سؤال لابد أن يتردد بعد تقرير القناة 13 الإسرائيلية الذى تناقلته وسائل الإعلام فى العالم. يقول التقرير إن عددا من اليهود يتنكرون فى ملابس فلسطينية للدخول إلى المسجد الأقصى أو الحرم الشريف وأداء صلوات يهودية فيه نظرا لأن سلطات الاحتلال التى تحرسهم فى اقتحاماتهم اليومية للحرم تمنعهم من أداء الصلوات التلمودية لتحاشى المشاكل من جانب الفلسطينيين. ولابأس من أن يحمل سجادة للصلاة ومصحفا للتضليل
وحسب القناة، تم تدريب هؤلاء على الصلاة كالمسلمين كى يؤدوا الصلوات اليهودية بهدوء وهم يتظاهرون باداء صلوات المسلمين. ويتم ايضا اجراء تغييرات على هيئتهم مثل قص الشعر على طريقة المسلمين وصبغ الشعر واللحية.
ويهمنا هنا التوضيح أن الحرم الشريف مرادف للمسجد الاقصى بينما تروج اسرائيل باعتبار المسجد الأقصى هو الجامع الموجود جنوب الحرم. وتقول القناة إن هؤلاء اليهود ينتمون الى جماعة تطلق على نفسها "العودة الى الهيكل" تنادى بالسيادة اليهودية على الحرم. ونشرت صورة لرفائيل موريس زعيم الجماعة الارهابية اثناء قص شعره وهو يضع الى جانبه سجادة صلاة.
ووفقا لما تزعمه إسرائيل، يُسمح لليهود بالزيارة ولكن لا يمكنهم الصلاة هناك. وتحافظ إسرائيل على الأمن العام في الموقع، لكن الأوقاف الإسلامية تدير الأنشطة الدينية هناك.
وتزعم القناة الإسرائيلية أن قوات الاحتلال تلقى القبض كل أسبوع على أفراد متنكرين بزي عرب وهم يحاولون التسلل إلى الحرم عبر بوابات دخول مخصصة للمسلمين فقط.
ونكتفى بهذا القدر مما ورد فى تقرير الشبكة لتبدأ التساؤلات. لا يمكن أن تكون القناة بثت هذا التقرير المشبوه دون موافقة من الرقابة العسكرية الإسرائيلية خاصة انه يجافى حقيقة بديهية، وهى ان اليهود فى تدنيسهم للحرم الشريف يؤدون بالفعل صلوات تلمودية داخل الحرم الشريف. فلماذا تم نشر التقرير بهذه الطريقة اذن؟.
هناك احتمالات متعددة الأول ان يكون ذلك بمثابة إشارةإلى دخول المؤامرة اليهودية على المسجد الاقصى مرحلة جديدة- غالبا التقسيم الزمانى والمكانى كما حدث فى الحرم الابراهيمى بالخليل - وأن بث هذا التقرير ياتى للتمهيد للمرحلة الجديدة من خلال تقارير للأكذوبة الكبرى التى تروج لليهود كأصحاب حق فعلى فى الحرم الشريف.
ويمكن أن يكون وسيلة لغرس الشكوك بين المسئولين عن المسجد الأقصى فى هوية رواده من المسلمين، خاصة أن معظم المستوطنين إما قادمون من دول عربية او يتحدثون اللهجة الفلسطينية بطلاقة. وقد يدفعهم ذلك الى تشديد الإجراءات لفتح باب جديد من ابواب المعاناة فى الوصول الى المسجد يضاف إلى معاناتهم من الحواجز الاسرائيلية.
وتظل الحقيقة الثابتة وهى أن اليهود ليس لهم حق فى القدس ولا فى فلسطين بأسرها. وهذا ما أكدته اللجنة الدولية التى تشكلت عام 1929 عقب الاشتباكات بين المسلمين واليهود عند حائط البراق.
وحتى هيكل سليمان المزعوم لم يجد اليهود حجرا واحدا يثبت أنه كان موجودا مكان المسجد الاقصى يوما ما. وحتى لو كان موجودا فهو لايعطى أى حق لليهود بعد أن نزحوا عنه منذ اكثر من ألفى سنة، فلايصح أن تأتى عصابات يهودية بعد أكثر ألفى سنة ليقولوا أجدادنا عاشوا هنا ويعتبرونها من حقهم . فأحداث التاريخ لا ترتب حقا، وإلا كان من حق المسلمين أن يطالبوا بالعودة إلى اسبانيا التى حكموها لمئات السنين.
اترك تعليق