة جدا في السنوات التي أعقبت حرب أكتوبر عام 1973، وراحت تتطور إيجابيًا إلى أن أثمرت أول مؤتمر عربي ـ إفريقي عام 1977.
وشهدت العلاقات السياسية المصرية ـ الجزائرية تحسنا ممتازا أعقاب ثورة يونيو وانتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيسا لمصر، والذى كان قد اختار الجزائر لتكون وجهته الأولى بعد انتخابه فى 2014، حيث وقع البلدان 17 اتفاقية ومذكرة تفاهم خلال الدورة السابعة للجنة العليا المشتركة.
وتقابل الرئيس السيسى مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في 25 /6 /2014؛ حيث، أكد الرئيس أن زيارته تهدف إلى إطلاق تفاهم حقيقي ورؤية موحدة للمصالح المشتركة بين مصر والجزائر والمنطقة، واصفًا الإرهاب بمشكلة تحتاج إلى تنسيق المواقف والعمل لمجابهتها معا.
وفي 18 /7 /2019 ، قام عبد القادر بن صالح رئيس الجزائر بزيارة مصر، واستقبله الرئيس عبد الفتاح السيسى؛ حيث بحث الجانبان سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، لاسيما في مجالات الاقتصاد والتجارة وتبادل الاستثمار، بالإضافة إلى الصعيد الأمني وتبادل المعلومات، لا سيما في ظل وجود العديد من التحديات المشتركة التي يواجهها الجانبان.
كما شهد اللقاء تبادل الرؤى بين الرئيسين بشأن تطورات عدد من القضايا الإقليمية والملفات المتعلقة بالاتحاد الإفريقي، كما تم التطرق إلى عدد من القضايا، خاصةً ليبيا؛ حيث تم الإعراب عن الارتياح حيال التنسيق القائم بين البلدين حول الملف الليبي في إطار الآلية الثلاثية التي تجمع وزراء خارجية كل من مصر والجزائر وتونس، والتطلع إلى تكثيف التشاور وتبادل الرؤى فيما بين البلدين حول الأوضاع في ليبيا خلال الفترة المقبلة، وذلك من أجل تحقيق التهدئة وتسوية الأزمة سياسيًا بما يحفظ استقرار ليبيا وأمنها وسلامة أراضيها، والعمل على وقف مختلف أشكال التدخل الخارجي في ليبيا.
وفي 8 /2 /2020 ، التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الجزائري عبد المجيد تبون، في مقر إقامته بأديس أبابا على هامش قمة رؤساء الدول والحكومات للاتحاد الإفريقي، وهنأ الرئيس السيسي الرئيس "تبون" على اجتياز الجزائر للمرحلة الانتقالية، وانتخابه رئيسًا للجمهورية، مؤكدًا أواصر الأخوة والعلاقات التاريخية التي تجمع البلدين، وتطلع مصر لتطوير العلاقات الثنائية مع الجزائر والدفع قدمًا بأطر التعاون المشترك في شتى المجالات خاصة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية.
وفي إطار التشاور المستمر، يحرص رئيسا البلدين على دفع مسار العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك لمواجهة التحديات التي تواجهها المنطقة، ومتابعة كافة قضايا الأمة العربية والتطورات الجارية على الساحتين العربية والإفريقية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والوضع في ليبيا والعراق وأزمة دارفور وسوريا ولبنان، والعمل على تحقيق الاستقرار السياسي في الدائرة العربية والإسلامية والإفريقية.
وتعطي الدولتان أهمية بالغة لمواجهة الجماعات الإرهابية في تلك المرحلة الفارقة من تاريخ المنطقة، علاوة على التنسيق المشترك فيما يتعلق بالتحرك سواء على المستوى العربي أو الإفريقي.  وتتفق وجهات نظر الدولتين تجاه القضايا الحاسمة خاصة في قضية إصلاح الأمم المتحدة وتوسيع عضوية مجلس الأمن.
وبفضل اشتراك مصر والجزائر في منظور سياسي واحد، فقد تعاونت البلدان في حل الأزمة الليبية، فالمخاطر والتحديات والتهديدات التي تواجهها مصر والجزائر من الأحداث الجارية في ليبيا تهدد الأمن القومي لكلا البلدين.
فكلا البلدين تقوما باستقبال العديد من الأطراف من كافة الأطياف في ليبيا للعمل على تقريب وجهات النظر بينهم وتنظيم لقاءات واجتماعات مع المسئولين وكبار الشخصيات المصرية والجزائرية، مثل اللجنة المصرية الوطنية المعنية بالأزمة في ليبيا، ويشترك البلدان مع تونس في الاجتماع الوزاري لآلية دول الجوار العربي الثلاثية لليبيا والمعنية بدعم استقرار طرابلس. 
وتتطابق وجهات النظر بين البلدين حول الملف الليبي خاصة بشأن عدم التدخل الخارجي وسيادة مؤسسات الدولة. ويوجد توافق كبير بين مصر والجزائر وتحقيق الاستقرار وإبعاد التنظيمات الإرهابية عن الأراضي الليبية وعدم التدخل الأجنبي في الشأن الليبي وعقد انتخابات رئاسية لعودة الاستقرار مرة أخرى للأراضي الليبية.
وتتفق الدولتان على دعم القضية الفلسطينية وتحقيق الاستقرار السياسي على الصعيد الإقليمي. وتعطي الدولتان أهمية بالغة لمواجهة الجماعات الإرهابية فضلا عن التنسيق المشترك عربيا وأفريقيا. وللدولتين كذلك، جهود كبيرة وتعاون مشترك وملحوظ في مجال مكافحة الهجرة غير المشروعة. 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق