متحورات كورونا تطارد شعوب العالم مسببة حالة من القلق والتخوف من حدوث طفرة كاملة وظهور فيروس جديد ببروتينات جديدة خاصة سلالة دلتا ودلتا بلس الذي يؤكد خبراء منظمة الصحة العالمية انهما الأسرع انتشارا وأكثر خطرا لاستهدافهم جميع الفئات العمرية بلا استثناء ولأن الفيروسات تتحور باستمرار وتقاوم مناعة الانسان والأخطر هو التحور الذي يغير شكل الفيروس ليقاوم العلاج واللقاحات.
التوسع في التلقيح يمنع دخولنا في دوامة جديدة من السلالات
ننصح بمصل الأنفلونزا الموسمية لتشابه الأعراض مع "كوفيد - 19"
كشف د.أمجد الخولي- استشاري الوبائيات بمنظمة الصحة العالمية- عن زيادة الإصابات الأسبوع الماضي في بعض دول اقليم شرق المتوسط وأعلي نسبة الزيادة في جيبوتي 129% وتونس 38% ومصر 36% وخاصة في ظهور التحورات وانتشارها مثل الفا وبيتا ودلتا التي أصبحت أقوي وأشد عدوي لذلك أصدرت الصحة العالمية توصياتها بأهمية مواصلة الإجراءات المتعلقة بالصحة العامة والتي تشمل ترصد وإجراء اختبارات واكتشاف الحالات وعزلها وتتبع المخالطين ومعالجة المرضي.
كذلك التطبيق الجاد للتدابير الوقائية والتي تشمل التباعد البدني وارتداء الكمامة وتجنب الازدحام والحد من التجمعات وتطهير الأسطح.
أشار إلي أهمية التطعيمات في هذه المرحلة لكل الفئات ذات الأولوية والتوسع في تقديمها حيث تحقق النسب المستهدفة وهي 40% من سكان كل بلد بنهاية هذا العام و70% منتصف العام القادم وهذا يتطلب عدالة توزيعها خاصة بين البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل لمواجهة الموجة الرابعة.
أكد علي ضرورة التصدي لانتشار المعلومات والأخبار المغلوطة التي تساهم في تردد البعض لاستخدام اللقاح وكذلك عدم التهاون في تطبيق التدابير الوقائية حتي مع استخدام اللقاح فالعالم مازال بعيدا عن إنهاء الجائحة.
والمنظمة في حالة ترصد وتصنيف للمتحورات سواء المثيرة للاهتمام أو المثيرة للقلق كلها خاضعة للمراقبة مؤكدا ان جميع أنواع الفيروسات تخضع للتحور مع مرور الوقت لذلك لا بد من التلقيح السريع خاصة مع انتشار الفيروس لفترة طويلة فكلما تكاثر تتغير الخصائص والشكل.
أهمية المواجهة
يؤكد د.أمجد الحداد- استشاري المناعة والحساسية- علي أهمية مواجهة التحور الجديد دلتا خاصة وانه سريع الانتشار ويصيب جميع الأعمار ومع انخفاض أعداد الحاصلين علي اللقاح قد يحدث تحور آخر قادر علي مواجهة فاعلية اللقاحات وهو ما لا يزيد الوصول اليه في هذا التوقيت مع سرعة انتشار المتحورات والتي تعد مؤشرا لتحورات أخري جديدة فحتي الآن جميع اللقاحات وان لم تمنع الاصابة بالفيروس لكنها تضعفه وتقاومه بشكل جيد كما انها تؤدي لعدم دخول المستشفي والعلاج المنزلي في كثير من الحالات.
قال ان منظمة الصحة العالمية لديها فريق من الخبراء يقوم بعمليات لرصد التحورات الجديدة لفهم الفيروس وطبيعته بشكل أفضل خلال مراحل التحور.
الانتشار السريع
د.أشرف عقبة- أستاذ ورئيس أقسام المناعة والباطنة بطب عين شمس- أوضح ان دلتا لديه قدرة واسعة علي الانتشار ويختلف عند السلالات التي ظهرت خلال العامين الماضيين وقدرته علي الإصابة تصل إلي 60% عبر السلالة الأصلية لكوفيد كما ان ظهور دلتا بلس يؤكد ان هذا التحور لديه قدرة علي الهروب المناعي وإصابة الأشخاص الذين حصلوا علي اللقاح.
أضاف ان الخبراء والمتخصصين اتفقوا علي ان المتحورات الجديدة تختلف من ناحية فعالية الانتشار وليس بقدرتها علي الإصابة بأعراض خطيرة لكن المصابين بدلتا ونظرا لتكاثره داخل جسم المصاب مما يساهم في انتشار كميات أكبر من الفيروس وبالتالي تزايد العدوي لذلك اهتمت الصحة العالمية بضرورة التعامل مع دلتا وتكثيف الجهود للتصدي له لعدم حدوث طفرات أخري جديدة تكون أكثر خطورة في ظل ظهور الموجات الجديدة في عدة دول من العالم.
قال اننا لا نريد الدخول في دوامات جديدة من السلالات ومن الأفضل التوسع في اللقاحات لاحتواء هذا الوباء مشيرا إلي ان اللجنة العلمية قامت بالتحديث الخامس للخطة العلاجية طبقا لما أشارت إليه نتائج الأبحاث العلمية الدولية خاصة مع تعرض كل الفئات العمرية للإصابة.
أشار إلي ان خطورة التحورات تزداد مع دخول موسم الشتاء وانتشار الأنفلونزا نظرا لأن الجهاز التنفسي هو الأكثر تضررا من الإصابة بالفيروس.
معركة التحورات
د.عادل خطاب- أستاذ الأمراض الصدرية بجامعة عين شمس- أوضح ان القلق من انتشار سلالة دلتا بسبب العدوي السريعة واستهدافها لكل الفئات العمرية مؤكدا ان التحورات بصفة عامة هي عملية طبيعية لدي الفيروسات التي تعمل علي البقاء والاستمرار لذلك هناك تخوف عالمي من تأثير المتحور دلتا علي العلاجات وأسلوب التشخيص وكذلك اللقاحات لهذه الأسباب تسيطر حالة من القلق والشك خاصة وان معركة العالم ضد الوباء لم تنته.
قال من المطلوب التوسع في حملات التطعيم للحد من تزايد الإصابات خاصة مع موسم الأنفلونزا الموسمية وخطورة إصابة الرئة والجهاز التنفسي من الفشل التنفسي أو تليف الرئتين.
طالب بضرورة حصول أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن علي لقاح الأنفلونزا بجانب لقاح كورونا بشرط ترك فترة لا تقل عن أسبوعين بين كل لقاح نظرا لتشابه أعراض المتحور الجديد مع أعراض الإصابة بنزلات البرد.
واللقاحات حتي الآن دورها الحماية من المضاعفات الخطيرة وتخفيف حدة الأعراض.
أكد ان كل المحاولات للتصدي عالميا للمتحورات الجديدة هو عدم الوصول إلي طفرة كاملة فهذا يعني ظهور فيروس جديدة ببروتينات جديدة.
قال: لدينا قاعدة أساسية ينبغي علي الجميع الالتزام بها وهي البعد عن مصادر العدوي والتلوث والاهتمام بالغذاء الصحي لدعم المناعة وتحفيز الجسم علي مواجهة الفيروس بكل متحوراته.
اترك تعليق