تبذل الجامعات المصرية جهودا كبيرة للحد من ظاهرة انتشار تعاطي المخدرات بين طلابها حيث أعلن المجلس الأعلي للجامعات عن إجراء تحاليل كشف مخدرات بين طلاب الجامعة للمتقدمين للالتحاق بالجامعات المصرية هذا العام من أجل اتخاذ الإجراءات المناسبة لعلاجهم من التعاطي والحد من ظاهرة انتشار المخدرات بكل أنواعها بين طلاب الجامعات وخاصة المقيمين بالمدن الجامعية.
كان المجلس قد شدد علي أن الإجراءات ليس الهدف منها فصل الطلاب ولكن علاجهم بما لا يؤثر علي مستقبلهم بأن تقوم الجامعة بإخطار أولياء الأمور في حالة إيجابية عينة الطالب وتقديم يد العون للأسر حتي يتخلص ابنهم من المخدرات وحتي نحمي مستقبله.
أما من سيثبت تناوله المخدرات أو إتجاره بها داخل المدينة الجامعية أو حرم الجامعة فسيتم فصله فورا بالنسبة للجامعات الحكومية.. أما الجامعات الأهلية والخاصة والمعاهد فلا يوجد أي قرار بشأنها حتي الآن.
رحب عدد من طلاب الجامعات بقرار المجلس الاعلي للجامعات بإجراء تحاليل عشوائية لكشف المتعاطين للمخدرات من الطلاب مع ابلاغ اسرهم للمتابعة وتقدم العلاج للطلاب لانقاذ العملية التعليمية.
قال الطلاب ان التعاطي منتشر بين الطلاب وأيضاً الطالبات ويجب اصدار قرار مماثل يمنع التدخين في الحرم الجامعي لحماية مستقبل الطلاب.
"صلاح كارم" طالب بالفرقة الرابعة بمعهد الحاسب الآلي بالهرم: ان ازمة تعاطي الطلاب الصغار المخدرات تبدأ من عمر 14 سنة للاسف وانتشار التدخين والمخدرات بين طلاب الجامعة خطر داهم علي مستقبل الاسرة المصرية ولابد من وجود اجراءات حازمة ضد المتعاطي والمروجين للقضاء علي هذه الظاهرة.
"ياسر رشاد" طالب بالفرقة الثالثة كلية العلوم جامعة القاهرة: الاسرة والبيئة المحيطة مسئولين عن سلوك ابنائهما بالاضافة لدور اصدقاء السوء والجامعة اخيراً اهتمت بنا فوجود المتعاطين للمخدرات داخل الجامعة يؤثر بالسلب علينا وعلي العملية التعليمية والطالب المتعاطي طالب مشاغب يثير المشاكل مع زملائه والموضوع لايتوقف عند الطلاب فقط ولكن هناك طالبات ايضا يقلدنهم وبالتالي يفسدن زميلاتهن ايضا.
"جنا احمد" طالب بالفرقة الثالثة بكلية الحلوق جامعة حلوان: القرار ممتاز ويحمينا من الوقوع في مستنقع المخدرات الذي طال ليس فقط الشباب ولكن البنات ايضا ولابد من ان تكون هناك عقوبات تأديبية للمروجين والبائعين والمدمنين حتي تتطهر الجامعة.
"احمد العبد" الطالب في الفرقة الثانية بكلية الحقوق جامعة حلوان: ضعف الانشطة الرياضية والنشاط الجامعي يسبب فراغ للطلاب مما قد يدفع بعضهم إلي البحث عن التسلية ويقوم بتجربة تناول المخدرات علي سبيل التجربة والهزار فتنزلق قدمه في مستنقع الادمان وايضا آفة تدخين الطلاب داخل الحرم الجامعي منتشرة ومتزايدة بشكل كبير وهي بداية الطريق لمعرفة الطالب بالمخدرات ولا بد ان تأخذ الجامعة اجراءات بمنع التدخين داخل الحرم الجامعي وتشجيع الطلاب علي ممارسة انشطة مثل الرياضة والتمثيل في اوقات فراغهم مما يفرغ طاقتهم ويقيهم من الانحراف.
يقول عمرو عثمان مساعد وزرية التضامن ومدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي انه بناء علي نتائج المسح الذي تم إجراؤه في شهر فبراير من عام 2021 الحالي كانت نسبة التعاطي 10% والادمان 3.3% وبعد المسح الحديث انخفضت النسب ووصلت نسبة التعاطي رلي 5.6% والادمان إلي 2.4% حيث أجري البحث علي الشريحة من 15 إلي 60 سنة موضحا ان نسبة التعاطي علي مستوي العالم 5% ومصر في 2014 كانت ضعف هذا المعدل العالمي.
ويمثل الشباب ممن هم في سن ما قبل التخرج في الجامعة نسبة كبيرة منهم مما يحتاج معه إلي وقفة موضوعية وسريعة.
أشار إلي أن قيام الجامعات بإجراء تحاليل للطلاب قبل دخول العام الدراسي الجديد إجراء متبع منذ سنوات ساهم في خفض نسبة المتعاطين.
اكد خبراء الصحة النفسية ان قرار اجراء تحاليل عشوائية للكشف عن مدي تعاطي طلاب الجامعات للمواد المخدرة من عدمه قرار رائع وقد يكون تأخر بعض الشئ.
اضافوا ان الاجراء وقائي ويحمي الطلاب من الوقوع في براثن المخدرات وخوفاً علي مستقبلهم.
رحب د.حسن الخولي استاذ الاجتماع بجامعة عين شمس بالقرار قائلا: اذا كانت الجامعات ستجري علي الطلاب فحوصاً تتعلق بتعاطي المخدرات فإن هذا الامر يمكن النظر اليه من منظورات متعددة ويمكن ان اشير اليها بإيجاز فيما يلي: فإذا نظرنا إلي النصف المملؤ من الكوب فسوف نتصور ان الجامعات تتصرف بحسن نية انطلاقا من حرصها علي مصالح طلابها وتأميناً لمستقبلهم وحمايتهم من التعرض لاي مخاطر قد تؤثر سلبا علي بلوغ هذا الهدف النبيل. هذا بالاضافة إلي الحفاظ علي الامن الجامعي وصيانته كضمانة مهمة لاستقرار الجامعات واداء رسالتها علي الوجه الاكمل.. ولو جاءت نتائج الفحوص ايجابية بالنسبة لبعض الطلاب فسوف تتخذ التدابير اللازمة لعلاجهم فورا.
اضاف: اذا نظرنا إلي النصف الفارغ من الكوب فسوف نتصور ان هناك ازمة ثقة لدي الجامعات في النظر إلي طلابها وانها تتدخل في شئونهم الشخصية وتفرض عليهم قيوداً تحد من حرياتهم مما تترتب عليه اثار نفسية سلبية لديهم قد تؤدي بدورها إلي درجات من الشعور بالاحباط والنفور من الجامعة وعدم الرضا عن تحقيقها لاهدافها ورسالتها.
اشار إلي ان الامر هنا قد تتجاوز آثاره السلبية نطاق العلاقات بين الجامعات والطلاب لتتسع وتمتد إلي شبكات العلاقات الاجتماعية التي تربط هؤلاء الطلاب بأسرهم وذويهم واصدقائهم ومعارفهم.
ومع اعتبار حسن النية ونبل الغاية طبقا لوجهة النظر الاولي فإنني اري ضرورة التريث والدراسة الدقيقة لردود الفعل المتوقعة قبل اصدار القرار التنفيذي في هذا المجال.
يقول د.وليد هندي استشاري الصحة النفسية ان قرار المجلس الاعلي للجماعات تأخر كثيراً جداً لان هذا القرار يهم اكثر من ثلاثة ملايين طالب في الجامعات المصرية ويحميهم من الوقوع في براثن المخدرات ويحمي اسرهم وهو قرار وقائي احترازي يمنع الوقوع في مشكلة مستقبلية تؤثر علي مستقبل الشباب والاسر وحماية للمجتمع فالشباب هم الفئة المستهدفة المستخدمة في تدمير الدول وزعزة استقرارها.
أكد رؤساء الجامعات أن الهدف من إجراء التحليل العشوائي لأبنائنا الطلاب هو علاج من يثبت تعاطيه وليس عقابه.. مؤكدين أن الجامعات ستقوم بإبلاغ ولي الأمر في حالة ثبوت تعاطي المخدرات. ولكن لن يتم فصل أي طالب أو منعه من الحضور.
يقول د.ماجد نجم رئيس جامعة حلوان إن مجلس جامعة حلوان وافق علي عقد اختبارات تحليل المخدرات لطلاب المدن الجامعية بشكل عشوائي. وذلك بعد أن تم ضبط عدد من الطلاب بحوزتهم مواد مخدرة وزجاجات خمور العام الماضي وسيتم عمل تحليل مخدرات عشوائي للطلاب قبل بدء العام الدراسي الجديد.
أضاف أنه سيتم عمل تحاليل عشوائية للطلاب المتقدمين للجامعة هذا العام وإخطار أسرهم ولن يتم منعهم من الحضور. والهدف هو علاجهم من الإدمان وجعل الجامعة المصرية دون مدمنين.
أكد د.مصطفي عبدالخالق القائم بأعمال رئيس جامعة سوهاج أن الجامعة تواصل إجراء الكشف الطبي حاليا علي الطلبة المقبولين بها وأبرزها إجراء تحليل الدم والبول لاكتشاف أي أمراض مزمنة يعانيها أي طالب. موضحاً أن أي طالب ينتج عن تحليل عيناته اكتشاف تعاطيه لأي مخدر تتم مخاطبة الأسرة لمتابعته وعلاجه وتقدم الجامعة الدعم اللازم له. ولكن لن يتم فصله أو إلغاء قيده من الجامعة. وهذا الإجراء الهدف منه مساعدة الطالب وأسرته في التعافي من تعاطي المخدرات.
قال د.أشرف عبدالباسط رئيس جامعة المنصورة إن الجامعة بدأت إجراء الكشف الطبي للطلاب المقبولين بالكليات المختلفة بداية من يوم السبت. موضحا أن الكشف يكون شاملاً للطلاب لاكتشاف أي أمراض يعانونها. خاصة المزمنة بجانب عمل ملف متابعة لكل طالب لمعالجته ومتابعته باستمرار. موضحا أنه سيتم منح تطعيم فيروس كورونا لكل طالب أثناء الكشف الطبي في ظل تنفيذ توجهات الدولة.
أكد أن هناك إجراء طبياً تتخذه الجامعة سنويا. خاصة مع الطلاب المقيمين بالمدن الجامعية وهو إجراء تحليل مفاجئ لاكتشاف من يتعاطي المخدرات وذلك في إطار المتابعة الطبية والصحية للطلاب وهذا للحد من ظاهرة تعاطي المخدرات وانتشارها بين طلاب الجامعات.
تقول د. صفاء السيد محمود عميد كلية علوم الحاسب ونظم المعلومات ورئيس قسم تكنولوجيا التعليم بجامعة عين شمس إن هذا إجراء التحاليل متبع من قبل الجامعة في إطار حرصها علي منع تفشي ظاهرة تعاطي المخدرات بين طلابها منذ سنوات وهو أسلوب تربوي رادع للحرص علي مستقبل ابنائنا وحرصا من الجامعات علي مستقبل ابنائنا.
أكدت أن الطلاب في البداية يكون قد غرر بهم من أصدقاء السوء ولكن المشكلة قيام الطالب بتشجيع زملائه علي التعاطي وان يتحول الطالب من مجرد متعاط إلي بائع ومروج للمخدرات ولابد حينها في اتخاذ الإجراءات العقابية الرادعة ضد هؤلاء لأنهم أصبحوا اعضاء فاسدين في المجتمع الجامعي وكثير من أولياء الأمور يتفاجأون بأن أولادهم يتعاطون المخدرات.
تقول جيهان بيومي عضو لجنة التعليم بمجلس النواب ان لجنة التعليم بمجلس النواب طالبت وزير التعليم العالي والبحث العلمي بضرورة إجراء كشف تحليل مخدرات للطلاب بكافة الجامعات حتي لو بشكل عشوائي.. وقد أكدنا ضرورة إجراء التحليل بشكل سري ونتائجه سرية والهدف منه العلاج وليس العقاب وصحة الطالب خط أحمر.
أضافت ان الاهتمام بصحة الطالب والخوف علي صحته من أولويات إدارة الملف الصحي للدولة المصرية.. والقيام بعمل كشف تحليل للمخدرات للطلبة ليس الهدف منه العقاب ولكن الهدف الأسمي هو حماية أبنائنا الطلبة من الوقوع فريسة للمخدرات والحماية لهم من أي مخاطر قد تلحق بهم وأيضا اكتشاف المبكر لأي ضحية حتي يتمكن من أخذ العلاج ويصبح شخصا سويا خادما لوطنه ومنتجا وأيضا اكتشاف العوامل المؤثرة لذلك.
أشارت إلي ان طلاب الجامعات من فئة الشباب لذا يجب عمل حملات التوعية في كافة الجامعات ليس فقط بالمخدرات أيضا بالتدخين مشيرة إلي أن هناك جامعات تأخذ عينات عشوائية للطلاب والطالبات بالجامعات ويتم العلاج للطلاب وليس العقاب وان هذا القرار من سلطات رئيس الجامعة.
اترك تعليق